Articles
Displaying 601-610 of 821 results.
ID:
607
Title: حديث الكاتب والمحلل السياسي سايد فرنجية لصوت الشعب
Content: <p dir="RTL">اعتبر الكاتب والمحلل السياسي سايد فرنجية ان المبادرة الرئاسية اصبحت في ثلاجة الانتظار وان لا افق للتسويات الداخلية خصوصاً بعد التوتر في العلاقات بين الرياض وطهران ، داعياً اللبنانيين الى تحصين الساحة الداخلية والحرص على عدم اهتزاز الاستقرار الامني والسياسي وتعزيز الوحدة فيما بينهم في مواجهة ارتفاعِ حدة الخطاب السياسي المذهبي اثر اعدام الشيخ نمر النمر.</p> <p dir="RTL">ورأى فرنجية في حديث الى صوت الشعب ان توقيت اعدام السعودية للنمر يهدف في جانب منه الى ايقاظ الفتنة المذهبية نتيجة مستجدات المنطقة وتعثر حربها في اليمن وعدم رضاها عن قرار الامم المتحدة بخصوص إيجاد حل سياسي في سوريا.</p> <p dir="RTL"> </p>
Image: logo sawtachaab1.jpg
Title: حديث الكاتب والمحلل السياسي سايد فرنجية لصوت الشعب
Content: <p dir="RTL">اعتبر الكاتب والمحلل السياسي سايد فرنجية ان المبادرة الرئاسية اصبحت في ثلاجة الانتظار وان لا افق للتسويات الداخلية خصوصاً بعد التوتر في العلاقات بين الرياض وطهران ، داعياً اللبنانيين الى تحصين الساحة الداخلية والحرص على عدم اهتزاز الاستقرار الامني والسياسي وتعزيز الوحدة فيما بينهم في مواجهة ارتفاعِ حدة الخطاب السياسي المذهبي اثر اعدام الشيخ نمر النمر.</p> <p dir="RTL">ورأى فرنجية في حديث الى صوت الشعب ان توقيت اعدام السعودية للنمر يهدف في جانب منه الى ايقاظ الفتنة المذهبية نتيجة مستجدات المنطقة وتعثر حربها في اليمن وعدم رضاها عن قرار الامم المتحدة بخصوص إيجاد حل سياسي في سوريا.</p> <p dir="RTL"> </p>
Image: logo sawtachaab1.jpg
ID:
608
Title: حديث ماري الدبس الى صوت الشعب
Content: <p dir="RTL">الدبس لصوت الشعب</p> <p dir="RTL" align="center">اللقاء اليساري العربي السابع سيناقش خطته المواجهة للامبريالية وللإرهاب.. ولضورة التوجه نحو الهدف الأساسي في مقاومة العدو الصهيوني وعدم الانجرار وراء الشحن الطائفي والمذهبي</p> <p dir="RTL">أشارت نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني ومنسقة اللقاء اليساري العربي/ الدكتورة ماري ناصيف – الدبس/ الى أن اللقاء اليساري العربي تشكل في تشرين الأول العام ألفين وعشرة (2010) أي قبل انطلاقة الثورة التونسية/ وكانت الدعوة لتشكيل هذا اللقاء تهدف الى تحديد دور اليسار العربي في ظل الأزمة العامة للرأسمالية وانعكاساتها على بلداننا وأيضاً مواجهة الحروب العدوانية على العالم العربي وسياسات أنظمة الحكم العربية/ لافتة الى أن الاجتماع السابع للقاء اليساري العربي الذي سيعقد ببيروت في التاسع والعاشر من الشهر الحالي تحت شعار: البديل اليساري العربي في مواجهة المشاريع الامبريالية والارهاب/ يأتي في ظل محاولات القوى المضادة للثورة للانتهاء من نتائج ثورات الشعوب العربية وانتفاضاتها/ التي يواجهها اليسار العربي عبر ائتلافات في كل من مصر وتونس وغيرهما من البلدان العربية/ لذلك فإن ما سيناقشه المجتمعون في اللقاء السابع هو وضع أسس البديل اليساري/ وخصوصاً أن التغيير الديمقراطي يتطلب الاحاطة به في عدة بلدان عربية.</p> <p dir="RTL">وأكدت الدبس/ في حديث الى صوت الشعب ضمن الفترة الاخبارية المستمرة/ أن البديل اليساري يختلف نوعياً عن غيره من البدائل المُوَاجِهة للامبريالية وللإرهاب/ ويمكن ذلك في التلازم بين مَسَاري التحرُّر من التبعية ومقاومة العدو الصهيوني وبين التغيير الاجتماعي باتجاه استعادة الثروات العربية وتطوير وضع الشعوب العربية بما يضرب التبعية للمراكز الرأسمالية العالمية/ عبر ثورة اجتماعية.</p> <p dir="RTL">وحول الوضع اللبناني وما نسمعه من مواقف بعد حكم الاعدام بحق الشيخ المعارض نمر النمر/ أكدت الدبس رفض أي حكم إعدام/ وهي أحكام تحدث في بلدان كثيرة بنمطقة الشرق الأوسط/ في السعودية وإيران/ وتحدث أيضاً على الصعيد العالمي/ مشيرة الى أن مواجهة الرأي المعارض يجب أن تكون بالرأي وليس بالاعدام/ لافتة الى أن التصعيد في لبنان هو محاولة لتجميع الأوراق بانتظار الحل المقبل الذي لا تقرره برجوازيتنا التابعة بل يقرره من هم خلفها/ وبالتالي ما نسمعه اليوم من معارك عالية بين أطراف تلك الطبقة البرجوازية يدخل ضمن تجميع الأوراق والتحشيد الطائفي لمحازبيها ولن يؤدي سوى الى المزيد من الدمار/ مؤكدة على ضرورة التوجه نحو مواجهة الهدف الأساسي وهو العدو الصهيوني والتنبه من مخططات التنظيمات الارهابية/ وعدم الانجرار وراء الشحن الطائفي والمذهبي.</p> <p dir="RTL"> </p>
Image: ماري ناصيف الدبس.jpg
Title: حديث ماري الدبس الى صوت الشعب
Content: <p dir="RTL">الدبس لصوت الشعب</p> <p dir="RTL" align="center">اللقاء اليساري العربي السابع سيناقش خطته المواجهة للامبريالية وللإرهاب.. ولضورة التوجه نحو الهدف الأساسي في مقاومة العدو الصهيوني وعدم الانجرار وراء الشحن الطائفي والمذهبي</p> <p dir="RTL">أشارت نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني ومنسقة اللقاء اليساري العربي/ الدكتورة ماري ناصيف – الدبس/ الى أن اللقاء اليساري العربي تشكل في تشرين الأول العام ألفين وعشرة (2010) أي قبل انطلاقة الثورة التونسية/ وكانت الدعوة لتشكيل هذا اللقاء تهدف الى تحديد دور اليسار العربي في ظل الأزمة العامة للرأسمالية وانعكاساتها على بلداننا وأيضاً مواجهة الحروب العدوانية على العالم العربي وسياسات أنظمة الحكم العربية/ لافتة الى أن الاجتماع السابع للقاء اليساري العربي الذي سيعقد ببيروت في التاسع والعاشر من الشهر الحالي تحت شعار: البديل اليساري العربي في مواجهة المشاريع الامبريالية والارهاب/ يأتي في ظل محاولات القوى المضادة للثورة للانتهاء من نتائج ثورات الشعوب العربية وانتفاضاتها/ التي يواجهها اليسار العربي عبر ائتلافات في كل من مصر وتونس وغيرهما من البلدان العربية/ لذلك فإن ما سيناقشه المجتمعون في اللقاء السابع هو وضع أسس البديل اليساري/ وخصوصاً أن التغيير الديمقراطي يتطلب الاحاطة به في عدة بلدان عربية.</p> <p dir="RTL">وأكدت الدبس/ في حديث الى صوت الشعب ضمن الفترة الاخبارية المستمرة/ أن البديل اليساري يختلف نوعياً عن غيره من البدائل المُوَاجِهة للامبريالية وللإرهاب/ ويمكن ذلك في التلازم بين مَسَاري التحرُّر من التبعية ومقاومة العدو الصهيوني وبين التغيير الاجتماعي باتجاه استعادة الثروات العربية وتطوير وضع الشعوب العربية بما يضرب التبعية للمراكز الرأسمالية العالمية/ عبر ثورة اجتماعية.</p> <p dir="RTL">وحول الوضع اللبناني وما نسمعه من مواقف بعد حكم الاعدام بحق الشيخ المعارض نمر النمر/ أكدت الدبس رفض أي حكم إعدام/ وهي أحكام تحدث في بلدان كثيرة بنمطقة الشرق الأوسط/ في السعودية وإيران/ وتحدث أيضاً على الصعيد العالمي/ مشيرة الى أن مواجهة الرأي المعارض يجب أن تكون بالرأي وليس بالاعدام/ لافتة الى أن التصعيد في لبنان هو محاولة لتجميع الأوراق بانتظار الحل المقبل الذي لا تقرره برجوازيتنا التابعة بل يقرره من هم خلفها/ وبالتالي ما نسمعه اليوم من معارك عالية بين أطراف تلك الطبقة البرجوازية يدخل ضمن تجميع الأوراق والتحشيد الطائفي لمحازبيها ولن يؤدي سوى الى المزيد من الدمار/ مؤكدة على ضرورة التوجه نحو مواجهة الهدف الأساسي وهو العدو الصهيوني والتنبه من مخططات التنظيمات الارهابية/ وعدم الانجرار وراء الشحن الطائفي والمذهبي.</p> <p dir="RTL"> </p>
Image: ماري ناصيف الدبس.jpg
ID:
609
Title: الكلمة الافتتاحية للرفيق الدكتور خالد حدادة في اللقاء اليساري العربي السابع في مركز الحزب
Content: <p dir="RTL"><strong>كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني د. خالد حدادة في افتتاح اللقاء اليساري العربي السابع.</strong></p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL">حدثت، منذ اللقاء السادس، تطوراتٌ كثيرةٌ في منطقتنا. ومن المفيدِ الإشارةُ والتاكيدُ في هذه المرحلة على السماتِ الرئيسةِ، المستمرةِ او المستجدة في الوضع السياسيِّ في المنطقة وعلى أساسها تجري صياغةُ المهامِ الرئيسةِ لليسارِ العربيِّ.</p> <p dir="RTL">لنبدأْ من آخر سلمِ الأحداث، المتمثل بالتوتر الذي أحدثه إعدامُ الشيخ النمر في ملكية آل سعود. وقد شكّل هذا الحدث- من دون شك- خطوةً اساسية في إطار المخطط الأميركي للمنطقة؛ فبعد تغييرات كثيرة حدثت على أكثر من مستوى، عملت السعودية على استعادة جوهر المشروع الأميركي، بتأمين شروط جديدة لوضع المنطقة في ظل صراع مذهبي طائفي، بعد أن بدأ هذا المشروع بالتخبط على أكثر من مستوى.</p> <p dir="RTL">ولعل فهمَ هذا الحدث يدلنا على ثلاثةِ مواقعَ للصراع، لعل الأهمَ والأكثرَ استهدافاً، هو القضيةُ الفلسطينية. فكنا قد اتفقنا في السنوات السابقة على أنّ جوهر المشروع الأميركي هو الغاءُ القضية الفلسطينية، باعتبارها محور الصراع الرئيس في المنطقة، والغاءُ أرضية الصراع العربي – الاسرائيلي وإبدالها بأرضية جديدة للصراع، أساسها الصراعات ذات الطابع المذهبي – الطائفي والعرقي.</p> <p dir="RTL">إن الانتفاضة البطولية الثالثة للشعب الفلسطيني، في كل فلسطين، أعادت الاعتبار بقوة إلى مركز التناقض الرئيس في المنطقة، وهي تصارع ببطولة لإعادة قضيةِ فلسطينَ إلى قلب الصراع لتشكلَ جوهرَ أيِّ مشروعٍ عربيٍّ مشترك. وأمام عجز العدو الصهيوني عن إنهاء هذه الانتفاضة، كان لا بد للمشروع الأميركي الأساس من أن يقوم بهذه المهمة. وطبيعي أن يلجأَ الأميركيُّ في هذا الإطار إلى تلميع الصراعِ الطائفيِّ والمذهبيّ، كأساسٍ في مشروعه، ولا يمكنُ تفسيرُ الأجراءِ السعوديِّ الأخيرِ إلاّ في هذا الإطار.</p> <p dir="RTL">والموقعُ الثاني هو حكماً سوريا. إن التغييراتِ الأخيرةَ في خارطة الصرع داخل سوريا، أدت إلى تعزيز وحدة الجيش السوري وموقعِهِ، وإلى تعزيزِ وحدات الحماية الشعبية الكردية وإلى تراجعٍ جدّيٍّ في وجود القوى المعارضة المسلحة المحتضَنة من قبل اميركا والسعودية وتركيا، وكذلك إلى تراجع القوى الإرهابية. وأدت هذه الوقائع إلى تقدّمٍ - ولو جزئيّا- على مستوى المفاوضات من أجل حل سياسي للأزمة السورية.</p> <p dir="RTL">إن الوقائعَ السياسيةَ والعسكريةَ المستجدة، وإنْ لم تؤدِّ إلى حسم للصراع وتجاوز الأزمة ، مهدت لتقدم المفاوضات. وبرز ذلك بشكل رئيس في مؤتمري فيينا، ولا سيّما الثاني، وكذلك في قرار مجلس الأمن.</p> <p dir="RTL">إن مثلَ هذا الاتجاهِ يحرج الهجمةَ المضادةَ، ويحرج السعوديةَ وحلفاءَها، ولعله هو الذي دفع باتجاه التقاربِ السعودي – التركي من جهة، والتركي– الاسرائيلي من جهة أخرى، بحيث تلعب تركيا على الأقل دور الوصل في هذا التحالف.</p> <p dir="RTL">إن انزعاجَ أصحابِ هذا المشروع من اتجاه الحل، يفسر التصعيدَ التركيَّ بإسقاط الطائرة الروسية، كما يقدمُ تفسيراً للتصعيد السعودي يإعدام الشيخ النمر. أما الموقعُ الثالثُ فيتمثل في تطورات الاعتداء السعوديِّ على الشعب اليمنيّ، وفي تطوراتِ الصراعِ في هذا البلدِ الذي يشهد أبشع حربٍ عدوانية، مصحوبةٍ بحربٍ أهلية تعجز قوى الصراعِ الداخلي حتى الآن وبسبب طبيعتها وتبعيتها الإقليمية عن البدء بمفاوضات تنهي هذه الحرب، من أجل الحل السياسي الداخلي، الأمرُ الذي يهدد جدياً، بمزيد من الدمار والتفتيت، تكونُ القوى الإرهابيةُ، والقاعدةُ خاصةً، المستفيدَ الأساسيَّ منه .</p> <p dir="RTL">الرفاقُ الأعزاء،</p> <p dir="RTL">انطلاقاً من هذه التطورات، يمكن القولُ إنَّ منطقتَنا وبلدانَنا، تمر بمرحلة انتقالية تاريخية. وبقدر ما تشهد اليوم تطوراتٍ خطيرةً، فأنها قد تساهم <strong>في فتح أفق باتجاه عالم عربي جديد</strong>، إذا ما تمكنت القوى المواجهة للمشروع الأمبريالي الأميركي، من فتح كوة باتّجاه <strong>تكوينِ حركةِ تحررٍّ عربيةٍ مقاومةٍ وجديدة، تقدميةِ التوجه،</strong> وممثلة حقيقية لمصالح شعوبنا وبشكل خاص لفقراء المنطقة وللفئات الأجتماعيةِ الأكثرِ فقراً.</p> <p dir="RTL">إن لقاءَنا، مدعو للارتقاء في تنسيقه وتشكله، برنامجاً وتنظيماً. وهذا ليس اتجاهاً انتقائياً، بل هو حاجةٌ موضوعيةٌ لشعوبنا قبل أن يكون حاجةً لأحزابنا وقوانا.</p> <p dir="RTL">فالمشروع الأميركي واضحُ الأهداف. ولقد استطاع عبر هجمته المضادة تشكيلَ تحالفِه الدوليّ، والأقليميّ أيضاً، كما أشرنا سابقاً.</p> <p dir="RTL">و قد بدأ الإرهاب، الذي أتى كأحد مكونات المشروع الأميركي، وبدعم من قوى هذا المشروع مادياً وفكرياً وسياسياً وعسكرياً، يأخذ منحىً خطيراً ومستقلاً. وهذا ليس بجديدٍ في التاريخ؛ فكل الفاشياتِ نشأت من رحم الرأسمالية وبفعل الحروب. وهذه الحروبُ هي صفة ملازمة لأزمة الرأسمالية. هكذا نشأت ونمت الحركاتُ النازية والفاشية في أوروبا. وهكذا تكونت الدولةُ الداعشية الأولى في منطقتنا، أي الدولةُ الصهيونية. وهكذا تنشأ اليومَ الحركاتُ الفاشية الجديدة في الولايات المتحدة نفسِها وفي أوروبا.</p> <p dir="RTL">هذا الإرهاب يعمل على كل ساحاتنا. فلا يوجد أي بلد عربي أساساً وحتى أيُّ بلدٍ في العالم بمنأى عن الخطر الإرهابي. و استطاع بهذا المعنى، كما المشروع الأميركي، تكوينَ خطته وبرنامجه الموحد، وأدواته.</p> <p dir="RTL">في مقابل هذين المشروعين، وفي المواجهة معهما، يبرز محورٌ آخرُ، أقلُّ تجانساً ولكنه استطاع حتى الآن، تحقيقَ إنجازٍ يتمثل في وقف التقدم الذي حققه المشروع الأميركي في المرحلة السابقة. وفي هذا الإطار، لا بد من التأكيد على أننا، من موقعنا اليساري، تجاه هذا المحور نسجّل المواقف التالية:</p> <p dir="RTL">أ‌- إننا ونحن في موقع المواجهة مع المشروع الأول، حكماً في موقع التقاطع، وفي خلال عملية المواجهة هذه مع المحور الآخر.</p> <p dir="RTL">ب‌- وانطلاقاً من فهم طبيعة هذا المحور الطبقية والفكرية، ورغم التقاطع لسنا جزءاً منه. وعلينا صياغة <strong>برنامجنا للمواجهة</strong>، من موقعنا السياسي والاجتماعي، الذي تشكل الاستقلالية إحدَ أسسه.</p> <p dir="RTL">ت‌- إن الموقعَ الدينيَّ لبعض قوى المواجهة (دولاً وتنظيمات) يشكل نقطة ضعف في منطق المواجهة للإرهاب وللمشروع الأميركي، إذ إنه بجانب منه يخدم نظرية صراع المذاهب والأعراق، بغض النظر عن طبيعة المواقف المواجهة لهذه القوى.</p> <p dir="RTL">ونحن كيسار وكقوى تقدمية، لم نتشكل بعدُ كمحور مستقل، قادرٍ على المواجهة من موقعه، يأخذ قراره بالتقاطع والتحالف من موقعه المستقل أيضاً.</p> <p dir="RTL">إن هذه المهمةَ اليومَ <strong>أصبحت راهنة</strong>، وهي مهمة بالنسبة إلينا، وهي حاسمة في تأسيس حركة تحرر وطني عربية، تمنع التفتيت وتأخذ على عاتقها طموحاتِ شعبنا في التحرير، وفي التحرر الاجتماعي والرفاهية.</p> <p dir="RTL">وقد أثبتت نهاياتُ القرن الماضي وبداياتُ القرن الحالي، أن القدرة على التغيير في أي بلد عربي مرتبطة بالمُناخِ الديمقراطيّ التحرري العام وتوافره في المنطقة.</p> <p dir="RTL">أيها الرفاق،</p> <p dir="RTL"> إن نضالاتِ حزبنا وشعبنا في لبنانِ أثبتت هذه الحقيقة، إذ انخرط الشيوعيون واليسار في معركة التحرير عبر إطلاق المقاومة، واستطاعوا في البدء تحرير معظم أرضنا، ثم تابعوا مع المقاومة بشكلها الراهن(المقاومة الاسلامية) إنجاز التحرير في أيّار 2000, ولكن كل ذلك لم يتحول ليشكل - كما هو منطق الأمور- رافعةً للتغيير في الداخل ولتحقيق الرفاهية والتقدم لشعبنا، فبقي هذا الشعب ينوء تحت ثقل الأعباء التي يتركها النظام الأقتصادي التابع للرأسمال العالميّ كما بقيت الخدمات غائبة والقمع حاضراً بوجهيه، ونظام التحاصص هو السائد. وكلما خضنا ومعنا قوى سياسية ونقابية مختلفة، المعاركَ الاجتماعية والسياسية، عبر حراكات نقابية وشبابية متتالية، انبرى النظام، ليستنفر قوته الداخلية المتمثلة بالنظام الطائفي نفسه، وقوّته الإقليمية المتمثلة في الإطار الأقليمي والدولي المحتضن لهذا النظام.</p> <p dir="RTL">وهذا ما جعلنا<strong> نطرح،</strong> في إطار التحضير للمؤتمر الوطني الحادي عشر، <strong>سؤالاً عن امكانية التغييير في بلدنا بمعزل عن حالة اقليمية ديمقراطية وطنية ومقاومة في العالم العربي.</strong></p> <p dir="RTL">ونعتقد أن هذا الأمر ينطبق على كل العالم العربي.</p> <p dir="RTL"> نحن لا نبغي من خلال هذا الطرح، تقديمَ اقتراح غير واقعي وغير موضوعي وبالتالي غير ثوري راهناً. بمعنى آخر لا نبغي تشكيل إطار حزبي موحد لليسار. ولكننا نؤكد حتماً أن مستوى العلاقة والتنسيق الراهنة لم تعد قادرة على تأمين دور فاعل ومستقل لنا، في مواجهة المخططات العادية، وفي تحقيق طموحات شعوبنا بالتحرر والتغيير الديمقراطي.</p> <p dir="RTL">إننا مدعوون في خلال هذا اللقاء، للاتفاق على العناوين التي تشكل معيارَ انتمائنا الموحد على المستوى السياسي. وعلى أساسها يجري تحديدُ الإطار التنظيمي الملائم الذي يدفعنا خطوة على طريق تأسيس جديد، لحركة التحرر الوطني العربية، بهويتها التقدمية والمقاومة.</p> <p dir="RTL">طبعاً لا بد من أن نأخذ بعين الاعتبار، الوقائعَ التي خلّفها التقسيمُ الامبرياليّ الأول، أي سايكس- بيكو الأول. ولكن البقاءَ أسرى هذه الوقائع يجعلنا حتماً عاجزين عن المساهمة في مواجهة مشروع سايكس – بيكو الثاني.</p> <p dir="RTL">إنها عناوين بسيطة وحاسمة،</p> <p dir="RTL">الأول: جوهر هذا المشروع التحرري هو قضية فلسطين وشعبها. وببساطة حقُّ هذا الشعب بدولته، دولةِ فلسطين وعاصمتُها القدس، وحقُّه بالعودة إلى أرضه، كلِّ أرضه. ولذلك علينا الدعوة لإسقاط كل أنواع الاتفاقات التي ترعاها أميركا، ولا سيّما أوسلو، وكذلك دعمُ الانتفاضة الشعبية وكلِّ أشكالِ المقاومة.</p> <p dir="RTL">الثاني: استرجاعُ الثرواتِ العربية، من نهبها في الخارج وممن امن شروط هذا النهب من الأنظمة الرجعية العربية. وهذا الشعار يترابط مع شرط التنمية الاقتصادية الاجتماعية، التي تؤسس لتكامل اقتصادي حقيقي يضع أسساً ديمقراطية للتكامل السياسيِّ بين دولنا وشعوبنا.</p> <p dir="RTL">الثالث: دعمُ الحراك، في كل بلد وعلى المستوى العام، من أجل بناء دولٍ ديمقراطيةٍ علمانية مقاومة كهدف أساسيّ لكل منا ولنا مجتمعين، دولٍ ديمقراطية تؤمن الحقوق الديمقراطيةَ لكل الشعب بتنوعه الثقافي والحضاري.</p> <p dir="RTL">الرابع: دعم نضالات الفئات الاجتماعية من أجل حقوقها في مواجهة النهب الرأسمالي المحلي والعالمي.</p> <p dir="RTL">على أساس هذه العناوين نطرح الموقف من كل القضايا المتفجرة اليوم والتي قد تصادفنا غداً، نتيجة المشروع الأميركي في المنطقة ومنها:</p> <p dir="RTL"><strong>1- </strong>موقفٌ واضحٌ من الحركاتِ الإرهابية واعتبارها خطراً يساوي ويستكمل الخطرَ الصهيوني. والانخراطُ في مواجهة هذين الخطرين، بكل الوسائل والأشكال وعلى المستويات المختلفة.</p> <p dir="RTL"><strong>2- </strong>اعتبارُ أيِّ حل في سوريا، يجب أن يكون على قاعدة:</p> <p dir="RTL">- وحدةِ سوريا، أرضاً وشعباً وجيشاً ودولة.</p> <p dir="RTL">- حوارٍ سياسيٍّ لسوريا الديمقراطية العلمانية الموحدة والمقاوِمة.</p> <p dir="RTL">- تحريرِ المناطق السورية المحتلة من العدو الصهيوني.</p> <p dir="RTL">- إعادةِ بناء سوريا، على قاعدة بناء الاقتصاد الوطني وتأمين شروط الرعاية الاجتماعية لأبنائها، بدءاً من عودة المهجرين إليها.</p> <p dir="RTL"><strong>3- </strong>دعوةُ كل القوى اليمنية الديمقراطية، لتشكيل إطار وطني ديمقراطي يتصدى للعدوان الخارجيّ من جهة ويشكل بديلاً من الأشكال القبلية وما قبل الوطنية من الصراع، ويواجه الإرهاب ويؤسس لحل على قاعدة ديمقراطية تأخذ بعين الاعتبار وحدة اليمن وتنوعها.</p> <p dir="RTL"><strong>4- </strong>دعم الأهداف التي أسست للحراك الشعبي في العراق، من أجل عراق موحد سيّدٍ ومستقل وديمقراطي يحمي التنوعَ المتفاعلَ داخلَه، ويمنعُ الفسادَ والسرقة السائدة على مستوى السلطة.</p> <p dir="RTL"><strong>5- </strong>التصدي لعملية النهب الشامل الذي تتعرض له ليبيا بالترافق مع سياسة تفتيتها وتعميم الحرب الأهلية فيها.</p> <p dir="RTL">لقد أكدتُ على القضايا الملتهبة حالياً دون إهمال القضايا الأخرى التي لا تقل أهمية، ومنها دعمُ شعبِ مصرِ وشبابها، من أجل استكمال أهداف انتفاضتها، وكذلك دعمُ شعوب الخليج من أجل الخلاص من أنظمة الاستبداد والتبعية، ودعمُ الشعب اللبناني ومقاومته ضد العدو الاسرائيلي والارهاب، ومن أجل التغيير الديمقراطي وأهدافِ الحَراك الشعبي والاجتماعي الهادف إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية، دولةِ الرعايةِ الاجتماعية.</p> <p dir="RTL">وكذلك الأمر، في قضايا شعوب المغرب العربي، أرضِ الانتفاضةِ الشعبية الأولى، انتفاضةِ تونس، وطروحاتها في الاستقلال والعدالة والتنمية والتطور الديمقراطي، وفي دعم الشعب السوداني، في معركته من أجل إزالة نظام القمع، ولتحقيق المجتمع الديمقراطي والعدالة الاجتماعية.</p> <p dir="RTL">الرفاقُ الأعزاء،</p> <p dir="RTL">ليكن لقاؤنا السابع، لقاء تأسيسياً لإطار أكثر ثباتاً وتنظيماً وتنسيقاً، يرتكز على ما حققناه ولا يقع فريسةَ الرتابة والاكتفاء المؤديين حكماً إلى الإحباط.</p> <p dir="RTL">بيروت في 09/01/2016 </p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL"> </p> <p> </p> <p dir="RTL"> </p>
Image: مؤتمر1.jpg
Title: الكلمة الافتتاحية للرفيق الدكتور خالد حدادة في اللقاء اليساري العربي السابع في مركز الحزب
Content: <p dir="RTL"><strong>كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني د. خالد حدادة في افتتاح اللقاء اليساري العربي السابع.</strong></p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL">حدثت، منذ اللقاء السادس، تطوراتٌ كثيرةٌ في منطقتنا. ومن المفيدِ الإشارةُ والتاكيدُ في هذه المرحلة على السماتِ الرئيسةِ، المستمرةِ او المستجدة في الوضع السياسيِّ في المنطقة وعلى أساسها تجري صياغةُ المهامِ الرئيسةِ لليسارِ العربيِّ.</p> <p dir="RTL">لنبدأْ من آخر سلمِ الأحداث، المتمثل بالتوتر الذي أحدثه إعدامُ الشيخ النمر في ملكية آل سعود. وقد شكّل هذا الحدث- من دون شك- خطوةً اساسية في إطار المخطط الأميركي للمنطقة؛ فبعد تغييرات كثيرة حدثت على أكثر من مستوى، عملت السعودية على استعادة جوهر المشروع الأميركي، بتأمين شروط جديدة لوضع المنطقة في ظل صراع مذهبي طائفي، بعد أن بدأ هذا المشروع بالتخبط على أكثر من مستوى.</p> <p dir="RTL">ولعل فهمَ هذا الحدث يدلنا على ثلاثةِ مواقعَ للصراع، لعل الأهمَ والأكثرَ استهدافاً، هو القضيةُ الفلسطينية. فكنا قد اتفقنا في السنوات السابقة على أنّ جوهر المشروع الأميركي هو الغاءُ القضية الفلسطينية، باعتبارها محور الصراع الرئيس في المنطقة، والغاءُ أرضية الصراع العربي – الاسرائيلي وإبدالها بأرضية جديدة للصراع، أساسها الصراعات ذات الطابع المذهبي – الطائفي والعرقي.</p> <p dir="RTL">إن الانتفاضة البطولية الثالثة للشعب الفلسطيني، في كل فلسطين، أعادت الاعتبار بقوة إلى مركز التناقض الرئيس في المنطقة، وهي تصارع ببطولة لإعادة قضيةِ فلسطينَ إلى قلب الصراع لتشكلَ جوهرَ أيِّ مشروعٍ عربيٍّ مشترك. وأمام عجز العدو الصهيوني عن إنهاء هذه الانتفاضة، كان لا بد للمشروع الأميركي الأساس من أن يقوم بهذه المهمة. وطبيعي أن يلجأَ الأميركيُّ في هذا الإطار إلى تلميع الصراعِ الطائفيِّ والمذهبيّ، كأساسٍ في مشروعه، ولا يمكنُ تفسيرُ الأجراءِ السعوديِّ الأخيرِ إلاّ في هذا الإطار.</p> <p dir="RTL">والموقعُ الثاني هو حكماً سوريا. إن التغييراتِ الأخيرةَ في خارطة الصرع داخل سوريا، أدت إلى تعزيز وحدة الجيش السوري وموقعِهِ، وإلى تعزيزِ وحدات الحماية الشعبية الكردية وإلى تراجعٍ جدّيٍّ في وجود القوى المعارضة المسلحة المحتضَنة من قبل اميركا والسعودية وتركيا، وكذلك إلى تراجع القوى الإرهابية. وأدت هذه الوقائع إلى تقدّمٍ - ولو جزئيّا- على مستوى المفاوضات من أجل حل سياسي للأزمة السورية.</p> <p dir="RTL">إن الوقائعَ السياسيةَ والعسكريةَ المستجدة، وإنْ لم تؤدِّ إلى حسم للصراع وتجاوز الأزمة ، مهدت لتقدم المفاوضات. وبرز ذلك بشكل رئيس في مؤتمري فيينا، ولا سيّما الثاني، وكذلك في قرار مجلس الأمن.</p> <p dir="RTL">إن مثلَ هذا الاتجاهِ يحرج الهجمةَ المضادةَ، ويحرج السعوديةَ وحلفاءَها، ولعله هو الذي دفع باتجاه التقاربِ السعودي – التركي من جهة، والتركي– الاسرائيلي من جهة أخرى، بحيث تلعب تركيا على الأقل دور الوصل في هذا التحالف.</p> <p dir="RTL">إن انزعاجَ أصحابِ هذا المشروع من اتجاه الحل، يفسر التصعيدَ التركيَّ بإسقاط الطائرة الروسية، كما يقدمُ تفسيراً للتصعيد السعودي يإعدام الشيخ النمر. أما الموقعُ الثالثُ فيتمثل في تطورات الاعتداء السعوديِّ على الشعب اليمنيّ، وفي تطوراتِ الصراعِ في هذا البلدِ الذي يشهد أبشع حربٍ عدوانية، مصحوبةٍ بحربٍ أهلية تعجز قوى الصراعِ الداخلي حتى الآن وبسبب طبيعتها وتبعيتها الإقليمية عن البدء بمفاوضات تنهي هذه الحرب، من أجل الحل السياسي الداخلي، الأمرُ الذي يهدد جدياً، بمزيد من الدمار والتفتيت، تكونُ القوى الإرهابيةُ، والقاعدةُ خاصةً، المستفيدَ الأساسيَّ منه .</p> <p dir="RTL">الرفاقُ الأعزاء،</p> <p dir="RTL">انطلاقاً من هذه التطورات، يمكن القولُ إنَّ منطقتَنا وبلدانَنا، تمر بمرحلة انتقالية تاريخية. وبقدر ما تشهد اليوم تطوراتٍ خطيرةً، فأنها قد تساهم <strong>في فتح أفق باتجاه عالم عربي جديد</strong>، إذا ما تمكنت القوى المواجهة للمشروع الأمبريالي الأميركي، من فتح كوة باتّجاه <strong>تكوينِ حركةِ تحررٍّ عربيةٍ مقاومةٍ وجديدة، تقدميةِ التوجه،</strong> وممثلة حقيقية لمصالح شعوبنا وبشكل خاص لفقراء المنطقة وللفئات الأجتماعيةِ الأكثرِ فقراً.</p> <p dir="RTL">إن لقاءَنا، مدعو للارتقاء في تنسيقه وتشكله، برنامجاً وتنظيماً. وهذا ليس اتجاهاً انتقائياً، بل هو حاجةٌ موضوعيةٌ لشعوبنا قبل أن يكون حاجةً لأحزابنا وقوانا.</p> <p dir="RTL">فالمشروع الأميركي واضحُ الأهداف. ولقد استطاع عبر هجمته المضادة تشكيلَ تحالفِه الدوليّ، والأقليميّ أيضاً، كما أشرنا سابقاً.</p> <p dir="RTL">و قد بدأ الإرهاب، الذي أتى كأحد مكونات المشروع الأميركي، وبدعم من قوى هذا المشروع مادياً وفكرياً وسياسياً وعسكرياً، يأخذ منحىً خطيراً ومستقلاً. وهذا ليس بجديدٍ في التاريخ؛ فكل الفاشياتِ نشأت من رحم الرأسمالية وبفعل الحروب. وهذه الحروبُ هي صفة ملازمة لأزمة الرأسمالية. هكذا نشأت ونمت الحركاتُ النازية والفاشية في أوروبا. وهكذا تكونت الدولةُ الداعشية الأولى في منطقتنا، أي الدولةُ الصهيونية. وهكذا تنشأ اليومَ الحركاتُ الفاشية الجديدة في الولايات المتحدة نفسِها وفي أوروبا.</p> <p dir="RTL">هذا الإرهاب يعمل على كل ساحاتنا. فلا يوجد أي بلد عربي أساساً وحتى أيُّ بلدٍ في العالم بمنأى عن الخطر الإرهابي. و استطاع بهذا المعنى، كما المشروع الأميركي، تكوينَ خطته وبرنامجه الموحد، وأدواته.</p> <p dir="RTL">في مقابل هذين المشروعين، وفي المواجهة معهما، يبرز محورٌ آخرُ، أقلُّ تجانساً ولكنه استطاع حتى الآن، تحقيقَ إنجازٍ يتمثل في وقف التقدم الذي حققه المشروع الأميركي في المرحلة السابقة. وفي هذا الإطار، لا بد من التأكيد على أننا، من موقعنا اليساري، تجاه هذا المحور نسجّل المواقف التالية:</p> <p dir="RTL">أ‌- إننا ونحن في موقع المواجهة مع المشروع الأول، حكماً في موقع التقاطع، وفي خلال عملية المواجهة هذه مع المحور الآخر.</p> <p dir="RTL">ب‌- وانطلاقاً من فهم طبيعة هذا المحور الطبقية والفكرية، ورغم التقاطع لسنا جزءاً منه. وعلينا صياغة <strong>برنامجنا للمواجهة</strong>، من موقعنا السياسي والاجتماعي، الذي تشكل الاستقلالية إحدَ أسسه.</p> <p dir="RTL">ت‌- إن الموقعَ الدينيَّ لبعض قوى المواجهة (دولاً وتنظيمات) يشكل نقطة ضعف في منطق المواجهة للإرهاب وللمشروع الأميركي، إذ إنه بجانب منه يخدم نظرية صراع المذاهب والأعراق، بغض النظر عن طبيعة المواقف المواجهة لهذه القوى.</p> <p dir="RTL">ونحن كيسار وكقوى تقدمية، لم نتشكل بعدُ كمحور مستقل، قادرٍ على المواجهة من موقعه، يأخذ قراره بالتقاطع والتحالف من موقعه المستقل أيضاً.</p> <p dir="RTL">إن هذه المهمةَ اليومَ <strong>أصبحت راهنة</strong>، وهي مهمة بالنسبة إلينا، وهي حاسمة في تأسيس حركة تحرر وطني عربية، تمنع التفتيت وتأخذ على عاتقها طموحاتِ شعبنا في التحرير، وفي التحرر الاجتماعي والرفاهية.</p> <p dir="RTL">وقد أثبتت نهاياتُ القرن الماضي وبداياتُ القرن الحالي، أن القدرة على التغيير في أي بلد عربي مرتبطة بالمُناخِ الديمقراطيّ التحرري العام وتوافره في المنطقة.</p> <p dir="RTL">أيها الرفاق،</p> <p dir="RTL"> إن نضالاتِ حزبنا وشعبنا في لبنانِ أثبتت هذه الحقيقة، إذ انخرط الشيوعيون واليسار في معركة التحرير عبر إطلاق المقاومة، واستطاعوا في البدء تحرير معظم أرضنا، ثم تابعوا مع المقاومة بشكلها الراهن(المقاومة الاسلامية) إنجاز التحرير في أيّار 2000, ولكن كل ذلك لم يتحول ليشكل - كما هو منطق الأمور- رافعةً للتغيير في الداخل ولتحقيق الرفاهية والتقدم لشعبنا، فبقي هذا الشعب ينوء تحت ثقل الأعباء التي يتركها النظام الأقتصادي التابع للرأسمال العالميّ كما بقيت الخدمات غائبة والقمع حاضراً بوجهيه، ونظام التحاصص هو السائد. وكلما خضنا ومعنا قوى سياسية ونقابية مختلفة، المعاركَ الاجتماعية والسياسية، عبر حراكات نقابية وشبابية متتالية، انبرى النظام، ليستنفر قوته الداخلية المتمثلة بالنظام الطائفي نفسه، وقوّته الإقليمية المتمثلة في الإطار الأقليمي والدولي المحتضن لهذا النظام.</p> <p dir="RTL">وهذا ما جعلنا<strong> نطرح،</strong> في إطار التحضير للمؤتمر الوطني الحادي عشر، <strong>سؤالاً عن امكانية التغييير في بلدنا بمعزل عن حالة اقليمية ديمقراطية وطنية ومقاومة في العالم العربي.</strong></p> <p dir="RTL">ونعتقد أن هذا الأمر ينطبق على كل العالم العربي.</p> <p dir="RTL"> نحن لا نبغي من خلال هذا الطرح، تقديمَ اقتراح غير واقعي وغير موضوعي وبالتالي غير ثوري راهناً. بمعنى آخر لا نبغي تشكيل إطار حزبي موحد لليسار. ولكننا نؤكد حتماً أن مستوى العلاقة والتنسيق الراهنة لم تعد قادرة على تأمين دور فاعل ومستقل لنا، في مواجهة المخططات العادية، وفي تحقيق طموحات شعوبنا بالتحرر والتغيير الديمقراطي.</p> <p dir="RTL">إننا مدعوون في خلال هذا اللقاء، للاتفاق على العناوين التي تشكل معيارَ انتمائنا الموحد على المستوى السياسي. وعلى أساسها يجري تحديدُ الإطار التنظيمي الملائم الذي يدفعنا خطوة على طريق تأسيس جديد، لحركة التحرر الوطني العربية، بهويتها التقدمية والمقاومة.</p> <p dir="RTL">طبعاً لا بد من أن نأخذ بعين الاعتبار، الوقائعَ التي خلّفها التقسيمُ الامبرياليّ الأول، أي سايكس- بيكو الأول. ولكن البقاءَ أسرى هذه الوقائع يجعلنا حتماً عاجزين عن المساهمة في مواجهة مشروع سايكس – بيكو الثاني.</p> <p dir="RTL">إنها عناوين بسيطة وحاسمة،</p> <p dir="RTL">الأول: جوهر هذا المشروع التحرري هو قضية فلسطين وشعبها. وببساطة حقُّ هذا الشعب بدولته، دولةِ فلسطين وعاصمتُها القدس، وحقُّه بالعودة إلى أرضه، كلِّ أرضه. ولذلك علينا الدعوة لإسقاط كل أنواع الاتفاقات التي ترعاها أميركا، ولا سيّما أوسلو، وكذلك دعمُ الانتفاضة الشعبية وكلِّ أشكالِ المقاومة.</p> <p dir="RTL">الثاني: استرجاعُ الثرواتِ العربية، من نهبها في الخارج وممن امن شروط هذا النهب من الأنظمة الرجعية العربية. وهذا الشعار يترابط مع شرط التنمية الاقتصادية الاجتماعية، التي تؤسس لتكامل اقتصادي حقيقي يضع أسساً ديمقراطية للتكامل السياسيِّ بين دولنا وشعوبنا.</p> <p dir="RTL">الثالث: دعمُ الحراك، في كل بلد وعلى المستوى العام، من أجل بناء دولٍ ديمقراطيةٍ علمانية مقاومة كهدف أساسيّ لكل منا ولنا مجتمعين، دولٍ ديمقراطية تؤمن الحقوق الديمقراطيةَ لكل الشعب بتنوعه الثقافي والحضاري.</p> <p dir="RTL">الرابع: دعم نضالات الفئات الاجتماعية من أجل حقوقها في مواجهة النهب الرأسمالي المحلي والعالمي.</p> <p dir="RTL">على أساس هذه العناوين نطرح الموقف من كل القضايا المتفجرة اليوم والتي قد تصادفنا غداً، نتيجة المشروع الأميركي في المنطقة ومنها:</p> <p dir="RTL"><strong>1- </strong>موقفٌ واضحٌ من الحركاتِ الإرهابية واعتبارها خطراً يساوي ويستكمل الخطرَ الصهيوني. والانخراطُ في مواجهة هذين الخطرين، بكل الوسائل والأشكال وعلى المستويات المختلفة.</p> <p dir="RTL"><strong>2- </strong>اعتبارُ أيِّ حل في سوريا، يجب أن يكون على قاعدة:</p> <p dir="RTL">- وحدةِ سوريا، أرضاً وشعباً وجيشاً ودولة.</p> <p dir="RTL">- حوارٍ سياسيٍّ لسوريا الديمقراطية العلمانية الموحدة والمقاوِمة.</p> <p dir="RTL">- تحريرِ المناطق السورية المحتلة من العدو الصهيوني.</p> <p dir="RTL">- إعادةِ بناء سوريا، على قاعدة بناء الاقتصاد الوطني وتأمين شروط الرعاية الاجتماعية لأبنائها، بدءاً من عودة المهجرين إليها.</p> <p dir="RTL"><strong>3- </strong>دعوةُ كل القوى اليمنية الديمقراطية، لتشكيل إطار وطني ديمقراطي يتصدى للعدوان الخارجيّ من جهة ويشكل بديلاً من الأشكال القبلية وما قبل الوطنية من الصراع، ويواجه الإرهاب ويؤسس لحل على قاعدة ديمقراطية تأخذ بعين الاعتبار وحدة اليمن وتنوعها.</p> <p dir="RTL"><strong>4- </strong>دعم الأهداف التي أسست للحراك الشعبي في العراق، من أجل عراق موحد سيّدٍ ومستقل وديمقراطي يحمي التنوعَ المتفاعلَ داخلَه، ويمنعُ الفسادَ والسرقة السائدة على مستوى السلطة.</p> <p dir="RTL"><strong>5- </strong>التصدي لعملية النهب الشامل الذي تتعرض له ليبيا بالترافق مع سياسة تفتيتها وتعميم الحرب الأهلية فيها.</p> <p dir="RTL">لقد أكدتُ على القضايا الملتهبة حالياً دون إهمال القضايا الأخرى التي لا تقل أهمية، ومنها دعمُ شعبِ مصرِ وشبابها، من أجل استكمال أهداف انتفاضتها، وكذلك دعمُ شعوب الخليج من أجل الخلاص من أنظمة الاستبداد والتبعية، ودعمُ الشعب اللبناني ومقاومته ضد العدو الاسرائيلي والارهاب، ومن أجل التغيير الديمقراطي وأهدافِ الحَراك الشعبي والاجتماعي الهادف إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية، دولةِ الرعايةِ الاجتماعية.</p> <p dir="RTL">وكذلك الأمر، في قضايا شعوب المغرب العربي، أرضِ الانتفاضةِ الشعبية الأولى، انتفاضةِ تونس، وطروحاتها في الاستقلال والعدالة والتنمية والتطور الديمقراطي، وفي دعم الشعب السوداني، في معركته من أجل إزالة نظام القمع، ولتحقيق المجتمع الديمقراطي والعدالة الاجتماعية.</p> <p dir="RTL">الرفاقُ الأعزاء،</p> <p dir="RTL">ليكن لقاؤنا السابع، لقاء تأسيسياً لإطار أكثر ثباتاً وتنظيماً وتنسيقاً، يرتكز على ما حققناه ولا يقع فريسةَ الرتابة والاكتفاء المؤديين حكماً إلى الإحباط.</p> <p dir="RTL">بيروت في 09/01/2016 </p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL"> </p> <p> </p> <p dir="RTL"> </p>
Image: مؤتمر1.jpg
ID:
610
Title: انهيار الدولة وضرورة تغيير النظام د. خالد حدادة
Content: <p dir="RTL">يتذاكى الكثير من السياسين اليوم، بالتحذير من أن استمرار التصعيد في المواجهات السياسية الداخلية قد يؤدي إلى تدمير الدولة اللبنانية.</p> <p dir="RTL">حُكماً يعرف هؤلاء، وخاصة كبيرهم، أن مؤسسات الدولة كلها اليوم إما غائبة أو مشلولة. فرئاسة الجمهورية بانتظار الإفراج الإقليمي عنها، والحكومة معطلة بآليات عملها. ومجلس النواب مشلول بحكم فلسفة التمديد له والمستهدفة أيضاً أن يبقى معطلاً بانتظار التسوية الإقليمية والتوازن الجديد الذي على أساسه يمكن ترميم المؤسسات.</p> <p dir="RTL">ليس الهيكل في أزمة، بل أيضاً، الدور. فالدور الأساسي للدولة في رعاية شؤون الوطن والمواطنين غائب وهذا ليس بجديد. فلا دور للدولة في قيادة عملية الحفاظ على حدود الوطن، سوى الدور الذي يقوم به الجيش بما تسمح به قدراته. إلى الدور المفترض في حماية الاقتصاد الوطني، وهو دور تخلت عنه القوى الممسكة بالدولة وقرارها لصالح رأس المال المالي، من أصحاب المصارف والعقارات. ولم تعمل على الاستفادة من ثروات الطبيعة فالماء مهدور، في الخلاف على الحصص في بناء السدود وكذلك في الخضوع للتهديد الصهيوني وكذلك النفط، المُعطل، بفعل عدم اكتمال شروط المحاصصة المسبقة.</p> <p dir="RTL">أما التقصير، الجريمة الأكبر فهو تغييب الدولة عن دورها في الرعاية الاجتماعية لمواطنيها وخاصة الفقراء منهم. بحيث أصبح هذا الغياب يطال مؤسسات الرعاية المكتسبة أصلاً وبشكل رئيسي الضمان الاجتماعي. والرواتب مجمدة عند الحدود التي أرادها "حيتان المال" من السياسيين.</p> <p dir="RTL">أما الدولة فدورها محصور، بقمع من يريد الاحتجاج على هذا الواقع والمطالبة بحقوق العمال والمستأجرين والموظفين والمعلمين والمتعاقدين والأُجراء بما فيهم الأجهزة الأمنية، أي باختصار معظم الشعب اللبناني.</p> <p dir="RTL">لم نذكر طبعاً، القضايا والخدمات الأساسية التي تشكل الحد الأدنى من واجبات الدولة ـ أية دولة ـ أي تأمين المياه والكهرباء وشروط النظافة وخاصة النظافة، حيث أصبحت قضية النفايات، مصدراً جديداً للنهب المنظم من قبل الزعامات السياسية على حساب المواطن وصمته.</p> <p dir="RTL" align="center">* * * *</p> <p dir="RTL">لا نتهم هذه القوى السياسية بالغباء بل هي في منتهى الخبث الذكي تريد التبرؤ من دم يعقوب. فالمشكلة في الدولة، والنظام لا يتحمل أية مسؤولية! وبالتالي استنتاجها الخبيث أن لحماية الدولة من الانهيار، الأولوية لحماية النظام.</p> <p dir="RTL">وهنا تبدأ المحاولات. أولها طبعاً، منع أية محاولة شعبية أو شبابية أو نقابية ترتقي بشعاراتها إلى حدود المس ببنية النظام الطائفي أو بجوهر النظام الاقتصادي الحاضن له. وعلى طريق هذا المنع، تسخير كل الوسائل الممكنة لتعميق الاختلافات المذهبية والطائفية لتشكل مانعاً طبيعياً أمام إمكانية اتهام النظام.</p> <p dir="RTL">النظام الطائفي، تتأمن حمايته من مصدرين، الأول هو التوازن الإقليمي الضامن له والمشكل لحصصه. وهذا الضامن اليوم معطل وإن كان المتصارعون الإقليميون متفقين على تحييد لبنان (حتى لحظة إعدام الشيخ النمر؟) أما الثاني فهو العوامل الداخلية وبشكل أساسي التحالف الطبقي الحاضن للنظام الطائفي. إذن فإن هاتين الحمايتين تتعرضان اليوم لإهتزاز ولذلك تستنفر القوى الطائفية ورموزها "المعتدلة" من أجل حماية النظام واختصار الأزمة على مستوى مؤسسات الدولة، ومحاولة حل هذه الأزمات حتى لا تشكل تهديداً جدياً للنظام نفسه.</p> <p dir="RTL">وفي هذا الإطار، فإن قوى النظام السياسية والطبقية، مستفيدة حتماً من ضعف البديل الديمقراطي ومنه بشكل رئيسي قوى اليسار بجانبي هذا الضعف، الموضوعي أساساً والذاتي في بعض المراحل. ولذلك فإن المسؤولية على عاتق القوى الديمقراطية والعلمانية كبيرة، لم توحِ عملية غياب الاحتضان الواسع، لرحيل أب العلمانيين اللبنانيين غريغوار حداد، بنهضة كبيرة على هذا المستوى تستكمل مهام الحراك الشعبي ونحن أمام استحقاقين ديمقراطيين رئيسيين، قانون الانتخاب والانتخابات البلدية المحاصرة بدورها والمعرضة للإلغاء.</p> <p dir="RTL">إن إنهيار الدولة ومؤسساتها، وضعف الحماية الإقليمية، يشكلان جواً ملائماً لتغيير النظام فهل نستفيد؟</p> <p dir="RTL" align="center">* * * *</p> <p dir="RTL">إحدى مظاهر قوة النظام، هي أن الخلافات الكبرى بين القوى السياسية المشكلة له، لا تكون حول قضايا الناس. بل دائماً تنفجر وتستفز المشاعر المذهبية والطائفية، وتصل بالبلد إلى حدود الحرب الأهلية أو تدخلها على قاعدة خلاف الاستقطابات الإقليمية.</p> <p dir="RTL">لم نشهد هذا السجال حول القضايا التي اثارها الحراك الشعبي، وهي قضايا تهم الوطن والمواطنين ومنهم "رعايا" الأطراف المتراشقة إلى حدود الاحتراب. ولم نشهد هذا السجال حول سلسلة الرتب والرواتب، بل شهدنا إئتلافاً لضرب الهيئات النقابية التي قادت التحرك حولها.</p> <p dir="RTL">ولم نشهد هذا السجال حول الشلل في مؤسسات الدولة فالكل متفق على استمرار الشلل حتى الضوء الأخضر الإقليمي.</p> <p dir="RTL">إننا من موقعنا المستقل والمقاوم، كنا دائماً في صف مقاومة العدو الإسرائيلي وضرورة الرد عليه، خصوصاً بعد عملية اغتيال القائد الشهيد سمير القنطار وسنكون إلى جانب الرد على أي اعتداء إسرائيلي محدود أو شامل.</p> <p dir="RTL">ومن الموقع ذاته، كنا دائماً ضد أنظمة القمع، ضد الإعدام من حيث المبدأ وبشكل خاص كان موقفنا واضحاً مما اسميناه دائماً "ملكية آل سعود" الحليفة الطبيعية للعدو الصهيوني، مباشرة، أو من خلال التبعية الكاملة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً للراعي العالمي لهذا العدو، أي الولايات المتحدة الأميركية وذلك منذ تأسيس هذه الملكية.</p> <p dir="RTL">والرعاية تشمل أيضاً الإرهاب، الذي يجد مصدره الأساسي في التحالف الديني ـ السياسي، الذي شكل هذه الملكية.</p> <p dir="RTL">ونحن بشكل أكثر تحديداً نعتبر أن إعدام الشيخ النمر، يستهدف التقدم الحاصل لإنهاء أزمة سوريا. ذلك أن التوازن الموجود حالياً داخل سوريا وكذلك داخل اليمن والعراق لا يخدم حلاً يناسب الملكية السعودية وحلفاؤها في العالم وفي الإقليم ولذلك هي بحاجة إلى إعطاء زخم جديد للمشروع الأميركي، عبر تسعير الخلافات والصدامات على أساس مذهبي وطائفي، وخاصة على المستوى السني ـ الشيعي.</p> <p dir="RTL">والاستهداف الآخر، من هذا الإعدام، ومن تسعير القضية المذهبية هي مساعدة العدو الصهيوني، الذي يواجه اليوم خطراً حقيقياً على مشاريعه يتمثل بالإنتفاضة البطولية للشعب الفلسطيني.</p> <p dir="RTL">في مواجهة هذه الاستهدافات، نحن لا ننكر على بعض الدول والقوى، حاملة الفكر الديني نفسه الذي يحمله الشيخ النمر، حقها في الاحتجاج والغضب. ولكننا نسجل مجدداً، عقم مواجهة تعبئة مذهبية مشبوهة، بتعبئة مذهبية أخرى وإن كانت من موقع آخر وفي مجال رد الفعل...</p> <p dir="RTL">هذه القضية، تثير حتماً مشكلة غياب القوى القومية، التقدمية عن الفعل في إطار مواجهة المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي وحلفاؤه. لم يعد كافياً ترداد المواقف المبدئية. بل أصبح ضرورياً العمل على صياغة البرنامج القومي التقدمي، واليساري بالأساس، في مواجهة المشروع الامبريالي وفي التخلص من حال التشرذم أحياناً والناتج عن غياب البرنامج الموحد للأولويات.</p>
Image: خالد حدادة.jpg
Title: انهيار الدولة وضرورة تغيير النظام د. خالد حدادة
Content: <p dir="RTL">يتذاكى الكثير من السياسين اليوم، بالتحذير من أن استمرار التصعيد في المواجهات السياسية الداخلية قد يؤدي إلى تدمير الدولة اللبنانية.</p> <p dir="RTL">حُكماً يعرف هؤلاء، وخاصة كبيرهم، أن مؤسسات الدولة كلها اليوم إما غائبة أو مشلولة. فرئاسة الجمهورية بانتظار الإفراج الإقليمي عنها، والحكومة معطلة بآليات عملها. ومجلس النواب مشلول بحكم فلسفة التمديد له والمستهدفة أيضاً أن يبقى معطلاً بانتظار التسوية الإقليمية والتوازن الجديد الذي على أساسه يمكن ترميم المؤسسات.</p> <p dir="RTL">ليس الهيكل في أزمة، بل أيضاً، الدور. فالدور الأساسي للدولة في رعاية شؤون الوطن والمواطنين غائب وهذا ليس بجديد. فلا دور للدولة في قيادة عملية الحفاظ على حدود الوطن، سوى الدور الذي يقوم به الجيش بما تسمح به قدراته. إلى الدور المفترض في حماية الاقتصاد الوطني، وهو دور تخلت عنه القوى الممسكة بالدولة وقرارها لصالح رأس المال المالي، من أصحاب المصارف والعقارات. ولم تعمل على الاستفادة من ثروات الطبيعة فالماء مهدور، في الخلاف على الحصص في بناء السدود وكذلك في الخضوع للتهديد الصهيوني وكذلك النفط، المُعطل، بفعل عدم اكتمال شروط المحاصصة المسبقة.</p> <p dir="RTL">أما التقصير، الجريمة الأكبر فهو تغييب الدولة عن دورها في الرعاية الاجتماعية لمواطنيها وخاصة الفقراء منهم. بحيث أصبح هذا الغياب يطال مؤسسات الرعاية المكتسبة أصلاً وبشكل رئيسي الضمان الاجتماعي. والرواتب مجمدة عند الحدود التي أرادها "حيتان المال" من السياسيين.</p> <p dir="RTL">أما الدولة فدورها محصور، بقمع من يريد الاحتجاج على هذا الواقع والمطالبة بحقوق العمال والمستأجرين والموظفين والمعلمين والمتعاقدين والأُجراء بما فيهم الأجهزة الأمنية، أي باختصار معظم الشعب اللبناني.</p> <p dir="RTL">لم نذكر طبعاً، القضايا والخدمات الأساسية التي تشكل الحد الأدنى من واجبات الدولة ـ أية دولة ـ أي تأمين المياه والكهرباء وشروط النظافة وخاصة النظافة، حيث أصبحت قضية النفايات، مصدراً جديداً للنهب المنظم من قبل الزعامات السياسية على حساب المواطن وصمته.</p> <p dir="RTL" align="center">* * * *</p> <p dir="RTL">لا نتهم هذه القوى السياسية بالغباء بل هي في منتهى الخبث الذكي تريد التبرؤ من دم يعقوب. فالمشكلة في الدولة، والنظام لا يتحمل أية مسؤولية! وبالتالي استنتاجها الخبيث أن لحماية الدولة من الانهيار، الأولوية لحماية النظام.</p> <p dir="RTL">وهنا تبدأ المحاولات. أولها طبعاً، منع أية محاولة شعبية أو شبابية أو نقابية ترتقي بشعاراتها إلى حدود المس ببنية النظام الطائفي أو بجوهر النظام الاقتصادي الحاضن له. وعلى طريق هذا المنع، تسخير كل الوسائل الممكنة لتعميق الاختلافات المذهبية والطائفية لتشكل مانعاً طبيعياً أمام إمكانية اتهام النظام.</p> <p dir="RTL">النظام الطائفي، تتأمن حمايته من مصدرين، الأول هو التوازن الإقليمي الضامن له والمشكل لحصصه. وهذا الضامن اليوم معطل وإن كان المتصارعون الإقليميون متفقين على تحييد لبنان (حتى لحظة إعدام الشيخ النمر؟) أما الثاني فهو العوامل الداخلية وبشكل أساسي التحالف الطبقي الحاضن للنظام الطائفي. إذن فإن هاتين الحمايتين تتعرضان اليوم لإهتزاز ولذلك تستنفر القوى الطائفية ورموزها "المعتدلة" من أجل حماية النظام واختصار الأزمة على مستوى مؤسسات الدولة، ومحاولة حل هذه الأزمات حتى لا تشكل تهديداً جدياً للنظام نفسه.</p> <p dir="RTL">وفي هذا الإطار، فإن قوى النظام السياسية والطبقية، مستفيدة حتماً من ضعف البديل الديمقراطي ومنه بشكل رئيسي قوى اليسار بجانبي هذا الضعف، الموضوعي أساساً والذاتي في بعض المراحل. ولذلك فإن المسؤولية على عاتق القوى الديمقراطية والعلمانية كبيرة، لم توحِ عملية غياب الاحتضان الواسع، لرحيل أب العلمانيين اللبنانيين غريغوار حداد، بنهضة كبيرة على هذا المستوى تستكمل مهام الحراك الشعبي ونحن أمام استحقاقين ديمقراطيين رئيسيين، قانون الانتخاب والانتخابات البلدية المحاصرة بدورها والمعرضة للإلغاء.</p> <p dir="RTL">إن إنهيار الدولة ومؤسساتها، وضعف الحماية الإقليمية، يشكلان جواً ملائماً لتغيير النظام فهل نستفيد؟</p> <p dir="RTL" align="center">* * * *</p> <p dir="RTL">إحدى مظاهر قوة النظام، هي أن الخلافات الكبرى بين القوى السياسية المشكلة له، لا تكون حول قضايا الناس. بل دائماً تنفجر وتستفز المشاعر المذهبية والطائفية، وتصل بالبلد إلى حدود الحرب الأهلية أو تدخلها على قاعدة خلاف الاستقطابات الإقليمية.</p> <p dir="RTL">لم نشهد هذا السجال حول القضايا التي اثارها الحراك الشعبي، وهي قضايا تهم الوطن والمواطنين ومنهم "رعايا" الأطراف المتراشقة إلى حدود الاحتراب. ولم نشهد هذا السجال حول سلسلة الرتب والرواتب، بل شهدنا إئتلافاً لضرب الهيئات النقابية التي قادت التحرك حولها.</p> <p dir="RTL">ولم نشهد هذا السجال حول الشلل في مؤسسات الدولة فالكل متفق على استمرار الشلل حتى الضوء الأخضر الإقليمي.</p> <p dir="RTL">إننا من موقعنا المستقل والمقاوم، كنا دائماً في صف مقاومة العدو الإسرائيلي وضرورة الرد عليه، خصوصاً بعد عملية اغتيال القائد الشهيد سمير القنطار وسنكون إلى جانب الرد على أي اعتداء إسرائيلي محدود أو شامل.</p> <p dir="RTL">ومن الموقع ذاته، كنا دائماً ضد أنظمة القمع، ضد الإعدام من حيث المبدأ وبشكل خاص كان موقفنا واضحاً مما اسميناه دائماً "ملكية آل سعود" الحليفة الطبيعية للعدو الصهيوني، مباشرة، أو من خلال التبعية الكاملة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً للراعي العالمي لهذا العدو، أي الولايات المتحدة الأميركية وذلك منذ تأسيس هذه الملكية.</p> <p dir="RTL">والرعاية تشمل أيضاً الإرهاب، الذي يجد مصدره الأساسي في التحالف الديني ـ السياسي، الذي شكل هذه الملكية.</p> <p dir="RTL">ونحن بشكل أكثر تحديداً نعتبر أن إعدام الشيخ النمر، يستهدف التقدم الحاصل لإنهاء أزمة سوريا. ذلك أن التوازن الموجود حالياً داخل سوريا وكذلك داخل اليمن والعراق لا يخدم حلاً يناسب الملكية السعودية وحلفاؤها في العالم وفي الإقليم ولذلك هي بحاجة إلى إعطاء زخم جديد للمشروع الأميركي، عبر تسعير الخلافات والصدامات على أساس مذهبي وطائفي، وخاصة على المستوى السني ـ الشيعي.</p> <p dir="RTL">والاستهداف الآخر، من هذا الإعدام، ومن تسعير القضية المذهبية هي مساعدة العدو الصهيوني، الذي يواجه اليوم خطراً حقيقياً على مشاريعه يتمثل بالإنتفاضة البطولية للشعب الفلسطيني.</p> <p dir="RTL">في مواجهة هذه الاستهدافات، نحن لا ننكر على بعض الدول والقوى، حاملة الفكر الديني نفسه الذي يحمله الشيخ النمر، حقها في الاحتجاج والغضب. ولكننا نسجل مجدداً، عقم مواجهة تعبئة مذهبية مشبوهة، بتعبئة مذهبية أخرى وإن كانت من موقع آخر وفي مجال رد الفعل...</p> <p dir="RTL">هذه القضية، تثير حتماً مشكلة غياب القوى القومية، التقدمية عن الفعل في إطار مواجهة المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي وحلفاؤه. لم يعد كافياً ترداد المواقف المبدئية. بل أصبح ضرورياً العمل على صياغة البرنامج القومي التقدمي، واليساري بالأساس، في مواجهة المشروع الامبريالي وفي التخلص من حال التشرذم أحياناً والناتج عن غياب البرنامج الموحد للأولويات.</p>
Image: خالد حدادة.jpg
ID:
611
Title: بوضوح: ربيع ديركي جمهوريات لبنان
Content: <p dir="RTL">افتتح العام الحالي بملفات ذات مفعول رجعي من العام الفائت، وبعضها من أعوام سبقته، هي ملفات – أزمات يعاد إنتاجها بتكرار رتيب مقيت، تحترفه الطبقة البرجوازية المهيمنة، لاحترافها تضييع الوقت، وذلك إلى حين تبلور رسم خارطة المنطقة ومدى انعكاسه على لبنان لناحية تحديد حصص جمهورياته من النظام السياسي – الطائفي.</p> <p dir="RTL">في هذا الوقت الضائع ولعب الطبقة البرجوازية المهيمنة في زمنه فإن أزمة الشغور الرئاسي إلى زمن مديد، وإن طرحت "مبادرة" من هنا وأخرى من هناك، ودار سجال حول أيهما قبل انتخاب رئيس للجمهورية أو وضع قانون انتخابات أو سلة شاملة.. الخ ففي سجال المتساجلين اتفاق على إبقاء هذا النظام السياسي.</p> <p dir="RTL">حكومة الـ 24 وزيراً – رئيساً أصبح اجتماعها انجازاً وإن كان بجدول أعمال تصريف الأعمال، ومن انجازات الحكومة صفقة – فضيحة ترحيل النفايات إلى الخارج بعد أن عجزت عن حل أزمتها، وذلك عبر عقود بالتراضي رست على شركتين محظوظتين لها حق ترحيل النفايات إلى الخارج من دون تحديد الوجهة حتى تاريخه، ومن دون معرفة مصير النفايات غير القابلة للترحيل، ويبقى الواضح في الصفقة – الفضيحة أنها الأغلى في تاريخ لبنان تمول كلفتها عبر اقتطاع نسبة من أموال البلديات، والمفارقة في ترحيل النفايات أن الدولة تدفع إلى الشركتين لتصدير النفايات وللشركتين حق بيعها إلى الخارج فيصبح حالها كالمنشار "طالعة آكلة ونازلة آكلة" مما يضاعف أرباحها.</p> <p dir="RTL">مجلس نواب التمديدين جمعته، بعد طول غياب، جلسة بدعة تشريع الضرورة، فشرع ما لا يحق له دستورياً تشريعه الإنفاق الإضافي من دون موازنة عامة المغيبة منذ عشر سنوات، ومنع تشريع الحقوق للمواطنين، من مثل إلغاء قانون الإيجارات التهجيري، وإقرار سلسلة الرتب والرواتب للموظفين والمعلمين والحق بالتغطية الصحية الشاملة... ويبدو من أداء مجلس نواب قانون الستين أن عينهم على تمديد ثالث.</p> <p dir="RTL">إذن، هذه هي جمهوريات الموت من الفقر والبرد والبطالة، جمهوريات تهجير الشباب، والتمييز ضد المرأة، وتقسيم المواطنين إلى رعايا طوائف ومذاهب، هذه الجمهوريات هي جنة لأصحاب رؤوس الأموال، ولزعماء المذاهب، جمهوريات إعادة توحيدها يبدأ بهدم أسسها السياسية – الاقتصادية – الاجتماعية، والهدم بناء لحكم وطني ديمقراطي علماني.</p>
Image: 280.jpg
Title: بوضوح: ربيع ديركي جمهوريات لبنان
Content: <p dir="RTL">افتتح العام الحالي بملفات ذات مفعول رجعي من العام الفائت، وبعضها من أعوام سبقته، هي ملفات – أزمات يعاد إنتاجها بتكرار رتيب مقيت، تحترفه الطبقة البرجوازية المهيمنة، لاحترافها تضييع الوقت، وذلك إلى حين تبلور رسم خارطة المنطقة ومدى انعكاسه على لبنان لناحية تحديد حصص جمهورياته من النظام السياسي – الطائفي.</p> <p dir="RTL">في هذا الوقت الضائع ولعب الطبقة البرجوازية المهيمنة في زمنه فإن أزمة الشغور الرئاسي إلى زمن مديد، وإن طرحت "مبادرة" من هنا وأخرى من هناك، ودار سجال حول أيهما قبل انتخاب رئيس للجمهورية أو وضع قانون انتخابات أو سلة شاملة.. الخ ففي سجال المتساجلين اتفاق على إبقاء هذا النظام السياسي.</p> <p dir="RTL">حكومة الـ 24 وزيراً – رئيساً أصبح اجتماعها انجازاً وإن كان بجدول أعمال تصريف الأعمال، ومن انجازات الحكومة صفقة – فضيحة ترحيل النفايات إلى الخارج بعد أن عجزت عن حل أزمتها، وذلك عبر عقود بالتراضي رست على شركتين محظوظتين لها حق ترحيل النفايات إلى الخارج من دون تحديد الوجهة حتى تاريخه، ومن دون معرفة مصير النفايات غير القابلة للترحيل، ويبقى الواضح في الصفقة – الفضيحة أنها الأغلى في تاريخ لبنان تمول كلفتها عبر اقتطاع نسبة من أموال البلديات، والمفارقة في ترحيل النفايات أن الدولة تدفع إلى الشركتين لتصدير النفايات وللشركتين حق بيعها إلى الخارج فيصبح حالها كالمنشار "طالعة آكلة ونازلة آكلة" مما يضاعف أرباحها.</p> <p dir="RTL">مجلس نواب التمديدين جمعته، بعد طول غياب، جلسة بدعة تشريع الضرورة، فشرع ما لا يحق له دستورياً تشريعه الإنفاق الإضافي من دون موازنة عامة المغيبة منذ عشر سنوات، ومنع تشريع الحقوق للمواطنين، من مثل إلغاء قانون الإيجارات التهجيري، وإقرار سلسلة الرتب والرواتب للموظفين والمعلمين والحق بالتغطية الصحية الشاملة... ويبدو من أداء مجلس نواب قانون الستين أن عينهم على تمديد ثالث.</p> <p dir="RTL">إذن، هذه هي جمهوريات الموت من الفقر والبرد والبطالة، جمهوريات تهجير الشباب، والتمييز ضد المرأة، وتقسيم المواطنين إلى رعايا طوائف ومذاهب، هذه الجمهوريات هي جنة لأصحاب رؤوس الأموال، ولزعماء المذاهب، جمهوريات إعادة توحيدها يبدأ بهدم أسسها السياسية – الاقتصادية – الاجتماعية، والهدم بناء لحكم وطني ديمقراطي علماني.</p>
Image: 280.jpg
ID:
612
Title: الحدث: مصطفى العاملي الخارطة الجديدة للمنطقة ترسم بالنار والتسوية اللبنانية تنتظر المجهول
Content: <p dir="RTL">تعيش المنطقة تطورات متسارعة ومفتوحة على الاحتمالات كافة، وسط توقعات بأن تسفر عن تغيير واسع في طبيعتها وبالأخص في حدودها التي رسمت في سايكس- بيكو.</p> <p dir="RTL">ويخطىء من يعتبر أن الأزمة القائمة اليوم بين الرياض وطهران جاءت كرد فعل على إقدام السلطات السعودية على إعدام الشيخ نمر النمر، بل ان هذا الأمر يأتي ضمن مسلسل طويل من الصراع بين البلدين من أجل السيطرة أو على الأقل بسط النفوذ على هذه الدولة أو تلك، أو للعب دور إقليمي أوسع، في ظل التحالفات والمحاور التي تنشأ اليوم.</p> <p dir="RTL">واذا كان الخلاف السعودي – الإيراني قد برز الى العلن بشكل كبير مؤخراً، فإن الأزمة السورية المستمرة منذ خمس سنوات، ساهمت في التأسيس لهذه الأزمة، خصوصاً بعد أن اتخذت الرياض الموقف الداعم للقوى المعارضة السورية، بما فيها المنظمات المسلحة، بينما وقفت طهران الى جانب النظام السوري، لا بل أرسلت قواتها للقتال مباشرة الى جانبه.</p> <p dir="RTL">وجاءت الحرب التي شنتها السعودية على اليمن، بعد أن سيطر الحوثيون المدعومون من إيران على مناطق واسعة منه، بالتحالف مع مناصري الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، لتفتح صفحة جديدة من الصراعات ليس من المتوقع أن تشهد انفراجاً ما لم تحصل تسويات على مستوى المنطقة ككل، يتم خلالها تقاسم مناطق النفوذ بين المحورين الأساسيين، الأول تقوده الولايات المتحدة وفيه عدد من الدول التي تدور في فلكها، والثاني المحور الذي تقوده روسيا التي اختارت أن تكون في الفترة الأخيرة اللاعب العسكري الأساسي في المنطقة، حيث أرسلت بجزء مهم من ترسانتها العسكرية الجوية والبحرية والصاروخية الى سوريا، وباتت تشكل الى جانب إيران وسوريا محوراً لا يستهان به في المنطقة.</p> <p dir="RTL">ووفقاً لهذه الصورة تحصل التجاذبات والحروب الصغيرة، التي تأخذ في كثير من الأحيان الطابع الطائفي والمذهبي، وتشكل الجماعات الإرهابية التي نشأت على هامش الأزمات والصراعات المستعرة منذ سنوات في العراق واليمن وسوريا وليبيا... العلامة الفارقة التي ستطبع الخارطة الجديدة للشرق الأوسط، رغم أن هناك من يعتبر أن هذه المنظمات الإرهابية تمثل ظواهر طارئة في المجتمعات العربية وسرعان ما ستتلاشى تلقائياً بعد أن تفقد الوظيفة التي نشأت من أجلها، لأن هذه المنظمات هي في الأساس من صنيعة الولايات المتحدة وتم استخدامها لتحقيق بعض الأهداف بدأت بمحاربة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان واستمرت لتلعب أدوراً صغيرة في محاربة الأنظمة التي تقف عثرة في وجه مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، إلا أن هذه المنظمات نمت وكبرت بفعل الدعم والتمويل الذي حظيت به من كثير من الدول وبالأخص الخليجية، لتتحول في مكان ما الى وحش أول ما سيأكل الذي ساهم في تربيته!</p> <p dir="RTL">وانطلاقاً من هذه الصورة المخيفة للمنطقة التي بدأت تنتقل الى أوروبا، سواء من خلال التفجيرات الإرهابية التي ضربت باريس مؤخراً، أو من خلال موجة النزوح الكبيرة التي اجتاحت القارة العجوز، فإن العالم بدأ يضع أمامه مهمة مواجهة خطر هذا الإرهاب الذي يستهدف الجميع، وفي هذا السياق يمكن الإشارة الى الحوار الجاري بين موسكو وواشنطن تحت شعار ايجاد حل سياسي للأزمة السورية، التي ولد على ضفافها تنظيم داعش وأخواته من التنظيمات الإرهابية، وهذ التسوية ووفق مصادر دبلوماسية متابعة لن تتوقف عند حدود سوريا، بل ستشمل المنطقة ككل، هذا بصرف النظر عن إمكانية النجاح أو الفشل، ولكن بالتأكيد سيجري التحضير لها على نار حامية جداً، مع ما يعني ذلك من حروب صغيرة ستحصل هنا وهناك ومن دماء غزيرة ستهدر على مذبح هذه الصراعات الطائفية والمذهبية المتأججة.</p> <p dir="RTL">والسؤال الذي يطرح نفسه أين لبنان من كل ما يحصل، وما هو دوره ووظيفته ومستقبله في هذا الصراع؟ بداية لا بد من التأكيد بأن لبنان هو جزء لا يتجزأ من هذه المنطقة ويتفاعل مع كل ما يجري حوله وربما أكثر من غيره، وبالتالي فهو محكوم بانتظار ما ستؤول اليه التطورات في سوريا بشكل خاص، وفي ضوئها يتحدد مصيره مستقبلاً، ولكن المشكلة الحقيقية هي في كيفية التعاطي مع هذه المرحلة الانتقالية، أولاً في ظل تداعي مؤسسات الدولة، بدءاً من الفراغ المستمر منذ أكثر من سنة ونصف السنة في رئاسة الجمهورية مع ما استتبع ذلك من شلل وتعطيل في مجلسي النواب والحكومة، انعكس بشكل سلبي على مختلف المستويات، وبالأخص تلك المتعلقة بحياة المواطنين، وثانياً في حال الاحتقان المذهبي السائد على خلفية الصراع الدائر اليوم بين إيران والسعودية بشكل خاص، والذي أطاح بآمال الكثيرين ممن كانوا يراهنون على تقارب بينهما من شأنه أن يؤدي الى تذليل العقبات التي تعترض انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولاسيما في ضوء المبادرة التي تقدم بها الرئيس سعد الحريري وترمي الى انتخاب النائب سليمان فرنجية لهذا المنصب.</p> <p dir="RTL">ولكن جاء إعدام النمر وردود الفعل عليه لجهة إحراق السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران ومشهد، مع ما استتبع ذلك من قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية، ليضع عقبة جديدة في وجه أية تسوية للوضع اللبناني، خصوصاً في ضوء الخطاب السياسي المرتفع الذي بدأ مع السيد حسن نصر الله ورد الرئيس سعد الحريري عليه، ومن ثم وصل الى النائب محمد رعد الذي أضاء على جانب مهم من العقبات التي تعترض وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية، حيث قال: "إن وكيل عائلة خليجية بات يعيش الإفلاس في ملاذه يجب ألاّ يجد مكاناً له في لبنان"، الأمر الذي اعتبره وزراء ونواب تيار المستقبل تهديداً مباشراً من قبل حزب الله للرئيس الحريري وتياره.</p> <p dir="RTL">وهذا السجال طرح أكثر من علامة استفهام حول مصير الحوار الثنائي بين الطرفين وجدواه؟ وهناك من يؤكد، وبعكس ما أفصح عنه الوزير نهاد المشنوق عن بدء رفع الغطاء الإقليمي عن لبنان، فإن هناك مظلة خارجية ما زالت تحول دون انزلاق الوضع الى انفجار واسع، وبالتالي فإن هذا الحوار سيستمر، تحت عنوان عدم تصعيد الاحتقان المذهبي إن لم يكن بالإمكان التخفيف منه، ثم هناك مصلحة لكل أطراف السلطة في المحافظة على هذا الحوار بشقيه الثنائي والموسع من زاوية البحث في كيفية الحؤول دون إسقاط هذا النظام الطائفي المذهبي، الذي تتفيأ في ظله قوى السلطة، وتنهل من فساده والصفقات التي يوفرها، والسلطة التي يتقاسمونها على حساب الناس.</p> <p dir="RTL">لذلك، تؤكد مصادر سياسية أن هذا الحوار سيستمر برعاية الرئيس نبيه بري، وربما ستتغير عناوينه، ولكنه في كل الأحوال سيبقى تحت سقف هذا النظام المولّد للأزمات، مع الإشارة الى أن لا مصلحة لحزب الله وتيار المستقبل في الذهاب نحو مواجهة شاملة بينهما، إذ أن الحزب حسب العديد من قياداته يؤكد أنه مشغول بقضايا أكثر أهمية بالنسبة له ومنها القتال في سوريا والاستنفار الدائم في مواجهة العدو الإسرائيلي وجاءت العملية الأخيرة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة كرد أولي على اغتيال عميد الأسرى المحررين الشهيد سمير القنطار لتصب في هذا المسار، في حين أن تيار المستقبل مشغول في إعادة لملمة صفوفه ولاسيما في مناطق الشمال من اختراقات القوى المتشددة بعد انسحاب أو سحب النائب خالد الضاهر وشروعه في توجيه انتقادات لاذعة الى الرئيس الحريري واتهامه بتقديم تنازلات مجانية للفريق "الخصم" ومنها استعداده لانتخاب سليمان فرنجية المعروف بولائه للنظام السوري رئيساً للجمهورية، وبالتالي فإن الأمور ستبقى في إطار الضجيج الإعلامي، وتشير أوساط الرئيس بري الذي حدد الحادي عشر من الشهر الحالي موعداً للحوار بشقيه الثنائي والموسع، أنه لمس من كل الأطراف حرصاً على إبقاء هذا الحوار، باعتباره صلة الوصل شبه الوحيدة المتبقية بين القوى السياسية المختلفة، مع ملاحظة لافتة وهي أن إيران والسعودية أيضاً أبلغتا الدول المعنية حرصهما على عدم تأثر مساعي التسوية في سوريا واليمن بارتفاع منسوب التوتر السياسي بينهما.</p> <p dir="RTL">واذا كان للحوار "رب يحميه" فإن الوضع عكس ذلك على صعيد تفعيل عمل مجلس الوزراء، حيث تشير المصادر الى أن هذا الأمر سيبقى على حاله خاضعاً للمصالح الفئوية الخاصة للقوى السياسية، وبالتالي من المستبعد أن ينتظم عمل الحكومة في المقبل من الأيام، وكذلك الأمر بالنسبة الى المجلس النيابي الذي سيبقى في حالة من الشلل طالما لم يتوفر حل للملف الرئاسي، باعتباره المفتاح لإعادة تحريك عجلة الدولة وانتظام عمل المؤسسات.</p> <p dir="RTL">وعليه، فإن حالة المراوحة ستبقى قائمة مع كثير من السجالات والمواقف المتشنجة تحت سقف العناوين المطروحة وفي مقدمها قانون الانتخاب، الذي سيبقى بدوره مادة للتجاذب السياسي الى أن ينتهي الأمر بقانون مفصل على قياس زعماء الطوائف والمذاهب، وبالتالي إضاعة أية فرصة من شأنها ولوج باب التغيير الحقيقي.</p> <p>وهنا بالتحديد تتحمل القوى الديمقراطية مسؤولية تراجع دورها على الصعيد الوطني، بعد أن كادت أن تستعيده، من خلال الحراك الشعبي الذي شكل فرصة حقيقية لإنقاذ البلاد، لكن سرعان ما دخلت المصالح والحسابات السياسية والفئوية مما سمح لقوى السلطة بإختراقه وإجهاضه، وهذا ما يجب تفاديه في المرحلة المقبلة، من خلال وضع رؤية واضحة تشكل حافزاً لانطلاقة شعبية متجددة تساهم في انقاذ البلد من براثن قوى السلطة والتسلط والإرتهان للخارج، وخصوصاً أن المرحلة المقبلة ستكون مفصلية لجهة تحديد مصير لبنان لسنوات طويلة في ضوء خريطة المنطقة الجديدة التي يجري العمل عليها في ظل الحرائق المشتعلة في أكثر من بلد.</p>
Image: 280.jpg
Title: الحدث: مصطفى العاملي الخارطة الجديدة للمنطقة ترسم بالنار والتسوية اللبنانية تنتظر المجهول
Content: <p dir="RTL">تعيش المنطقة تطورات متسارعة ومفتوحة على الاحتمالات كافة، وسط توقعات بأن تسفر عن تغيير واسع في طبيعتها وبالأخص في حدودها التي رسمت في سايكس- بيكو.</p> <p dir="RTL">ويخطىء من يعتبر أن الأزمة القائمة اليوم بين الرياض وطهران جاءت كرد فعل على إقدام السلطات السعودية على إعدام الشيخ نمر النمر، بل ان هذا الأمر يأتي ضمن مسلسل طويل من الصراع بين البلدين من أجل السيطرة أو على الأقل بسط النفوذ على هذه الدولة أو تلك، أو للعب دور إقليمي أوسع، في ظل التحالفات والمحاور التي تنشأ اليوم.</p> <p dir="RTL">واذا كان الخلاف السعودي – الإيراني قد برز الى العلن بشكل كبير مؤخراً، فإن الأزمة السورية المستمرة منذ خمس سنوات، ساهمت في التأسيس لهذه الأزمة، خصوصاً بعد أن اتخذت الرياض الموقف الداعم للقوى المعارضة السورية، بما فيها المنظمات المسلحة، بينما وقفت طهران الى جانب النظام السوري، لا بل أرسلت قواتها للقتال مباشرة الى جانبه.</p> <p dir="RTL">وجاءت الحرب التي شنتها السعودية على اليمن، بعد أن سيطر الحوثيون المدعومون من إيران على مناطق واسعة منه، بالتحالف مع مناصري الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، لتفتح صفحة جديدة من الصراعات ليس من المتوقع أن تشهد انفراجاً ما لم تحصل تسويات على مستوى المنطقة ككل، يتم خلالها تقاسم مناطق النفوذ بين المحورين الأساسيين، الأول تقوده الولايات المتحدة وفيه عدد من الدول التي تدور في فلكها، والثاني المحور الذي تقوده روسيا التي اختارت أن تكون في الفترة الأخيرة اللاعب العسكري الأساسي في المنطقة، حيث أرسلت بجزء مهم من ترسانتها العسكرية الجوية والبحرية والصاروخية الى سوريا، وباتت تشكل الى جانب إيران وسوريا محوراً لا يستهان به في المنطقة.</p> <p dir="RTL">ووفقاً لهذه الصورة تحصل التجاذبات والحروب الصغيرة، التي تأخذ في كثير من الأحيان الطابع الطائفي والمذهبي، وتشكل الجماعات الإرهابية التي نشأت على هامش الأزمات والصراعات المستعرة منذ سنوات في العراق واليمن وسوريا وليبيا... العلامة الفارقة التي ستطبع الخارطة الجديدة للشرق الأوسط، رغم أن هناك من يعتبر أن هذه المنظمات الإرهابية تمثل ظواهر طارئة في المجتمعات العربية وسرعان ما ستتلاشى تلقائياً بعد أن تفقد الوظيفة التي نشأت من أجلها، لأن هذه المنظمات هي في الأساس من صنيعة الولايات المتحدة وتم استخدامها لتحقيق بعض الأهداف بدأت بمحاربة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان واستمرت لتلعب أدوراً صغيرة في محاربة الأنظمة التي تقف عثرة في وجه مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، إلا أن هذه المنظمات نمت وكبرت بفعل الدعم والتمويل الذي حظيت به من كثير من الدول وبالأخص الخليجية، لتتحول في مكان ما الى وحش أول ما سيأكل الذي ساهم في تربيته!</p> <p dir="RTL">وانطلاقاً من هذه الصورة المخيفة للمنطقة التي بدأت تنتقل الى أوروبا، سواء من خلال التفجيرات الإرهابية التي ضربت باريس مؤخراً، أو من خلال موجة النزوح الكبيرة التي اجتاحت القارة العجوز، فإن العالم بدأ يضع أمامه مهمة مواجهة خطر هذا الإرهاب الذي يستهدف الجميع، وفي هذا السياق يمكن الإشارة الى الحوار الجاري بين موسكو وواشنطن تحت شعار ايجاد حل سياسي للأزمة السورية، التي ولد على ضفافها تنظيم داعش وأخواته من التنظيمات الإرهابية، وهذ التسوية ووفق مصادر دبلوماسية متابعة لن تتوقف عند حدود سوريا، بل ستشمل المنطقة ككل، هذا بصرف النظر عن إمكانية النجاح أو الفشل، ولكن بالتأكيد سيجري التحضير لها على نار حامية جداً، مع ما يعني ذلك من حروب صغيرة ستحصل هنا وهناك ومن دماء غزيرة ستهدر على مذبح هذه الصراعات الطائفية والمذهبية المتأججة.</p> <p dir="RTL">والسؤال الذي يطرح نفسه أين لبنان من كل ما يحصل، وما هو دوره ووظيفته ومستقبله في هذا الصراع؟ بداية لا بد من التأكيد بأن لبنان هو جزء لا يتجزأ من هذه المنطقة ويتفاعل مع كل ما يجري حوله وربما أكثر من غيره، وبالتالي فهو محكوم بانتظار ما ستؤول اليه التطورات في سوريا بشكل خاص، وفي ضوئها يتحدد مصيره مستقبلاً، ولكن المشكلة الحقيقية هي في كيفية التعاطي مع هذه المرحلة الانتقالية، أولاً في ظل تداعي مؤسسات الدولة، بدءاً من الفراغ المستمر منذ أكثر من سنة ونصف السنة في رئاسة الجمهورية مع ما استتبع ذلك من شلل وتعطيل في مجلسي النواب والحكومة، انعكس بشكل سلبي على مختلف المستويات، وبالأخص تلك المتعلقة بحياة المواطنين، وثانياً في حال الاحتقان المذهبي السائد على خلفية الصراع الدائر اليوم بين إيران والسعودية بشكل خاص، والذي أطاح بآمال الكثيرين ممن كانوا يراهنون على تقارب بينهما من شأنه أن يؤدي الى تذليل العقبات التي تعترض انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولاسيما في ضوء المبادرة التي تقدم بها الرئيس سعد الحريري وترمي الى انتخاب النائب سليمان فرنجية لهذا المنصب.</p> <p dir="RTL">ولكن جاء إعدام النمر وردود الفعل عليه لجهة إحراق السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران ومشهد، مع ما استتبع ذلك من قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية، ليضع عقبة جديدة في وجه أية تسوية للوضع اللبناني، خصوصاً في ضوء الخطاب السياسي المرتفع الذي بدأ مع السيد حسن نصر الله ورد الرئيس سعد الحريري عليه، ومن ثم وصل الى النائب محمد رعد الذي أضاء على جانب مهم من العقبات التي تعترض وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية، حيث قال: "إن وكيل عائلة خليجية بات يعيش الإفلاس في ملاذه يجب ألاّ يجد مكاناً له في لبنان"، الأمر الذي اعتبره وزراء ونواب تيار المستقبل تهديداً مباشراً من قبل حزب الله للرئيس الحريري وتياره.</p> <p dir="RTL">وهذا السجال طرح أكثر من علامة استفهام حول مصير الحوار الثنائي بين الطرفين وجدواه؟ وهناك من يؤكد، وبعكس ما أفصح عنه الوزير نهاد المشنوق عن بدء رفع الغطاء الإقليمي عن لبنان، فإن هناك مظلة خارجية ما زالت تحول دون انزلاق الوضع الى انفجار واسع، وبالتالي فإن هذا الحوار سيستمر، تحت عنوان عدم تصعيد الاحتقان المذهبي إن لم يكن بالإمكان التخفيف منه، ثم هناك مصلحة لكل أطراف السلطة في المحافظة على هذا الحوار بشقيه الثنائي والموسع من زاوية البحث في كيفية الحؤول دون إسقاط هذا النظام الطائفي المذهبي، الذي تتفيأ في ظله قوى السلطة، وتنهل من فساده والصفقات التي يوفرها، والسلطة التي يتقاسمونها على حساب الناس.</p> <p dir="RTL">لذلك، تؤكد مصادر سياسية أن هذا الحوار سيستمر برعاية الرئيس نبيه بري، وربما ستتغير عناوينه، ولكنه في كل الأحوال سيبقى تحت سقف هذا النظام المولّد للأزمات، مع الإشارة الى أن لا مصلحة لحزب الله وتيار المستقبل في الذهاب نحو مواجهة شاملة بينهما، إذ أن الحزب حسب العديد من قياداته يؤكد أنه مشغول بقضايا أكثر أهمية بالنسبة له ومنها القتال في سوريا والاستنفار الدائم في مواجهة العدو الإسرائيلي وجاءت العملية الأخيرة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة كرد أولي على اغتيال عميد الأسرى المحررين الشهيد سمير القنطار لتصب في هذا المسار، في حين أن تيار المستقبل مشغول في إعادة لملمة صفوفه ولاسيما في مناطق الشمال من اختراقات القوى المتشددة بعد انسحاب أو سحب النائب خالد الضاهر وشروعه في توجيه انتقادات لاذعة الى الرئيس الحريري واتهامه بتقديم تنازلات مجانية للفريق "الخصم" ومنها استعداده لانتخاب سليمان فرنجية المعروف بولائه للنظام السوري رئيساً للجمهورية، وبالتالي فإن الأمور ستبقى في إطار الضجيج الإعلامي، وتشير أوساط الرئيس بري الذي حدد الحادي عشر من الشهر الحالي موعداً للحوار بشقيه الثنائي والموسع، أنه لمس من كل الأطراف حرصاً على إبقاء هذا الحوار، باعتباره صلة الوصل شبه الوحيدة المتبقية بين القوى السياسية المختلفة، مع ملاحظة لافتة وهي أن إيران والسعودية أيضاً أبلغتا الدول المعنية حرصهما على عدم تأثر مساعي التسوية في سوريا واليمن بارتفاع منسوب التوتر السياسي بينهما.</p> <p dir="RTL">واذا كان للحوار "رب يحميه" فإن الوضع عكس ذلك على صعيد تفعيل عمل مجلس الوزراء، حيث تشير المصادر الى أن هذا الأمر سيبقى على حاله خاضعاً للمصالح الفئوية الخاصة للقوى السياسية، وبالتالي من المستبعد أن ينتظم عمل الحكومة في المقبل من الأيام، وكذلك الأمر بالنسبة الى المجلس النيابي الذي سيبقى في حالة من الشلل طالما لم يتوفر حل للملف الرئاسي، باعتباره المفتاح لإعادة تحريك عجلة الدولة وانتظام عمل المؤسسات.</p> <p dir="RTL">وعليه، فإن حالة المراوحة ستبقى قائمة مع كثير من السجالات والمواقف المتشنجة تحت سقف العناوين المطروحة وفي مقدمها قانون الانتخاب، الذي سيبقى بدوره مادة للتجاذب السياسي الى أن ينتهي الأمر بقانون مفصل على قياس زعماء الطوائف والمذاهب، وبالتالي إضاعة أية فرصة من شأنها ولوج باب التغيير الحقيقي.</p> <p>وهنا بالتحديد تتحمل القوى الديمقراطية مسؤولية تراجع دورها على الصعيد الوطني، بعد أن كادت أن تستعيده، من خلال الحراك الشعبي الذي شكل فرصة حقيقية لإنقاذ البلاد، لكن سرعان ما دخلت المصالح والحسابات السياسية والفئوية مما سمح لقوى السلطة بإختراقه وإجهاضه، وهذا ما يجب تفاديه في المرحلة المقبلة، من خلال وضع رؤية واضحة تشكل حافزاً لانطلاقة شعبية متجددة تساهم في انقاذ البلد من براثن قوى السلطة والتسلط والإرتهان للخارج، وخصوصاً أن المرحلة المقبلة ستكون مفصلية لجهة تحديد مصير لبنان لسنوات طويلة في ضوء خريطة المنطقة الجديدة التي يجري العمل عليها في ظل الحرائق المشتعلة في أكثر من بلد.</p>
Image: 280.jpg
ID:
613
Title: مع الحقيقة: سمير دياب عقود الظلم والظلامية
Content: <p dir="RTL">ليس أكثر ظلماً من نظام ٍ يحكم بنفسه، ويحتكم لنفسه، ويشرّع على هواه، ولا يعتقد أن هناك سلطة فوقه أو جماهير تحته تحاسبه أو تراقبه، لتصد ظلمه وتضع حداً لتغوله وفساده.</p> <p dir="RTL">وليس أكثر ظلماَ من معرفة أن السلطات الحاكمة لا تؤمن بنظريات التطور، ولا تعترف بمفاهيم ابن خلدون الإنسانية، ولا بأفكار مانديلا، ولم تهضم يوماً اجتهادات مونتيسكيو وروسو، ولا تقيم وزناً للفصل بين السلطات، ولا مكان يتسع للعدالة في سياستها، ولا تطيق كلمة مساواة أو مواطنة. كل شيء مباح ومستباح لها، وكل شيء محجوب عن شعوبها، وإن اعترضت حركة نقابية أو سياسية أو شعبية حول قضية ما، فإن أدوات هذه السلطات الأمنية والقضائية والإعلامية تتكفل بما يتوجب القيام به. </p> <p dir="RTL">هذا لسان حال الساحة العربية من مشرقها إلى مغربها، فمنذ العهد الكولونيالي مروراً بمراحل بناء الدولة الوطنية لغاية اللحظة الراهنة عرفت تمفصلات على مستوى الدولة وتطورات غير مسبوقة تضرب الدولة في مفهومها الاجتماعي والسياسي - المؤسساتي ما طرح ويطرح إشكاليات يمكن إبراز أهم مفاصلها: </p> <p dir="RTL"><strong>أولاً </strong>: إشكالية بناء الدولة، بعد أكثر من نصف قرن لم يستطع نظام عربي واحد بناء "دولة" بمفهومها المؤسساتي المعبر عن حالة اجتماعية - سياسية، تعبر فعلاً عن مفهوم اللعبة السياسية المتمثلة في "الديمقراطية" كآلية من خلال تفعيل قوانين الانتخابات وتطويرها كقيمة من خلال دمج منطق الثقافة السياسية الوطنية المشبعة بمفهوم وجود الدولة السياسية التي بدورها تنمي عملية إنتماء الفرد للمجتمع والمجتمع لدولة الجميع. </p> <p dir="RTL"><strong>ثانياً</strong>: التحكم الاستبدادي في السلطة والبيروقراطي في المؤسسات من خلال إنتاج أشكال من الخطاب السياسي يتم من خلاله مسك قواعد اللعبة السياسية ضمن نسق بناء نظام سياسي يعيد إنتاج نفسه بعد تطويع الدساتير والقوانين بما يخدم هذه العملية. </p> <p dir="RTL"><strong>ثالثاً: </strong>تهشيم البنية الاجتماعية<strong> </strong>والسياسية عبر تغليب الفكر العائلي والقبلي والعشائري والطائفي على حساب الوطني لهندسة تأبيد السيطرة.</p> <p dir="RTL"><strong>رابعاً</strong>: قصور متعمد في معالجة القضايا الوطنية الكبرى، واعتماد خطة الترحيل كنهج دائم، وفي أحسن الأحوال اعتماد خطط وقائية بدل العلاجية وهذا يشمل القضايا الخدماتية المرتبطة بحياة الناس من صحة وسكن وتعليم وعمل وطاقة. </p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL"><strong> خامساً</strong>: غياب السياسات التنموية الشاملة والإعتماد على "الريع" دون الالتفات لبناء اقتصاديات وطنية تعطي قيمة مضافة ما يؤدي إلى أزمات اجتماعية سرعان ما تتحول إلى أزمات سياسية وتحويل بعضها إلى حروب أهلية. </p> <p dir="RTL"><strong>سادساً</strong>: تغذية الإرهاب كظاهرة توظف من قبل البعض لتفكيك بنية المجتمعات خدمة لمشروع استعماري جديد. </p> <p dir="RTL"><strong>سابعاً</strong>: توظيف الدين كمادة تعبوية تحريضية حادة وعنيفة، لإستنفار كل العصبيات الطائفية والمذهبية إلى حد الاصطفاف الأعمى وراء هذه الطروحات المدمرة. </p> <p dir="RTL">ثامناَ: مشروع الشرق الاوسط الجديد وتأثيراته واستقطاباته الإقليمية والدولية، ومخاطره الذي يتهدد المنطقة العربية برمتها، والأخطر أن يتلون الصراع ضده بألوان طائفية ومذهبية بدل تشكيل حركة تحرر وطني عربية شاملة لمقاومته بكل السبل للقضاء عليه كأساس في تحرير واستقلال المنطقة بما في ذلك القضية المحورية الأم المتمثلة بتحرير فلسطين. </p> <p dir="RTL">*****</p> <p dir="RTL">تلك هي النخب الحاكمة، والسلطات المستبدة الفاسدة، التي ترى أنها الأفضل والأكثر وعياً وحكمة، وأنها الأصلح للحكم والأفضل للإدارة، وأدواتها وأزلامها ومصارفها هم القاعدة والاستثناء.</p> <p dir="RTL">عقود وراء عقود والمشهد لم يتغير إلا نحو الأسوأ. مات الملك عاش شقيق أو أبن الملك. مات الرئيس عاش شقيق أو أبن أو جنرال الرئيس.. ملوك ورؤساء وحكومات ولم يبدلوا تبديلاً، حكموا فظلموا، فرقوا وما جمعوا، أعدوا وشتتوا وهجروا الناس، أحبطوا أجيال وراء أجيال وتنكروا لتضحياتهم وقضوا على آمالهم وأحلامهم في الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية والشراكة في صنع القرار، أفرغوا أوطانهم من مستقبلها بهجرة شبابها، وقامروا بالبلاد في لعبة شطرنج الخارج، وتسببوا في شطب سجلات الثقافة الوطنية والهوية القومية.</p> <p dir="RTL">*****</p> <p dir="RTL">المشهد العام في المنطقة لا يبشر بالخير، رغم كل التضحيات التي قدمتها شعوب المنطقة على مذبح مقاوماتها الوطنية والإسلامية ضد الاحتلال الصهيوني والأميركي، وثوراتها الشعبية العربية وانتفاضاتها الفلسطينية المستمرة، ورغم انعكاس ذلك على فرملة المشروع الإمبريالي الأميركي وتعثره في المنطقة وبروز أقطاب عالمية كروسيا والصين وإقليمية كإيران وتركيا بعد اشتداد أزمة سوريا، إلّا أن الصورة الراهنة ما زالت سوداوية قاتمة، لا لجهل في معرفة أهداف مشروع الشرق الأوسط الجديد، إنما لعدم الوضوح في بلورة المشروع الوطني البديل، وعلى أهمية مقاومة المشروع الأميركي- الصهيوني- الرجعي العربي، ومقاومة تطرفه وإرهاب دواعشه، إلا أن مهمة القوى الوطنية والتقدمية تكمن في إنضاج المشروع الوطني العربي التحرري الشامل والعمل عليه خلال عملية المواجهة الذي يكتسي أهميته لضرورة التحرير والتغيير الجذري حتى لا يتحول الصراع القائم إلى صراع إستراتيجيات الممرات والثروات والمصالح الدولية، أو إلى صراع توازن الرعب الطائفي والمذهبي، بشكل تدور معها بلاد وعباد المنطقة في حلقات تفتيتية ضعيفة مدمرة، تعيد تجربة عقود الظلم والظلامية، وتعيد تقديس صور أنظمة عاش القائد ومات الشعب.</p>
Image: سمير دياب.jpg
Title: مع الحقيقة: سمير دياب عقود الظلم والظلامية
Content: <p dir="RTL">ليس أكثر ظلماً من نظام ٍ يحكم بنفسه، ويحتكم لنفسه، ويشرّع على هواه، ولا يعتقد أن هناك سلطة فوقه أو جماهير تحته تحاسبه أو تراقبه، لتصد ظلمه وتضع حداً لتغوله وفساده.</p> <p dir="RTL">وليس أكثر ظلماَ من معرفة أن السلطات الحاكمة لا تؤمن بنظريات التطور، ولا تعترف بمفاهيم ابن خلدون الإنسانية، ولا بأفكار مانديلا، ولم تهضم يوماً اجتهادات مونتيسكيو وروسو، ولا تقيم وزناً للفصل بين السلطات، ولا مكان يتسع للعدالة في سياستها، ولا تطيق كلمة مساواة أو مواطنة. كل شيء مباح ومستباح لها، وكل شيء محجوب عن شعوبها، وإن اعترضت حركة نقابية أو سياسية أو شعبية حول قضية ما، فإن أدوات هذه السلطات الأمنية والقضائية والإعلامية تتكفل بما يتوجب القيام به. </p> <p dir="RTL">هذا لسان حال الساحة العربية من مشرقها إلى مغربها، فمنذ العهد الكولونيالي مروراً بمراحل بناء الدولة الوطنية لغاية اللحظة الراهنة عرفت تمفصلات على مستوى الدولة وتطورات غير مسبوقة تضرب الدولة في مفهومها الاجتماعي والسياسي - المؤسساتي ما طرح ويطرح إشكاليات يمكن إبراز أهم مفاصلها: </p> <p dir="RTL"><strong>أولاً </strong>: إشكالية بناء الدولة، بعد أكثر من نصف قرن لم يستطع نظام عربي واحد بناء "دولة" بمفهومها المؤسساتي المعبر عن حالة اجتماعية - سياسية، تعبر فعلاً عن مفهوم اللعبة السياسية المتمثلة في "الديمقراطية" كآلية من خلال تفعيل قوانين الانتخابات وتطويرها كقيمة من خلال دمج منطق الثقافة السياسية الوطنية المشبعة بمفهوم وجود الدولة السياسية التي بدورها تنمي عملية إنتماء الفرد للمجتمع والمجتمع لدولة الجميع. </p> <p dir="RTL"><strong>ثانياً</strong>: التحكم الاستبدادي في السلطة والبيروقراطي في المؤسسات من خلال إنتاج أشكال من الخطاب السياسي يتم من خلاله مسك قواعد اللعبة السياسية ضمن نسق بناء نظام سياسي يعيد إنتاج نفسه بعد تطويع الدساتير والقوانين بما يخدم هذه العملية. </p> <p dir="RTL"><strong>ثالثاً: </strong>تهشيم البنية الاجتماعية<strong> </strong>والسياسية عبر تغليب الفكر العائلي والقبلي والعشائري والطائفي على حساب الوطني لهندسة تأبيد السيطرة.</p> <p dir="RTL"><strong>رابعاً</strong>: قصور متعمد في معالجة القضايا الوطنية الكبرى، واعتماد خطة الترحيل كنهج دائم، وفي أحسن الأحوال اعتماد خطط وقائية بدل العلاجية وهذا يشمل القضايا الخدماتية المرتبطة بحياة الناس من صحة وسكن وتعليم وعمل وطاقة. </p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL"><strong> خامساً</strong>: غياب السياسات التنموية الشاملة والإعتماد على "الريع" دون الالتفات لبناء اقتصاديات وطنية تعطي قيمة مضافة ما يؤدي إلى أزمات اجتماعية سرعان ما تتحول إلى أزمات سياسية وتحويل بعضها إلى حروب أهلية. </p> <p dir="RTL"><strong>سادساً</strong>: تغذية الإرهاب كظاهرة توظف من قبل البعض لتفكيك بنية المجتمعات خدمة لمشروع استعماري جديد. </p> <p dir="RTL"><strong>سابعاً</strong>: توظيف الدين كمادة تعبوية تحريضية حادة وعنيفة، لإستنفار كل العصبيات الطائفية والمذهبية إلى حد الاصطفاف الأعمى وراء هذه الطروحات المدمرة. </p> <p dir="RTL">ثامناَ: مشروع الشرق الاوسط الجديد وتأثيراته واستقطاباته الإقليمية والدولية، ومخاطره الذي يتهدد المنطقة العربية برمتها، والأخطر أن يتلون الصراع ضده بألوان طائفية ومذهبية بدل تشكيل حركة تحرر وطني عربية شاملة لمقاومته بكل السبل للقضاء عليه كأساس في تحرير واستقلال المنطقة بما في ذلك القضية المحورية الأم المتمثلة بتحرير فلسطين. </p> <p dir="RTL">*****</p> <p dir="RTL">تلك هي النخب الحاكمة، والسلطات المستبدة الفاسدة، التي ترى أنها الأفضل والأكثر وعياً وحكمة، وأنها الأصلح للحكم والأفضل للإدارة، وأدواتها وأزلامها ومصارفها هم القاعدة والاستثناء.</p> <p dir="RTL">عقود وراء عقود والمشهد لم يتغير إلا نحو الأسوأ. مات الملك عاش شقيق أو أبن الملك. مات الرئيس عاش شقيق أو أبن أو جنرال الرئيس.. ملوك ورؤساء وحكومات ولم يبدلوا تبديلاً، حكموا فظلموا، فرقوا وما جمعوا، أعدوا وشتتوا وهجروا الناس، أحبطوا أجيال وراء أجيال وتنكروا لتضحياتهم وقضوا على آمالهم وأحلامهم في الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية والشراكة في صنع القرار، أفرغوا أوطانهم من مستقبلها بهجرة شبابها، وقامروا بالبلاد في لعبة شطرنج الخارج، وتسببوا في شطب سجلات الثقافة الوطنية والهوية القومية.</p> <p dir="RTL">*****</p> <p dir="RTL">المشهد العام في المنطقة لا يبشر بالخير، رغم كل التضحيات التي قدمتها شعوب المنطقة على مذبح مقاوماتها الوطنية والإسلامية ضد الاحتلال الصهيوني والأميركي، وثوراتها الشعبية العربية وانتفاضاتها الفلسطينية المستمرة، ورغم انعكاس ذلك على فرملة المشروع الإمبريالي الأميركي وتعثره في المنطقة وبروز أقطاب عالمية كروسيا والصين وإقليمية كإيران وتركيا بعد اشتداد أزمة سوريا، إلّا أن الصورة الراهنة ما زالت سوداوية قاتمة، لا لجهل في معرفة أهداف مشروع الشرق الأوسط الجديد، إنما لعدم الوضوح في بلورة المشروع الوطني البديل، وعلى أهمية مقاومة المشروع الأميركي- الصهيوني- الرجعي العربي، ومقاومة تطرفه وإرهاب دواعشه، إلا أن مهمة القوى الوطنية والتقدمية تكمن في إنضاج المشروع الوطني العربي التحرري الشامل والعمل عليه خلال عملية المواجهة الذي يكتسي أهميته لضرورة التحرير والتغيير الجذري حتى لا يتحول الصراع القائم إلى صراع إستراتيجيات الممرات والثروات والمصالح الدولية، أو إلى صراع توازن الرعب الطائفي والمذهبي، بشكل تدور معها بلاد وعباد المنطقة في حلقات تفتيتية ضعيفة مدمرة، تعيد تجربة عقود الظلم والظلامية، وتعيد تقديس صور أنظمة عاش القائد ومات الشعب.</p>
Image: سمير دياب.jpg
ID:
614
Title: كلمة: موريس نهرا غريغوار حداد مطران الفقراء والعلمانية
Content: <p dir="RTL">رحيل المطران غريغوار حداد، هذا الإنسان الرمز في الكنيسة والمجتمع، شكل خسارة لجميع العاملين من أجل الإنسان، وحقوق الفقراء، ولتيار العلمانية، وبوسعي القول خسارة للكنيسة أيضاً، التي استوحى دورها من سيرة المسيح ورسالته، معتبراً أن الطبيعي هو أن تكون الكنيسة أمينة لها.</p> <p dir="RTL">لقد كان هذا المطران بفكره وقناعته منطلقاً من القيم الإنسانية التي دعا إليها السيد المسيح، معتبراً أن تجسُّد المسيح بإنسان هو تأكيد لتقديس الإنسان، وأنه وفقاً لذلك يتحدد دور الكنيسة وآبائها. وكثيراً ما ردّد القول بضرورة الاهتمام بكل إنسان وبكل الإنسان. وارتباطاً بتحسّسه وجود فقر وحرمان ومظالم في لبنان، وإدراك أسباب التناقضات والصراعات والنزاعات الدموية المتكررة التي تنبع من طبيعة نظام المحاصصات الطائفية، كان يدعو ويعمل لتبني العلمانية ونصرة الفقراء والمحتاجين ومناهضة العنف، وإقامة دولة المواطنة والعدالة الحقيقية التي تساوي بين الناس في الحقوق، بديلاً لما هو قائم. وكان على قناعة راسخة بأن عمله هذا لا يتعارض مع كونه مطراناً في الكنيسة الكاثوليكية، بل على العكس، تجسيد لفهمه جوهر رسالة المسيح.</p> <p dir="RTL">فقد كان مفهومه للكنيسة أنها ليست جدرانا وطقوس، بل الناس.. الإنسان.. الرعية.. وقد أتت توجهات المجمع الفاتيكاني الثاني في النصف الأول من الستينيات لتعلن توجهات جديدة تدعو إلى انفتاح الكنيسة على المجتمع والاهتمام بقضاياه وبخاصة فئاته الفقيرة والمحتاجة.</p> <p dir="RTL">إلا أن ما جرى إزاء الأفكار الإصلاحية للمطران الراحل، هو عكس ذلك، فقد تعرض لحملة ضغوط وتدابير عقابية من رجال ومواقع في الكنيسة نفسها. لكن إبعاده عن مطرانية بيروت، لم يُبعده عن الناس. فقد ثابر في العطاء مواصلاً دوره النضالي وفق قناعته، كتابة وشفاهةً، فأُطلق عليه بحق، لقب مطران الفقراء والعلمانية.. المطران الأحمر. وعندما امتدت الحرب الأهلية إلى عاليه وجبل لبنان الجنوبي عام 1976، وشعر بتقلص دورة الحياة الطبيعية، وتعطل معظم دور الدولة، اندفع للمشاركة في عمل الإدارة الشعبية التي تشكلت لسّد النقص وتلبية الحاجات الملحة للأهالي، والذي كان كمال جنبلاط رئيسها، والمطران غريغوار منسقاً لها، وكنت أنا كاتب هذه السطور أمين السر فيها. وقد شملت خدمتها جميع سكان منطقة الجبل، بدون تمييز طائفي أو عائلي.</p> <p dir="RTL">إن ظاهرة غريغوار حداد لم تكن مقتصرة على لبنان، فقد برزت في توجهات وعمل تيار لاهوت التحرير في بلدان أميركا اللاتينية، الذي انطلق من اعتبار أن المسيح هو مسيح الفقراء قبل كل شيء، وأن على أتباعه وكنيسته مناصرة الفقراء وقضاياهم، متلاقين في ذلك مع من يناضل من أجل حقوقهم وتحررهم من الفقر والبؤس ومن النهب الخارجي. وقد تعرضت شخصيات كنسية بارزة هناك أيضاً، للضغوط والعقاب، بينهم على سبيل المثال، مطران كنيسة اسونسيون، عاصمة الباراغواي فرناندولوغو، الذي جرى إبعاده عن العاصمة إلى مطرانية في منطقة ريفية نائية، ثم من الثانية، ليصبح بدون رعية، بسبب متابعة عمله مع الفقراء وقضاياهم. وعندها وبدافع مواصلة عمله نفسه، تخلىّ عن ثوب الكهنوت، ووصل بعد ذلك، عام 2007، إلى رئاسة الجمهورية بأصوات الفقراء واليسار. أمّا ما جرى في السلفادور فهو جريمة موصوفة باغتيال رئيس أساقفة عاصمتها سان سلفادور، اوسكار روميرو، الشخصية البارزة في تيار لاهوت التحرير، على يد منفذين من "الكونترا" المدعومة من المخابرات المركزية الأميركية. وقد مارست قيادة في الكنيسة على وزيرين في الحكومة الساندينية في نيكاراغوا، من تيار لاهوت التحرير، ضغوطاً ليستقيلوا منها، بحجة أن طابع نهجها ماركسي. فكان جوابهما، على التهديد بالحرم الكنسي إذا لم يستقيلا، "أن شعبنا هو الذي يقرر حرماننا أو العكس." واستمروا في مواقعهم وخدمة شعبهم.</p> <p dir="RTL">بالطبع لا تستطيع الكنيسة ومؤسسات الأديان الأخرى، أن تنفصل عن مجتمعها، وإلا تصبح جسماً جامداً ومنعزلاً.. لذلك نجد في الكنيسة وفي غيرها، شخصيات روحية تولي اهتماماً بالإنسان، وبإيجاد شروط حياة كريمة له وبخاصة بالفقراء، والقضايا الاجتماعية، ومن ضمنها إقامة الدولة المدنية التي تحترم حرية الإنسان وحقوقه كافة ومعتقداته. ومن هؤلاء على سبيل المثال، المطران جورج خضر، الأب مارون عطالله، السيد محمد حسن الأمين، الأب جورج مسّوح، الراحل هاني فحص، المطران الراحل سليم غزال، وقبلاً، العلامة الشيخ عبدالله العلايلي، والخوري طانيوس منعم الذي عُوقب أيضاً، وغيرهم.</p> <p dir="RTL">لقد تميز الأخ غريغوار، كما أحب أن نناديه، بالإقدام.. والجمع بين الفكر والممارسة، ورأى أهمية تعميم الوعي، وجمع الطاقات، والمشاركة الواسعة للناس، لتحويل الأفكار إلى فعل في الواقع. فأنشأ الحركة الاجتماعية، وفيما بعد، التيار المدني، وعمل من جهة أخرى لتوفير مساعدات لحفر آبار مياه للشرب في قرى محتاجة، ولتشجيع ربات البيوت على أشغال التطريز والصوف... الخ وتسويقهم في معارض، بما يخفف من الصعوبات المعيشية لهنّ. وكان دوره مع معاونيه بارزاً في حملة إسقاط النظام الطائفي، ثم في الحراك الشعبي المدني، لحل مشكلة النفايات، ومكافحة الفساد والمطالبة بإقامة الدولة المدنية الديمقراطية.</p> <p dir="RTL">لقد ترك المطران غريغوار، رفاق عمل وفكر ومؤسسات، ونمط عمل، وصداقات، تشكل بمجموعها ارثاً ثميناً يتجلى فيه فكره وبَصْمته، ويبقى مثالاً راسخاً ومجسداً حضوره.</p>
Image: 280.jpg
Title: كلمة: موريس نهرا غريغوار حداد مطران الفقراء والعلمانية
Content: <p dir="RTL">رحيل المطران غريغوار حداد، هذا الإنسان الرمز في الكنيسة والمجتمع، شكل خسارة لجميع العاملين من أجل الإنسان، وحقوق الفقراء، ولتيار العلمانية، وبوسعي القول خسارة للكنيسة أيضاً، التي استوحى دورها من سيرة المسيح ورسالته، معتبراً أن الطبيعي هو أن تكون الكنيسة أمينة لها.</p> <p dir="RTL">لقد كان هذا المطران بفكره وقناعته منطلقاً من القيم الإنسانية التي دعا إليها السيد المسيح، معتبراً أن تجسُّد المسيح بإنسان هو تأكيد لتقديس الإنسان، وأنه وفقاً لذلك يتحدد دور الكنيسة وآبائها. وكثيراً ما ردّد القول بضرورة الاهتمام بكل إنسان وبكل الإنسان. وارتباطاً بتحسّسه وجود فقر وحرمان ومظالم في لبنان، وإدراك أسباب التناقضات والصراعات والنزاعات الدموية المتكررة التي تنبع من طبيعة نظام المحاصصات الطائفية، كان يدعو ويعمل لتبني العلمانية ونصرة الفقراء والمحتاجين ومناهضة العنف، وإقامة دولة المواطنة والعدالة الحقيقية التي تساوي بين الناس في الحقوق، بديلاً لما هو قائم. وكان على قناعة راسخة بأن عمله هذا لا يتعارض مع كونه مطراناً في الكنيسة الكاثوليكية، بل على العكس، تجسيد لفهمه جوهر رسالة المسيح.</p> <p dir="RTL">فقد كان مفهومه للكنيسة أنها ليست جدرانا وطقوس، بل الناس.. الإنسان.. الرعية.. وقد أتت توجهات المجمع الفاتيكاني الثاني في النصف الأول من الستينيات لتعلن توجهات جديدة تدعو إلى انفتاح الكنيسة على المجتمع والاهتمام بقضاياه وبخاصة فئاته الفقيرة والمحتاجة.</p> <p dir="RTL">إلا أن ما جرى إزاء الأفكار الإصلاحية للمطران الراحل، هو عكس ذلك، فقد تعرض لحملة ضغوط وتدابير عقابية من رجال ومواقع في الكنيسة نفسها. لكن إبعاده عن مطرانية بيروت، لم يُبعده عن الناس. فقد ثابر في العطاء مواصلاً دوره النضالي وفق قناعته، كتابة وشفاهةً، فأُطلق عليه بحق، لقب مطران الفقراء والعلمانية.. المطران الأحمر. وعندما امتدت الحرب الأهلية إلى عاليه وجبل لبنان الجنوبي عام 1976، وشعر بتقلص دورة الحياة الطبيعية، وتعطل معظم دور الدولة، اندفع للمشاركة في عمل الإدارة الشعبية التي تشكلت لسّد النقص وتلبية الحاجات الملحة للأهالي، والذي كان كمال جنبلاط رئيسها، والمطران غريغوار منسقاً لها، وكنت أنا كاتب هذه السطور أمين السر فيها. وقد شملت خدمتها جميع سكان منطقة الجبل، بدون تمييز طائفي أو عائلي.</p> <p dir="RTL">إن ظاهرة غريغوار حداد لم تكن مقتصرة على لبنان، فقد برزت في توجهات وعمل تيار لاهوت التحرير في بلدان أميركا اللاتينية، الذي انطلق من اعتبار أن المسيح هو مسيح الفقراء قبل كل شيء، وأن على أتباعه وكنيسته مناصرة الفقراء وقضاياهم، متلاقين في ذلك مع من يناضل من أجل حقوقهم وتحررهم من الفقر والبؤس ومن النهب الخارجي. وقد تعرضت شخصيات كنسية بارزة هناك أيضاً، للضغوط والعقاب، بينهم على سبيل المثال، مطران كنيسة اسونسيون، عاصمة الباراغواي فرناندولوغو، الذي جرى إبعاده عن العاصمة إلى مطرانية في منطقة ريفية نائية، ثم من الثانية، ليصبح بدون رعية، بسبب متابعة عمله مع الفقراء وقضاياهم. وعندها وبدافع مواصلة عمله نفسه، تخلىّ عن ثوب الكهنوت، ووصل بعد ذلك، عام 2007، إلى رئاسة الجمهورية بأصوات الفقراء واليسار. أمّا ما جرى في السلفادور فهو جريمة موصوفة باغتيال رئيس أساقفة عاصمتها سان سلفادور، اوسكار روميرو، الشخصية البارزة في تيار لاهوت التحرير، على يد منفذين من "الكونترا" المدعومة من المخابرات المركزية الأميركية. وقد مارست قيادة في الكنيسة على وزيرين في الحكومة الساندينية في نيكاراغوا، من تيار لاهوت التحرير، ضغوطاً ليستقيلوا منها، بحجة أن طابع نهجها ماركسي. فكان جوابهما، على التهديد بالحرم الكنسي إذا لم يستقيلا، "أن شعبنا هو الذي يقرر حرماننا أو العكس." واستمروا في مواقعهم وخدمة شعبهم.</p> <p dir="RTL">بالطبع لا تستطيع الكنيسة ومؤسسات الأديان الأخرى، أن تنفصل عن مجتمعها، وإلا تصبح جسماً جامداً ومنعزلاً.. لذلك نجد في الكنيسة وفي غيرها، شخصيات روحية تولي اهتماماً بالإنسان، وبإيجاد شروط حياة كريمة له وبخاصة بالفقراء، والقضايا الاجتماعية، ومن ضمنها إقامة الدولة المدنية التي تحترم حرية الإنسان وحقوقه كافة ومعتقداته. ومن هؤلاء على سبيل المثال، المطران جورج خضر، الأب مارون عطالله، السيد محمد حسن الأمين، الأب جورج مسّوح، الراحل هاني فحص، المطران الراحل سليم غزال، وقبلاً، العلامة الشيخ عبدالله العلايلي، والخوري طانيوس منعم الذي عُوقب أيضاً، وغيرهم.</p> <p dir="RTL">لقد تميز الأخ غريغوار، كما أحب أن نناديه، بالإقدام.. والجمع بين الفكر والممارسة، ورأى أهمية تعميم الوعي، وجمع الطاقات، والمشاركة الواسعة للناس، لتحويل الأفكار إلى فعل في الواقع. فأنشأ الحركة الاجتماعية، وفيما بعد، التيار المدني، وعمل من جهة أخرى لتوفير مساعدات لحفر آبار مياه للشرب في قرى محتاجة، ولتشجيع ربات البيوت على أشغال التطريز والصوف... الخ وتسويقهم في معارض، بما يخفف من الصعوبات المعيشية لهنّ. وكان دوره مع معاونيه بارزاً في حملة إسقاط النظام الطائفي، ثم في الحراك الشعبي المدني، لحل مشكلة النفايات، ومكافحة الفساد والمطالبة بإقامة الدولة المدنية الديمقراطية.</p> <p dir="RTL">لقد ترك المطران غريغوار، رفاق عمل وفكر ومؤسسات، ونمط عمل، وصداقات، تشكل بمجموعها ارثاً ثميناً يتجلى فيه فكره وبَصْمته، ويبقى مثالاً راسخاً ومجسداً حضوره.</p>
Image: 280.jpg
ID:
615
Title: شؤون سياسية: علي غريب اليسار العربي والتحديات الراهنة
Content: <p dir="RTL">يُجمع اليسار العربي بغالبيته على أن حركة التحرر الوطني العربية انتهت إلى فشل كان من نتيجته سقوط منظومة الأفكار والشعارات التي رفعتها البرجوازية العربية ممثلة بأنظمة عسكرية. وفي المقابل ينبغي أن يعترف هذا اليسار أيضاً بأن مشروعه السياسي إلى التغيير قد وصل إلى مأزق. وعليه تقدم الإسلام السياسي رافعاً شعار "الحل بالإسلام" وعلى هذا الواقع المهزوم طُرحت المشاريع المتعددة للمنطقة فاليسار العربي أمام مرحلة جديدة وواقع مغاير، ودول عربية تعيش حالات من الحروب والصراعات والأزمات المتعددة، ومعها ليس موجوداً "قائد ملهم" ولا أحزاب مؤهلة ولا مرجعية وازنة وقادرة على ضبط ما يحصل من أحداث ومتغيرات، قد تُطيح بدول وتغيّر حدوداً وربما تقتلع شعوباً من أوطانها.</p> <p dir="RTL">وفي مثل هذه الحالة يقول غرامشي: "عندما يموت العالم القديم ولم يولد الجديد يظهر في الظلمة بينهما أشباح الوحوش". وما بقي من النظام العربي برمته (الجمهوري، والملكي، والأميري) أصبح متماهياً مع المشاريع المطروحة، وبتنا أمام دول لا ينطبق عليها مفهوم الدولة الحديثة (دول عائلات، وعشائر، وإرث سياسي...) بإستثناءات محدودة. فلا وجود لمواطنة حقة، ولا لمؤسسات ديمقراطية، لا بل هي تعيش في أغلبها حالة من الانقسام والتفتت على أسس طائفية وأثنية، تسودها ثقافة المذاهب والنيوليبرالية وتبعية الاقتصاد الريعى، ما يؤدي إلى إخراج المواطنين من الفعل السياسي، وعدم الاعتبار للرأي العام، وغياب المحاسبة والمساءلة من المواطنين للحاكمين.</p> <p dir="RTL">فاليسار العربي اليوم. أمام واقع شديد التعقيد، تتداخل في أحداثه قوى دولية وإقليمية ومحلية، ويتعرض للتدخلات العسكرية المباشرة وغير المباشرة، من أجل تحقيق مشاريع استعمارية جديدة للسيطرة على مقدرات البلاد وثرواتها، كما يتعرض إلى مشروع إرهابي يتمدد على أكثر من أرض عربية لا يقل خطورة على الشعوب العربية ودولها ومستقبلها من المشروع الأميركي - الصهيوني نفسه.</p> <p dir="RTL">هذه التحولات والمتغيرات تطرح تحديات كثيرة على قوى اليسار وعلى الانتفاضات الشعبية، وتطرح الحاجة إلى التغيير السياسي على أسس ديمقراطية. وبالتأكيد ستتم مواجهتها من قوى سلطوية داخلية وقوى خارجية وإرهابية، من أجل احتوائها أو القضاء عليها. إلا أنه بات مستحيلاً العودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه قبل التدخلات الأجنبية وقبل الانتفاضات الشعبية، وسوف يستمر الصراع مهما كانت النتائج القريبة المقبلة. من أجل ذلك على اليسار العربي أن يكثف جهوده كي يستعيد توازنه، ولا سيما أنه يمتلك من الكفاءات والخبرات والتجارب ما يتيح له ان يستعيد دوره المفقود. فإستعادة اليسار لدوره باتت قضية وجودية لا تحتمل التأجيل، لما تحمله المشاريع المشبوهة من تدمير لدولنا وتقسيم لشعوبنا عبر استنفار الهويات المذهبية والأثنية والقومية، وعبر توسيع الفوارق الطبقية بين الثراء الفاحش والفقراء المدقع.</p> <p dir="RTL">وتؤكد أكثر المؤسسات الإحصائية بأن العاطلين عن العمل في العالم العربي تجاوزوا السبعين مليون نسمة وهناك عشرات الملايين بين مهجّر ومهاجر وبأن من هم دون خط الفقر قاربوا 35% والطبقة الوسطى قد انهارت بفعل السياسة الاقتصادية التي تم فرضها على الأنظمة العربية منذ سبعينيات القرن الماضي. فضلاً عن أن النموذج المعد لبناء الدول العربية بعد هذه الحروب هو بناء بنية اقتصادية تابعة قائمة على توجهات النيوليبرالية والمؤسسات المالية الدولية الرامية إلى اعتماد الخصخصة وتقليص دور الدولة الرعائي والاستغناء عن القطاع العام.</p> <p dir="RTL">انها المرحلة الأكثر حاجة وموضوعية إلى يسار متجدد في فكره وبرنامجه وقراءته للواقع العربي الراهن والواقع الاجتماعي المأساوي، ليواجه المشكلات الحقيقية التي من أجلها انتفضت الشعوب العربية، ويساهم في التصدي والمقاومة للمشاريع التي ذكرنا.</p> <p dir="RTL">ولم يعد مقبولاً من اليسار العربي أن يبقى قائماً بدور "المرشد" للتغيير وبالتالي عليه أن يُطلق برنامجاً وثقافة جديدة متنورة تجذب اليها الشباب العربي والمرأة وعموم الفئات الشعبية الفقيرة. ومن المفارقة الكبيرة، حينما نقارن بين مرحلتين تاريخيتين للأحزاب اليسارية، مرحلة العمل السري والمرحلة العلنية، فسوف نجد ولو بشكل نسبي أنه في مراحل العمل السري كانت الأحزاب أقوى جاذبية مما عليه في المراحل العلنية.</p> <p dir="RTL">وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الأحزاب اليسارية التي اكتسبت رضى السلطات الحاكمة أو نسجت علاقات مع الأنظمة البرجوازية القمعية، كان ذلك على حساب صدقية مواقفها ومبادئها وعلى حساب هويتها وبالتالي فقدت مبرر وجودها. ومن أجل ماذا؟ فهي قد مُنعت من النضال بين الطلاب في الجامعات وبين العمال في أماكن عملهم وفي نقابة والاتحادات العمالية. مقابل ماذا؟! مهندس أو طبيب في عضوية مجلس نقابة أو نائب ووزير في حكومة!!</p> <p dir="RTL">إن أهم شرط من شروط إعادة بناء اليسار العربي هو الاستقلال الكامل عن النظام وحكوماته، فلا مصداقية لأي طرف يساري يدّعي تبني قيم اليسار وفي المقدمة منها الديمقراطية ويعقد تحالفات أو يقيم علاقات مع أنظمة استبدادية لا وجود للديمقراطية في نظامها وقوانينها وممارساتها. والشرط الثاني هو الإقلاع عن ترديد مقولات ووصفات جاهزة (من طرح مهام متقدمة جداً على واقع متخلف جداً) وذلك بالعودة إلى المرحلية والتعامل الموضوعي والتاريخي مع الواقع الاجتماعي والوطني بوضع برامج واقعية لما تفرزه العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والتبعية للأنظمة الرأسمالية، من بؤس وحرمان للفئات الشعبية وقمع وفساد من جهة، وما توفره من بيئات اجتماعية فقيرة وبائسة تؤدي إلى تفشي الفكر الظلامي فيه وما تتيحه للقوى الخارجية من تحكم في تطورها الاجتماعي والتكنولوجي والتنموي وسيطرة على مقدراتها وثرواتها.</p> <p dir="RTL">والشرط الثالث أن يتخلص اليسار من عقليته النخبوية التي منحها لنفسه كمرشد وقائد للجماهير، وأن يُقلع في الجانب الفكري عن مفهوم قداسة النص الماركسي وذلك من خلال تفعيل دوره الفكري والثقافي والإنخراط في البحث عن مقاربات الفكر مع المستجدات العلمية والفكرية والتكنولوجية وفي تعزيز قيم المساواة والعدالة والحرية وفي تكريس رؤيته إلى التعددية السياسية واحترام الرأي الآخر والشرط الرابع السعي إلى بناء أطر نقابية ديمقراطيه (طلابية -عمالية – نسائية – مهن حرة –الخ) خارج النقابات المهيمن عليها من قبل السلطات الحاكمة.</p> <p dir="RTL">والشرط الخامس إعادة النظر في الأولويات النضالية بالإنخراط في الفعل التأسيسي الانتقالي للدول العربية بطرح بناء الدولة على أسس مدنية علمانية ديمقراطية تؤمن للمواطن حريته وتطوره وانسانيته.</p> <p dir="RTL">والشرط السادس المساهمة في التصدي للمشاريع الاستعمارية والإرهابية بكافة أشكال المقاومة (العسكرية والثقافية والاجتماعية والإعلامية)</p> <p dir="RTL">ان اليسار العربي أمام أوضاع معقدة وتداخل بين قضيتين رئيسيتن:</p> <p dir="RTL"><strong>الأولى:</strong> القضية الاجتماعية مع ما تعنيه من إعادة الاعتبار للصراع الطبقي بالإستجابة إلى مطالب وحاجات الفئات الفقيرة والمهمّشة والعاطلة من العمل وبالتالي مناهضة السياسات النيوليبرالية التي تجسدها المرحلة الحالية من الرأسمالية العالمية.</p> <p dir="RTL"><strong>الثاني: </strong>القضية الوطنية، فاليسار أمام<strong> </strong>معركة تحرر وطني على كافة المستويات، تحرر من المشروع الاستيطاني الصهيوني، حيث فشلت الحلول والمفاوضات الرامية إلى استرجاع الحق الفلسطيني. واستكمال تحرير كافة الأراضي العربية المحتلة. وتحرير من المشروع الأميركي الرامي إلى تفتيت وتقسيم المنطقة إلى دويلات مذهبية، وتحرر من المشروع الإرهابي الذي ينتشر في أكثر من دولة عربية رافعاً مشروعاً الخلافة والدولة الإسلامية.</p> <p dir="RTL">والقضيتان الاجتماعية والوطنية مترابطتان ترابطاً وثيقاً يستحيل الفصل بينهما فهذه التحديات تتطلب قيام جبهة سياسية تقدمية واسعة، لأن الأزمات والأحداث أصبحت شديدة الترابط على مستوى المنطقة برمتها حيث بات من الاستحالة الفصل بين المحلي والإقليمي والدولي.</p> <p dir="RTL">فالظروف الراهنة تتطلب أقصى درجات التنسيق بين القوى اليسارية والتقدمية والديمقراطية وأن تتشكل أطر ثقافية وإعلامية لأن مواجهة المستعمرين والإرهابيين وحلفائهم من القوى والأنظمة الرجعية لا تتم فقط بالسلاح بل بالمواجهة الفكرية من أجل تصحيح مجرى الصراع الدائر الذي يتخذ أشكالاً مذهبية وأثينة. ومن أجل مواجهة الثقافة النيوليبرالية والإرهابية وبالإعلام الذي يلعب دوراً رئيسياً في عصرنا الراهن في تكوين الرأي العام وفي التأثير عليه ومرة أخرى تبرز الحاجة إلى وسيلة إعلامية مرئية لليسار العربي في مواجهة انتشار مئات المحطات المرئية السلفية والرجعية التي تغزو البيوت على مدى أربع وعشرين ساعة.</p> <p dir="RTL">هذا اليسار إذا ما تجدد فهو لا ينطلق من فراغ بل وراءه مخزون نضالي وطني واجتماعي يشكل أساساً لتجديد مشروعه السياسي انطلاقاً من رؤية ثورية واقعية تؤدي إلى وضوح العلاقة بين خصائص الفكر الماركسي وقوانينه وبين خصائص الواقع العربي الراهنة.</p> <p>تقديس صور أنظمة عاش القائد ومات الشعب.</p> <p> </p>
Image: 280.jpg
Title: شؤون سياسية: علي غريب اليسار العربي والتحديات الراهنة
Content: <p dir="RTL">يُجمع اليسار العربي بغالبيته على أن حركة التحرر الوطني العربية انتهت إلى فشل كان من نتيجته سقوط منظومة الأفكار والشعارات التي رفعتها البرجوازية العربية ممثلة بأنظمة عسكرية. وفي المقابل ينبغي أن يعترف هذا اليسار أيضاً بأن مشروعه السياسي إلى التغيير قد وصل إلى مأزق. وعليه تقدم الإسلام السياسي رافعاً شعار "الحل بالإسلام" وعلى هذا الواقع المهزوم طُرحت المشاريع المتعددة للمنطقة فاليسار العربي أمام مرحلة جديدة وواقع مغاير، ودول عربية تعيش حالات من الحروب والصراعات والأزمات المتعددة، ومعها ليس موجوداً "قائد ملهم" ولا أحزاب مؤهلة ولا مرجعية وازنة وقادرة على ضبط ما يحصل من أحداث ومتغيرات، قد تُطيح بدول وتغيّر حدوداً وربما تقتلع شعوباً من أوطانها.</p> <p dir="RTL">وفي مثل هذه الحالة يقول غرامشي: "عندما يموت العالم القديم ولم يولد الجديد يظهر في الظلمة بينهما أشباح الوحوش". وما بقي من النظام العربي برمته (الجمهوري، والملكي، والأميري) أصبح متماهياً مع المشاريع المطروحة، وبتنا أمام دول لا ينطبق عليها مفهوم الدولة الحديثة (دول عائلات، وعشائر، وإرث سياسي...) بإستثناءات محدودة. فلا وجود لمواطنة حقة، ولا لمؤسسات ديمقراطية، لا بل هي تعيش في أغلبها حالة من الانقسام والتفتت على أسس طائفية وأثنية، تسودها ثقافة المذاهب والنيوليبرالية وتبعية الاقتصاد الريعى، ما يؤدي إلى إخراج المواطنين من الفعل السياسي، وعدم الاعتبار للرأي العام، وغياب المحاسبة والمساءلة من المواطنين للحاكمين.</p> <p dir="RTL">فاليسار العربي اليوم. أمام واقع شديد التعقيد، تتداخل في أحداثه قوى دولية وإقليمية ومحلية، ويتعرض للتدخلات العسكرية المباشرة وغير المباشرة، من أجل تحقيق مشاريع استعمارية جديدة للسيطرة على مقدرات البلاد وثرواتها، كما يتعرض إلى مشروع إرهابي يتمدد على أكثر من أرض عربية لا يقل خطورة على الشعوب العربية ودولها ومستقبلها من المشروع الأميركي - الصهيوني نفسه.</p> <p dir="RTL">هذه التحولات والمتغيرات تطرح تحديات كثيرة على قوى اليسار وعلى الانتفاضات الشعبية، وتطرح الحاجة إلى التغيير السياسي على أسس ديمقراطية. وبالتأكيد ستتم مواجهتها من قوى سلطوية داخلية وقوى خارجية وإرهابية، من أجل احتوائها أو القضاء عليها. إلا أنه بات مستحيلاً العودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه قبل التدخلات الأجنبية وقبل الانتفاضات الشعبية، وسوف يستمر الصراع مهما كانت النتائج القريبة المقبلة. من أجل ذلك على اليسار العربي أن يكثف جهوده كي يستعيد توازنه، ولا سيما أنه يمتلك من الكفاءات والخبرات والتجارب ما يتيح له ان يستعيد دوره المفقود. فإستعادة اليسار لدوره باتت قضية وجودية لا تحتمل التأجيل، لما تحمله المشاريع المشبوهة من تدمير لدولنا وتقسيم لشعوبنا عبر استنفار الهويات المذهبية والأثنية والقومية، وعبر توسيع الفوارق الطبقية بين الثراء الفاحش والفقراء المدقع.</p> <p dir="RTL">وتؤكد أكثر المؤسسات الإحصائية بأن العاطلين عن العمل في العالم العربي تجاوزوا السبعين مليون نسمة وهناك عشرات الملايين بين مهجّر ومهاجر وبأن من هم دون خط الفقر قاربوا 35% والطبقة الوسطى قد انهارت بفعل السياسة الاقتصادية التي تم فرضها على الأنظمة العربية منذ سبعينيات القرن الماضي. فضلاً عن أن النموذج المعد لبناء الدول العربية بعد هذه الحروب هو بناء بنية اقتصادية تابعة قائمة على توجهات النيوليبرالية والمؤسسات المالية الدولية الرامية إلى اعتماد الخصخصة وتقليص دور الدولة الرعائي والاستغناء عن القطاع العام.</p> <p dir="RTL">انها المرحلة الأكثر حاجة وموضوعية إلى يسار متجدد في فكره وبرنامجه وقراءته للواقع العربي الراهن والواقع الاجتماعي المأساوي، ليواجه المشكلات الحقيقية التي من أجلها انتفضت الشعوب العربية، ويساهم في التصدي والمقاومة للمشاريع التي ذكرنا.</p> <p dir="RTL">ولم يعد مقبولاً من اليسار العربي أن يبقى قائماً بدور "المرشد" للتغيير وبالتالي عليه أن يُطلق برنامجاً وثقافة جديدة متنورة تجذب اليها الشباب العربي والمرأة وعموم الفئات الشعبية الفقيرة. ومن المفارقة الكبيرة، حينما نقارن بين مرحلتين تاريخيتين للأحزاب اليسارية، مرحلة العمل السري والمرحلة العلنية، فسوف نجد ولو بشكل نسبي أنه في مراحل العمل السري كانت الأحزاب أقوى جاذبية مما عليه في المراحل العلنية.</p> <p dir="RTL">وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الأحزاب اليسارية التي اكتسبت رضى السلطات الحاكمة أو نسجت علاقات مع الأنظمة البرجوازية القمعية، كان ذلك على حساب صدقية مواقفها ومبادئها وعلى حساب هويتها وبالتالي فقدت مبرر وجودها. ومن أجل ماذا؟ فهي قد مُنعت من النضال بين الطلاب في الجامعات وبين العمال في أماكن عملهم وفي نقابة والاتحادات العمالية. مقابل ماذا؟! مهندس أو طبيب في عضوية مجلس نقابة أو نائب ووزير في حكومة!!</p> <p dir="RTL">إن أهم شرط من شروط إعادة بناء اليسار العربي هو الاستقلال الكامل عن النظام وحكوماته، فلا مصداقية لأي طرف يساري يدّعي تبني قيم اليسار وفي المقدمة منها الديمقراطية ويعقد تحالفات أو يقيم علاقات مع أنظمة استبدادية لا وجود للديمقراطية في نظامها وقوانينها وممارساتها. والشرط الثاني هو الإقلاع عن ترديد مقولات ووصفات جاهزة (من طرح مهام متقدمة جداً على واقع متخلف جداً) وذلك بالعودة إلى المرحلية والتعامل الموضوعي والتاريخي مع الواقع الاجتماعي والوطني بوضع برامج واقعية لما تفرزه العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والتبعية للأنظمة الرأسمالية، من بؤس وحرمان للفئات الشعبية وقمع وفساد من جهة، وما توفره من بيئات اجتماعية فقيرة وبائسة تؤدي إلى تفشي الفكر الظلامي فيه وما تتيحه للقوى الخارجية من تحكم في تطورها الاجتماعي والتكنولوجي والتنموي وسيطرة على مقدراتها وثرواتها.</p> <p dir="RTL">والشرط الثالث أن يتخلص اليسار من عقليته النخبوية التي منحها لنفسه كمرشد وقائد للجماهير، وأن يُقلع في الجانب الفكري عن مفهوم قداسة النص الماركسي وذلك من خلال تفعيل دوره الفكري والثقافي والإنخراط في البحث عن مقاربات الفكر مع المستجدات العلمية والفكرية والتكنولوجية وفي تعزيز قيم المساواة والعدالة والحرية وفي تكريس رؤيته إلى التعددية السياسية واحترام الرأي الآخر والشرط الرابع السعي إلى بناء أطر نقابية ديمقراطيه (طلابية -عمالية – نسائية – مهن حرة –الخ) خارج النقابات المهيمن عليها من قبل السلطات الحاكمة.</p> <p dir="RTL">والشرط الخامس إعادة النظر في الأولويات النضالية بالإنخراط في الفعل التأسيسي الانتقالي للدول العربية بطرح بناء الدولة على أسس مدنية علمانية ديمقراطية تؤمن للمواطن حريته وتطوره وانسانيته.</p> <p dir="RTL">والشرط السادس المساهمة في التصدي للمشاريع الاستعمارية والإرهابية بكافة أشكال المقاومة (العسكرية والثقافية والاجتماعية والإعلامية)</p> <p dir="RTL">ان اليسار العربي أمام أوضاع معقدة وتداخل بين قضيتين رئيسيتن:</p> <p dir="RTL"><strong>الأولى:</strong> القضية الاجتماعية مع ما تعنيه من إعادة الاعتبار للصراع الطبقي بالإستجابة إلى مطالب وحاجات الفئات الفقيرة والمهمّشة والعاطلة من العمل وبالتالي مناهضة السياسات النيوليبرالية التي تجسدها المرحلة الحالية من الرأسمالية العالمية.</p> <p dir="RTL"><strong>الثاني: </strong>القضية الوطنية، فاليسار أمام<strong> </strong>معركة تحرر وطني على كافة المستويات، تحرر من المشروع الاستيطاني الصهيوني، حيث فشلت الحلول والمفاوضات الرامية إلى استرجاع الحق الفلسطيني. واستكمال تحرير كافة الأراضي العربية المحتلة. وتحرير من المشروع الأميركي الرامي إلى تفتيت وتقسيم المنطقة إلى دويلات مذهبية، وتحرر من المشروع الإرهابي الذي ينتشر في أكثر من دولة عربية رافعاً مشروعاً الخلافة والدولة الإسلامية.</p> <p dir="RTL">والقضيتان الاجتماعية والوطنية مترابطتان ترابطاً وثيقاً يستحيل الفصل بينهما فهذه التحديات تتطلب قيام جبهة سياسية تقدمية واسعة، لأن الأزمات والأحداث أصبحت شديدة الترابط على مستوى المنطقة برمتها حيث بات من الاستحالة الفصل بين المحلي والإقليمي والدولي.</p> <p dir="RTL">فالظروف الراهنة تتطلب أقصى درجات التنسيق بين القوى اليسارية والتقدمية والديمقراطية وأن تتشكل أطر ثقافية وإعلامية لأن مواجهة المستعمرين والإرهابيين وحلفائهم من القوى والأنظمة الرجعية لا تتم فقط بالسلاح بل بالمواجهة الفكرية من أجل تصحيح مجرى الصراع الدائر الذي يتخذ أشكالاً مذهبية وأثينة. ومن أجل مواجهة الثقافة النيوليبرالية والإرهابية وبالإعلام الذي يلعب دوراً رئيسياً في عصرنا الراهن في تكوين الرأي العام وفي التأثير عليه ومرة أخرى تبرز الحاجة إلى وسيلة إعلامية مرئية لليسار العربي في مواجهة انتشار مئات المحطات المرئية السلفية والرجعية التي تغزو البيوت على مدى أربع وعشرين ساعة.</p> <p dir="RTL">هذا اليسار إذا ما تجدد فهو لا ينطلق من فراغ بل وراءه مخزون نضالي وطني واجتماعي يشكل أساساً لتجديد مشروعه السياسي انطلاقاً من رؤية ثورية واقعية تؤدي إلى وضوح العلاقة بين خصائص الفكر الماركسي وقوانينه وبين خصائص الواقع العربي الراهنة.</p> <p>تقديس صور أنظمة عاش القائد ومات الشعب.</p> <p> </p>
Image: 280.jpg
ID:
616
Title: قضية: رولا زهر العسكريون المخطوفون لدى داعش:لا خبر حتى إشعارٍ آخر والأمل خيار
Content: <p dir="RTL">أسر تنظيم داعش الإرهابي منذ سنة وخمسة أشهر 11 عسكريّاً أُعدم منهم على الفور خالد السيّد وعباس مدلج، أما التسعة الباقين فهم: محمد حسين يوسف، خالد مقبل حسن، محمود عمار، عبد الرحيم دياب، ابراهيم مغيط، سيف ذبيان، حسين الحاج حسن، مصطفى وهبة وعلي زيد المصري.</p> <p dir="RTL">تأخذك الطريق المؤدية إلى ساحة رياض الصلح نحو خيم أهالي العسكريين المخطوفين، خيمٌ كانت تضج يوماً بالصخب والفوضى لكثرة قاطنيها، أما اليوم وبعد أن تحرر منهم ستة عشر عسكرياً كانوا في قبضة جبهة النصرة الإرهابية، أصبح الهدوء سيّد المكان، ليتقاسم المكان معه حارس الخيمة الأمين حسين يوسف، والد محمد يوسف المختطف لدى تنظيم داعش الإرهابي، والناطق بإسم لجنة أهالي المخطوفين.</p> <p dir="RTL">يستقبلك حسين يوسف الصابر على وجعه ببسمة تكاد تحمل كل أسى العالم، رفيقته تلك الدمعة المتحجّرة في عينيه والتي تكاد تتبخّر قبل أن تترك مكانها لشدة الحرقة الكامنة وراءها، يُجيب عن أي سؤالٍ يُطرح مهما أخفى في طياته من شكوك حول مصير ولده والمخطوفين معه، فالكلام بالنسبة له متنفّسٌ للتخفيف من ثِقل ما يحمله من مخاوف وقلق.</p> <p dir="RTL">ما تفسيرك للفصل بين ملف المخطوفين لدى جبهة النصرة وداعش ولماذا توقفت المفاوضات؟</p> <p dir="RTL">"منذ البداية وعلى عكس ما شاع في الأخبار، لم يتم خطف العسكريين جميعاً من قِبل جهة واحدة ثم توزيعهم، جرت معركة متعددة الأطراف في عرسال إنتهت بخطف 16 عسكرياً لدى جبهة النصرة و9 عسكريين لدى داعش وبالتالي فإن الملفّين منفصلان حُكماً، أما فيما يخص المفاوضات، فقد كانت أكثر مرونة مع داعش في بداية الأمر وتوصلنا إلى مراحل متقدمة اعتقدنا فيها أنه سيتم إطلاق سراحهم، إلا أن الأمور عادت وتعقدت لأسباب عديدة ما أريد قوله إن كل من تاجر بهذا الملف لا يستحق الكرامة، مررنا بمراحل قاسية جداً وما زلنا نحاول إيجاد أي خيوط ممكنة توصلنا لمعرفة مصير أبنائنا بالحد الأدنى، فالأخبار تتوارد إلينا من كل حدب وصوب فيما يخص سلامتهم ومكان تواجدهم لكن ما أستطيع تأكيده أننا لا نملك أي خبر يقين يهدئ نفوسنا".</p> <p dir="RTL">من يتحمل مسؤولية خطف أبنائكم ؟ هل الانقسام السياسي الحاصل في البلد هو الذي أوصل الأمور إلى ما هي عليه اليوم؟</p> <p dir="RTL">"لا نحمّل قيادة الجيش أي مسؤولية في هذا الخصوص وإن كنّا عاتبين، فبالرغم من ترفّع الجيش عن كثير من المهاترات الحاصلة إلا أننا نعلم أن بلدنا تتحكم فيه الطبقة السياسية الحاكمة والتي تتدخل في الكثير من الملفات، والجيش ليس استثناءا هنا".</p> <p dir="RTL">هل اشترطت الدولة اللبنانية ممثّلة بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وخلية الأزمة، الحصول على فيلم فيديو يظهر فيه العسكريون المخطوفون لدى داعش بصحة جيدة لاستئناف المفاوضات؟</p> <p dir="RTL">"هذا أمر مؤكّد ونحن ندعم الدولة اللبنانية في هذا المطلب، فمن غير الممكن أن تُستأنف المفاوضات إذا لم نحصل على دليل حسّي سواء أكان فيديو أو حتى تسجيل صوتي يقنعنا بأنهم ما زالوا على قيد الحياة، لقد حاولنا مراراً أن نلحق ببارقة ضوء لاحت هنا أو هناك، لكن مع الأسف لم نحصل على دليل قاطع يؤكد سلامتهم.</p> <p dir="RTL">وأضاف يوسف"عندما خرج العسكريون الـ 16 للحرية، تأمّلنا خيراً وظننّا أن السّبحة ستكُر وأن هذا الإفراج سيحمل لنا تغييراً إيجابياً في واقع خطف أبنائنا، إلا أن هذا التعتيم يزيدنا قلقاً وريبةً على حالهم".</p> <p dir="RTL">هل هناك أوراق قوة معيّنة ترونها في يد الدولة اللبنانية وتطالبون باستخدامها كالتوقيفات الأخيرة التي شملت قياديين من داعش، لمعرفة مصير العسكريين والإفراج عنهم؟</p> <p dir="RTL">"حتماً لدى الدولة اللبنانية أوراق قوة وخيارات يجب أن تلجأ إليها لتحريك الوضع الرّاكد، فلم يعُد من المقبول المساومة على أرواح أبنائنا المخطوفين ووضع حياتهم على المحك في وقت أنها، أي الدولة اللبنانية، تمتلك شيئاً تريده داعش". </p> <p dir="RTL">هل تعتقد أن هناك جهات إقليمية قادرة على الضغط على داعش في هذا الخصوص؟</p> <p dir="RTL">"نحن نعيش واقعاً عمره سنة وخمسة أشهر ونتابع الأمور عن كثب مع كل الأطراف، تمنّياتي أن تتدخّل بعض الأطراف التي عمِلت على حلحلة ملفّات عمليات خطف سابقة وأن يكون لها دور مؤثّر في ملف مخطوفينا".</p> <p dir="RTL">هل صحيح ما رشحَ من أخبار عن إجتماع وسيط من الدولة اللبنانية بأمير داعش في القلمون، وهو سجين سابق خرج من السّجن مؤخّراً، لإعادة الحرارة إلى هذا الملف؟</p> <p dir="RTL">"هذا فعلاً ما حصل، لكن للأسف لم ينتج عن هذا اللقاء أي تطوّر أو تغيير ذي قيمة لصالح هذا الملف، ما يؤكد شكوكنا أن القرار بالإفراج أو التّبادل أو غيرها من المُسمّيات لا يعود إلى من هُم في الجرود، بل يتخطّاهم ليصل إلى الرّقة أو حتى أبعد من ذلك لكننا لا نستطيع أن نؤكّد هذا الأمر ليبقى في خانة التّكهّنات لدينا".</p> <p dir="RTL"> كانت فرحتكم واضحة يوم الإفراج عن العسكريين الذين اختطفتهم جبهة النّصرة لكنّها كانت منقوصة، هل تعتبر أن التّحرير لن يكتمل إلّا بإطلاق سراح التّسعة الباقين؟</p> <p dir="RTL">"سيبقى تحرير العسكريين منقوصاً حتى يُفرج عن التسعة الباقين، وأستطيع أن أؤكّد أنّ العسكريين المُحرّرين أنفُسهم لم يشعروا بالفرحة الكاملة لأن لهم إخوة ورفاقاً ما زالوا يعيشون حالة الأسر التي خبِروها وعاشوها، لكن رؤية الفرحة في عيون أمّهات وعائلات العسكريين عند عودة أبنائهم حملت الكثير من الأمل إلى أمّهات وعائلات العسكريين الذين ما زالوا مُختطفين من دون إنكار الشّعور بالغصّة".</p> <p dir="RTL">بالعودة إلى تحرّكاتكم، هل هناك من خطواتٍ تصعيديّة ستُقدمون عليها في حال بقي الشّلل مُسيطراً على هذا الملف؟</p> <p dir="RTL">لقد اضطررنا بعد اختطاف أبنائنا، إلى تنفيذ العديد من الخطوات التّصعيدية للضّغط على الدولة لتحريك ملف تحريرهم، فهذا هو واقع الحال في بلدنا للأسف، ولأننا لمسنا مماطلة، أمّا في هذه المرحلة، فليس لدينا أيّة نيّة للتّصعيد لأنّ هناك توجّهاً واضحاً وصريحاً لدى الدولة لحل هذا الملف في حين يظهر عدم التّجاوب عند الطّرف الآخر، هذا مع احتفاظنا بحقّنا في التّصعيد بشتّى الوسائل من قطع طُرقات إلى اعتصاماتٍ أمام منازل السّياسيين في حال حُصول أي تقاعس".</p> <p dir="RTL">ختاماً، تقلب عمليّة الخطف حياة عائلة المخطوف رأساً على عقب، فكيف من الممكن أن تُعاش بكل تّفاصيلها اليوميّة مع وجود ألم دائم وشعور بفقدان أحد أفرادها وخوف من مستقبل مجهول؟</p> <p dir="RTL">"أصبح الخوف من المجهول يسكن معنا كفرد من عائلتنا ويرافقنا كظلّنا في كل دقيقة من نهارنا.... أمّا بالنّسبة لعائلتنا، عائلة محمد يوسف، فالحال ليس بأفضل من حال باقي عائلات المخطوفين، لمحمد طفل عمره سنة وسبعة أشهر لم يعرف فيها والده إلا لشهرين وهذه أكبر الغصّات بالنّسبة لي كأب يعرف معنى الأبوّة ويتمتّع بعلاقة مميّزة مع أولاده وخاصّةً محمد، الزّوجة لا تُحسد على فترة قصيرة جداً عاشتها مع زوجها لتُحرم من وجوده معها، الوالدة حدّث ولا حرج.</p> <p dir="RTL">وختم يوسف بالقول" لم نعُد نقوى على الإبتسام أو الضّحك وإن فعلنا، قد تخرج الضّحكة لتُخبّئ دمعة حارقة أو قد تكون ضحكة وجع أو حتى ضحكة ساخرة من واقعٍ ما، لم يعُد تمسّكنا بالإيمان والأمل خياراً بل قراراً... قراراً بمتابعة هذه القضيّة وإبقائها حيّةً في أذهان النّاس وضمائر المسؤولين لتصل إلى خواتيمها التي ندعو أن تكون سعيدة".</p>
Image: 280.jpg
Title: قضية: رولا زهر العسكريون المخطوفون لدى داعش:لا خبر حتى إشعارٍ آخر والأمل خيار
Content: <p dir="RTL">أسر تنظيم داعش الإرهابي منذ سنة وخمسة أشهر 11 عسكريّاً أُعدم منهم على الفور خالد السيّد وعباس مدلج، أما التسعة الباقين فهم: محمد حسين يوسف، خالد مقبل حسن، محمود عمار، عبد الرحيم دياب، ابراهيم مغيط، سيف ذبيان، حسين الحاج حسن، مصطفى وهبة وعلي زيد المصري.</p> <p dir="RTL">تأخذك الطريق المؤدية إلى ساحة رياض الصلح نحو خيم أهالي العسكريين المخطوفين، خيمٌ كانت تضج يوماً بالصخب والفوضى لكثرة قاطنيها، أما اليوم وبعد أن تحرر منهم ستة عشر عسكرياً كانوا في قبضة جبهة النصرة الإرهابية، أصبح الهدوء سيّد المكان، ليتقاسم المكان معه حارس الخيمة الأمين حسين يوسف، والد محمد يوسف المختطف لدى تنظيم داعش الإرهابي، والناطق بإسم لجنة أهالي المخطوفين.</p> <p dir="RTL">يستقبلك حسين يوسف الصابر على وجعه ببسمة تكاد تحمل كل أسى العالم، رفيقته تلك الدمعة المتحجّرة في عينيه والتي تكاد تتبخّر قبل أن تترك مكانها لشدة الحرقة الكامنة وراءها، يُجيب عن أي سؤالٍ يُطرح مهما أخفى في طياته من شكوك حول مصير ولده والمخطوفين معه، فالكلام بالنسبة له متنفّسٌ للتخفيف من ثِقل ما يحمله من مخاوف وقلق.</p> <p dir="RTL">ما تفسيرك للفصل بين ملف المخطوفين لدى جبهة النصرة وداعش ولماذا توقفت المفاوضات؟</p> <p dir="RTL">"منذ البداية وعلى عكس ما شاع في الأخبار، لم يتم خطف العسكريين جميعاً من قِبل جهة واحدة ثم توزيعهم، جرت معركة متعددة الأطراف في عرسال إنتهت بخطف 16 عسكرياً لدى جبهة النصرة و9 عسكريين لدى داعش وبالتالي فإن الملفّين منفصلان حُكماً، أما فيما يخص المفاوضات، فقد كانت أكثر مرونة مع داعش في بداية الأمر وتوصلنا إلى مراحل متقدمة اعتقدنا فيها أنه سيتم إطلاق سراحهم، إلا أن الأمور عادت وتعقدت لأسباب عديدة ما أريد قوله إن كل من تاجر بهذا الملف لا يستحق الكرامة، مررنا بمراحل قاسية جداً وما زلنا نحاول إيجاد أي خيوط ممكنة توصلنا لمعرفة مصير أبنائنا بالحد الأدنى، فالأخبار تتوارد إلينا من كل حدب وصوب فيما يخص سلامتهم ومكان تواجدهم لكن ما أستطيع تأكيده أننا لا نملك أي خبر يقين يهدئ نفوسنا".</p> <p dir="RTL">من يتحمل مسؤولية خطف أبنائكم ؟ هل الانقسام السياسي الحاصل في البلد هو الذي أوصل الأمور إلى ما هي عليه اليوم؟</p> <p dir="RTL">"لا نحمّل قيادة الجيش أي مسؤولية في هذا الخصوص وإن كنّا عاتبين، فبالرغم من ترفّع الجيش عن كثير من المهاترات الحاصلة إلا أننا نعلم أن بلدنا تتحكم فيه الطبقة السياسية الحاكمة والتي تتدخل في الكثير من الملفات، والجيش ليس استثناءا هنا".</p> <p dir="RTL">هل اشترطت الدولة اللبنانية ممثّلة بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وخلية الأزمة، الحصول على فيلم فيديو يظهر فيه العسكريون المخطوفون لدى داعش بصحة جيدة لاستئناف المفاوضات؟</p> <p dir="RTL">"هذا أمر مؤكّد ونحن ندعم الدولة اللبنانية في هذا المطلب، فمن غير الممكن أن تُستأنف المفاوضات إذا لم نحصل على دليل حسّي سواء أكان فيديو أو حتى تسجيل صوتي يقنعنا بأنهم ما زالوا على قيد الحياة، لقد حاولنا مراراً أن نلحق ببارقة ضوء لاحت هنا أو هناك، لكن مع الأسف لم نحصل على دليل قاطع يؤكد سلامتهم.</p> <p dir="RTL">وأضاف يوسف"عندما خرج العسكريون الـ 16 للحرية، تأمّلنا خيراً وظننّا أن السّبحة ستكُر وأن هذا الإفراج سيحمل لنا تغييراً إيجابياً في واقع خطف أبنائنا، إلا أن هذا التعتيم يزيدنا قلقاً وريبةً على حالهم".</p> <p dir="RTL">هل هناك أوراق قوة معيّنة ترونها في يد الدولة اللبنانية وتطالبون باستخدامها كالتوقيفات الأخيرة التي شملت قياديين من داعش، لمعرفة مصير العسكريين والإفراج عنهم؟</p> <p dir="RTL">"حتماً لدى الدولة اللبنانية أوراق قوة وخيارات يجب أن تلجأ إليها لتحريك الوضع الرّاكد، فلم يعُد من المقبول المساومة على أرواح أبنائنا المخطوفين ووضع حياتهم على المحك في وقت أنها، أي الدولة اللبنانية، تمتلك شيئاً تريده داعش". </p> <p dir="RTL">هل تعتقد أن هناك جهات إقليمية قادرة على الضغط على داعش في هذا الخصوص؟</p> <p dir="RTL">"نحن نعيش واقعاً عمره سنة وخمسة أشهر ونتابع الأمور عن كثب مع كل الأطراف، تمنّياتي أن تتدخّل بعض الأطراف التي عمِلت على حلحلة ملفّات عمليات خطف سابقة وأن يكون لها دور مؤثّر في ملف مخطوفينا".</p> <p dir="RTL">هل صحيح ما رشحَ من أخبار عن إجتماع وسيط من الدولة اللبنانية بأمير داعش في القلمون، وهو سجين سابق خرج من السّجن مؤخّراً، لإعادة الحرارة إلى هذا الملف؟</p> <p dir="RTL">"هذا فعلاً ما حصل، لكن للأسف لم ينتج عن هذا اللقاء أي تطوّر أو تغيير ذي قيمة لصالح هذا الملف، ما يؤكد شكوكنا أن القرار بالإفراج أو التّبادل أو غيرها من المُسمّيات لا يعود إلى من هُم في الجرود، بل يتخطّاهم ليصل إلى الرّقة أو حتى أبعد من ذلك لكننا لا نستطيع أن نؤكّد هذا الأمر ليبقى في خانة التّكهّنات لدينا".</p> <p dir="RTL"> كانت فرحتكم واضحة يوم الإفراج عن العسكريين الذين اختطفتهم جبهة النّصرة لكنّها كانت منقوصة، هل تعتبر أن التّحرير لن يكتمل إلّا بإطلاق سراح التّسعة الباقين؟</p> <p dir="RTL">"سيبقى تحرير العسكريين منقوصاً حتى يُفرج عن التسعة الباقين، وأستطيع أن أؤكّد أنّ العسكريين المُحرّرين أنفُسهم لم يشعروا بالفرحة الكاملة لأن لهم إخوة ورفاقاً ما زالوا يعيشون حالة الأسر التي خبِروها وعاشوها، لكن رؤية الفرحة في عيون أمّهات وعائلات العسكريين عند عودة أبنائهم حملت الكثير من الأمل إلى أمّهات وعائلات العسكريين الذين ما زالوا مُختطفين من دون إنكار الشّعور بالغصّة".</p> <p dir="RTL">بالعودة إلى تحرّكاتكم، هل هناك من خطواتٍ تصعيديّة ستُقدمون عليها في حال بقي الشّلل مُسيطراً على هذا الملف؟</p> <p dir="RTL">لقد اضطررنا بعد اختطاف أبنائنا، إلى تنفيذ العديد من الخطوات التّصعيدية للضّغط على الدولة لتحريك ملف تحريرهم، فهذا هو واقع الحال في بلدنا للأسف، ولأننا لمسنا مماطلة، أمّا في هذه المرحلة، فليس لدينا أيّة نيّة للتّصعيد لأنّ هناك توجّهاً واضحاً وصريحاً لدى الدولة لحل هذا الملف في حين يظهر عدم التّجاوب عند الطّرف الآخر، هذا مع احتفاظنا بحقّنا في التّصعيد بشتّى الوسائل من قطع طُرقات إلى اعتصاماتٍ أمام منازل السّياسيين في حال حُصول أي تقاعس".</p> <p dir="RTL">ختاماً، تقلب عمليّة الخطف حياة عائلة المخطوف رأساً على عقب، فكيف من الممكن أن تُعاش بكل تّفاصيلها اليوميّة مع وجود ألم دائم وشعور بفقدان أحد أفرادها وخوف من مستقبل مجهول؟</p> <p dir="RTL">"أصبح الخوف من المجهول يسكن معنا كفرد من عائلتنا ويرافقنا كظلّنا في كل دقيقة من نهارنا.... أمّا بالنّسبة لعائلتنا، عائلة محمد يوسف، فالحال ليس بأفضل من حال باقي عائلات المخطوفين، لمحمد طفل عمره سنة وسبعة أشهر لم يعرف فيها والده إلا لشهرين وهذه أكبر الغصّات بالنّسبة لي كأب يعرف معنى الأبوّة ويتمتّع بعلاقة مميّزة مع أولاده وخاصّةً محمد، الزّوجة لا تُحسد على فترة قصيرة جداً عاشتها مع زوجها لتُحرم من وجوده معها، الوالدة حدّث ولا حرج.</p> <p dir="RTL">وختم يوسف بالقول" لم نعُد نقوى على الإبتسام أو الضّحك وإن فعلنا، قد تخرج الضّحكة لتُخبّئ دمعة حارقة أو قد تكون ضحكة وجع أو حتى ضحكة ساخرة من واقعٍ ما، لم يعُد تمسّكنا بالإيمان والأمل خياراً بل قراراً... قراراً بمتابعة هذه القضيّة وإبقائها حيّةً في أذهان النّاس وضمائر المسؤولين لتصل إلى خواتيمها التي ندعو أن تكون سعيدة".</p>
Image: 280.jpg