Articles

Displaying 511-520 of 821 results.
ID: 517
Title: مع الحقيقة: سمير دياب بناء الوطنيات المحطمة
Content: <p>مطرقة الأنظمة في منطقتنا العربية طحنت الحركة السياسية واحتكرتها، وهشمت العمل الديمقراطي واعتقلته. وحولت الصراع على السلطة والاستحواذ عليها الى أولويات فرضت خلالها أجهزة وأدوات قمعية كانت من نتائجها إحداث خواء سياسي شامل على المستويين الوطني والقومي. فبدل أن تحدث هذه الانظمة خطوة متقدمة في بناء نظم سياسية ديمقراطية مستقلة تراجعت خطوات إلى الوراء في بناء الإنسان والمجتمع.&nbsp;</p> <p>أما سندان التطرف والإرهاب الذي نما بفعل فاعل إستعماري إمبريالي، وأنتشر بسحر إرتباطات الجماعات المتطرفة، فمنهجيته لا تتضمن بناء مشروع سياسي وطني. إنما بناء سدود مانعة لقيام مثل هذا المشروع. وبالمثل: فليس بإمكان نظم البرجوازية التابعة القائمة المدنية منها والعسكرية أن تنتج مثل هذا المشروع. ليس بسبب التماثل في ما بينهم، بل، بسبب النتائج المحققة. كما لا تستطيع فكرة <strong>"الديمقراطية"</strong> التي انتشرت في أوساط الرأي العام&nbsp;&nbsp; أن تصبح مشروعاً بديلاً لوحدها من دون النضال وفق مشروع تحرري شامل، ومحاربة&nbsp;&nbsp; المشروع الإمبريالي الإستعماري الذي لم يغادر المنطقة بالاساس.</p> <p>اما "القومية" فلم تعد تملك حظوظا أفضل في توفير مثل هذا المشروع. بعد أن حولتها النظم الفئوية الحاكمة إلى شعار أيديولوجي لتبرير تأبيد سيطرتها الجائرة التي تفتقر لكل مقومات الكرامة والحياة والتطور.</p> <p>ولم يشذ الفكر الإسلامي عن قاعدة أنه أصبح بدوره، مورداً للعديد من نظريات الصراع على السلطة والحكم، بعد أن دخل في مأزق تنازع المذاهب وتكفير بعضها البعض، عدا عن ارتباط ذاكرة الرأي العام بتجارب حكم " الاخوان المسلمين" في تونس ومصر، أو بعصابات الإرهاب والتطرف الاصولي الديني المستولدة من رحم "مشروع تفتيت الشرق الاوسط الجديد"، حيث نعاصر أهوال تخلف أفكارها وأفعالها، ولا سيما بعد اعلان ما يسمى بدولة "داعش" في العراق وسوريا.</p> <p>هذا الخواء الفكري والسياسي والثقافي الوطني هو الذي يفسر بقاء النظم المفتقرة لأي مبدأ أو قانون، سوى حفظ مصالح القائمين عليها وتعظيمها، وهو الذي يشكل التربة الخصبة لنمو الفساد وتفاقمه. ففي غياب أي مشروع وطني جامع، بل غياب الشروط التي تمكن من بناء مشروع سياسي تعطيه الصدقية وإمكانية التحقيق، يمكن لكل أصحاب المشاريع الشخصية والفئوية الصغيرة أن يجدوا مجالاً واسعا لمغامراتهم العجيبة. المشاريع الجزئية ما تحت الوطنية التي تنمو وتزدهر مع غياب المشروع الوطني.&nbsp;</p> <p>فالمستبدون والانتهازيون والطامحون يستثمرون الخواء القائم، كما يستثمرون التدخلات&nbsp; الخارجية ليخضعوا العام للخاص باسم العام، ولتزدهر الحروب.</p> <p>المنطقة في قلب بركان النار والتدخلات الاقليمية والدولية. مرة، يعلو صوت المعركة، ومرة ثانية يعلو صوت الديبلوماسية، في الحالة الاولى الشعوب الفقيرة تدفع الاثمان. وفي الثانية يجري تحضير "الطبقات العاملة" نفسها، لتدفيعها أثمان فقرها بالتسويات الخارجية.&nbsp;</p> <p dir="RTL" align="center">*****</p> <p dir="RTL">عود على بدء. من أجل تغيير قواعد اللعبة والشروط القائمة، لا بد من تعديل موازين القوى، عبر التأكيد على خلق إطار لحركة تحرر وطني عربية، هذا الطرح لن يتقادم ولن يموت، لا بل، يتجدد، مع تجدد، كل حراك شعبي في الشوارع والميادين الوطنية الذي يشكل قاعدته الصلبة، والعمل على بلورة إستراتيجيات لهذا الإطار، تهدف إلى إعادة بناء ما تهاوى من هذه الحركة، وإستعادة الاحساس بوجودها، كمشروع إنقاذي بديل، والاهم هو ثقة الناس الفقراء بإطارها ومشروعها. على ضوء ذلك يمكن إعادة بناء الوطنيات المحطمة وتجاوز جمع الكسور الاجتماعية والطائفية والمذهبية والإثنية تحت مظلة المشروع.&nbsp;</p> <p dir="RTL">تستدعي إعادة بناء الوطنية المسلوبة، فكرةً وسلوكاً، واستعادة هويتها، وتحرير استقلال المجتمع عن سيطرة القوى الخارجية، وسيادته تجاه جميع القوى وشبكات المصالح الخاصة المحلية، وتوسيع دائر ة المشاركة الوطنية في بناء نظام قائم على احترام مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية &hellip; التي لا يمكن قيام رابطة سياسية من دونها. وهو ما يجمع تحت اسم نظام الديمقراطية. والحال أن مشروع الديمقراطية لا يولد في الفراغ السياسي والاستراتيجي. فهي جزء من مشروع سياسي عربي شامل. وهو المشروع التاريخي الوحيد المفضي للإنتقال من حالة الالتحاق والتقسيم والتبعية الى حالة الاستقلال والتحرر الوطني. ومن حالة الفقر والدين والموت الى حالة النمو والتنمية والتقدم .</p> <p dir="RTL">ليس هناك أي مشروع آخر. فالبدائل المطروحة لا تبشر بمستقبل. والمشروع يحتاج فعلا الى طروحات طبقية ثورية من حامليها، لتعديل الشروط الداخلية والخارجية، حيث لا تقدم من دونها. وبانتظار ذلك، تستمر الامبريالية العالمية وعولمتها المتوحشة في دفع المجتمعات إلى مزيد من الحروب الداخلية والتهميش، وتقضي على حلم التجديد والتغيير. يكفي مشهد الموت الذي يعم المنطقة العربية، من فلسطين والعراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا..الخ، والخراب الذي يلف البلاد الأخرى من دون تمييز.</p> <p dir="RTL">أما إعادة بناء المجتمعات على أسس وطنية جامعة، فيستدعي تغيير المناخ الثقافي في المنطقة، ووضع حد لانتشار طاعون الجهل والتطرف الديني، وهذا من صلب عمل قوى الشيوعية واليسارية والديمقراطية. فليس هناك أمل في تقدم عملية التحويل الثقافي الوطني، مع استمرار السياسات الامبريالية العدوانية التي تستثير العنف المقابل، وتدعم نمو ثقافة الاحتجاج أو الخنوع والإنتقام، هذه المنهجية تبغي عزل قوى التغيير الديمقراطية من الداخل الوطني عبر خلق بدائل هشة وممسكوكة، أو عبر دعم أنظمة الهياكل القائمة لمنع احداث التغيير الديمقراطي الجذري.&nbsp;&nbsp;</p> <p>&nbsp;للمقاومة الوطنية وجه آخر، هو ثقافتها، التي تهدف إلى فك قيود الشعوب المضطهدة من الخوف والاستلاب، وتعزيز الثقة بقدراتها على خوض معركة تحريرها وتحررها من ظلم طغاة أنظمة القهر والقمع والموت، واستعباد طغمة الرأسمالية</p>
Image: سمير دياب.jpg
ID: 518
Title: كلمة: موريس نهرا طبقة سلطوية فاسدة ودولة محاصصة طائفية عاجزة
Content: <p dir="RTL">ليس الفساد صفة ملازمة للإنسان، وإلا تسقط الشرائع وتزول القيم والاخلاق، وهو لا يسقط من السماء، وليس هبة من الطبيعة. وكما لا يولد تلقائياً ويتمادى عفوياً، فكذلك لا يزول تلقائياً. بالطبع لا يُعالج بالارشاد وايقاظ الضمير، بل بأنظمة وقواعد تمنع استباحة حقوق الناس واستغلال حاجاتهم لابتزازهم والقبول بأن يصبح الفساد نمطاً عادياً متداولاً.</p> <p dir="RTL">فالوضع "الداشر" الذي يتسّم بالفلتان في لبنان، جعل الفساد الذي تشترك في مسؤولية استمراره وانتشاره، كل الطبقة السلطوية، هو الغالب في ممارسات هذه الطبقة. وبدلاً من القيام بمسؤولياتها الحقيقية تجاه قضايا الشعب والوطن، تحول هاجسها الأساسي إلى كيفية الاستفادة المادية والتحاصص في أي موضوع او مشروع يجري طرحه في أي قطاع او منطقة.. فازداد عجز الخزينة المستمر من جراء ذلك، وتصاعدت الديون على الدولة، وبقيت الملفات والقضايا التي تخصّ الناس بدون&nbsp; حلول.. لقد ادى هذا الوضع الى انتشار الإستياء&nbsp; والسخط الشعبي العارم، الذي شكل الحراك الهادر في الشارع في العاصمة ومعظم المناطق، رداً طبيعيا على عجز السلطة وفسادها. وهو لم يكن من صنع يد خارجية او&nbsp; داخلية. لقد شكلت مشكلة النفايات دور صاعق التفجير للغضبة الشعبية التي لا تقتصر اسبابها على أزمة النفايات. ويبدو ان الطبقة السلطوية قد تفاجأت في هذا الحراك وحجمه&nbsp; الشعبي، واصدائه التي دخلت كل بيت وعائلة، ووسط تعاطف واحتضان من أكثرية اللبنانيين الساحقة الذين يعانون من المشكلات نفسها&nbsp; (النفايات- الكهرباء- المياه- البطالة خصوصاً وسط الشبيبة- ضمان الشيخوخة- التنمية الاقتصادية الاجتماعية-الخ.)&nbsp; ويرون في الوقت نفسه استمرار نفس الطبقة السياسية وورثائها في مواقع السلطة، فيفقدون الامل بها، وبامكانية قيامها بحلول لمشكلاتهم.. هذا ما جعل هذا الحراك يتسع ويغتني بمجموعات وهيئات يتزايد عددها، تواجه&nbsp; بجرأة وشجاعة، لم تبرز قبلاً، كل محاولات القمع او البلطجة من جانب السلطويين، ولا تتراجع بدون تحقيق مطالبها وقضاياها.</p> <p dir="RTL">لقد كانت السلطة تعلم بتاريخ انتهاء العقد مع "سوكلين" وبتاريخ اقفال مطمر الناعمة، ولم تتدارك الامر بإعداد&nbsp; الحلول الضرورية قبل فوات الاوان، لأن في نية السلطويين المستفيدين منها، فرض التمديد لسوكلين كأمر واقع.</p> <p dir="RTL">والآن وبعد مرور أسابيع على انفجار الأزمة، لم يعد ممكنا القبول بحلول تنفيسية مرتجلة، بعيدة عن المعايير العلمية والبيئية. وكون الحراك الشعبي يحمل مطالب وقضايا أخرى ملحة، ولم تجد حلولاً لها من السلطة، لذلك سيواصل الحراك طريقه. كما أن أية حلول بالمفرّق لم تعد كافية، فالمشكلات المتفاقمة التي تطاول مجمل المجالات، تستدعي حلولاً ذات طابع شامل. خصوصاً وان الفساد المستشري قد نخر مفاصل الدولة، وهو علّة اساسية في تحويل ما تبقى من معالم الدولة الى شبه مافيات.</p> <p dir="RTL">وان ترافق هذه الأزمات وتفجر الغضبة الشعبية، خارج الصراع الطائفي والمذهبي ونقيضاً له، مع حالة شلل السلطة&nbsp; وعجز نظامها، وتلطّيها الدائم بنظام المحاصصة الطائفية والمذهبية، يجعل المعالجة&nbsp; الفعلية وثيقة الارتباط بالتغيير&nbsp; الديمقراطي، لوضع لبنان الشعب والوطن على طريق الانقاذ. ومن جملة التدابير الضرورية في مكافحة الفساد، رفع السريّة المصرفية عن كل من يعمل في الشأن العام والتصريح عن امواله، وإشهار سيف الرقابة&nbsp; والمحاسبة&nbsp; الحقيقية. فلا يمكن وجود الفساد المنتشر بدون اكتشاف&nbsp; ومحاسبة فاسد، ولماذا&nbsp; لا يطبق قانون من أين لك هذا؟ وان من يثبت عليه قرينة الفساد لا يؤتمن على المال العام والمشاركة في مسؤولية السلطة. فالسلطة الفاسدة التي تطغى فيها منظومة الفساد، تحكم بالفساد وليس بالقانون.</p> <p dir="RTL">إن الغطاء الطائفي والمذهبي لم يعد بوسعه جرّ كل جمهور الطائفة او المذهب،فكثيرون منهم يتفلتون من التبعية العمياء للزعامات المعروفة.. ولم تعد أحابيل السلطويين الأخرى تنطلي على الناس.. والحد الأدنى الذي يخلق أملاً للناس، هو اعتماد قانون انتخاب ديمقراطي على قاعدة النسبية والدائرة الوطنية وخارج القيد الطائفي.. فهذا يتيح دخول دم جديد واياد نظيفة الى مواقع السلطة.. وبدونه يبقى الافق مسدوداً والازمات مستفحلة والحالة غير مستقرة..</p> <p>مية وعولمتها المتوحشة في دفع المجتمعات إلى مزيد من الحروب الداخلية والتهميش، وتقضي على حلم التجديد والتغيير. يكفي مشهد الموت الذي يعم المنطقة العربية، من فلسطين والعراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا..الخ، والخراب الذي يلف البلاد الأخرى من دون تمييز.</p> <p>&nbsp;</p> <p dir="RTL">أما إعادة بناء المجتمعات على أسس وطنية جامعة، فيستدعي تغيير المناخ الثقافي في المنطقة، ووضع حد لانتشار طاعون الجهل والتطرف الديني، وهذا من صلب عمل قوى الشيوعية واليسارية والديمقراطية. فليس هناك أمل في تقدم عملية التحويل الثقافي الوطني، مع استمرار السياسات الامبريالية العدوانية التي تستثير العنف المقابل، وتدعم نمو ثقافة الاحتجاج أو الخنوع والإنتقام، هذه المنهجية تبغي عزل قوى التغيير الديمقراطية من الداخل الوطني عبر خلق بدائل هشة وممسكوكة، أو عبر دعم أنظمة الهياكل القائمة لمنع احداث التغيير الديمقراطي الجذري.&nbsp;&nbsp;</p> <p>&nbsp;للمقاومة الوطنية وجه آخر، هو ثقافتها، التي تهدف إلى فك قيود الشعوب المضطهدة من الخوف والاستلاب، وتعزيز الثقة بقدراتها على خوض معركة تحريرها وتحررها من ظلم طغاة أنظمة القهر والقمع والموت، واستعباد طغمة الرأسمالية</p>
Image: 273.jpg
ID: 519
Title: ضيف العدد: د. فؤاد خليل الماركسية لا تتقادم في الفكر العالمي
Content: <p dir="RTL">- اختلف الباحثون والدارسون وهم من مشارب شتى حول موقع الماركسية من السوسيولوجيا (علم الاجتماع). فمنهم وليس بالقليل لم يعترف بإسهامها النظري في تأسيس هذا العلم. وقد استند في موقفه إلى أحكام قيمية مسبقة جعلته يصوّرها كما لو أنها عقيدة دينية جامدة. وفي أحسن الأحوال رأى أنها تنتمي إلى حقبة المذاهب الكبرى البالية في الفلسفة الاجتماعية في القرن التاسع عشر.</p> <p dir="RTL">لكن ثمة مفكرين وعلماء اجتماع ذهبوا إلى مواقف معاكسة للمواقف أعلاه. فعالِم الاجتماع هنري جان أقرّ بتفوق ماركس على بقية المذاهب الكبرى في التاسع عشر لأنه ارتكز على الدياليكتيك، أي على المنهج الجدلي، ولأنه لم يأتِ بفلسفة اجتماعية، بل وضع أول علم اجتماع شمولي (ماكروسوسيولوجي) جدير بهذا الاسم. وكان جورج غورفيتش عالِم الاجتماع الفرنسي ذو الأصل الروسي أكثر وضوحاً حين قال: لقد كان ماركس أهم من جميع مؤسسي علم الاجتماع وأكبرهم. كما كان اقلهم دوغمائية وجموداً، وذلك على الرغم من جميع المواقف الدوغمائية الفلسفية أو السياسية التي تخيلت أن في إمكانها أن تنتسب أو تستند إليه. ومن جهته، أدرك المفكر الفرنسي هنري لوفيفر أن أعمال ماركس تتجاوز الأطر المتخصصة لمختلف العلوم الاجتماعية الحديثة: علوم سياسية &ndash; علم اقتصاد سياسي &ndash; علم اجتماع &ndash; علم النفس الاجتماعي &ndash; انتروبولوجيا، إلى ما هو أوسع واشمل. فكارل ماركس عرض للواقع المجتمعي وتصدّى له بطريقة شمولية من النواحي التاريخية والاقتصادية والسياسية والمجتمعية. ولذلك يرفض لوفيفر أن ينسب أعمال ماركس إلى واحد من هذه الفروع المتخصصة (العلمية)، بيد أنه يعترف كما هي حال هنري جان، وجورج غورفيتش، بأهمية إسهام ماركس في علم الاجتماع في زمن تأسيسه وفي طوره المعاصر.</p> <p dir="RTL">&nbsp; 2- على اي حال، تثبت الشهادات المعروضة آنفاً أن الماركسية شكلت منذ نشأتها جزءاً من الفكر العالمي حيث شغلت الناس وملأت الدنيا على امتداد قرن ونصف من الزمن 1840 &ndash; 1990. أو بمعنى آخر، لقد حفزت السجال على الساحة الفكرية وأمدته بزخم قوي سواء تعرضت للنقد أم للتأكيد.</p> <p dir="RTL">وهكذا، على سبيل المثال مثلت الماركسية موضوعاً للنقد المباشر من قبل دوهرنغ وآخرين. وحَضَرت بشكل غير مباشر في الفكر السوسيولوجي عند دوركهايم، وماكس فيبر، وتعرضت للنقد الابستمولوجي من الوضعية الجديدة أو المنطقية، وكانت الخصم السري للبنيوية الوظيفوية، والأساس الفكري لمدرسة فرانكفورت النقدية. كما شكلّت المحاور التاريخي الأبرز للبنيوية وإن أُغفل اسمها في مجرى الحوار، والموضوع المستتر الذي تنقده سوسيولوجيا الفرد المنطلقة من مقولة أن لا شيء اسمه المجتمع.</p> <p dir="RTL">وإذا كانت الماركسية قد تراجعت في حضورها العالمي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وموجة فكر النهايات، إلا أنها لم تلبث أن عادت إلى الساحة الفكرية بعد أقل من عقد على شيوع تلك الموجة، وفرضت تأثيراتها المنهجية والنظرية وإن بصورة غير مباشرة على السوسيولوجيا المعاصرة سواء تلك التي تعرف باسم البنائية البنيوية (بيار بورديو) أو تلك التي تحمل عنوان من البنية إلى الفعل (انطوني غيدينز &ndash; نوربير إلياس) وها هي اليوم ترسخ عودتها أكثر فأكثر في ظل الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف بالعالم، ويصبح كتاب رأس المال ضالة فكرية عالمية يقرأ فيه علماء في الاجتماع والاقتصاد والسياسة، ما قاله ماركس في قوانين التشكيلة المجتمعية الرأسمالية وفي أزمتها الدورية المحتومة...</p> <p dir="RTL">3 &ndash; يؤكد ما سبق أن الماركسية تتوافر على رأس مال معرفي ينطوي في جوانب منه على قواعد منهجية في التفكير العلمي، التي تستطيع أن تواكب التحولات المجتمعية بين مرحلة وأخرى، وأن تُقدِّم تفسيرها الخلاق لها. أما رأسمال الماركسية، فهو يجد أصله النظري في فكرة المساواة التي تحكم نظامها المعرفي، وفي كونها حازت ولا تزال المرتبة الأولى في علم اجتماع الرأسمالية دون منازع.</p> <p dir="RTL">والماركسية بوصفها كذلك، اتسمت بامتياز معرفي (مفهوم إنتاج الحياة المادية)، لم ترتق إليه أغلبية النظريات السوسيولوجية الأخرى سواء بمفاهيمها أي بأدوات تحليلها أو بسبيلها المنهجي الدياليكتيكي ذي الطابع الشمولي...</p> <p dir="RTL">4- في ضوء ذلك كله، يتبين بوضوح أن الماركسية لا تتقادم في الفكر العالمي، ولن تغادره يوماً لأنها تتأسس على فكرة المساواة بين البشر التي تشكل النقيض النظري والواقعي للنظام الرأسمالي الذي ينتج الاستغلال والاضطهاد والتفاوت الطبقي بين فئات المجتمع وطبقاته.</p> <p dir="RTL">وعليه، فإن مكانة الفكر الماركسي العالمية تستخف من أبواق نشاز صدحت مؤخراً في لبنان ضد الشيوعية. وهي قد صدحت باسم سلطة تعبّر عن تحالف رجال الأعمال وزعماء ميليشيات الحرب، وترى إلى جانب استخفافها أن "التراث الفكري" لهذه السلطة ينطبع بالسطحية والابتذال وهو يعود في ارومته إلى "زجلية" اليسار الدولي التي كان صراخها يتعالى في الجمهورية الأولى، والتي تفرعت من الجمهورية الثانية (راهناً) في ردّياتها إلى "بو رخوصة" والزمرة. وهذا ما يمثل قمة التفاهة الفكرية والخواء المعرفي.</p> <p dir="RTL">5 &ndash; لقد اشترك الفيلسوف الفرنسي الماركسي، سارتر، في التظاهرات الطلابية سنة 1968 التي اجتاحت العاصمة باريس. فاعتقلته السلطات الفرنسية بسبب مشاركته ودعمه لتلك التظاهرات، وحين وصل خبر اعتقاله إلى الرئيس ديغول، أمر على الفور بإطلاق سراحه، وقال كلمته المشهورة: من يستطيع أن يعتقل فولتير فرنسا... فهل نقارن بين ديغول وبين "بو رخوصة" الذي يمثل بأمانة الفكر الذي "تتألق به" أركان السلطة في لبنان؟!</p> <p>�خل الوطني عبر خلق بدائل هشة وممسكوكة، أو عبر دعم أنظمة الهياكل القائمة لمنع احداث التغيير الديمقراطي الجذري.&nbsp;&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;للمقاومة الوطنية وجه آخر، هو ثقافتها، التي تهدف إلى فك قيود الشعوب المضطهدة من الخوف والاستلاب، وتعزيز الثقة بقدراتها على خوض معركة تحريرها وتحررها من ظلم طغاة أنظمة القهر والقمع والموت، واستعباد طغمة الرأسمالية</p>
Image: 273.jpg
ID: 520
Title: فلسطين: منذر بو عرم أفاعي التهويد في باحات الأقصى
Content: <p dir="RTL">رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو يمعن في إحكام الحصار على القدس المحتلة، والمسجد الأقصى والهدف بات واضحاً. فرض أمر واقع جديد وهو تقسيم المسجد زمانياً ومكانياً، كمقدمة أولى لتهويده بالكامل، وتدميره لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. مستفيداً من "الخريف العربي" الذي يجتاح أكثر من دولة ما جعل القضية الفلسطينية في آخر سلم الاهتمامات على المستويين الدولي، والعربي.</p> <p dir="RTL">نتنياهو ماضٍ في مشروعه، وأدوات تنفيذه جاهزة. اقتحامات يوميه لقطعان المستوطنين لباحات المسجد الأقصى وعمليات تنكيل منظم تقوم بها أدوات الاحتلال القمعية للمصلين المرابطين في المسجد، وللمدنيين الفلسطينيين الذي يحاولون الدفاع عن حرمة الأقصى وهويته الدينية والوطنية. كما أن نتنياهو وحكومته لم يتركا يوماً يمر دون تفخيخ أسس الأقصى بالأنفاق بدعوى البحث عن آثار الهيكل المزعوم، انطلاقاً من حائط البراق الذي يزعم الصهاينة انه حائط مبكاهم. ولتعزيز هذه الإجراءات مررت حكومة نتنياهو عبر الكنيست قانون يسمح بإطلاق النار مباشرة على رماة الحجارة وفرض عقوبة السجن عليهم لمدة أربع سنوات في حال اعتقالهم، فضلاً عن التنكيل بأهلهم في عملية ترويع مرسومة لضرب جهاز مناعة المقاومة الشعبية ومحاولة التصدي لأي انتفاضة شعبية مقبلة.</p> <p dir="RTL">وبطبيعة الحال فإن جرائم الصهيونية ضد حقوق الإنسان، لا تقف عند حدود القمع الجسدي، بل هي تتجاوز ذلك لحرمان الفلسطينيين من أرضهم ومصادرتها لبناء المزيد من الكتل الاستيطانية، حول القدس وفي منطقة سلوان، فرب رام الله. والهدف واضح التهويد الكامل لمدينة القدس المحتلة بشقها الشرقي، بعد تهويد غربها تحت عباءة سلة من القوانين التي اقرها الكنيست مؤخراً، وعلى رأسها قانون الجنسية ومشروع قانون الدولة القومية الذي أُقر بالقراءة الأولى وذلك في إطار خارطة طريق هدفها النهائي إعلان إسرائيل اليهودية المزعومة، تنفيذاً لعقيدة نتنياهو الذي أكد في كتابه "مكان تحت الشمس" في تسعينيات القرن الماضي أن التخلي عن القدس والضفة الغربية هو ضرب لجوهر العقيدة الصهيونية. معتبراً إن الصهاينة تخلوا عن 80% "من إسرائيل التاريخية"؟ في إشارة إلى الأردن، وهذا يعني أن الصهاينة غير معنيين بمعادلة "الأرض مقابل السلام" بل هم متمسكون بمعادلة "السلام مقابل السلام" التي أطلقها العدو في خلال مؤتمر مدريد عام 1991، وذلك تنفيذاً لما تضمنه اتفاق "كمب دفيد" من دور وظيفي للفلسطينيين بمعنى إعطائهم حكم ذاتي محدود، في مدن محاصرة بجدار الفصل العنصري، والطرق الالتفافية للمستوطنات المتكاثرة بشكل دراماتيكي لتكون المحصلة إعادة إحياء مشروع "ايغال الون"، عام 1971، والذي تبناه لاحقاً الإرهابي شارون. وجوهر هذا المشروع هو إجبار الفلسطينيين على الرحيل إلى شرق النهر "الأردن" وإقامة الدولة الفلسطينية هناك. وإنهاء القضية الفلسطينية التي تؤكد أن الصراع مع العدو هو صراع وجود وليس صراع حدود.</p> <p dir="RTL">إلى ما تقدم فإن نتنياهو الذي يتباكى على مصير مئات آلاف اللاجئين السوريين في الشتات الغربي الحرب الدائرة في سوريا إنما يؤسس من خلال دموع التماسيح هذه لتسجيل سابقة دولية تتيح له تنفيذ مشروع التهجير الجماعي "الترنسفير" للفلسطينيين ضارباً بعرض الحائط كل الاتفاقات الموقعة مع السلطة الفلسطينية بما فيها "اتفاق أوسلو" مع الإبقاء على معادلة "غزة أولاً وأخيراً" نظراً للثقل الديمغرافي الذي يمثله القطاع في منطقة ضيقة لا تتجاوز مساحتها 350 كم مربع.</p> <p dir="RTL">أما لماذا يتخلى العدو عن قطاع غزة؟ فواقع الحال يشير إلى أن التخلص من الكثافة السكانية الفلسطينية المرشحة للتزايد مع التهجير المتوقع لفلسطينيي الضفة الغربية وربما الجليل الأعلى والنقب تتيح إقامة دولة أحادية القومية من ناحية وتفجير الواقع الفلسطيني من ناحية أخرى مستفيداً من تجربة حركة حماس بحكم القطاع منفردة والصراعات الدائرة بينها وبين السلطة الفلسطينية، الصورية في الضفة الغربية، لإسدال الستار على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.</p> <p>أمام هذا الخطر وأمام أفاعي الصهيونية النافثة سمومها على الهوية الوطنية للمسجد الأقصى بات ملحاً على الفصائل الفلسطينية، وخصوصاً الوطنية واليسارية منها، استعادة المبادرة ووضع حد للمفاوضات الوهمية مع العدو وإقرار برنامج وطني للمواجهة، على رأس جدول أعماله كسر ثنائية فتح &ndash; حماس وتشكيل جبهة وطنية عريضة، تكون من مهامها إعادة إطلاق الانتفاضة الشعبية في وجه الاحتلال لتغيير المعادلة على الأرض، وكبح جماح التوسع الاستيطاني. إضافة إلى إعادة إحياء القضية الفلسطينية في المحافل الدولية لتتقدم سلم الأولويات بعد باتت باهتة وفي آخر المتفرقات الإخبارية، وهذا هو أحد المخاطر المحدقة بفلسطين وقضيتها في ظل الفوضى العربية الخلاقة، المرسومة أميركياً والمدعومة من دول إقليمية تتقاطع مصالحها مع واشنطن وتل أبيب فوق الطاولة وتحتها. ّر عن تحالف رجال الأعمال وزعماء ميليشيات الحرب، وترى إلى جانب استخفافها أن "التراث الفكري" لهذه السلطة ينطبع بالسطحية والابتذال وهو يعود في ارومته إلى "زجلية" اليسار الدولي التي كان صراخها يتعالى في الجمهورية الأولى، والتي تفرعت من الجمهورية الثانية (راهناً) في ردّياتها إلى "بو رخوصة" والزمرة. وهذا ما يمثل قمة التفاهة الفكرية والخواء المعرفي.</p> <p>&nbsp;</p> <p dir="RTL">5 &ndash; لقد اشترك الفيلسوف الفرنسي الماركسي، سارتر، في التظاهرات الطلابية سنة 1968 التي اجتاحت العاصمة باريس. فاعتقلته السلطات الفرنسية بسبب مشاركته ودعمه لتلك التظاهرات، وحين وصل خبر اعتقاله إلى الرئيس ديغول، أمر على الفور بإطلاق سراحه، وقال كلمته المشهورة: من يستطيع أن يعتقل فولتير فرنسا... فهل نقارن بين ديغول وبين "بو رخوصة" الذي يمثل بأمانة الفكر الذي "تتألق به" أركان السلطة في لبنان؟!</p> <p>�خل الوطني عبر خلق بدائل هشة وممسكوكة، أو عبر دعم أنظمة الهياكل القائمة لمنع احداث التغيير الديمقراطي الجذري.&nbsp;&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;للمقاومة الوطنية وجه آخر، هو ثقافتها، التي تهدف إلى فك قيود الشعوب المضطهدة من الخوف والاستلاب، وتعزيز الثقة بقدراتها على خوض معركة تحريرها وتحررها من ظلم طغاة أنظمة القهر والقمع والموت، واستعباد طغمة الرأسمالية</p>
Image: 273.jpg
ID: 521
Title: انتفاضة التغيير: نديم دياب عن ممارسات السلطة السياسية التي تلهم تحركات الشارع
Content: <h2 dir="RTL">لا تبدو السلطة السياسية في لبنان مؤخراً بأفضل حالاتها، مكابِرةُ عن عجز، مراقَبةٌ عن كثب، مُهَدّدةٌ عن حق. يؤرقها غضب الشارع الذي لم ينضب بعد وصدى أصوات المطالبين بتنحّيها، ويؤزّمها نجاح المكونات الشعبية في رصّ الصفوف وإعادة هيكلة تنظيمها. الحراك الشعبي الذي عوّلت السلطة على ألّا يعش طويلاً استناداً إلى التجارب السابقة دخل شهره الثاني، ومعه دخلت القوى الحاكمة في مرحلة متقدمة من الإرباك عبّرت عنها تجنيد السلطة لأجهزتها الاقتصادية بعد أن فشلت الأجهزة الأمنية، رغم وحشيتها التي زادت افراطاً في الآونة الأخيرة بايعازٍ سياسي واضح ووقح، في إجهاض الحالة الشعبية الاحتجاجية.</h2> <p dir="RTL">تخبّط السلطة في محاولتها لاستيعاب نقمة المواطنين استولد أخطاء بالجملة بدءاً من استكمال جلسات حوارها مع ذاتها، مروراً بالعودة إلى عمليات القمع الأمنية ضد المتظاهرين بعد أن أقلعت مؤقتاً عنها، وليس انتهاءاً في التشبّث بتطبيق خطة وزير الزراعة أكرم شهيب بشتى الوسائل، حسبما جاء على لسان رئيس مجلس النواب نبيه برّي وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.</p> <p dir="RTL"><strong>قوات مكافحة الشغب أم الشعب؟</strong></p> <p dir="RTL">الحماقات الحكومية في التعامل مع مطالب الشعب أزكت النار المشتعلة في قلوب المواطنين المقهورين من حال الأمور المتردي، ولعلّ أفدحها (لغاية الساعة، على الأقل) ما حصل خلال الجلسة الثانية من طاولة الحوار منتصف الشهر الماضي. يومها، إستدرجت السلطة المتظاهرين إلى فخٍّ تلطّت خلفه لتبرير عنفها غير المشهود قبلاً ضدهم. ذاك النهار، فوجئ المحتجون على منطق المماطلة من قبل الدولة بقلّة التدابير الأمنية أمام مبنى جريدة النهار التي اعتمدت على بضعة عناصر تابعة للأمن الداخلي وحواجز حديدية يسهل اختراقها. كان المشهد مغايراً للجزيرة الأمنية حول ساحة النجمة، المنيعة الإقفال بالعوائق الحديدية المرتفعة التي تُلفّ حولها الأسلاك الشائكة التي تعوّد عليها المتظاهرون منذ بدء الحراك. لكن قلّةً أدركت أنّ ثمّة مفاجأة غير سارة تتحضّر خلف ظاهر الأمور ما لبثت أن تكشّفت حين حاول بعض المتظاهرين إزاحة الحواجز لإقفال الطريق المؤدية إلى ساحة الشهداء من منطقة الصيفي. حينها، وعلى حين غرّة خرجت قوات مكافحة الشغب إلى العلن لتُحاصر المتظاهرين، ومعهم الصحافيين الموجودين على الأرض، وتُضيّق دائرة التظاهر في محاولة القوى الأمنية لإبعاد المعتصمين عن موقع الاحتجاج. دقائقُ قليلة كانت كافية لتتطوّر الأمور إلى سحلٍ وضربٍ بالهراوات وركلٍ للمتظاهرين السلميين، استُببع بحملة اعتقالات مكثّفة، ممنهجة ومنظمة لمن اعتبرتهم السلطة منشّطي للتحركات، كانت محصًلتها القبض على أربعٍ وأربعين متظاهراً ومتظاهرة. ولمّا لم يكن البعبع الأمني كافياً بنظر البعض، أُفلتت عناصر مدنيّة مُحزّبة لمؤازرة القوى الأمنية في اعتداءها الوحشي، عاثت خراباً بخيم المضربين عن الطعام أمام مبنى وزارة البيئة، وروّعت بهمجيتها المواطنين. لكن إرهاب الدولة كان البوصلة التي أرست خارطة الطريق للحراك الشعبي الذي جاء ردّه سريعاً بالدعوة إلى التظاهر في اليوم نفسه في ساحة رياض الصلح لتشكيل حالة ضغط شعبية أفلحت في دفع السلطة إلى الافراج عن جميع المعتقلين، والتنظيم لمسيرةٍ بعد أيام (الأحد الواقع في عشرين أيلول الماضي) تنديداً بآلة القمع الأمنية وبطش قوّاتها الهادفة إلى ضرب الحراك الجماهيري.</p> <p dir="RTL"><strong>إلى ساحة النجمة در</strong></p> <p dir="RTL">لم يأت مسار التظاهرة المركزية الثالثة لحراك التاسع والعشرين من آب في العشرين من أيلول الماضي من العبث. شارع مار مخايل الذي اجتاحته الجموع الشعبية يقع على طريق محطاتٍ مكانيّة تشكل دليلاً حياًّ للفساد الإداري والسياسي. فجسر الكرنتينا، الذي انطلقت منه المسيرة، رمزٌ لسوء إدارة ملف النفايات والخطة البيئية التي ابتدعتها الحكومة على عجلٍ والرامية لإعادة فتح مطمر برج حمّود التي ما تزال انبعاثاته تزكم أنوف قاطني المنطقة المحاذية له رغم مرور ثمانية عشر عاماً على اقفاله. أمّا شركة الكهرباء فتشكّل شعاراً عريضاً لسوء إدارة الدولة للشأن العام وهدر مال الخزينة وتخلّفها في تقديم أبسط الخدمات للمواطنين في بلدٍ ما زال يُعاني من تأنينٍ كهربائي مزمن تخطّى الثلاثة عقود. غرض التظاهرة كان الوصول إلى ساحة النجمة، نموذج شلل المؤسسات الدستورية والديكتاتورية المقنّعة التي ظهّرها تمددين متتاليين للمجلس النيابي.</p> <p dir="RTL">الحراك الشعبي، كما السلطة، كان تحت المجهر ذاك اليوم. وُضع الطرف الأوّل تحت امتحان الحشد بعد أن شكك البعض في إمكانيته على مواصلة جذب الغفور الهادرة، أما الثاني فاُعطي فرصةً لترميم شيئاً من صورته الديمقراطية الحضارية، التي شوّهتها أفعاله، بتأمين حقّ التظاهر السلمي وحفظ حريّة التعبير عن الرأي، ولو كان الرأي مهدداً لوجود السلطة وموّجهاً ضدها. نجح الاثنان أمام استحقاقيهما، لولا محاولة بعض الأطراف السياسية حرف المسيرة عن سياقها السلمي عبر الايعاز لبعضٍ من مناصريها بالاعتداء والاحتكاك مع بعض المتظاهرين الرافعين للافتات تندّد بفساد الرموز الطائفية المُعمّرة. مساء ذلك الأحد، استطاع الحراك الشعبي تحقيق خرقٍ في المشهد على الأرض بوصوله إلى نقطة النهاية التي كان قد حدّدها لمسيرته، والدخول إلى تخوم ساحة النجمة، في خطوةٍ أُريد منها تظهير مدى جدّية وُعوده أعطته مزيداً من الزخم. لكن التقدم إلى أقرب نقطةٍ من المجلس النيابي المعزول عن شوارع وسط بيروت لم يكن بالنزهة، قرابة الساعة والنصف ساعة قضاها المحتجوّن إلى جانب حديقة سمير قصير في محاولتهم المضي قدماً، بثباتٍ وتصميم، متّبعين استراتيجية "الخطوة خطوة" لتجنّب الاحتكاك مع القوى الأمنية، التي كانت قد تراجعت من خطّ دفاعها الذي أرسته أمام مبنى جريدة النهار منذ بدء الحراك إلى أمام مسجد الأمير العساف قرب المسجد العمريّ، جنوبيّ ساحة النجمة. حالات التدافع وفقدان الوعي جرّاء كثافة الحشد لم تثني المتظاهرين من متابعة زحفهم، طعم النصر الذي تذوّقوه أرادوا منه جرعةً غير منتقصة تحققت مع دخولهم شارع بلدية بيروت شامخي الرؤوس، رافعي الأيادي للدلالة على سلميّتهم محققّين بذلك انجازاّ يضاف إلى سلة انتصاراتهم المتمثلة بإقفال مطمر الناعمة، وإزالة جدار العار، وإلغاء المناقصات في ملف النفايات، والدفع نحو تحرير أموال البلديات وتأخير تنفيذ "خطة شهيب".</p> <p dir="RTL"><strong>اسمه وسط بيروت وليس الـ</strong><strong>DT</strong></p> <p dir="RTL">ولأن الدولة أطلقت ناقوس الخطر الشعبي المهدّد لكيانها المتصدع بعمليات النهب المُشرّعة والمحاصصات الطائفية الاحتكارية، كان لا بدّ من استعمال أبواق تابعة لها للتهويل والتخويف والتخوين والتعبئة ضد الحركة الشعبية، بعد أن سعت نفسها إلى ذلك وفشلت. ولهذه الغاية، عقدت غرفة بيروت وجبل لبنان وجمعية تجار بيروت مؤتمراً صحافياًّ تحت عنوان "من أجل انقاذ قلب بيروت". تحدث حيتان المال عن خطورة الحراك الشعبي على الاقتصاد اللبناني (المترنّح أصلاً) وتأثيره على بحبوحة وسط بيروت (المُصادر من شركة سوليدير وأخواتها)، وصفّق لهم نواب بيروت الحاضرين. نقولا شماس، رئيس جمعية تجار بيروت، أخذ على عاتقه إطلاق نفير الحرب الطبقية خلال كلمته قائلاً "لن نسمح لوسط بيروت بأن يتحول إلى أبو رخوصة" ومشهراً عداءه للشيوعيين وبالتالي للفئات الشعبية، ناعتاً إياهم بالدجالين، ليتحوّل وارث الوكالات الحصرية بين ليلةٍ وضحاها إلى أضحوكة على كل لسان وعِبرةٍ عن الوقاحة البرجوازية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي شوارع وسط بيروت. ما هي إلا أيام حتى تحققت أسوأ مخاوف شماس ومن يمثّله من الطغمة المالية مع تداعي الناشطين المنضوين تحت حراك التاسع والعشرين من آب إلى استحداث سوق شعبيّ في رياض الصلح بيعت فيه الكتب والألبسة المستعملة والكعك والكرابيج والخضار. وسط بيروت استعاد بذلك بعضاً من عراقته الماضية ومجده الراقي كوسطً حاضن للتنوع الاجتماعي وجامع للبنانيين كافةً، بعد عشرات السنوات من إغلاقه على نفسه وخلوه من رواده الأصليين بعد أن احتلته شركة سوليدير. رفض الحراك لكلام شماس الطبقي والتأكيد على أن وسط بيروت ليست حكراً على أصحاب الحسابات المصرفية الدسمة استوجب نسخةً ثانية من السوق الشعبي نهار عيد الأضحى تزامنت مع كيرمس للأطفال وُزّعت فيه الحلوى والهدايا بالمجان. وسط بيروت النائم بفعل عزلته القصرية من قبل احتكارات رؤوس الأموال أو الغاضب على وقع أصوات المتظاهرين ضد النظام السياسي الطائفي، تعرّف أخيراً على ضحكات الأطفال التي ملأت فضاء ساحة رياض الصلح.</p> <p dir="RTL"><strong>النفايات تتخمّر ولا حلّ نهائي</strong></p> <p>وتبقى قضية النفايات التي أطلقت يد الحراك الشعبي محطّ اشكالية في وقتٍ بدأت سماء بيروت الخريفية تنذر بحلول اقتراب كارثة في حال أمطرت قبل إزالة جبال الزبالة المكدسة عشوائياًّ هنا وهناك. لم يقتنع الحراك الشعبي، مدعوماً بخبراء بيئيين مناصرين، بصوابية اقتراحات اللجنة الوزارية المتابعة للملف تحت اشراف وزير الزراعة أكرم شهيب الذي يحاول جاهداً، دون جدوى، استمالة المتضررين من المواطنين بحلوله الرامية إلى إعادة فتح مطمر الناعمة، وتحويل مكبّين، واحداً في عكار وآخر على الحدود اللبنانية-السورية، إلى ما أسماه "مطامر صحية" ضمن خطّته المرحلية. الوقفات التضامنية والاعتصامات في المناطق المستهدفة، التي تستوفي شروط المحاصصة الطائفية والتوازن المناطقي وفق خطة شهيب، استُتبعت بمشاركة شعبية واسعة، لتتوّج بمؤتمر صحفي للحراك نهار الاثنين (الواقع في الثامن والعشرين من أيلول الماضي) قُدّمت فيه خطّة بديلة للخطة التي أقرّها المجلس الوزاري. وفنّد الخبير البيئي بول أبي راشد تفاصيل الخطة البديلة التي ترتكز على الفرز من المصدر والتدوير، رافضاً كلام شهيب الذي ادعى بأن فرز النفايات لا ينتج سوى تسعة بالمئة من المواد القابلة للتدوير، ومشدداً على عدم استخدام الشاحنات الضاغطة التي تحطم الزجاج وتمزق المواد البلاستيكية مما يعذّر عملية فرزها. وعن النفايات المتخمّرة بفعل انكشافها للشمس، اعتبرت الخطة البديلة أن الطمر الأعمى ليس الحل، عارضةً لطريقتين علميتين لمعالجتها. وأعاد المشاركون التأكيد على مطلبهم باستقالة وزير البيئة "لتقاعسه عن أداء مهامه"، وتحرير أموال البلديات في الصندوق البلدي المستقل بعد فتح الحساب الخاص به فوراً</p>
Image: 273.jpg
ID: 522
Title: دولي: مايك أور كوربين الأمل لا الخوف
Content: <p dir="RTL">بدأت الصحف البريطانية بمهاجمة جيرمي كوربين، من الأسبوع الأول لتوليه قيادة "حزب العمال"، متهمة إياه بداعم الإرهاب، ضد السامية، ويمثل تهديداً فعلياً للاقتصاد والأمن القومي للملكة المتحدة. ووصل الحد، وفقاً لبعض المصادرإلى &nbsp;التهديد بانقلاب عسكري من قبل قيادات عسكرية عليا. على الرغم من كل هذه الاتهامات والتهديدات، انضم إلى الحزب أكثر من 50000 شخص في الأسابيع الأولى من توليه للقيادة.</p> <p dir="RTL">يظن المرء أن أعضاء الحزب في البرلمان شعروا بالسعادة نتيجة لحماسة الناس للانخراط بالعمل السياسي، بينما الواقع عكس هذا!</p> <p dir="RTL">معظم أعضاء الحزب المتواجدين في البرلمان يشعرون بالخوف، ويعود السبب في هذا إلى أن معظم أعضاء الحزب الذين صوتوا لكوربين، رفضوا إتباع نصائح قادة الحزب بانتخاب مرشحين آخرين، غير كوربين، والسبب الآخر في خوفهم يكمن في موت مشروع "العمل الجديد"، الذي طرحه توني بلير.</p> <p dir="RTL">بالنسبة لكوربين الأشهر المقبلة سوف تبلور طريقه البرلماني ما إذا كان في مقدرته أن يسير باتجاه الاشتراكية، أو سيُطاح به من قِبل حلفاء حزب العمال، المتواجدين في البرلمان والإعلام. إذا أُطيح به، حينها "العمل الجديد" سوف ينهض كالزومبي.</p> <p dir="RTL">لمنع الزومبي من القيام بمهمته على كوربين أن يحفز ويدعم الحركة الجديدة التي ظهرت وتقاوم النصائح من أجل تقديم التنازلات.</p> <p dir="RTL">المحتوى للقيادة في الانتخابات العامة، لهذه السنة، تنافسي المبدأ. في أيار خسر حزب العمال كل المقاعد إلا واحداً في اسكوتلاندا، وحل بالمرتبة الثانية، وبشكلٍ ضعيف، بالنسبة "للمحافظين" في بقية المملكة المتحدة. استقال إد ميليبند من القيادة وبدأ الحزب بالبحث عن الخطأ الذي حدث. بدلاً من التفكير والبحث بأن الناس العاديون يفضلون حزباً يدعم العمال، محللو الحزب اعتقدوا بأن الحزب ليس يمينياً بما يكفي، خاصةً بما يتعلق بمسألة الهجرة. لذا المحللون المحترفون، اقترحوا بالنسبة للتنافس على القيادة من يمكنه أن يدفع بالحزب أكثر باتجاه الجناح اليميني. لقد تجاهلوا بشكلٍ تام التجربة السكوتلاندية حيث رسالة "الوطنيين الاسكوتلانديين" للعدالة الاجتماعية، ودعم الخدمات العامة، ربحت عليهم بفوزها بـ 56 مقعداً من أصل 59 مقعداً.</p> <p dir="RTL">لقد أتى زلزال جيرمي مفاجئاً. نال كوربين ما يكفي من الترشيحات في اللحظة الأخيرة، وكان الترشيح من أجل تجميل صورة الآخرين. إلا أن ما من أحد من بيروقراطيي "حزب العمال" إعتقد بأن كوربين سوف يُنتخب. ما يشير إلى الانفصال ما بين القاعدة والبيروقراطيين في الحزب الذين لا يملكون أدنى فكرة بأن الحزب خسر الانتخابات لأنه يمينياً، ويخسرون الأعضاء لسنوات للسبب عينه.</p> <p dir="RTL">بالنسبة للانتخابات، كان هنا ثلاث مجموعات من المنتخِبين للقيادة: أعضاء برلمان حزب العمال، أعضاء النقابات، و"العامة". المجموعة الأخيرة، "العامة"، كانت فكرة أتى بها بيروقرطيو حزب العمال في محاولة لإعطاء صورة ديمقراطية للحزب&ndash; أي شخص يدفع 3 جنيهات يسجل للتصويت - آلاف من الأشخاص العاديين اغتنموا الفرصة عندما علموا بأن كوربين فعلاً ترشح، وصوّت 84%، منهم لكوربين، بينما، في المجموعة الأولى، أقل من 50% صوتوا لبرلمانيي حزب العمال. هذا بالإضافة إلى 58% من أصوات النقابات ذهبت إلى كوربين. بالمحصلة، جمع كوربين رقماً بعيداً جداً عن أي منافس له وأصبح قائد "حزب العمال" بدعمٍ أكثر مما ناله طوني بلير عندما أنهى حكم "حزب المحافظين" منذ 18 سنة. بالتأكيد هناك فارق أساسي بالمقارنة، أتباع بلير، "البليريون"، ما زالوا في الحزب ويكرهون كلمة "اشتراكية" ومستعدون للقيام بأي عمل لإسقاط كوربي.</p> <p dir="RTL">منذ 30 سنة وحزب العمال ينحرف يمينياً مع السياسية البريطانية. وفي الوقت عينه، الغضب الشعبي بُني نتيجة رؤيته أن الأغنياء يزدادون غنى بشكل ملموس، وخدماتنا العامة، والتي تعتبر من الأكثر تقدماً، بدأ بيعها للقطاع الخاص. وفي داخل الحزب هُمش الأعضاء اليساريين البرلمانيين، وضبِطوا، وفي بعض الأحيان طُردوا. وتحول الحزب إلى آلة مهن لخريجي الجامعات العريقة الذين يقرون بالتعويذة النيوليبرالية القائلة "ما من بديل". هذه هي أغلبية أعضاء البرلمان الحزبيون، ومستعدون للتحالف مع الشيطان للقضاء على كوربين. كما أن النقابات شهدت مدى انحدار نسب الانتساب إليها &ndash; القيادة دائمة تسعى للبحث عن تسويات وخيارات آمنة، إلا أن حزب العمال أصبح يمينياً جداً وقادة النقابات والاتحادات العمالية لم يعد باستطاعتهم تبرير دفع الأموال التي يتبرعون بها للحزب.</p> <p>أتى انتخاب كوربين بأصوات الكادحين. انتخابه يعبّر عن غضب الناس وسياسات التقشف المدمرة لحياتهم. يمكن لكوربين أن ينجى، من كل ما يحاك حوله لإسقاطه، إذا ما شجع منتخبوه بالاستمرار بالنشاطية والتحرك من أجل بناء حركة للدفاع عن التعليم والخدمات الصحية، وحق التظاهر في أماكن العمل، والترحيب باللاجئين والاستمرار بالحملات لمنع الحكومة البريطانية من قصف سوريا. دعم كوربين خارج البرلمان، وعليه أن يبني على هذا الدعم لتقويته ليكون الضغط على حزب العمال، وتحديداً البرلمانيين، لإقناعهم بأن "البليرية" ماتت ويولد جيل جديد يريد التغيير. وبين "بو رخوصة" الذي يمثل بأمانة الفكر الذي "تتألق به" أركان السلطة في لبنان؟!</p> <p>&nbsp;</p> <p>�خل الوطني عبر خلق بدائل هشة وممسكوكة، أو عبر دعم أنظمة الهياكل القائمة لمنع احداث التغيير الديمقراطي الجذري.&nbsp;&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;للمقاومة الوطنية وجه آخر، هو ثقافتها، التي تهدف إلى فك قيود الشعوب المضطهدة من الخوف والاستلاب، وتعزيز الثقة بقدراتها على خوض معركة تحريرها وتحررها من ظلم طغاة أنظمة القهر والقمع والموت، واستعباد طغمة الرأسمالية</p>
Image: 273.jpg
ID: 523
Title: دولي: غسان صليبا الانتخابات الكتلانية الفاصلة
Content: <p dir="RTL">في 27 أيلول الماضي، صوت الشعب الكتلاني لبرلمانه الجديد، الذي يتشكل من 135 نائباً، وجرت الإنتخابات بعد أن أعلنت الحكومة الكتلانية حل البرلمان وإجراء إنتخابات جديدة كرد على رفض الحكومة الاسبانية الاعتراف بنتائج الاستفتاء من أجل الاستقلال الذي جرى في 9 تشرين الثاني العام السابق. واعتبرت الحكومة الكتلانية بأن الانتخابات ستكون نوعاً من الاستفتاء حول استقلال كتالونيا، على أن يرسم البرلمان الجديد خارطة طريق تنتهي باستقلال كتالونيا بعد 18 شهراً، وعلى البرلمان المنتخب صياغة دستور للجمهورية الكتلانية المستقلة الذي سيجري الاستفتاء الشعبي عليه.</p> <p dir="RTL">فعلياً، كانت الانتخابات نوعاً من الاستفتاء، فبمشاركة شعبية واسعة تجاوزت 77%، أي أعلى نسبة تصويت منذ 40 سنة. جرت في 27 أيلول المنصرم إنتخابات ديمقراطية وهادئة أعطى خلالها الشعب الكتلاني الأكثرية المطلقة للأحزاب السياسية التي تطالب بالاستقلال.</p> <p dir="RTL">&nbsp; حصد فيها " تجمع من أجل الاستقلال" على نسبة 40% من الأصوات و62 نائباً. وهو تجمع يضم أحزاباً من يمين الوسط، ويسارية، وشخصيات سياسية مستقلة، وجمعيات من المجتمع المدني، إضافة الى فنانين ومثقفين، وأقفل اللائحة مدرب كرة القدم المشهور غارديولا. وحصلت لوائح الوحدة الشعبية اليسارية على&nbsp;&nbsp; 9 % من الأصوات و10 نواب.</p> <p dir="RTL">أما القوى اليمينية الرافضة لأي خصوصية قومية وثقافية لكتالونيا فحصلت على 36 نائباً، حزب المواطنة على&nbsp; 16% و25 نائباً، والحزب الشعبي اليميني الحاكم في اسبانيا على نسبة 7،8 % و 11 نائباً، أما الحزب الشعبي فقد خسر 8 نواب مقارنة مع انتخابات 2012 لصالح حزب المواطنة.</p> <p dir="RTL">أما القوى التي ليس لها موقف واضح من الاستقلال عن اسبانيا، أو التي ما زالت تطالب باستفتاء جديد بإتفاق مع الحكومة الاسبانيىة&nbsp; فقد حصلت على 27 نائباً. حصد منها الحزب الاشتراكي الكتلاني على نسبة 12% و16 نائباً، والحزب الاشتراكي الكتلاني كان خلال سنوات طويلة الحزب الأول في كتالونيا، فقد خسر 4 مقاعد خلال هذه الانتخابات مقارنة مع انتخابات 2012. أما تجمع <strong>"كتالونيا تستطيع"</strong> والذي يضم حزب المبادرة الكتلانية (الحزب الاشتراكي الموحد الكتلاني سابقاً) وحزب بوداموس (نستطيع) الذي يترأسه بابلو اغلاياس وجبهة اليسار الكتلاني، فقد حصل على نسبة 8,8% و11 نائباً.&nbsp;</p> <p dir="RTL">ومن المعلوم أنه في انتخابات عام&nbsp; 2012 حصل تحالف المبادرة الكتالانية وجبهة اليسار الكتلاني على 13 نائباً ونسبة 11%، أما بتحالفهم مع بوداموس فقد خسر التحالف مقعدين&nbsp; في البرلمان الجديد. وهذا يعتبر تراجع لحزب بوداموس في كتالونيا، وفشل للتجمع عامة. يذكر أن القسم الاساسي من قواعد اليسار الكتلاني وما شكله تاريخياً الحزب الاشتراكي الكتلاني الموحد في الدفاع عن الحقوق الوطنية للشعب الكتلاني، لم يكونوا راضين على سياسة التجمع، وصوت منهم للائحة الوحدة الشعبية&nbsp; أو لتجمع من أجل الاستقلال. في هذا السياق دعت المبادرة الكتلانية الى تقريب موعد مؤتمرها من 2017 الى كانون الثاني 2016، مباشرة بعد الانتخابات الاسبانية العامة التي ستجري في 20 كانون الأول 2015.</p> <p dir="RTL">&nbsp;شكلت الانتخابات استفتاء جديداً عبر فيها أغلبية الشعب الكتلاني عن طموحاته الوطنية في الاستقلال، فرغم كل حملات التخويف والتهديد، التي شاركت فيها&nbsp;&nbsp;&nbsp; الطغمة المالية ووسائل الاعلام ودعم العسكر، فإن نتائج الانتخابات قالت كلمة الشعب الكتلاني&nbsp; الذي صوت بأغلبيته المطلقة لصالح ما يطمح اليه.</p> <p dir="RTL">وقد تجلت حملة التخويف والتهديد بوضوح من خلال تهديد المصارف الكبرى&nbsp; بإقفال فروعها في كتالونيا، وإقدام بعض كبار أصحاب العمل على تحذير وتهديد العمال بإقفال المؤسسات وطردهم من العمل في حال تمت عملية استقلال كتالونيا. من جهته، رئيس البنك المركزي الاسباني هدد بانهيار العملة في كتالونيا، اما رئيس الحكومة الاسبانية فقد هدد بطرد "كتالونيا" من الوحدة الأوروبية، وأعضاء في الحكومة الاسبانية هددوا ياستخدام الجيش، وبحل البرلمان الكتلاني والغاء الحكم الذاتي، أو بمحاكمة السياسيين الكتلان الذين يدعون للاستقلال وإعادة تجربة عام 1936 (انقلاب الديكتاتور فرانكو على الديمقراطية) الذي حل البرلمان الكتلاني وألغى الحكم الذاتي خلال الجمهورية وأعدم يومها رئيس كتالونيا رمياً بالرصاص.</p> <p dir="RTL">رغم النتائج الواضحة للإنتخابات، فإن الحكومة الاسبانية لم تستوعب الصدمة بعد، وأن سياستها المعادية لطموحات الشعب الكتلاني، وتهديداتها المتزايدة، ستزيد نسبة المطالبين بالاستقلال وليس العكس.</p> <p>بعد يومين من الانتخابات، دعت المحكمة العليا الاسبانية بقرار من الحكومة الاسبانية الى محاكمة رئيس كتالونيا بسبب دعوته للاستفتاء الذي جرى في 9 تشرين الثاني 2014. هذا الدعوة ستواجه بردود فعل سياسية وشعبية في كتالونيا حيث بدأت الدعوات مباشرة للتحضير لتظاهرات جماهيرية كبيرة دفاعاً عن الديمقراطية، وعن حق الشعب الكتلاني في تقرير مصيره ف سوريا. دعم كوربين خارج البرلمان، وعليه أن يبني على هذا الدعم لتقويته ليكون الضغط على حزب العمال، وتحديداً البرلمانيين، لإقناعهم بأن "البليرية" ماتت ويولد جيل جديد يريد التغيير. وبين "بو رخوصة" الذي يمثل بأمانة الفكر الذي "تتألق به" أركان السلطة في لبنان؟!</p> <p>&nbsp;</p> <p>�خل الوطني عبر خلق بدائل هشة وممسكوكة، أو عبر دعم أنظمة الهياكل القائمة لمنع احداث التغيير الديمقراطي الجذري.&nbsp;&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;للمقاومة الوطنية وجه آخر، هو ثقافتها، التي تهدف إلى فك قيود الشعوب المضطهدة من الخوف والاستلاب، وتعزيز الثقة بقدراتها على خوض معركة تحريرها وتحررها من ظلم طغاة أنظمة القهر والقمع والموت، واستعباد طغمة الرأسمالية</p>
Image: 273.jpg
ID: 524
Title: مر الكلام: نديم علاء الدين الدخول الروسي .. نقطة تحول ومسار جديد
Content: <p align="right">نزعت روسيا من يديها قفازاتها الدبلوماسية، وأخذت بإرسال قوات خاصة وأسلحة حديثة الى سوريا، في رسالة واضحة للغرب وحلفائه، لوقف العبث في المنطقة خصوصاً بالخريطتين السورية والعراقية معلنة تغيير قواعد اللعبة وبداية مرحلة جديدة بعد ان أبلغت زوارها العرب الذين زاروها مؤخراً ان صبرها قد نفد من المشهد الانتظاري، وأنها لن تنتظر طويلاً للموافقة على الحل السياسي الذي تراه في سوريا، والانخراط في مواجهة المجموعات الإرهابية في معركة حقيقية بعيداً عن الطريقة البهلوانية الأميركية في حلفها ضد داعش.</p> <p align="right">مما لا شك فيه ان الدعم العسكري الروسي لسوريا سيفرض مشهداً جديداً في السياسة والميدان، و سيؤدي إلى فرز وإعادة خلط التموضعات الدولية. وهو بذلك أطلق العنان للتحليلات والتوقعات والتكهنات حول نوايا روسيا وأهدافها والأسباب الحقيقية لدخولها المباشر في المواجهة العسكرية بعد مرور اربع سنوات ونصف على بدء الازمة السورية.</p> <p align="right">يذهب بعض المحللين الى القول بأن قرب انهيار النظام في سوريا هو الذي أجبر روسيا على التصعيد العسكري لتلافي خسارة اكبر. او أن موسكو قررت دعم الأسد ليكون ورقة قوية بيدها عند إجراء اية مفاوضات. وصولاً للتقدير بأن التصعيد العسكري هدفه بقاء النظام. بينما التصعيد السياسي ببقاء الأسد هو استعداد للتخلي عنه في الوقت المناسب في عملية مقايضة بين بقاء النظام ورحيل الأسد.</p> <p align="right">في الحقيقة كل هذه التحليلات لا تلامس الواقع القائم، ولاتكشف الابعاد الحقيقية التي تقف وراء الدخول الروسي المباشر على خط الصراع العسكري، فالنظام في سوريا لا يزال بعيداً عن السقوط، رغم انه لا يستطيع حسم الحرب في وقت قريب، والمفاوضات في ظل موازين القوى الراهنة بعيدة عن التحقيق، ولو كان الأمر يتعلق بصمود النظام في مواجهة الإرهاب فقط، لاكتفت روسيا بتزويده بالأسلحة المناسبة.</p> <p align="right">من هنا لا يجد الانتشار العسكري الروسي بهذه السرعة وبهذا النوع، والإعلان عن خطة لمحاربة الإرهاب بديلة عن الخطة الأميركية تبدأ من مصادرة كل شعارات التحالف المعادي للنظام، وتنطلق من الدعوة للتنسيق معه كأساس لقيام تحالف سمي بالمعجزة ، لا يجد تفسيره إلا بأنه قلب للطاولة في وجه الجميع، ودفع للمنطقة نحو مسار جديد، لم تقدم عليه روسيا لولا تحسسها واستشعارها خطراً لخطط يجري الإعداد لها حول سوريا والمنطقة، تطال الأمن القومي الروسي وموقع روسيا الإستراتيجي ودورها في المنطقة. مستفيدة من لحظة حساسة من فشل الخطط الأميركية الراهنة لحسم الوضع، وذلك قبل الوصول المتوقع للجمهوريين الى سدة القرار الأميركي.</p> <p align="right">لقد تريثت موسكو عدة أسابيع بانتظار أجوبة لتأسيس تحالف إقليمي لضرب "داعش"، لكنها لم تنل تجاوباً، بل بالعكس لم تمض 48 ساعة على لقاءات موسكو حتى بدأت الامور تتكشف، وترجمت بهجوم منظم من الجبهة الجنوبية وبتوجيه من غرفة (الموك) في الاردن بهدف احداث خرق باتجاه العاصمة دمشق.</p> <p align="right">بعد فشل خطة الجنوب، استنفرت تركيا بهدف إنشاء منطقة آمنة او عازلة في الشمال السوري بدعم من قوى التحالف، التي كانت نتيجتها الفشل أيضاً، لأن ظروفها الدولية لم تكن ناضجة بعد، فانتقلت تركيا ومعها قوى التحالف لإنضاجها عبر ورقة اللاجئين السوريين&nbsp; حيث اعطيت الاوامر بفتح ابواب المخيمات بعد اربع سنوات وسبعة اشهر من ممارسة الحصار ومنع السوريين من مغادرة المخيمات في تركيا&nbsp; بهدف استنهاض الرأي العام في أوروبا وأميركا على مأساة اللاجئين السوريين (هرباً من بطش النظام وبراميله المتفجرة). تحت مسميات حقوق الإنسان وحق اللجوء وحق الحياة...الخ ما يفسح في المجال&nbsp; للقيام بعمل عسكري مشترك من أميركا واسرائيل واوروبا ودعم دول الخليج يشكل مسرحاً مفتوحاً للقضاء على النظام السوري بذلك يتحقق قول عادل الجبير في موسكو&nbsp; عن الأسد انه ذاهب اما بعملية سياسية واما بعمل عسكري.</p> <p align="right">ادركت روسيا مخاطر هذه الخطة، وإمكانية تحولها الى حرب دولية مباشرة ضد سوريا، وأدركت معها أيضاً ان الاستثمار في الإرهاب الذي تمارسه الولايات المتحدة بهدف تقسيم الدول وتغيير الأنظمة يتطور ليصبح خطة أميركية جديدة ستهددها لاحقاً في أمنها وموقعها الإستراتيجي ومعها جيرانها، لذلك اتخذت قرارها بقلب الطاولة والدخول مباشرة في المواجهة علها تعجل من وضع حد للعدوان على سوريا من جهة، وتدفع مسار الحرب على الإرهاب باتجاه يعمل على حسم المعركة ضده كخيار بديل لسياسة الاحتواء التي تمارسها الإدارة الأميركية، كضمان لحماية الأمن القومي الروسي والمصالح الاستراتيجية الروسية في حوض المتوسط والقضاء على خطر ارتداده اليها باستثمار مستقبلي محتمل، وإعادة توجيهه لاستنزاف روسيا وإيران والصين ضمن مبدأ ضرب اية قوة صاعدة ومنافسة.</p> <p align="right">الى كل ذلك يمكن ان نضيف رغبة روسية بفرض وقائع جديدة في المنطقة يصعب الارتداد عليها قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي والانتخابات الرئاسية المقبلة حيث تدرك روسيا محاولة اليمين الأميركي وسعي المحافظين الجدد لتحويل المعركة الرئاسية&nbsp; إلى مناسبة لإحياء المغامرات الاستعمارية الأميركية العدوانية واستهداف روسيا كأولوية استراتيجية.</p> <p dir="RTL">في ظل هذا المشهد الذي يتقدم فيه الروسي كي يهدّد الاستثمار الأميركي، فهل ترضخ الولايات المتحدة. لعل الإجابة ستكون في قادم الأيام غير البعيد.</p>
Image: نديم علاء الدين.jpg
ID: 525
Title: رأي: أحمد ديركي "الاتفاق النووي" سياسي المظهر... اقتصادي الجوهر
Content: <p dir="RTL">بعد مفاوضات طويلة ومعقدة وقِع "الاتفاق النووي" بين الدول الخمس +1 وإيران، لرفع العقوبات عنها. في الظاهر اتفاق سياسي بينما في الجوهر فهو اتفاق اقتصادي يعيد انخراط إيران بالاقتصاد الرأسمالي العالمي، فتخرج من أزمتها الاقتصادية، كما يستفيد النظام الرأسمالي العالمي من هذا الانخراط كإحدى مداخل الخروج من أزمته البنيوية.&nbsp;</p> <p dir="RTL">إيران، بإجمالي ناتج محلي ما يقرب 366 مليار دولار في 2013 &ndash; 2014، تعتبر ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة بعد المملكة العربية السعودية. وصاحبة أكبر تعداد سكاني، وفقاً لإحصاءات عام 2013، ما يقرب 77.3 مليون نسمة، بعد مصر. كما تُصنَّف على أنها بلد نفطي وغازي، المركز الرابع عالمياً بالمخزون النفطي المثبَت، والثاني بمخزون الغاز الطبيعي المثبَت. على الرغم من هذا بلغت نسبة البطالة فيها نحو الـ10.4% عام 2014، وهناك تقديرات أخرى تشير إلى أن نسبة البطالة تصل إلى حدود 20%، 20% من البطالة بين فئة الشباب، من المجموع الكلي للبطالة. مع الأخذ بعين الاعتبار، ديموغرافياً، أكثر من 60% من الشريحة العمرية دون الـ30 سنة في إيران. أي أن هناك ما يقرب 750 ألف شاب يدخلون سوق العمل سنوياً. وتُقدر نسبة هجرة الشباب بنحو 150 ألف شاب مهاجر سنوياً إلى بلدان أخرى بحثاً عن العمل، ووفقاً للإحصاءات الإيرانية الرسمية على الحكومة أن توفر 8.5 مليون فرصة عمل خلال العامين المقبلين، كي تخفض معدلات البطالة إلى 7% في عام 2015.</p> <p dir="RTL">النفط:</p> <p dir="RTL">يمثل النفط 70% من إيرادات الدولة الإيرانية. وبهذا يعتمد الاقتصاد الإيراني بشكل شبه كلي على السعر العالمي لبرميل النفط، والعقوبات قيدت إنتاجها من النفط والغاز الطبيعي، بشكل كبير جداً. ما يجعل من اقتصادها متقلب وفقاً لأسعار برميل النفط. فالعقوبات خفضت إنتاج إيران النفطي من 2.2 مليون برميل يومياً إلى النصف، ليبلغ 1.21 مليون برميل يومياً في 2014.</p> <p dir="RTL">كان سعر برميل النفط، منذ عام 2006 بارتفاع مستمر من ما فوق الـ60 دولاراً للبرميل ليصل إلى حدود الـ130 دولاراً للبرميل عام 2008، ومن ثم عاود سعره بالانخفاض ليصل إلى حدود الـ40 دولاراً للبرميل عام 2009. ومن ثم بدأ بالارتفاع ليصل إلى ما فوق الـ110 دولارات للبرميل في العام 2001، وبقي متأرجحاً بين حدود الـ80 دولاراً للبرميل والـ110 دولارات للبرميل حتى عام 2014. ومن ثم بدأ بالهبوط.</p> <p dir="RTL">هذا التأرجح في الأسعار يخلق، في بلد مفروض عليه عقوبات اقتصادية، ويعتمد بـ70% في إيراداته على النفط، عدم استقرار اقتصادي، خالقاً أزمات اقتصادية حادة، إن استمرت يمكنها أن تؤدي إلى أزمات اجتماعية، وبدورها تخلخل النظام السياسي.</p> <p dir="RTL">يحتاج قطاع النفط، ليصل إلى مرحلة إنتاجه الطبيعية، إلى 200 مليار دولار، بعد "الاتفاق" ها هي شركة "توتال" الفرنسية، مستعدة لبدء العمل كاستعداد إيران لها حيث خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إلى إيران، صرح وزير النفط الإيراني، بيجان نمدار زانغنه، عن فتح "فصل جديد من التعاون مع شركة "توتال" الفرنسية لتطوير حقول النفط الإيرانية". وإيران ستزيد إنتاجها النفطي، فور بدء رفع العقوبات، بمقدار 500 ألف برميل يومياً. وعند إتمام صفقة التحديث النفطي، سترفع إنتاجها النفطي إلى 3.8 و3.9 مليون برميل يومياً، وسيرتفع هذا الرقم مع ارتفاع مستويات التحديث.</p> <p dir="RTL">تمثل عقود (IPC)، التي أعلنت الحكومة الإيرانية عن إتباعها، نقطة تحول في نظرتها إلى علاقة الدولة بالنفط، فدستور إيران ينص على "تحريم" الملكية الخاصة، أو الأجنبية، للمصادر الطبيعية. فالقطاع النفطي كان ملك الدولة، ويخضع بشكل كامل لسيادتها. مع عقد IPC، غير المكتمل الملامح، تغير الأمر. يقول الرسميون في إيران أن هذا التغير في طبيعة العقود النفطية من أجل جذب الاستثمارات إلى القطاع النفطي، حيث الشركات العالمية سوف تجلب الاستثمارات والتكنولوجيا الجديدة إلى إيران. والهدف الرئيسي لعقود (IPC)، وفقاً لتصريحات المسؤولين الإيرانيين، هي:</p> <p dir="RTL">- دمج مراحل الاستكشاف والإنتاج. مع لحظ أن ما يقرب من الـ80% من مخزون النفط الإيراني مكتشف من ما قبل 1965! ما يعني أن ما بقي لاكتشافه قد لا يتجاوز الـ20%.</p> <p dir="RTL">- مساعدة إيران على الوصول إلى المقدرة، والصيانة، وإعادة تأهيل المخزون النفطي.</p> <p dir="RTL">- جذب رأس المال الأجنبي، والخدمات، و"معرفة &ndash; كيف" (Know &ndash; How)، والتكنولوجيا.</p> <p dir="RTL">- خفض مخاطر الاستثمار عبر عرض تكلفة استثمارية مرنة.</p> <p dir="RTL">المفارقة انه من خلال عقد IPC، للمرة الأولى سوف يتضمن أحكاماً تسمح بنقل ملكية "الهيدروكربونات"، أي النفط، أو الغاز، إلى شريك أجنبي وعند نقاط توصيل محددة. وهذا مشابه للاتفاقات التشاركية المبرمة في الإمارات العربية المتحدة، والعراق، وكردستان. لكن الشريك الأجنبي لا يستحوذ على أية حقوق ملكية في أصول المشروع.</p> <p dir="RTL">كما أنه وفقاً لعقد IPC فإن الشركة الوطنية الإيرانية للنفط ستبحث عن إقامة مشاريع مشتركة ما بين الشركات الأجنبية والفريق الإيراني. ومدة العقد ستكون بين 20 إلى 25 سنة، وهي تقريباً ضعف المدة التي كانت معتمدة في عقود Buy &ndash; Back، التي كانت تتبعها الحكومة الإيرانية ما قبل "رفع" العقوبات.</p> <p dir="RTL">قطاعات أخرى:</p> <p dir="RTL">وعن علاقة الدولة بالاقتصاد، فالدولة الإيرانية لا تزال اللاعب الأكبر فيه إذ أنها تمتلك مؤسسات أعمال عامة وشبه عامة كبيرة، وقطاع النفط والصناعات التحويلية والتجارة ما زال جزءاً كبيراً منه تحت سيطرتها. وتدعم الدولة الإيرانية السلع الأساسية. والدولة ستستعيد مبلغ يقرب الـ120 مليار دولار، تضاف إليها الفوائد المتراكمة، من الأموال التي كانت مجمدة في المصارف الغربية. أين ستنفق؟</p> <p dir="RTL">معظم التقارير الاقتصادية تشير إلى أن إيران "بحاجة إلى كل شيء" من قطاع الهواتف الخلوية، أي قطاع الاتصالات بعامة، وصولاً إلى قطاع الطيران، طبعاً بالإضافة إلى الاحتياجات الكبيرة في تطوير القطاع النفطي، المتهالك، من جهة المعدات والتكنولوجيا المستخدمة، القطاع السياحي، فنادق، مطاعم، وما يتبع لهذا القطاع، القطاع الزراعي، الغذائي... على سبيل المثال قطاع الطيران المدني الإيراني بحاجة إلى 8 مليار دولار لتحديثه، ويبدو أن شركة "بوينغ" و"ايرباص" ستكونا أول المستفيدين. فإيران، حالياً، تخطط لشراء نحو 90 طائرة، مدنية، سنوياً، من شركة "بوينغ" و"ايرباص"، فهي تحتاج إلى 300 طائرة على مدى 5 سنوات لتحدث أسطول طائراتها المدنية. ويتراوح سعر طائرة "بوينغ" ما بين 80.6 مليون دولار وصولاً إلى 400 مليون دولار (فالسعر يعتمد على المواصفات)، والملفت في صفقات الطائرات المدنية، التي سوف يتم التداول بها قريباً، عملية التمويل، حيث ستمول عبر الإيجار، والقروض الأجنبية، والأموال الحكومية. ما يشير إلى أن "المؤسسات الدولية" الاقتصادية، بدورها جاهزة، وإلا ما دور كلمة "القروض الأجنبية" في التصريح الرسمي حول تمويل صفقات الطائرات المدنية التي تحتاجها إيران.</p> <p dir="RTL">ومن أبرز مؤشرات الأزمة الاقتصادية الناتج المحلي الإجمالي. وهذا ما يمكن لحظه في تتبع نمو الناتج المحلي الإجمالي في إيران. فقد بلغت نسبة نمو الناتج المحلي الإيراني عتبة الـ9% عام 2011، ومن بعدها بدأت النسبة بالانحدار. فمنذ بداية عام 2012 بدأت نسبته بالانحدار لتتحول من ايجابي إلى سلبي، لتصل إلى حدود ناقص تسعة بالمائة (9-%)، عام 2012 على الرغم من أن سعر برميل النفط تراوح بين 108 &ndash; 98 دولاراً للبرميل. كمعدل عام كان معدل انكماش الاقتصاد الإيراني 1.7% سنوياً، منذ فرض العقوبات عليه، في منتصف عام 2012. ومن المتوقع له أن ينمو بمعدل 1.7% سنوياً، بعد رفع العقوبات، وانخفاض معدل التضخم إلى 23%.&nbsp;</p> <p dir="RTL">بقي النمو سلبياً حتى نهاية عام 2014، وإن كان بنسبة أقل، حيث قارب حدود الـ 2-%. ويظهر عام 2015 نوعاً من تخطي النمو السلبي.</p> <p dir="RTL">إيران والخليج العربي:</p> <p dir="RTL">بعيداً عن الصراع ما بين الطرفين حول تثبيت نفوذهما في المنطقة، ما يميز إيران، وهنا التحدي الأكبر لدول الخليج، طبيعة الطبقة العاملة فيها. وجود قطاع صناعي، ولو غير متطور بشكل جيد، فهي الدولة الوحيدة في المنطقة المصنعة للسيارات، على الرغم من إصابته بضعف كبير نتيجة انسحاب شركة "بيجو"، الفرنسية، منه بسبب العقوبات، لكنه استطاع الصمود والتصنيع المحلي، الصناعات البتروكيميائية وإن كانت غير متطورة، بالإضافة إلى أن الشريحة المتعلمة منخرطة في سوق العمل، واليد العاملة في كل هذه القطاعات الصناعية، وحتى النفطية منها، إيرانية الجنسية. قطاعات تمثل بذور ظهور اقتصاد صناعي، إن توافرت له الظروف الملائمة. بينما دول الخليج، كما إيران، تعتمد بشكل أساسي على الريع النفطي، إلا أن فئاتها المتعلمة غير منخرطة في السوق العمل بشكل جدي، بالإضافة إلى انعدام بذور القطاعات الصناعية المنتجة لفائض القيمة، وطبعاً هناك "المكرمة الملكية" التي تلعب دوراً في إخماد أي محاولة لانتفاضة شعبية في الخليج.</p> <p dir="RTL">هنا "بيت القصيد" في متانة البناء الاجتماعي ما بين إيران ودول الخليج، والتحدي الأكبر في الامتداد إلى خارج الحدود الجغرافية، وتشكيل مُنافس اقتصادي، وسياسي واجتماعي. كما يشكل عامل جذب لرأس المال، كون إيران تمثل التربة الخصبة لاستثمارات رأس المال، فهي تملك اليد العاملة، الماهرة، والرخيصة، للقيام بالمهمة. وبهذا تكون نسب الأرباح للمستثمر كبيرة، والدولة الإيرانية، تمتن موقعها من خلال توفير فرص عمل، ورفع مستويات المعيشة للطبقة العاملة من خلال تخفيض لنسبة البطالة، والطبقة البرجوازية الإيرانية تنفتح الآفاق لتنخرط أكثر بالرأسمالية العالمية، وتحقيق أرباح أكبر، وبدوره يمتَّن موقعها الطبقي. مع لحظ أن كل هذا لا يمكن أن يحدث من دون استغلال الطبقة العاملة.&nbsp;&nbsp;</p> <p dir="RTL">من هنا يتميز الاقتصاد الإيراني بكونه قطاع "محروقات"، أي يعتمد بشكل أساسي على بيع النفط والغاز، مقابل قطاع زراعي وخدماتي ضعيف. في المقابل الخليجي يتمتع بقطاع خدماتي جيد.</p> <p dir="RTL">أما بالنسبة لمؤسسة التمويل الدولية لا وجود لها في إيران، أيضاً السبب يعود إلى العقوبات التي كانت مفروضة عليها، وبهذا لا ديون لها على إيران.</p> <p dir="RTL">خطوط عريضة للاقتصاد الإيراني تشير إلى أن توقيع "الاتفاق النووي"، بعيداً عن كل الكلام السياسي حوله، كان سلاحه الاقتصادي الأول نفطياً بامتياز، ومن ثم الاستثمار في "الأرض العذراء". سلاح وضع الاقتصاد الإيراني، وفقاً للأرقام الرسمية، على حافة الهاوية. من الواضح أن الاقتصاد الإيراني، يمكن تصنيفه، مبدئياً، ضمن خانة "الريعي"، مع جهوزية الشركات الرأسمالية الكبرى، للدخول إليه بشكل سريع كونه يمثل نافذة لتأجيل، وتصدير، انفجار أزمته، ستضع الاقتصاد الإيراني أمام تحد كبير جداً، فهل ستكرس الحكومة الإيرانية "ريعيته"، أم أن سيكون هناك اتجاه لتطوير وتمتين قطاعاته الإنتاجية؟ والسؤال الآخر، هل الأنظمة "الدينية" هي ضد الأنظمة الرأسمالية أم، فقط، معارضة لها من أجل كسب موقع أكبر بها، خاصة إن كانت تملك رابع مخزون نفطي، وثاني مخزون غاز طبيعي مثبت في العالم، وكيف يمكن تفسير تسارع الشركات الرأسمالية إلى الاستثمار في إيران، وإيران تفتح لها الأبواب من دون معوقات؟ والسؤال الآخر يبقى هل ستبقي إيران على قانون تشجيع الاستثمار الذي يسمح للمستثمر الأجنبي بتملك 100% لأي مشروع أراد الاستثمار به، وتخرق دستورها الذي ينص على أن المصادر الطبيعية "مُلك للأمة"؟</p>
Image: 273.jpg
ID: 526
Title: حديث كاسترو عبد الله الى صوت الشعب‎
Content: <p dir="RTL">كاسترو عبد الله لصوت الشعب</p> <p dir="RTL" align="center">الاعتصام أمام وزارة العدل رسالة ضد محاولات تطبيق قانون الايجارات التهجيري بالقوة</p> <p dir="RTL">أشار رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان، النقابي كاسترو عبد الله، الى أن اعتصام اليوم الذي دعت اليه لجنة الدفاع عن حقوق المستأجرين، أمام وزارة العدل الساعة الخامسة والنصف، يأتي رفضاً لتمادي بعض القضاة بإصدار أحكام جائرة ضد المستأجرين باستنادهم الى قانون ايجارات مطعون فيه وغير نافذ كما انه أعيد الى مجلس النواب، لافتاً الى أن هذا الاعتصام هو لرفع الصوت ضد تحول القوى الأمنية الى قوى عاملة لدى كبار الملاكين والشركات العقارية ومواكِبة لها عبر الدخول الى البيوت بناء على مذكرات صادرة من النيابة العامة، وهو اجراء غير قانوني لأنه من صلاحيات المحاكم وليس من صلاحيات النيابة العامة</p> <p dir="RTL">وأكد عبد الله، في حديث الى صوت الشعب ضمن الفترة الاخبارية المستمرة، أن لجنة الدفاع عن المستأجرين بفعل التظاهرات التي نفذتها استطاعت الطعن بقانون الايجارات الجديد التهجيري، وقدمت مشروع قانون بديل عنه ينصف المستأجرين وصغار الملاك، قوامه خطة سكنية وايجار تملكي وتعويض الاخلاء، الذي يمكن ان يتحول الى دفعة أولى من الايجار التملكي.&nbsp;</p>
Image: logo sawtachaab1.jpg