Articles
Displaying 461-470 of 821 results.
ID:
467
Title: شؤون اقتصادية: أحمد ديركي وزني: اللوبي المصرفي يمنع لبنان من الاستفادة من احتياطه من الذهب
Content: <p dir="RTL">من يحكم لبنان؟ الإجابة البديهية النظام السياسي القائم. نظام برلماني، وفقاً للنص الدستوري، ونظام اقتصادي حر، قائم على معادلة "العيش المشترك"، والني تعني في الجوهر التقاسم الطائفي لهذا النظام السياسي. لتصبح ذات صيغته نظام سياسي – طائفي.</p> <p dir="RTL">لكن إذا أُضيفت كلمة "فعلياً" على السؤال المطروح يصبح: من يحكم فعلياً لبنان؟ هنا تختلف الإجابة بشكل جوهري، وإن كانت لا تنفصل عن الإجابة الأولى. ولتبيان من يحكم لبنان فعلياً نذهب إلى احتياط الذهب في لبنان، وكيفية الاستفادة منه.</p> <p dir="RTL">يملك لبنان 22.9% من مجموع احتياط ذهب الدول العربية، ما يضعه في المرتبة الثانية، من حيث احتياط الذهب، بعد المملكة العربية السعودية. ويقدر سعر ذهبه بـ11 مليار دولار، سعر متقلب وفقاً للسعر العالمي للذهب، وكميته 286.8 طن، حتى آخر شهر أيار 2015، وفقاً لبيانات مجلس الذهب العالمي.</p> <p dir="RTL">كيف يمكن لبلد يملك هذا الكم من الذهب واقتصاده يمر بأزمات حادة؟ ومن بعض مؤشرات هذه الأزمة الحادة بطالة تقارب 30%، الدين العام كنسبة إلى الناتج المحلي تلامس 150%، وهي من أعلى المعدلات في العالم، ومن أصل 4 ملايين مواطن يوجد مليون و170 ألف مواطن يعيشون تحت خط الفقر، أي أن ثلث المواطنين يعيشون تحت خط الفقر، وفقاً للأرقام اللبنانية الرسمية.</p> <p dir="RTL">لم يعد للذهب دور أساسي للعبه في اقتصاد الدول، ويعود هذا إلى كسر اتفاقية Bretton Woods، عندما أعلن نيكسون، رئيس الولايات المتحدة العالمية، صاحبة أكبر احتياط ذهب في العالم، والتي كانت تنص على انه يمكن للمصارف المركزية للدول أن تستبدل ما لديها من دولارات بذهب عند الطلب.</p> <p dir="RTL">طبعاً لا يعني هذا أن الذهب أصبح عديم القيمة باقتصاد الدول.</p> <p dir="RTL">بالعودة إلى احتياط الذهب في لبنان، يقول الخبير الاقتصادي، د. <strong>غازي وزني</strong>، في لقاء معه على إذاعة "صوت الشعب"، في برنامج "نحن والاقتصاد"، انه "يؤيد قانون منع بيع الذهب وذلك لفقدان الثقة بالسلطات السياسية" كما أن لبنان، على الرغم من قانون منع بيع الذهب إلا انه "يمكنه أن يوفر المليارات إذا أستخدم احتياطه من الذهب بالطريقة السليمة." وهي طريقة "يعلمها أهل المال، والبنك المركزي يعرفها، والسلطات المالية تعرفها أيضاً، والجميع يعلمها" وهي عملية ليست معقدة "حالياً لبنان يقترض من المصارف المحلية، لدفع مستحقاته، بفائدة تصل إلى حدود 6.2%، لمدة تزيد عن 10 سنوات، والإصدار الأخير، اقتراض لمدة 20 سنة. ما يعني أن لبنان يدفع فائدة 6.2% على قروضه من المصارف المحلية. في المقابل في استطاعة لبنان أن يرهن احتياطه من الذهب، من دون بيعه - تطبيقاً لقانون منع بيعه - للأسواق المالية العالمية ويستدين على أساس هذا الرهن بأسعار الفائدة العالمية على الدولار الأميركي، وهي لا تتعدى 2.5%، وللمدة عينها، مع لحظ أن هذه النسبة للفائدة تصل أحيانا إلى حدود 1.1%. وبمقارنة بين الأمرين قرض من المصارف المحلية بفائدة 6.5%، مقابل قرض من الأسواق المالية العالمية بفائدة لا تتعدى 2.5%، ولنفترض أن المبلغ 5 مليارات، ولمدة 10 سنوات، هذا يعني أن لبنان باستطاعته أن يوفر الملايين سنوياً، أي يوفر ما يقرب 200 مليون دولار سنوياً، أي أنه يوفر 2 مليار دولار في حال كان الدين على 10 سنوات. كما يمكنه أن يضع ضمن شروط القرض من المصرف الأجنبي دفع تكلفة الذهب، من الصيانة، إلى التأمين، وغيرها من الأمور المتعلقة بهذه القضية، وبهذا يوفر لبنان على نفسه هذه التكلفة. أي زيادة توفير على توفير."</p> <p dir="RTL">يقول وزني، هذه الآلية من استخدام احتياط الذهب بالشكل السليم "بحاجة إلى قرار سياسي، وممنوع على الحكومة اتخاذ هذه الخطوات والاستفادة من احتياط الذهب بالشكل السليم. يعود سبب منع، أو عرقلة، هذا القرار السياسي لاستخدام الذهب بالشكل السليم إلى لوبي المصارف. في لبنان اللوبيات الاقتصادية من العقاري، إلى النفطي، إلى الوكالات الحصرية، إلى المصرفي... كل هذه اللوبيات أقوى من السلطات السياسية الحاكمة، تمنعها، أو كحد أدنى تعرقل، اتخاذ أي قرار قد يؤثر سلباً على مصالحها. وبهذا فإن السلطات السياسية الحاكمة هي الحلقة الأضعف في حلقة مصالح اللوبيات."</p> <p dir="RTL">بالعودة إلى سؤال من يحكم لبنان تصبح الإجابة الحاكم الفعلي هو اللوبيات الاقتصادية التي تأخذ من النظام السياسي – الطائفي أداة طيعة في يدها للحفاظ على مصالحها الاقتصادية من دون أي اعتبار لمصلحة الوطن والمواطن، وبدوره النظام السياسي – الطائفي يسهل ويُشرع عمل هذه اللوبيات.</p>
Image: 270.jpg
Title: شؤون اقتصادية: أحمد ديركي وزني: اللوبي المصرفي يمنع لبنان من الاستفادة من احتياطه من الذهب
Content: <p dir="RTL">من يحكم لبنان؟ الإجابة البديهية النظام السياسي القائم. نظام برلماني، وفقاً للنص الدستوري، ونظام اقتصادي حر، قائم على معادلة "العيش المشترك"، والني تعني في الجوهر التقاسم الطائفي لهذا النظام السياسي. لتصبح ذات صيغته نظام سياسي – طائفي.</p> <p dir="RTL">لكن إذا أُضيفت كلمة "فعلياً" على السؤال المطروح يصبح: من يحكم فعلياً لبنان؟ هنا تختلف الإجابة بشكل جوهري، وإن كانت لا تنفصل عن الإجابة الأولى. ولتبيان من يحكم لبنان فعلياً نذهب إلى احتياط الذهب في لبنان، وكيفية الاستفادة منه.</p> <p dir="RTL">يملك لبنان 22.9% من مجموع احتياط ذهب الدول العربية، ما يضعه في المرتبة الثانية، من حيث احتياط الذهب، بعد المملكة العربية السعودية. ويقدر سعر ذهبه بـ11 مليار دولار، سعر متقلب وفقاً للسعر العالمي للذهب، وكميته 286.8 طن، حتى آخر شهر أيار 2015، وفقاً لبيانات مجلس الذهب العالمي.</p> <p dir="RTL">كيف يمكن لبلد يملك هذا الكم من الذهب واقتصاده يمر بأزمات حادة؟ ومن بعض مؤشرات هذه الأزمة الحادة بطالة تقارب 30%، الدين العام كنسبة إلى الناتج المحلي تلامس 150%، وهي من أعلى المعدلات في العالم، ومن أصل 4 ملايين مواطن يوجد مليون و170 ألف مواطن يعيشون تحت خط الفقر، أي أن ثلث المواطنين يعيشون تحت خط الفقر، وفقاً للأرقام اللبنانية الرسمية.</p> <p dir="RTL">لم يعد للذهب دور أساسي للعبه في اقتصاد الدول، ويعود هذا إلى كسر اتفاقية Bretton Woods، عندما أعلن نيكسون، رئيس الولايات المتحدة العالمية، صاحبة أكبر احتياط ذهب في العالم، والتي كانت تنص على انه يمكن للمصارف المركزية للدول أن تستبدل ما لديها من دولارات بذهب عند الطلب.</p> <p dir="RTL">طبعاً لا يعني هذا أن الذهب أصبح عديم القيمة باقتصاد الدول.</p> <p dir="RTL">بالعودة إلى احتياط الذهب في لبنان، يقول الخبير الاقتصادي، د. <strong>غازي وزني</strong>، في لقاء معه على إذاعة "صوت الشعب"، في برنامج "نحن والاقتصاد"، انه "يؤيد قانون منع بيع الذهب وذلك لفقدان الثقة بالسلطات السياسية" كما أن لبنان، على الرغم من قانون منع بيع الذهب إلا انه "يمكنه أن يوفر المليارات إذا أستخدم احتياطه من الذهب بالطريقة السليمة." وهي طريقة "يعلمها أهل المال، والبنك المركزي يعرفها، والسلطات المالية تعرفها أيضاً، والجميع يعلمها" وهي عملية ليست معقدة "حالياً لبنان يقترض من المصارف المحلية، لدفع مستحقاته، بفائدة تصل إلى حدود 6.2%، لمدة تزيد عن 10 سنوات، والإصدار الأخير، اقتراض لمدة 20 سنة. ما يعني أن لبنان يدفع فائدة 6.2% على قروضه من المصارف المحلية. في المقابل في استطاعة لبنان أن يرهن احتياطه من الذهب، من دون بيعه - تطبيقاً لقانون منع بيعه - للأسواق المالية العالمية ويستدين على أساس هذا الرهن بأسعار الفائدة العالمية على الدولار الأميركي، وهي لا تتعدى 2.5%، وللمدة عينها، مع لحظ أن هذه النسبة للفائدة تصل أحيانا إلى حدود 1.1%. وبمقارنة بين الأمرين قرض من المصارف المحلية بفائدة 6.5%، مقابل قرض من الأسواق المالية العالمية بفائدة لا تتعدى 2.5%، ولنفترض أن المبلغ 5 مليارات، ولمدة 10 سنوات، هذا يعني أن لبنان باستطاعته أن يوفر الملايين سنوياً، أي يوفر ما يقرب 200 مليون دولار سنوياً، أي أنه يوفر 2 مليار دولار في حال كان الدين على 10 سنوات. كما يمكنه أن يضع ضمن شروط القرض من المصرف الأجنبي دفع تكلفة الذهب، من الصيانة، إلى التأمين، وغيرها من الأمور المتعلقة بهذه القضية، وبهذا يوفر لبنان على نفسه هذه التكلفة. أي زيادة توفير على توفير."</p> <p dir="RTL">يقول وزني، هذه الآلية من استخدام احتياط الذهب بالشكل السليم "بحاجة إلى قرار سياسي، وممنوع على الحكومة اتخاذ هذه الخطوات والاستفادة من احتياط الذهب بالشكل السليم. يعود سبب منع، أو عرقلة، هذا القرار السياسي لاستخدام الذهب بالشكل السليم إلى لوبي المصارف. في لبنان اللوبيات الاقتصادية من العقاري، إلى النفطي، إلى الوكالات الحصرية، إلى المصرفي... كل هذه اللوبيات أقوى من السلطات السياسية الحاكمة، تمنعها، أو كحد أدنى تعرقل، اتخاذ أي قرار قد يؤثر سلباً على مصالحها. وبهذا فإن السلطات السياسية الحاكمة هي الحلقة الأضعف في حلقة مصالح اللوبيات."</p> <p dir="RTL">بالعودة إلى سؤال من يحكم لبنان تصبح الإجابة الحاكم الفعلي هو اللوبيات الاقتصادية التي تأخذ من النظام السياسي – الطائفي أداة طيعة في يدها للحفاظ على مصالحها الاقتصادية من دون أي اعتبار لمصلحة الوطن والمواطن، وبدوره النظام السياسي – الطائفي يسهل ويُشرع عمل هذه اللوبيات.</p>
Image: 270.jpg
ID:
468
Title: تحقيق: ساندرا وهبي وجيني شليل بين مافيا المولّدات والماء المواطن الحلقة الأضعف
Content: <p dir="RTL">وكأنّ المواطن اللّبناني لا يكفيه كل ما يتحمّله من أعباء الحياة والغلاء المعيشي وغياب الاستقرار السياسي والأمني وما يستتبعه من حوادث خطف وقتل يومية كنتيجة طبيعية لهذا الغياب، ليجد نفسه مُثقلاً بأعباءٍ إضافية من المفترض ان تكون من الحقوق الأساسية الواجب تأمينها من قبل الدولة كـ" خدمات عامة ".</p> <p dir="RTL">في لبنان الواقع يتغيّر، والبديهيات تصبح شبه مستحيلة عند الحديث عن الكهرباء أو المياه أو أي ملف خدماتي آخر حيث تقف الدولة عاجزة كأنها مُطالبة بانجاز مشروع نووي.</p> <p dir="RTL">على الرغم من الوعود التي رُدِدَت على لسان كل الوزراء المتعاقبين على وزارة الطاقة والمياه على مدى 20 عاماً لكن الأزمة تزداد تفاقماً وتصبح شبه معدومة تزامناً مع كلّ موجة حرّ أو صقيع تضرب لبنان، فيصبح المواطن مضطراً للاشتراك في مولدات الكهرباء الخاصة، وشراء المياه وهنا تبلغ المأساة ذروتها حيث "مافيا أصحاب المولّدات وصهاريج المياه" يتحكمون بالأسعار.</p> <p dir="RTL"><strong>أصحاب المولّدات عصابات تبسط سيرتها على الأحياء</strong></p> <p dir="RTL">تعاني ضواحي بيروت بشكل خاص من ظواهر احتيالية من قبل أصحاب المولّدات الخاصة تزامناً مع التقنين المتواصل والمكثّف للكهرباء، ووصول العجز في نسبة التغذية إلى نحو الـ 50 في المئة. مما جعل المواطن تحت رحمة هؤلاء الذين يشكّلون ما يشبه بـ"عصابات" تبسط سيطرتها على أحياءٍ بأكملها لمنع دخول أي منافس يجبرها على تخفيض تعرفتها، وبالتالي تبقى هي المحدّد الوحيد للكلفة كونها لا تُعير أي أهمية للتسعيرة الدورية التي تصدر عن وزارة الطاقة نتيجةً للإهمال وغياب التنسيق بين الوزارة نفسها والجهات الرقابية المسؤولة عن ملاحقة كل من يخالف التسعيرة الصادرة عنها.</p> <p dir="RTL">وفي هذا الإطار لا بد من الإشارة الى التراجع الملحوظ لأسعار النفط العالمية الذي أدّى، وإن بنسبة ضئيلة، الى انخفاض أسعار المحروقات، "مافيا المولّدات" لم تعط لهذا الانخفاض أية أهمية مستفيدة من الغياب التّام للرقابة على عملها من جهة، وحاجة المشتركين الملحّة لخدماتها من جهة ثانية في ظل غياب الدولة.</p> <p dir="RTL">وبين غياب الحلول الجدّية والفعّالة من قبل الدولة التي تتّبع سياسة المحاصصة وتقاسم الجبنة، والتمادي المتواصل من قبل أصحاب المولّدات المحميين من قبل بعض القوى النافذة، فإن المواطن اللبناني هو الضحيّة الذي يجبر على دفع فاتورة كهرباء "مضاعفة".</p> <p dir="RTL">يشتكي غسّان من انقطاع التيّار الكهربائي عشرات المرّات خلال السّاعة الواحدة ما أدّى الى تلف بعض الأدوات الكهربائية، كما انه اضطّر الى زيادة "الامبيرات" لتشغيل البراد والتكييف نتيجة غياب التيار لحوالي الـ20 ساعة في النهار. صرخة أخرى من رفيق، أحد المواطنين الذين يعانون من السياسة الاستغلالية لأصحاب المولّدات والزيادة الشهرية التي يفرضونها "دون حسيب أو رقيب"، مطالباً بحل لهذه المشكلة بعيداً من توزيع الحصص والأرباح من قبل المسؤولين.</p> <p dir="RTL">أمّا رنا التي عادت مؤخّراً الى لبنان تتحضّر للمغادرة من جديد، معتبرة ان الدولة اللبنانية ماضية في سياسة "تهشيل" المواطنين. بدوره أسِفَ سمير من المياه التي تذهب هدراً الى البحار من دون الاستفادة منها في توليد الطاقة الكهربائية وبأكلاف غير مرتفعة.</p> <p dir="RTL"><strong>مؤشرات على حجم السمسرات وهدر المال العام</strong></p> <p dir="RTL">هنا لا بدّ من السّؤال: هل الدولة عاجزة فعلاً عن تأمين التيار الكهربائي، أم انّها تمارس سياسة المماطلة ووضع المشاريع الوهمية لضرب هذا القطاع وفرض خصخصته؟</p> <p dir="RTL">يبدو أن الأمر كذلك، والمؤشرات على ذلك أنه كان يمكن للدولة أن تستعين بزيادة إنتاج البواخر بحوالي 100 ميغاوات، الى حين إصلاح الأعطال، مع العلم أن البواخر تؤمن حالياً 280 ميغاوات، وهي قادرة على إعطاء 400 ميغاوات عند الحاجة.</p> <p dir="RTL">يذكر أن إنتاج الكهرباء الحالي يقدر بحوالي 1400 إلى 1500 ميغاوات، مع العلم أن الحاجة هي لحوالي 3100 ميغاوات في فترة الذروة، ومن المؤشرات على حجم السمسرات وتحكم المافيات في قطاع الكهرباء، تأخير تأهيل المجموعات في معملي الجية والذوق وتطويرها، بطاقة حوالي 80 ميغاوات لمعمل الجية وحوالي 130 ميغاوات لمعمل الذوق. الى جانب توقف العمل في إنشاء معمل دير عمار الجديد لأسباب خلافية بين الشركة القبرصية اليونانية، والدولة اللبنانية على موضوع احتساب ضريبة القيمة المضافة، وخلافات أخرى، مما أوقف عمليات بناء المعمل وطاقته حوالي 450 ميغاوات.</p> <p dir="RTL">وبلغة الأرقام فإن عجز كهرباء لبنان يصل تقريباً الى2.1 مليار دولار سنوياً استناداً إلى كلفة موازنة كهرباء لبنان المقدرة في الأعوام الأخيرة بحوالي 4100 مليار ليرة. أما على مستوى إنتاج الكهرباء فإن أكثر من نصفه قائم على المازوت (أعلى كلفة إنتاج عالمياً) والنصف الآخر يعود إلى معامل ذات إنتاجية متدنية وأعمارها تجاوزت خمساً وعشرين سنة.</p> <p dir="RTL">هذا التردّي في الإنتاج المحمي بالسياسات المتبعة، رفع ساعات التقنين، وزاد أعباء المواطنين وبالتالي انتعشت تجارة المولدات الخاصة، وتعدّدت الفواتير لتأمين الكهرباء، حيث وصل العبء الشهري لفاتورة الكهرباء، بين اشتراك المولّدات الخاصة وكهرباء الدولة، ما يتخطّى نصف الحد الأدنى للأجور، حسب تأكيدات المواطنين المشتركين بخمسة أمبير، وتصل الكلفة مع فاتورة شراء المياه للخدمة، ومياه الشرب إلى ما يتخطّى الحد الأدنى للأجور. مع الإشارة هنا إلى ان انقطاع الكهرباء يساهم في صعوبة نقل المياه، وجرّها إلى المنازل مما يزيد من كلفة المولدات.</p> <p dir="RTL"><strong>وفواتير مضاعفة للمياه</strong></p> <p dir="RTL">أزمة المياه المتفاقمة باتت الشغل الشاغل للمواطن خاصة أننا في بلد صنف الثالث في غزارة المياه ناهيك عن ارتفاع معدل الأمطار المتساقطة شتاء الذي ارتفع معه منسوب المياه الجوفية ومع ذلك يدفع المواطن فواتير مضاعفة بين فواتير مصلحة المياه وفواتير شراء الماء الحر عبر الصهاريج. ولاستطلاع آراء المواطنين كان لنا مقابلات مع عينة من الناس للاستفسار عن أوضاعهم في ظل هذه الأزمة وكيفية التعامل معها؟</p> <p dir="RTL">سعاد التي تكيفت مع الأزمة بعد أن أعلنت يأسها من المؤسسات السياسية التي وصفتها بمؤسسات الأموات فباتت تعتمد على شراء المياه بشكل دوري وإضافة جديدة على ميزان مدفوعاتها الشهرية.</p> <p dir="RTL">في حين رأى مارك أن مشكلة المياه تتزامن مع وجود الكهرباء أو انقطاعها فما فائدة المياه إن لم تكن هناك طاقة كهربائية يمكن معها استجرار المياه لنقلها إلى الخزانات والبديل هو دفع 20 ألف مقابل جلب صهريج لملء خزان سعته متوسطة. لكن المفارقة الكبرى عندا أبو داني الذي عبر عن استيائه الشديد بسبب دفع فواتير مصلحة المياه في ظل انقطاع المياه أساسا عن بيوتهم.</p> <p dir="RTL">إذا المواطن يستنزف دخله المحدود بكل الأشكال فبدلاً من دفع فاتورة واحدة لقاء خدمة المياه عليه أن يدفع فاتورة مضاعفة دون أن يكون له الحق بالسؤال عن مصدر تلك الصهاريج التي تجوب لبنان يومياً في ظل عدم توفر مياه الشرب والشفة.</p>
Image: 270.jpg
Title: تحقيق: ساندرا وهبي وجيني شليل بين مافيا المولّدات والماء المواطن الحلقة الأضعف
Content: <p dir="RTL">وكأنّ المواطن اللّبناني لا يكفيه كل ما يتحمّله من أعباء الحياة والغلاء المعيشي وغياب الاستقرار السياسي والأمني وما يستتبعه من حوادث خطف وقتل يومية كنتيجة طبيعية لهذا الغياب، ليجد نفسه مُثقلاً بأعباءٍ إضافية من المفترض ان تكون من الحقوق الأساسية الواجب تأمينها من قبل الدولة كـ" خدمات عامة ".</p> <p dir="RTL">في لبنان الواقع يتغيّر، والبديهيات تصبح شبه مستحيلة عند الحديث عن الكهرباء أو المياه أو أي ملف خدماتي آخر حيث تقف الدولة عاجزة كأنها مُطالبة بانجاز مشروع نووي.</p> <p dir="RTL">على الرغم من الوعود التي رُدِدَت على لسان كل الوزراء المتعاقبين على وزارة الطاقة والمياه على مدى 20 عاماً لكن الأزمة تزداد تفاقماً وتصبح شبه معدومة تزامناً مع كلّ موجة حرّ أو صقيع تضرب لبنان، فيصبح المواطن مضطراً للاشتراك في مولدات الكهرباء الخاصة، وشراء المياه وهنا تبلغ المأساة ذروتها حيث "مافيا أصحاب المولّدات وصهاريج المياه" يتحكمون بالأسعار.</p> <p dir="RTL"><strong>أصحاب المولّدات عصابات تبسط سيرتها على الأحياء</strong></p> <p dir="RTL">تعاني ضواحي بيروت بشكل خاص من ظواهر احتيالية من قبل أصحاب المولّدات الخاصة تزامناً مع التقنين المتواصل والمكثّف للكهرباء، ووصول العجز في نسبة التغذية إلى نحو الـ 50 في المئة. مما جعل المواطن تحت رحمة هؤلاء الذين يشكّلون ما يشبه بـ"عصابات" تبسط سيطرتها على أحياءٍ بأكملها لمنع دخول أي منافس يجبرها على تخفيض تعرفتها، وبالتالي تبقى هي المحدّد الوحيد للكلفة كونها لا تُعير أي أهمية للتسعيرة الدورية التي تصدر عن وزارة الطاقة نتيجةً للإهمال وغياب التنسيق بين الوزارة نفسها والجهات الرقابية المسؤولة عن ملاحقة كل من يخالف التسعيرة الصادرة عنها.</p> <p dir="RTL">وفي هذا الإطار لا بد من الإشارة الى التراجع الملحوظ لأسعار النفط العالمية الذي أدّى، وإن بنسبة ضئيلة، الى انخفاض أسعار المحروقات، "مافيا المولّدات" لم تعط لهذا الانخفاض أية أهمية مستفيدة من الغياب التّام للرقابة على عملها من جهة، وحاجة المشتركين الملحّة لخدماتها من جهة ثانية في ظل غياب الدولة.</p> <p dir="RTL">وبين غياب الحلول الجدّية والفعّالة من قبل الدولة التي تتّبع سياسة المحاصصة وتقاسم الجبنة، والتمادي المتواصل من قبل أصحاب المولّدات المحميين من قبل بعض القوى النافذة، فإن المواطن اللبناني هو الضحيّة الذي يجبر على دفع فاتورة كهرباء "مضاعفة".</p> <p dir="RTL">يشتكي غسّان من انقطاع التيّار الكهربائي عشرات المرّات خلال السّاعة الواحدة ما أدّى الى تلف بعض الأدوات الكهربائية، كما انه اضطّر الى زيادة "الامبيرات" لتشغيل البراد والتكييف نتيجة غياب التيار لحوالي الـ20 ساعة في النهار. صرخة أخرى من رفيق، أحد المواطنين الذين يعانون من السياسة الاستغلالية لأصحاب المولّدات والزيادة الشهرية التي يفرضونها "دون حسيب أو رقيب"، مطالباً بحل لهذه المشكلة بعيداً من توزيع الحصص والأرباح من قبل المسؤولين.</p> <p dir="RTL">أمّا رنا التي عادت مؤخّراً الى لبنان تتحضّر للمغادرة من جديد، معتبرة ان الدولة اللبنانية ماضية في سياسة "تهشيل" المواطنين. بدوره أسِفَ سمير من المياه التي تذهب هدراً الى البحار من دون الاستفادة منها في توليد الطاقة الكهربائية وبأكلاف غير مرتفعة.</p> <p dir="RTL"><strong>مؤشرات على حجم السمسرات وهدر المال العام</strong></p> <p dir="RTL">هنا لا بدّ من السّؤال: هل الدولة عاجزة فعلاً عن تأمين التيار الكهربائي، أم انّها تمارس سياسة المماطلة ووضع المشاريع الوهمية لضرب هذا القطاع وفرض خصخصته؟</p> <p dir="RTL">يبدو أن الأمر كذلك، والمؤشرات على ذلك أنه كان يمكن للدولة أن تستعين بزيادة إنتاج البواخر بحوالي 100 ميغاوات، الى حين إصلاح الأعطال، مع العلم أن البواخر تؤمن حالياً 280 ميغاوات، وهي قادرة على إعطاء 400 ميغاوات عند الحاجة.</p> <p dir="RTL">يذكر أن إنتاج الكهرباء الحالي يقدر بحوالي 1400 إلى 1500 ميغاوات، مع العلم أن الحاجة هي لحوالي 3100 ميغاوات في فترة الذروة، ومن المؤشرات على حجم السمسرات وتحكم المافيات في قطاع الكهرباء، تأخير تأهيل المجموعات في معملي الجية والذوق وتطويرها، بطاقة حوالي 80 ميغاوات لمعمل الجية وحوالي 130 ميغاوات لمعمل الذوق. الى جانب توقف العمل في إنشاء معمل دير عمار الجديد لأسباب خلافية بين الشركة القبرصية اليونانية، والدولة اللبنانية على موضوع احتساب ضريبة القيمة المضافة، وخلافات أخرى، مما أوقف عمليات بناء المعمل وطاقته حوالي 450 ميغاوات.</p> <p dir="RTL">وبلغة الأرقام فإن عجز كهرباء لبنان يصل تقريباً الى2.1 مليار دولار سنوياً استناداً إلى كلفة موازنة كهرباء لبنان المقدرة في الأعوام الأخيرة بحوالي 4100 مليار ليرة. أما على مستوى إنتاج الكهرباء فإن أكثر من نصفه قائم على المازوت (أعلى كلفة إنتاج عالمياً) والنصف الآخر يعود إلى معامل ذات إنتاجية متدنية وأعمارها تجاوزت خمساً وعشرين سنة.</p> <p dir="RTL">هذا التردّي في الإنتاج المحمي بالسياسات المتبعة، رفع ساعات التقنين، وزاد أعباء المواطنين وبالتالي انتعشت تجارة المولدات الخاصة، وتعدّدت الفواتير لتأمين الكهرباء، حيث وصل العبء الشهري لفاتورة الكهرباء، بين اشتراك المولّدات الخاصة وكهرباء الدولة، ما يتخطّى نصف الحد الأدنى للأجور، حسب تأكيدات المواطنين المشتركين بخمسة أمبير، وتصل الكلفة مع فاتورة شراء المياه للخدمة، ومياه الشرب إلى ما يتخطّى الحد الأدنى للأجور. مع الإشارة هنا إلى ان انقطاع الكهرباء يساهم في صعوبة نقل المياه، وجرّها إلى المنازل مما يزيد من كلفة المولدات.</p> <p dir="RTL"><strong>وفواتير مضاعفة للمياه</strong></p> <p dir="RTL">أزمة المياه المتفاقمة باتت الشغل الشاغل للمواطن خاصة أننا في بلد صنف الثالث في غزارة المياه ناهيك عن ارتفاع معدل الأمطار المتساقطة شتاء الذي ارتفع معه منسوب المياه الجوفية ومع ذلك يدفع المواطن فواتير مضاعفة بين فواتير مصلحة المياه وفواتير شراء الماء الحر عبر الصهاريج. ولاستطلاع آراء المواطنين كان لنا مقابلات مع عينة من الناس للاستفسار عن أوضاعهم في ظل هذه الأزمة وكيفية التعامل معها؟</p> <p dir="RTL">سعاد التي تكيفت مع الأزمة بعد أن أعلنت يأسها من المؤسسات السياسية التي وصفتها بمؤسسات الأموات فباتت تعتمد على شراء المياه بشكل دوري وإضافة جديدة على ميزان مدفوعاتها الشهرية.</p> <p dir="RTL">في حين رأى مارك أن مشكلة المياه تتزامن مع وجود الكهرباء أو انقطاعها فما فائدة المياه إن لم تكن هناك طاقة كهربائية يمكن معها استجرار المياه لنقلها إلى الخزانات والبديل هو دفع 20 ألف مقابل جلب صهريج لملء خزان سعته متوسطة. لكن المفارقة الكبرى عندا أبو داني الذي عبر عن استيائه الشديد بسبب دفع فواتير مصلحة المياه في ظل انقطاع المياه أساسا عن بيوتهم.</p> <p dir="RTL">إذا المواطن يستنزف دخله المحدود بكل الأشكال فبدلاً من دفع فاتورة واحدة لقاء خدمة المياه عليه أن يدفع فاتورة مضاعفة دون أن يكون له الحق بالسؤال عن مصدر تلك الصهاريج التي تجوب لبنان يومياً في ظل عدم توفر مياه الشرب والشفة.</p>
Image: 270.jpg
ID:
469
Title: العراق حراك شعبي واسع لمواجهة المحاصصة والفساد جاسم الحلفي
Content: <p dir="RTL">تشكل الحراك الاجتماعي الراهن في العراق على خلفية أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية، أهم مظاهرها تعمق الفوارق الاجتماعية بفعل الاستقطاب الكبير في توزيع الدخل والثروة. والحراك الحالي هو أحدث صور الاحتجاج على الأوضاع المزرية التي يعيش العراقيون تحت ظلها، وهو يعد مؤشراً واضحاً على رفضهم نظام المحاصصة الطائفية والفساد، وسخطهم خصوصاً على نهج التحاصص الطائفي الذي هو أساس بناء النظام السياسي بعد 2003. حيث تمترس الفساد في مؤسسات الدولة وتغوّل واستباح ثروات العراق وبددها هباءً، وتسبب في تدهور الوضع الأمني ووقوع ثلث مساحة العراق تحت احتلال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وفي تكوين المليشيات وانتشار السلاح خارج المؤسسات العسكرية للدولة.</p> <p dir="RTL">إن أزمة النظام واضحة لا ريب فيها، ويتجلى أحد مظاهرها في عجز النظام عن دفع رواتب عدد من المؤسسات في أوقاتها، والتلكؤ في صرف رواتب عمال شركات التمويل الذاتي، وعدم القدرة على توفير الخدمات للمواطنين. وكان النقص في تجهيز الكهرباء في صيف ارتفعت درجات الحرارة فيه إلى أكثر من 50 درجة مئوية، من بين أسباب اندلاع المظاهرات، التي بدأت في البصرة. وقد جوبهت باستخدام العنف المفرط في محاولة لقمعها، ما يؤكد عجز السلطات أيضاً عن إقناع الجماهير الغاضبة بصدقيتها وجدية وعودها بالاستجابة لمطالبهم العادلة، وعزمها على تحسين أوضاعهم وتوفير فرص العمل لجيوش العاطلين. لكن القبضة البوليسية التي طالما رفعتها الأنظمة المستبدة في وجه كل مطالب بالحقوق والحريات، والوسائل الأخرى القاسية التي تستخدمها لإركاع المواطن وإذلاله، وبضمنها مواجهة انفجار سخطه بالنار والذخيرة الحية، لا تستطيع شيئاً أمام إرادة المحرومين والمجوعين العازمين على انتزاع حقوقهم من غاصبيها. وكان لاستشهاد الشاب منتظر الحلفي في "المدينة" بمحافظة البصرة، صفارة انطلاق حراك جماهيري كبير، أعاد الاعتبار لحركة الاحتجاج والدفاع عن الحقوق، واستعاد مآثر الشعب العراقي ووقفاته الباسلة ضد الظلم والاستغلال والاستبداد.</p> <p dir="RTL"><strong> وفي اثر ذلك تحركت المظاهرات التي تميزت بسمات يمكن تلخيصها في التالي:</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL">1- وضوح الهدف: حيث لم يلتبس شيء على المتظاهرين، الذين طالبوا بوضوح وجرأة بإصلاح النظام السياسي وتخليصه من المحاصصة والفساد والترهل.</p> <p dir="RTL">2- البعد الوطني للمظاهرات: إذ شملت محافظات العراق كافة، بأقضيتها ونواحيها وقراها، باستثناء الواقعة منها تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش).</p> <p dir="RTL">3- الطابع الشعبي العام: وتجلى في إسهام ناشطين من جميع طبقات وفئات المجتمع العراقي، عمالاً وفلاحين ورجال أعمال ومثقفين ونساء، فيما كان الحضور الغالب للشباب.</p> <p dir="RTL">4- المحتوى الاجتماعي: فالقضايا والمطالب التي تمس الجانب الاجتماعي، حاضرة بوضوح كبير في شعارات المتظاهرين وهتافاتهم المنادية بالعدالة الاجتماعية، والضمان الاجتماعي ومكافحة البطالة، وتضييق الهوة بين مستويات الدخل، ومعالجة سلم الرواتب.</p> <p dir="RTL">5- مشروعية المطالب: ذلك ان ما يطبعها بنحو خاص هو كونها مشروعة وممكنة، وبضمنها ما يمس عيش الإنسان وحقوقه واحترام آدميته وضمان كرامته. والأموال التي رصدت في الميزانيات كفيلة بتطمين حاجات المواطنين، لو لم يستحوذ عليها حيتان الفساد، و لو ان إدارتها جرت بحرص وكفاءة وأمانة.</p> <p dir="RTL">6- سلمية الأسلوب: فقد مارس المواطنون حقهم في التعبير عبر تنظيم مظاهرات سلمية، مارست الكفاح اللاعنفي. لكن وللأسف شهدت بعض المظاهرات مظاهر عنف وصدام مع الأجهزة الأمنية، فيما حافظت مظاهرات بغداد على الطابع المدني المتحضر. ثم حدث في جمعة 14 آب الماضي، أن حضرت إلى ساحة التحرير في العاصمة مجاميع منظمة تحمل السكاكين والعصي، وحاولت تخريب التظاهرة والاعتداء على المتظاهرين، لكنها فشلت في تغيير طابع المظاهرة وسلميتها.</p> <p dir="RTL">7- الشكل التنظيمي للمظاهرات: اتبع المتظاهرون الشكل الأفقي في التنظيم، وفي التنسيق عبر عدد كبير من اللجان التنسيقية. فمنظمو المظاهرات يعقدون اجتماعات ولقاءات، تنعكس أفكارها وقراراتها في صفحات التواصل الاجتماعي، حيث يتم تحديد مكان التظاهر وزمانه والوقت الذي يستغرقه، كذلك المطالب الأساسية والأهازيج والبيانات.</p> <p dir="RTL"><strong>وفي شأن تأثير المظاهرات على أصحاب القرار نقول إن سعتها</strong><strong> وتحليها بالسمات سالفة الذكر، ترك أثره في تعامل أوساط مهمة مع المتظاهرين، وفي اتساع التأييد لها. ويمكن الإشارة هنا الى موقف المرجعية الدينية في النجف من المظاهرات، ورد فعل الحكومة، وموقف رموز المحاصصة والفساد منها:</strong></p> <p dir="RTL">1- موقف المرجعية الدينية: فقد أيدت مطالب المتظاهرين تأييداً واضحاً من خلال خطب الجمعة، التي تهتم بنقلها وسائل الإعلام. وشجع ذلك أوساطاً واسعة على الانتظام في المظاهرات، كما أسهم في الضغط على صاحب القرار ليتخذ موقفاً ويحدد الإجراءات المتصلة بالتعامل مع المظاهرات.</p> <p dir="RTL">2- موقف الحكومة والبرلمان: استجاب رئيس الوزراء لمطالب المتظاهرين، خاصة بعد تأييد المرجعية لها، وسارع إلى تقديم ورقة الإصلاح الأولى التي صادق عليها مجلس الوزراء بالإجماع، ثم صادق عليها البرلمان، وألحق بها ورقته الإصلاحية. واستقبلت أوراق الإصلاح بترحاب كبير، حيث انها حسمت الوجهة في اتجاه الإصلاح. لكن كل ذلك لم يقنع المتظاهرين بأن عجلة الإصلاح تحركت فعلاً، نظراً إلى ضعف الثقة بالحكومة، وبسبب كثرة الوعود التي سمعها الناس من رؤساء الحكومات السابقين ووزرائهم، ولم يروا ترجمة ملموسة لها.</p> <p dir="RTL">3- موقف معارضي الإصلاح: فهؤلاء سيبذلون ما بوسعهم للتمويه والتشويه والتحريف والالتفاف، وللتعطيل والمعاندة واللعب على عامل الوقف بغية الإفلات بأقل الخسائر. فهم يدركون أن عملية الإصلاح ستضعهم، إن تمت بالصورة المطلوبة، وجهاً لوجه أمام القضاء. وهو الذي نأمل ان يكون عادلاً، وان يقر حق الشعب العراقي في استرجاع أمواله المنهوبة منهم، إلى جانب إنهاء طموحاتهم السياسية وما يكتنفها من مشاريع فساد.</p> <p dir="RTL">4- موقف المتظاهرين الذين يطالبون بتطبيق حزمة الإجراءات المعلنة، وينتظرون ترجمة ملموسة لها. ومن وجهة نظرهم يجب ان يشمل الاصلاح النظام برمته، وهم عازمون على مواصلة حضورهم في ساحات التظاهر والتحشيد لها بقوة، دعماً للإصلاحات وتعبيراً عن رفض ومقاومة اي محاولة للتراجع عن الإصلاح أو الالتفاف عليه أو الانقلاب.</p> <p> من خلال المتابعة الميدانية للمظاهرات، والمشاركة المباشرة فيها، فإن عجلة الإصلاح بدأت بالدوران، وان من الصعب ايقافها. وفي المقابل من المهم ان تأخذ زخماً واقعياً، لا تسرع فيه غير مدروس، ولا تباطؤ يخمد حركتها ويطفئ جذوتها. ولتأمين وإدامة الزخم الواقعي بما يحقق الأهداف المبتغاة، ينبغي إضفاء التنظيم على جميع مفاصل حركة التظاهر والاحتجاج، وتنسيق أنشطتها، والحفاظ على وجهتها نحو اصلاح النظام عبر تخليصه من المحاصصة والفساد.</p>
Image: 270.jpg
Title: العراق حراك شعبي واسع لمواجهة المحاصصة والفساد جاسم الحلفي
Content: <p dir="RTL">تشكل الحراك الاجتماعي الراهن في العراق على خلفية أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية، أهم مظاهرها تعمق الفوارق الاجتماعية بفعل الاستقطاب الكبير في توزيع الدخل والثروة. والحراك الحالي هو أحدث صور الاحتجاج على الأوضاع المزرية التي يعيش العراقيون تحت ظلها، وهو يعد مؤشراً واضحاً على رفضهم نظام المحاصصة الطائفية والفساد، وسخطهم خصوصاً على نهج التحاصص الطائفي الذي هو أساس بناء النظام السياسي بعد 2003. حيث تمترس الفساد في مؤسسات الدولة وتغوّل واستباح ثروات العراق وبددها هباءً، وتسبب في تدهور الوضع الأمني ووقوع ثلث مساحة العراق تحت احتلال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وفي تكوين المليشيات وانتشار السلاح خارج المؤسسات العسكرية للدولة.</p> <p dir="RTL">إن أزمة النظام واضحة لا ريب فيها، ويتجلى أحد مظاهرها في عجز النظام عن دفع رواتب عدد من المؤسسات في أوقاتها، والتلكؤ في صرف رواتب عمال شركات التمويل الذاتي، وعدم القدرة على توفير الخدمات للمواطنين. وكان النقص في تجهيز الكهرباء في صيف ارتفعت درجات الحرارة فيه إلى أكثر من 50 درجة مئوية، من بين أسباب اندلاع المظاهرات، التي بدأت في البصرة. وقد جوبهت باستخدام العنف المفرط في محاولة لقمعها، ما يؤكد عجز السلطات أيضاً عن إقناع الجماهير الغاضبة بصدقيتها وجدية وعودها بالاستجابة لمطالبهم العادلة، وعزمها على تحسين أوضاعهم وتوفير فرص العمل لجيوش العاطلين. لكن القبضة البوليسية التي طالما رفعتها الأنظمة المستبدة في وجه كل مطالب بالحقوق والحريات، والوسائل الأخرى القاسية التي تستخدمها لإركاع المواطن وإذلاله، وبضمنها مواجهة انفجار سخطه بالنار والذخيرة الحية، لا تستطيع شيئاً أمام إرادة المحرومين والمجوعين العازمين على انتزاع حقوقهم من غاصبيها. وكان لاستشهاد الشاب منتظر الحلفي في "المدينة" بمحافظة البصرة، صفارة انطلاق حراك جماهيري كبير، أعاد الاعتبار لحركة الاحتجاج والدفاع عن الحقوق، واستعاد مآثر الشعب العراقي ووقفاته الباسلة ضد الظلم والاستغلال والاستبداد.</p> <p dir="RTL"><strong> وفي اثر ذلك تحركت المظاهرات التي تميزت بسمات يمكن تلخيصها في التالي:</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL">1- وضوح الهدف: حيث لم يلتبس شيء على المتظاهرين، الذين طالبوا بوضوح وجرأة بإصلاح النظام السياسي وتخليصه من المحاصصة والفساد والترهل.</p> <p dir="RTL">2- البعد الوطني للمظاهرات: إذ شملت محافظات العراق كافة، بأقضيتها ونواحيها وقراها، باستثناء الواقعة منها تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش).</p> <p dir="RTL">3- الطابع الشعبي العام: وتجلى في إسهام ناشطين من جميع طبقات وفئات المجتمع العراقي، عمالاً وفلاحين ورجال أعمال ومثقفين ونساء، فيما كان الحضور الغالب للشباب.</p> <p dir="RTL">4- المحتوى الاجتماعي: فالقضايا والمطالب التي تمس الجانب الاجتماعي، حاضرة بوضوح كبير في شعارات المتظاهرين وهتافاتهم المنادية بالعدالة الاجتماعية، والضمان الاجتماعي ومكافحة البطالة، وتضييق الهوة بين مستويات الدخل، ومعالجة سلم الرواتب.</p> <p dir="RTL">5- مشروعية المطالب: ذلك ان ما يطبعها بنحو خاص هو كونها مشروعة وممكنة، وبضمنها ما يمس عيش الإنسان وحقوقه واحترام آدميته وضمان كرامته. والأموال التي رصدت في الميزانيات كفيلة بتطمين حاجات المواطنين، لو لم يستحوذ عليها حيتان الفساد، و لو ان إدارتها جرت بحرص وكفاءة وأمانة.</p> <p dir="RTL">6- سلمية الأسلوب: فقد مارس المواطنون حقهم في التعبير عبر تنظيم مظاهرات سلمية، مارست الكفاح اللاعنفي. لكن وللأسف شهدت بعض المظاهرات مظاهر عنف وصدام مع الأجهزة الأمنية، فيما حافظت مظاهرات بغداد على الطابع المدني المتحضر. ثم حدث في جمعة 14 آب الماضي، أن حضرت إلى ساحة التحرير في العاصمة مجاميع منظمة تحمل السكاكين والعصي، وحاولت تخريب التظاهرة والاعتداء على المتظاهرين، لكنها فشلت في تغيير طابع المظاهرة وسلميتها.</p> <p dir="RTL">7- الشكل التنظيمي للمظاهرات: اتبع المتظاهرون الشكل الأفقي في التنظيم، وفي التنسيق عبر عدد كبير من اللجان التنسيقية. فمنظمو المظاهرات يعقدون اجتماعات ولقاءات، تنعكس أفكارها وقراراتها في صفحات التواصل الاجتماعي، حيث يتم تحديد مكان التظاهر وزمانه والوقت الذي يستغرقه، كذلك المطالب الأساسية والأهازيج والبيانات.</p> <p dir="RTL"><strong>وفي شأن تأثير المظاهرات على أصحاب القرار نقول إن سعتها</strong><strong> وتحليها بالسمات سالفة الذكر، ترك أثره في تعامل أوساط مهمة مع المتظاهرين، وفي اتساع التأييد لها. ويمكن الإشارة هنا الى موقف المرجعية الدينية في النجف من المظاهرات، ورد فعل الحكومة، وموقف رموز المحاصصة والفساد منها:</strong></p> <p dir="RTL">1- موقف المرجعية الدينية: فقد أيدت مطالب المتظاهرين تأييداً واضحاً من خلال خطب الجمعة، التي تهتم بنقلها وسائل الإعلام. وشجع ذلك أوساطاً واسعة على الانتظام في المظاهرات، كما أسهم في الضغط على صاحب القرار ليتخذ موقفاً ويحدد الإجراءات المتصلة بالتعامل مع المظاهرات.</p> <p dir="RTL">2- موقف الحكومة والبرلمان: استجاب رئيس الوزراء لمطالب المتظاهرين، خاصة بعد تأييد المرجعية لها، وسارع إلى تقديم ورقة الإصلاح الأولى التي صادق عليها مجلس الوزراء بالإجماع، ثم صادق عليها البرلمان، وألحق بها ورقته الإصلاحية. واستقبلت أوراق الإصلاح بترحاب كبير، حيث انها حسمت الوجهة في اتجاه الإصلاح. لكن كل ذلك لم يقنع المتظاهرين بأن عجلة الإصلاح تحركت فعلاً، نظراً إلى ضعف الثقة بالحكومة، وبسبب كثرة الوعود التي سمعها الناس من رؤساء الحكومات السابقين ووزرائهم، ولم يروا ترجمة ملموسة لها.</p> <p dir="RTL">3- موقف معارضي الإصلاح: فهؤلاء سيبذلون ما بوسعهم للتمويه والتشويه والتحريف والالتفاف، وللتعطيل والمعاندة واللعب على عامل الوقف بغية الإفلات بأقل الخسائر. فهم يدركون أن عملية الإصلاح ستضعهم، إن تمت بالصورة المطلوبة، وجهاً لوجه أمام القضاء. وهو الذي نأمل ان يكون عادلاً، وان يقر حق الشعب العراقي في استرجاع أمواله المنهوبة منهم، إلى جانب إنهاء طموحاتهم السياسية وما يكتنفها من مشاريع فساد.</p> <p dir="RTL">4- موقف المتظاهرين الذين يطالبون بتطبيق حزمة الإجراءات المعلنة، وينتظرون ترجمة ملموسة لها. ومن وجهة نظرهم يجب ان يشمل الاصلاح النظام برمته، وهم عازمون على مواصلة حضورهم في ساحات التظاهر والتحشيد لها بقوة، دعماً للإصلاحات وتعبيراً عن رفض ومقاومة اي محاولة للتراجع عن الإصلاح أو الالتفاف عليه أو الانقلاب.</p> <p> من خلال المتابعة الميدانية للمظاهرات، والمشاركة المباشرة فيها، فإن عجلة الإصلاح بدأت بالدوران، وان من الصعب ايقافها. وفي المقابل من المهم ان تأخذ زخماً واقعياً، لا تسرع فيه غير مدروس، ولا تباطؤ يخمد حركتها ويطفئ جذوتها. ولتأمين وإدامة الزخم الواقعي بما يحقق الأهداف المبتغاة، ينبغي إضفاء التنظيم على جميع مفاصل حركة التظاهر والاحتجاج، وتنسيق أنشطتها، والحفاظ على وجهتها نحو اصلاح النظام عبر تخليصه من المحاصصة والفساد.</p>
Image: 270.jpg
ID:
470
Title: انتفاضة العراق: شعب يريد الحياة منذر بو عرم
Content: <p dir="RTL">يتكشف المشهد العراقي عن بعيد متناقضين يتقاطعان في نقطة أزمة نظام المحاصصة الذي أنتجه الاحتلال الأميركي.</p> <p dir="RTL">البعد الأول: يتمثل بالانتفاضة الشعبية الممتدة من بغداد، في الوسط، حتى البصرة جنوباً. هذه الانتفاضة جاءت نتاج موضعي لتراكم عملية النهب المنظم لمقدرات الشعب العراقي حتى بات هذا البلد العربي الغني بمقدراته ونفطه في قائمة دول الست الأولى في العالم الأكثر فساداً. وهذا ما يبدو واضحاً من الشعارات التي يرفعها المتظاهرون والمطالبة بملاحقة المفسدين ناهبي أموال الشعب، وممن وصفهم المتظاهرون "بمزدوجي الجنسية" في إشارة واضحة إلى ارتباط رموز النظام السياسي بالخارج ومصالحه واللافت في هذا المجال الرفض العارم للأحزاب الدينية التي استفادت من الاحتلال الأميركي للسيطرة على مقدرات العراق، ونهبها بغطاء ديني وتحت عباءة التحريض الطائفي للإلهاء العراقيين عن مصالحهم الحقيقية.</p> <p dir="RTL">وفي السياق أكدت أوساط المتظاهرين أن ما نهب في قطاع الكهرباء فقط، يتجاوز الـ40 مليار دولار، علماً أن كل الدراسات تشير إلى أن القوى المهيمنة على السلطة مارست على مدى 12 عاماً عمليات تهريب منظمة للنفط وحصلت على مئات مليارات الدولارات، فضلاً عن النهب في المؤسسة الأمنية والجيش "الذي بات مجرد تجمع للمليشيات الطائفية"، حيث تكشف سقوط مدينة الموصل عن فضيحة وجود 55 ألف جندي وهمي تصرف رواتبهم لتذهب إلى جيوب القادة الأمنيين، وحماتهم السياسيين. وعلى رأسهم في الفترة السابقة رئيس الحكومة السابق الذي لم يتورع عن اتهام القوى السياسية المحركة للمتظاهرين بأنها غير مسلمة، في محاولة بائسة لتحريك الغرائز وإجهاض التحرك الشعبي ملقياً اللوم على القوى اليسارية التي باتت تشكل رقماً صعباً في الحراك الشعبي، وليس غريباً على المالكي أن يدلي بتصريحاته هذه من طهران التي يزورها، بعد أن أدرجت لجنة برلمانية اسمه على رأس قائمة المطلوبين للعدالة، بتهمة تسهيل سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على الموصل، بهدف تحويل الصراع من مواجهة بين سلطة حاكمة ومحكومة للخارج، والحراك الشعبي الذي شهده وسط وغربي العراق للمطالبة في المشاركة وتحسين الظروف المعيشية. تماماً كما يحصل اليوم، حيث اقتحمت مجاميع من المسلحين تظاهرة حاشدة في البصرة، وأطلقت النار مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المتظاهرين. وقد اتهم نوري المالكي بالوقوف وراء هذا الهجوم. وهذا ما دفع المتظاهرين إلى رفع شعار "إسقاط النظام" والتخلص من نهج المحاصصات الطائفية وبناء عراق ديمقراطي يرتكز على مفهوم العدالة الاجتماعية.</p> <p dir="RTL">أمام هذه الانتفاضة الشعبية يلجأ رئيس الحكومة حيدر العبادي إلى مناورة لإجهاض الحراك الشعبي وهذا البعد الثاني للمشهد المتمثل لرفع شعار "إعادة ترتيب أوراق النظام"، مع الإبقاء على جوهره التحاصصي الطائفي وفق موازين قوى جديدة.</p> <p dir="RTL">وفي السياق عمد العبادي في إجراءات إصلاحات "شكلية" إلى إلغاء مراكز نواب رئيس الجمهورية، ونواب رئيس الحكومة، كما عمد إلى تحويل عدد من الضباط إلى المحاكمة بتهمة الوقوف وراء سقوط مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، بيد تنظيم "داعش" الإرهابي، معلناً أن هناك قوى تمنع القيام بإصلاحات لمحاربة الفساد وهذا ما يؤشر إلى أن العبادي غير معني بإجراء تغيير جذري للنظام السياسي، بقدر ما هو معني بتقليم أظافر خصومه في حزب "الدعوة" فضلاً عن الأطراف السياسية الأخرى، المشاركة في السلطة. ويمكن أن ندرج في هذا المجال إعلان العبادي أن "إسقاط النظام" يعني الفوضى، وبالتالي تمسكه بوجود هذا المخلوق المسخ الذي أنتجته واشنطن لتسهيل عملية تقسيم العراق وهذا ما جاهر به أحد القادة العسكريين الأميركيين كحل أمثل من وجهة نظر واشنطن لأزمات العراق. علماً أن كل أجندة الاحتلال الأميركي كانت ترتكز على تحويل العراق إلى نموذج للتفتيت في العالم العربي، وهذا ما يحصل فعلاً في اليمن، وسوريا، وليبيا خدمة لمشروع الشرق الأوسط جديد.</p> <p dir="RTL">وإذا كانت حكومة العبادي قد أعلنت رفضها لتصريحات المسؤول الأميركي فإن هذا الرفض لا يعدو كونه ذر الرماد في العيون، لأن مجرد بقاء النظام السياسي الحالي هو بحد عينه قاعدة للتقسيم ليس فقط لطابعه التحاصصي الطائفي، بل لأن وجوده هو البيئة الحاضنة لإرهاب "داعش" التي تستحوذ على ما يزيد على نصف مساحة العراق، برعاية واشنطن، وإدارة الأحزاب الدينية الطائفية التي تبرر وجود "داعش" بممارساتها الهادفة إلى الاستحواذ على مقدرات العراق جنوباً، وإطالة المواجهة مع "داعش" في الوسط.</p> <p dir="RTL">في ضوء ما تقدم فإن الحراك الشعبي العراقي معني بفضح مناورات العبادي وطغمته كما ان القوى الديمقراطية العراقية معنية بإطلاق برنامج وطني للتغيير الديمقراطي يطيح بالنظام الحالي ويجفف منابع الإرهاب "الداعشي" ليصيب المشروع الأميركي المتقاطع مع مصالح إقليمية في القلب عبر عراق موحد ديمقراطي علماني.</p> <p dir="RTL"><strong>شؤون عربية: وسام متى</strong></p> <p dir="RTL" align="center"><strong>"قناة السويس الجديدة": رهان على المردود الاقتصادي.. بعد الفوز بسباق الزمن</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL">كسب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معركة الوقت، حين وقف يوم السادس من آب الحالي لتدشين قناة السويس الجديدة، في احتفال اسطوري، تميّز بمشاركة دولية رفيعة المستوى، بعدما انتهى العمل على انجاز هذا المشروع في عام واحد، بناءً على طلبه.</p> <p dir="RTL">المشروع الإستراتيجي، الذي تفاوتت ردود الفعل بشأنه، بين تسخيف وصل إلى حد السخرية، وتضخيم بلغ مستوى الحديث عن معجزة، ينتقل من مرحلة الرهان على فترة التنفيذ، والتي قوبلت بتشكيك واسع من قبل المعارضين، الى رهان اكبر على المردود الاقتصادي، وبطبيعة الحال الجيوسياسي، وهو بات يتعرض اليوم لحملة تشكيك أوسع، وصلت إلى حد إعلان الحرب النفسية على المشروع برمّته.</p> <p dir="RTL">ومما لا شك فيه ان قناة السويس الجديدة تمثل أحد أبرز الإنجازات الإستراتيجية للرئيس المصري في العام الثاني من الحكم، ومن أجل تنفيذ هذا المشروع الطموح، بالسرعة المطلوبة، تم استنفار كل أجهزة الدولة المصرية، سواء في الشق التنفيذي، الذي انخفض جدوله الزمني من ثلاثة أعوام إلى عام واحد، كما أمر السيسي حين أعطى الاذن ببدء اعمال الحفر والتوسيع، أو في الشق الدعائي، الذي جعل "قناة السويس الجديدة" توازي في أهميتها مشاريع قومية كبرى تركت آثارها السياسية في الداخل والخارج على السواء.</p> <p dir="RTL">وكان واضحاً منذ البداية ان الرئيس المصري قد وضع نصب عينيه تنفيذ مشروع قناة السويس بدقّة بالغة، مدعوماً بسند شعبي، عكسه الإقبال الكبير على التمويل، وهي ظاهرة ليست بجديدة على الشعب المصري، حين يتعلق الأمر بمشاريع قومية، ولكنها جاءت هذه المرّة غير مسبوقة في حجمها، إذ أدى التهافت الشعبي على شراء الأسهم إلى تأمين الكلفة اللازمة للقناة الجديدة، والمقدّرة ما بين 60 و65 مليار جنيه (حوالي 9 مليارات دولار)، خلال ثمانية أيام فقط.</p> <p dir="RTL"> وبعيداً من الحرب النفسية المعلنة من قبل جهات داخلية وخارجية ضد المشروع الجديد، فإن قناة السويس الجديدة تمثل انتصاراً على أكثر من صعيد، سواء على مستوى تطوير العمل في الممر المائي الأهم في العالم بشكل غير مسبوق، أو لجهة تأكيد الدولة المصرية على تماسكها وقدرتها على انجاز المشاريع القومية الكبرى في فترة زمنية قصيرة، وفي بيئة إقليمية بالغة التعقيد، تشهد تفككاً للدول المركزية، في سياق إعادة رسم للخرائط الجغرافية التقليدية.</p> <p dir="RTL">ولتوضيح فكرة المشروع الجديد، لا بد من الحديث عن نظام الملاحة في قناة السويس قبل إطلاق المشروع الجديد.</p> <p dir="RTL">معروف أن قناة السويس هي عبارة عن مجرى مائي باتجاه واحد، بطول 190 كيلومتراً، ما يجعل نظام الملاحة فيه بالغ التعقيد، ويفرض اعتماد نظام الانتظار. هذا الأمر دفع بالسلطات المصرية المتعاقبة منذ الخمسينيات من القرن الماضي إلى التفكير في حلول كثيرة للعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية للمجرى العالمي، عبر إقامة تفريعات لعبور السفن في اتجاهين، أهمها تفريعة الديفرسوار شمال البحيرات الكبرى (8 كيلومترات)، وتفريعة بحيرة التمساح (4 كيلومترات)، ومن ثم تفريعة البلّاح (9 كيلومترات)، وتفريعة شرق بورسعيد (40 كيلومتراً). ولكن برغم كل ذلك، فإن نظام الملاحة في قناة السويس ظل معقداً، وعاجزاً عن تأمين كامل الطاقة الاستيعابية.</p> <p dir="RTL"> في الوقت الحالي، تقوم الملاحة في قناة السويس على نظام القوافل، وتشمل عبور قافلة واحدة من الجنوب، وقافلتين من الشمال ضمن مواعيد محددة، على النحو التالي: تبدأ قافلة الشمال الأولى بعبور قناة السويس من جهة بور سعيد، منذ الساعة الأولى بعد منتصف الليل حتى الخامسة صباحاً، إذ تضطر للانتظار ما بين 6 و10 ساعات في البحيرات الكبرى (شرق المجرى الملاحي وغربه بحسب حجمها)، حتى مرور قافلة الجنوب، التي تدخل المجرى المائي من خليج السويس وتتجه شمالاً. وطوال فترة عبور قافلة الجنوب، لا يسمح بعبور أي من سفن قافلة الشمال، إلى أن تعبر آخر سفينة من قافلة الجنوب تفريعة البلاح، فتنطلق قافلة الشمال الثانية باتجاه الجنوب. من الناحية العملية، يقوم المشروع الجديد على شق قناة موازية، وتعميق المجرى الملاحي، وخصوصاً تفريعات البحيرات الكبرى، بإجمالي طول 72 كيلومتراً، بما يسمح بمرور السفن في الاتجاهين، وبأعداد غير محدودة، ومن دون الحاجة إلى الانتظار.</p> <p dir="RTL">وكان واضحاً ان الرئيس المصري قد بدا على عجلة من أمره لإتمام المشروع الجديد في موعده المحدد. فقبل عام واحد على الافتتاح التاريخي، وتحديداً في الخامس من آب العام 2014، كان السيسي يستمع إلى شرح من رئيس هيئة قناة السويس الفريق إيهاب مميش حول المشروع الجديد. توقف الرئيس المصري عند قول مميش إن "الفترة الزمنية لتنفيذ المشروع هي 36 شهراً... ثلاث سنوات". قاطع السيسي رئيس هيئة قناة السويس، قائلاً: "هيّ سنة واحدة"، ليرد الأخير: "سنة واحدة ويُنفّذ يا افندم".</p> <p dir="RTL">بدا السيسي على عجلة من أمره في تحقيق إنجاز إستراتيجي يسجّل لعهده الرئاسي.</p> <p dir="RTL">وبرغم حديث المعارضين عن استعراض إعلامي قام به الرئيس القادم من المؤسسة العسكرية، إلا أن واقع الأمور يشي بأن الاستعجال كان ضرورياً لاتمام هذا الانجاز الاستراتيجي، إذ لم يعد خافياً على أحد أن الاقتصاد المصري يمر في أصعب ظروفه، حتى صار في حاجة إلى جهود مكثفة لحمايته، وحماية الدولة المصرية كاملةً، من الانهيار، خصوصاً بعد الضغوط التي واجهها عقب ثورتين أسقطتا نظامين في أقل من ثلاثة أعوام، وترافقتا مع فوضى إقليمية وتحوّلات فرضت على المصريين الدخول في "سباق مع الزمن"، وهي العبارة التي يحلو للسيسي استخدامها منذ فوزه برئاسة الجمهورية في صيف العام 2014. ولكن الصعوبات التي واجهها الاقتصاد المصري خلال الفترة الماضية، وبرغم خطورتها، لا تكفي لتفسير إصرار السيسي على جعل هذا المشروع أولوية كبرى، استنفرت من أجله كل أجهزة الدولة المصرية، إذ ثمة اعتبارات أخرى ترتبط بقناة السويس نفسها، وهي تتعلق بالتنافس العالمي على الممرات البحرية.</p> <p dir="RTL">ومعروف أن قناة السويس شكلت منذ حفرها قبل 146 عاماً عنصر جذب للتجارة العالمية، غير أن طموحات أخرى باتت تشكل خطورة على القدرة التنافسية للقناة المصرية، وأبرزها قناة بنما، التي ستقوم بأعمال توسيع وتعميق لعبور السفن الضخمة في العام 2016، وقناة نيكاراغوا التي تشق قناة على طول 200 كيلومتر ويرجح أن تدشّن بعد خمس سنوات، وطريق بحر الشمال الذي يتوقع أن تزداد أهميته خلال السنوات المقبلة في ظل التقدم التكنولوجي وذوبان الثلوج، وطريق رأس الرجاء الصالح الذي يتعاظم مستوى الخدمات اللوجستية فيه، وقناة البحرين التي تزمع إسرائيل إنشاءها.</p> <p dir="RTL">حتى الآن، كسب السيسي الجولة الكبرى في خطة قناة "السويس الجديدة"، حين تمكنت أجهزة الدولة المصرية، وبشكل خاص القوات المسلحة، من إنجاز المشروع الضخم في الوقت المحدد له. ويبدو أن هذا ما دفع بالمعارضين إلى الانتقال من التبخيس بالفكرة إلى التشكيك في الجدوى الاقتصادية من المشروع الجديد.</p> <p dir="RTL">وفي ظل الغموض الذي بدا مقصوداً من قبل السلطات المصرية بشأن تفاصيل مشروع "قناة السويس الجديدة"، وآثاره المستقبلية، فإن طرفي السجال حول "قناة السويس"، سواء المؤيدين أو المعارضين، ذهبا إلى تقديرات متفاوتة جداً بشأن الجدوى الاقتصادية للمشروع الجديد.</p> <p dir="RTL">وبحسب القائمين على المشروع، فإن قناة "السويس الجديدة" سترفع قدرة الممر المائي من 49 إلى 97 سفينة يومياً في المتوسط، بما يرفع تدريجياً العائدات السنوية من 5.233 مليار دولار سنوياً إلى أكثر من 13 مليار دولار بحلول العام 2023 (259%)، فضلاً عن تطوير موقع مصر كممر مائي مهم لحركة التجارة الدولية، عبر تقليل عامل الوقت، وتحويل منطقة قناة السويس إلى مركز تجاري عالمي، عبر منشآت فنية ولوجستية.</p> <p dir="RTL">في المقابل، يرى المشككون في جدوى "قناة السويس الجديدة"، أن الزيادة المتوقعة في حركة السفن تبقى مرتبطة بالتجارة العالمية، فإذا ما تسارعت عجلة الإنتاج في الصين والولايات المتحدة، وزادت معدلات الاستهلاك في أوروبا، فسترتفع حركة المرور في الممر المائي الجديد، لكن إذا ما استمر الاقتصاد العالمي في النمو بمعدلات بطيئة، فلن يكون ثمةَ داعٍ لاستخدام القناة الجديدة في مصر. وينطلق المشككون في جدوى المشروع الجديد من واقع تراجع عدد السفن التي عبرت قناة السويس خلال الفترة الأخيرة، وخصوصاً بعد الأزمة الاقتصادية العالمية الكبرى في العام 2008، للقول إن مصر ليست في حاجة إلى "قناة سويس جديدة"، وهم يرون أن القائمين على المشروع يبالغون في الحديث عن تزايد حركة الملاحة في المجرى المائي خلال السنوات المقبلة، وبالتالي في العائدات الاقتصادية لحركة عبور السفن.</p> <p dir="RTL">وبرغم أن انتقادات المشككين - أو بعض منها - تبدو واقعية، في ظاهرها، إلا انها تتجاهل جوانب أخرى، أبرزها أن جزءاً من التراجع الذي لحق بحركة النقل في قناة السويس يعود إلى انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط، فضلاً عن بروز طرق بحرية أخرى منافسة على المستوى اللوجستي. وعليه، فإن الجدوى الاقتصادية لـ"قناة السويس الجديدة" تنطلق من أهمية العمل على زيادة قدرتها التنافسية، إن على مستوى تسهيل الملاحة وتوفير الوقت بالنسبة إلى عبور السفن، أو على مستوى الخدمات اللوجستية المرافقة لها، والتي يقول القائمون على المشروع إنها ستتضمن 6 موانئ جديدة، ومنطقتين صناعيتين، ومراكز للخدمات التجارية والفنية من بين خدمات أخرى.</p> <p>كل ذلك يدفع إلى القول، ومن دون إهمال المخاطر الموضوعية المحتملة، إن "قناة السويس الجديدة" هي مشروع إستراتيجي يستحق المغامرة في عالم تزداد فيه العلاقات الاقتصادية تشابكاً وتعقيداً.</p>
Image: 270.jpg
Title: انتفاضة العراق: شعب يريد الحياة منذر بو عرم
Content: <p dir="RTL">يتكشف المشهد العراقي عن بعيد متناقضين يتقاطعان في نقطة أزمة نظام المحاصصة الذي أنتجه الاحتلال الأميركي.</p> <p dir="RTL">البعد الأول: يتمثل بالانتفاضة الشعبية الممتدة من بغداد، في الوسط، حتى البصرة جنوباً. هذه الانتفاضة جاءت نتاج موضعي لتراكم عملية النهب المنظم لمقدرات الشعب العراقي حتى بات هذا البلد العربي الغني بمقدراته ونفطه في قائمة دول الست الأولى في العالم الأكثر فساداً. وهذا ما يبدو واضحاً من الشعارات التي يرفعها المتظاهرون والمطالبة بملاحقة المفسدين ناهبي أموال الشعب، وممن وصفهم المتظاهرون "بمزدوجي الجنسية" في إشارة واضحة إلى ارتباط رموز النظام السياسي بالخارج ومصالحه واللافت في هذا المجال الرفض العارم للأحزاب الدينية التي استفادت من الاحتلال الأميركي للسيطرة على مقدرات العراق، ونهبها بغطاء ديني وتحت عباءة التحريض الطائفي للإلهاء العراقيين عن مصالحهم الحقيقية.</p> <p dir="RTL">وفي السياق أكدت أوساط المتظاهرين أن ما نهب في قطاع الكهرباء فقط، يتجاوز الـ40 مليار دولار، علماً أن كل الدراسات تشير إلى أن القوى المهيمنة على السلطة مارست على مدى 12 عاماً عمليات تهريب منظمة للنفط وحصلت على مئات مليارات الدولارات، فضلاً عن النهب في المؤسسة الأمنية والجيش "الذي بات مجرد تجمع للمليشيات الطائفية"، حيث تكشف سقوط مدينة الموصل عن فضيحة وجود 55 ألف جندي وهمي تصرف رواتبهم لتذهب إلى جيوب القادة الأمنيين، وحماتهم السياسيين. وعلى رأسهم في الفترة السابقة رئيس الحكومة السابق الذي لم يتورع عن اتهام القوى السياسية المحركة للمتظاهرين بأنها غير مسلمة، في محاولة بائسة لتحريك الغرائز وإجهاض التحرك الشعبي ملقياً اللوم على القوى اليسارية التي باتت تشكل رقماً صعباً في الحراك الشعبي، وليس غريباً على المالكي أن يدلي بتصريحاته هذه من طهران التي يزورها، بعد أن أدرجت لجنة برلمانية اسمه على رأس قائمة المطلوبين للعدالة، بتهمة تسهيل سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على الموصل، بهدف تحويل الصراع من مواجهة بين سلطة حاكمة ومحكومة للخارج، والحراك الشعبي الذي شهده وسط وغربي العراق للمطالبة في المشاركة وتحسين الظروف المعيشية. تماماً كما يحصل اليوم، حيث اقتحمت مجاميع من المسلحين تظاهرة حاشدة في البصرة، وأطلقت النار مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المتظاهرين. وقد اتهم نوري المالكي بالوقوف وراء هذا الهجوم. وهذا ما دفع المتظاهرين إلى رفع شعار "إسقاط النظام" والتخلص من نهج المحاصصات الطائفية وبناء عراق ديمقراطي يرتكز على مفهوم العدالة الاجتماعية.</p> <p dir="RTL">أمام هذه الانتفاضة الشعبية يلجأ رئيس الحكومة حيدر العبادي إلى مناورة لإجهاض الحراك الشعبي وهذا البعد الثاني للمشهد المتمثل لرفع شعار "إعادة ترتيب أوراق النظام"، مع الإبقاء على جوهره التحاصصي الطائفي وفق موازين قوى جديدة.</p> <p dir="RTL">وفي السياق عمد العبادي في إجراءات إصلاحات "شكلية" إلى إلغاء مراكز نواب رئيس الجمهورية، ونواب رئيس الحكومة، كما عمد إلى تحويل عدد من الضباط إلى المحاكمة بتهمة الوقوف وراء سقوط مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، بيد تنظيم "داعش" الإرهابي، معلناً أن هناك قوى تمنع القيام بإصلاحات لمحاربة الفساد وهذا ما يؤشر إلى أن العبادي غير معني بإجراء تغيير جذري للنظام السياسي، بقدر ما هو معني بتقليم أظافر خصومه في حزب "الدعوة" فضلاً عن الأطراف السياسية الأخرى، المشاركة في السلطة. ويمكن أن ندرج في هذا المجال إعلان العبادي أن "إسقاط النظام" يعني الفوضى، وبالتالي تمسكه بوجود هذا المخلوق المسخ الذي أنتجته واشنطن لتسهيل عملية تقسيم العراق وهذا ما جاهر به أحد القادة العسكريين الأميركيين كحل أمثل من وجهة نظر واشنطن لأزمات العراق. علماً أن كل أجندة الاحتلال الأميركي كانت ترتكز على تحويل العراق إلى نموذج للتفتيت في العالم العربي، وهذا ما يحصل فعلاً في اليمن، وسوريا، وليبيا خدمة لمشروع الشرق الأوسط جديد.</p> <p dir="RTL">وإذا كانت حكومة العبادي قد أعلنت رفضها لتصريحات المسؤول الأميركي فإن هذا الرفض لا يعدو كونه ذر الرماد في العيون، لأن مجرد بقاء النظام السياسي الحالي هو بحد عينه قاعدة للتقسيم ليس فقط لطابعه التحاصصي الطائفي، بل لأن وجوده هو البيئة الحاضنة لإرهاب "داعش" التي تستحوذ على ما يزيد على نصف مساحة العراق، برعاية واشنطن، وإدارة الأحزاب الدينية الطائفية التي تبرر وجود "داعش" بممارساتها الهادفة إلى الاستحواذ على مقدرات العراق جنوباً، وإطالة المواجهة مع "داعش" في الوسط.</p> <p dir="RTL">في ضوء ما تقدم فإن الحراك الشعبي العراقي معني بفضح مناورات العبادي وطغمته كما ان القوى الديمقراطية العراقية معنية بإطلاق برنامج وطني للتغيير الديمقراطي يطيح بالنظام الحالي ويجفف منابع الإرهاب "الداعشي" ليصيب المشروع الأميركي المتقاطع مع مصالح إقليمية في القلب عبر عراق موحد ديمقراطي علماني.</p> <p dir="RTL"><strong>شؤون عربية: وسام متى</strong></p> <p dir="RTL" align="center"><strong>"قناة السويس الجديدة": رهان على المردود الاقتصادي.. بعد الفوز بسباق الزمن</strong><strong></strong></p> <p dir="RTL">كسب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معركة الوقت، حين وقف يوم السادس من آب الحالي لتدشين قناة السويس الجديدة، في احتفال اسطوري، تميّز بمشاركة دولية رفيعة المستوى، بعدما انتهى العمل على انجاز هذا المشروع في عام واحد، بناءً على طلبه.</p> <p dir="RTL">المشروع الإستراتيجي، الذي تفاوتت ردود الفعل بشأنه، بين تسخيف وصل إلى حد السخرية، وتضخيم بلغ مستوى الحديث عن معجزة، ينتقل من مرحلة الرهان على فترة التنفيذ، والتي قوبلت بتشكيك واسع من قبل المعارضين، الى رهان اكبر على المردود الاقتصادي، وبطبيعة الحال الجيوسياسي، وهو بات يتعرض اليوم لحملة تشكيك أوسع، وصلت إلى حد إعلان الحرب النفسية على المشروع برمّته.</p> <p dir="RTL">ومما لا شك فيه ان قناة السويس الجديدة تمثل أحد أبرز الإنجازات الإستراتيجية للرئيس المصري في العام الثاني من الحكم، ومن أجل تنفيذ هذا المشروع الطموح، بالسرعة المطلوبة، تم استنفار كل أجهزة الدولة المصرية، سواء في الشق التنفيذي، الذي انخفض جدوله الزمني من ثلاثة أعوام إلى عام واحد، كما أمر السيسي حين أعطى الاذن ببدء اعمال الحفر والتوسيع، أو في الشق الدعائي، الذي جعل "قناة السويس الجديدة" توازي في أهميتها مشاريع قومية كبرى تركت آثارها السياسية في الداخل والخارج على السواء.</p> <p dir="RTL">وكان واضحاً منذ البداية ان الرئيس المصري قد وضع نصب عينيه تنفيذ مشروع قناة السويس بدقّة بالغة، مدعوماً بسند شعبي، عكسه الإقبال الكبير على التمويل، وهي ظاهرة ليست بجديدة على الشعب المصري، حين يتعلق الأمر بمشاريع قومية، ولكنها جاءت هذه المرّة غير مسبوقة في حجمها، إذ أدى التهافت الشعبي على شراء الأسهم إلى تأمين الكلفة اللازمة للقناة الجديدة، والمقدّرة ما بين 60 و65 مليار جنيه (حوالي 9 مليارات دولار)، خلال ثمانية أيام فقط.</p> <p dir="RTL"> وبعيداً من الحرب النفسية المعلنة من قبل جهات داخلية وخارجية ضد المشروع الجديد، فإن قناة السويس الجديدة تمثل انتصاراً على أكثر من صعيد، سواء على مستوى تطوير العمل في الممر المائي الأهم في العالم بشكل غير مسبوق، أو لجهة تأكيد الدولة المصرية على تماسكها وقدرتها على انجاز المشاريع القومية الكبرى في فترة زمنية قصيرة، وفي بيئة إقليمية بالغة التعقيد، تشهد تفككاً للدول المركزية، في سياق إعادة رسم للخرائط الجغرافية التقليدية.</p> <p dir="RTL">ولتوضيح فكرة المشروع الجديد، لا بد من الحديث عن نظام الملاحة في قناة السويس قبل إطلاق المشروع الجديد.</p> <p dir="RTL">معروف أن قناة السويس هي عبارة عن مجرى مائي باتجاه واحد، بطول 190 كيلومتراً، ما يجعل نظام الملاحة فيه بالغ التعقيد، ويفرض اعتماد نظام الانتظار. هذا الأمر دفع بالسلطات المصرية المتعاقبة منذ الخمسينيات من القرن الماضي إلى التفكير في حلول كثيرة للعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية للمجرى العالمي، عبر إقامة تفريعات لعبور السفن في اتجاهين، أهمها تفريعة الديفرسوار شمال البحيرات الكبرى (8 كيلومترات)، وتفريعة بحيرة التمساح (4 كيلومترات)، ومن ثم تفريعة البلّاح (9 كيلومترات)، وتفريعة شرق بورسعيد (40 كيلومتراً). ولكن برغم كل ذلك، فإن نظام الملاحة في قناة السويس ظل معقداً، وعاجزاً عن تأمين كامل الطاقة الاستيعابية.</p> <p dir="RTL"> في الوقت الحالي، تقوم الملاحة في قناة السويس على نظام القوافل، وتشمل عبور قافلة واحدة من الجنوب، وقافلتين من الشمال ضمن مواعيد محددة، على النحو التالي: تبدأ قافلة الشمال الأولى بعبور قناة السويس من جهة بور سعيد، منذ الساعة الأولى بعد منتصف الليل حتى الخامسة صباحاً، إذ تضطر للانتظار ما بين 6 و10 ساعات في البحيرات الكبرى (شرق المجرى الملاحي وغربه بحسب حجمها)، حتى مرور قافلة الجنوب، التي تدخل المجرى المائي من خليج السويس وتتجه شمالاً. وطوال فترة عبور قافلة الجنوب، لا يسمح بعبور أي من سفن قافلة الشمال، إلى أن تعبر آخر سفينة من قافلة الجنوب تفريعة البلاح، فتنطلق قافلة الشمال الثانية باتجاه الجنوب. من الناحية العملية، يقوم المشروع الجديد على شق قناة موازية، وتعميق المجرى الملاحي، وخصوصاً تفريعات البحيرات الكبرى، بإجمالي طول 72 كيلومتراً، بما يسمح بمرور السفن في الاتجاهين، وبأعداد غير محدودة، ومن دون الحاجة إلى الانتظار.</p> <p dir="RTL">وكان واضحاً ان الرئيس المصري قد بدا على عجلة من أمره لإتمام المشروع الجديد في موعده المحدد. فقبل عام واحد على الافتتاح التاريخي، وتحديداً في الخامس من آب العام 2014، كان السيسي يستمع إلى شرح من رئيس هيئة قناة السويس الفريق إيهاب مميش حول المشروع الجديد. توقف الرئيس المصري عند قول مميش إن "الفترة الزمنية لتنفيذ المشروع هي 36 شهراً... ثلاث سنوات". قاطع السيسي رئيس هيئة قناة السويس، قائلاً: "هيّ سنة واحدة"، ليرد الأخير: "سنة واحدة ويُنفّذ يا افندم".</p> <p dir="RTL">بدا السيسي على عجلة من أمره في تحقيق إنجاز إستراتيجي يسجّل لعهده الرئاسي.</p> <p dir="RTL">وبرغم حديث المعارضين عن استعراض إعلامي قام به الرئيس القادم من المؤسسة العسكرية، إلا أن واقع الأمور يشي بأن الاستعجال كان ضرورياً لاتمام هذا الانجاز الاستراتيجي، إذ لم يعد خافياً على أحد أن الاقتصاد المصري يمر في أصعب ظروفه، حتى صار في حاجة إلى جهود مكثفة لحمايته، وحماية الدولة المصرية كاملةً، من الانهيار، خصوصاً بعد الضغوط التي واجهها عقب ثورتين أسقطتا نظامين في أقل من ثلاثة أعوام، وترافقتا مع فوضى إقليمية وتحوّلات فرضت على المصريين الدخول في "سباق مع الزمن"، وهي العبارة التي يحلو للسيسي استخدامها منذ فوزه برئاسة الجمهورية في صيف العام 2014. ولكن الصعوبات التي واجهها الاقتصاد المصري خلال الفترة الماضية، وبرغم خطورتها، لا تكفي لتفسير إصرار السيسي على جعل هذا المشروع أولوية كبرى، استنفرت من أجله كل أجهزة الدولة المصرية، إذ ثمة اعتبارات أخرى ترتبط بقناة السويس نفسها، وهي تتعلق بالتنافس العالمي على الممرات البحرية.</p> <p dir="RTL">ومعروف أن قناة السويس شكلت منذ حفرها قبل 146 عاماً عنصر جذب للتجارة العالمية، غير أن طموحات أخرى باتت تشكل خطورة على القدرة التنافسية للقناة المصرية، وأبرزها قناة بنما، التي ستقوم بأعمال توسيع وتعميق لعبور السفن الضخمة في العام 2016، وقناة نيكاراغوا التي تشق قناة على طول 200 كيلومتر ويرجح أن تدشّن بعد خمس سنوات، وطريق بحر الشمال الذي يتوقع أن تزداد أهميته خلال السنوات المقبلة في ظل التقدم التكنولوجي وذوبان الثلوج، وطريق رأس الرجاء الصالح الذي يتعاظم مستوى الخدمات اللوجستية فيه، وقناة البحرين التي تزمع إسرائيل إنشاءها.</p> <p dir="RTL">حتى الآن، كسب السيسي الجولة الكبرى في خطة قناة "السويس الجديدة"، حين تمكنت أجهزة الدولة المصرية، وبشكل خاص القوات المسلحة، من إنجاز المشروع الضخم في الوقت المحدد له. ويبدو أن هذا ما دفع بالمعارضين إلى الانتقال من التبخيس بالفكرة إلى التشكيك في الجدوى الاقتصادية من المشروع الجديد.</p> <p dir="RTL">وفي ظل الغموض الذي بدا مقصوداً من قبل السلطات المصرية بشأن تفاصيل مشروع "قناة السويس الجديدة"، وآثاره المستقبلية، فإن طرفي السجال حول "قناة السويس"، سواء المؤيدين أو المعارضين، ذهبا إلى تقديرات متفاوتة جداً بشأن الجدوى الاقتصادية للمشروع الجديد.</p> <p dir="RTL">وبحسب القائمين على المشروع، فإن قناة "السويس الجديدة" سترفع قدرة الممر المائي من 49 إلى 97 سفينة يومياً في المتوسط، بما يرفع تدريجياً العائدات السنوية من 5.233 مليار دولار سنوياً إلى أكثر من 13 مليار دولار بحلول العام 2023 (259%)، فضلاً عن تطوير موقع مصر كممر مائي مهم لحركة التجارة الدولية، عبر تقليل عامل الوقت، وتحويل منطقة قناة السويس إلى مركز تجاري عالمي، عبر منشآت فنية ولوجستية.</p> <p dir="RTL">في المقابل، يرى المشككون في جدوى "قناة السويس الجديدة"، أن الزيادة المتوقعة في حركة السفن تبقى مرتبطة بالتجارة العالمية، فإذا ما تسارعت عجلة الإنتاج في الصين والولايات المتحدة، وزادت معدلات الاستهلاك في أوروبا، فسترتفع حركة المرور في الممر المائي الجديد، لكن إذا ما استمر الاقتصاد العالمي في النمو بمعدلات بطيئة، فلن يكون ثمةَ داعٍ لاستخدام القناة الجديدة في مصر. وينطلق المشككون في جدوى المشروع الجديد من واقع تراجع عدد السفن التي عبرت قناة السويس خلال الفترة الأخيرة، وخصوصاً بعد الأزمة الاقتصادية العالمية الكبرى في العام 2008، للقول إن مصر ليست في حاجة إلى "قناة سويس جديدة"، وهم يرون أن القائمين على المشروع يبالغون في الحديث عن تزايد حركة الملاحة في المجرى المائي خلال السنوات المقبلة، وبالتالي في العائدات الاقتصادية لحركة عبور السفن.</p> <p dir="RTL">وبرغم أن انتقادات المشككين - أو بعض منها - تبدو واقعية، في ظاهرها، إلا انها تتجاهل جوانب أخرى، أبرزها أن جزءاً من التراجع الذي لحق بحركة النقل في قناة السويس يعود إلى انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط، فضلاً عن بروز طرق بحرية أخرى منافسة على المستوى اللوجستي. وعليه، فإن الجدوى الاقتصادية لـ"قناة السويس الجديدة" تنطلق من أهمية العمل على زيادة قدرتها التنافسية، إن على مستوى تسهيل الملاحة وتوفير الوقت بالنسبة إلى عبور السفن، أو على مستوى الخدمات اللوجستية المرافقة لها، والتي يقول القائمون على المشروع إنها ستتضمن 6 موانئ جديدة، ومنطقتين صناعيتين، ومراكز للخدمات التجارية والفنية من بين خدمات أخرى.</p> <p>كل ذلك يدفع إلى القول، ومن دون إهمال المخاطر الموضوعية المحتملة، إن "قناة السويس الجديدة" هي مشروع إستراتيجي يستحق المغامرة في عالم تزداد فيه العلاقات الاقتصادية تشابكاً وتعقيداً.</p>
Image: 270.jpg
ID:
471
Title: اقتصاد دولي: د. عصام حداد لمناسبة تطوير قناة السويس مئوية الملاحة البحرية.. ودور الصين الشعبية
Content: <p dir="RTL">"سوف يشهد العالم على مدى العشرين سنة المقبلة من التغييرات ما يفوق مجموع ما شهده على امتداد الثلاثمئة عام المنصر به"</p> <p dir="RTL">هكذا لخص الباحث الألماني في شؤون المستقبل غرد ليونارد GERD LEONHARDرؤيته لمناسبة انعقاد المؤتمر الـ 29 للاتحاد العالمي للمرافئ IAPH، وقد حضره 900 مندوب يمثلون إدارات وشركات المرافئ من كافة أنحاء العالم وذلك في الخامس من حزيران المنصرم في مدينة هامبورغ الشمالية (المرفأ الثاني على المستوى الأوروبي بعد روكردام والـ 15 على المستوى العالمي ...).</p> <p dir="RTL">وأكد العالم الألماني قناعاته في اتجاه التطور العام والنمو للتجارة العالمية عبر البحار من خلال رفع الجاهزية التقنية للمرافئ والموانئ للتعامل مع البواخر العملاقة التي تنقل عشرين ألف حاوية(عشرين روم TEU) وما فوق وخاصة بعد ان تم انجاز تعميم النقل البضاعي عبر<strong> نظام الحلويات </strong>على المستوى العالمي عبر المحيطات والبحار....</p> <p dir="RTL"><strong>من حصاد العولمة:</strong> توسعت التجارة العالمية وبشكل متسارع مع انطلاق العولمة في مطلع ثمانينيات القرن الماضي فأدت بدورها إلى:<br /> - زيادة حجم إنتاج الاقتصاد العالمي</p> <p dir="RTL">- تقسيم جديد للعمل على المستوى الدولي وبروز دور الصين الشعبية وترتب على ذلك نمو للتبادل البضاعي (مواد خام + بضائع نصف جاهزة +بضائع كاملة الجهوزية) وخاصة عبر البحار (الطرق الزرقاء) بنسبة 90% من التجارة العالمية ويسهل عبورها قنوات اصطناعية:<strong> أمثلها قناة السويس</strong> عبر أراضي الكنانة منذ 1869(بطول 193,3كلم) على الطريق من اقصى شرق آسيا إلى أوروبا تليها "قناة بحر الشمال "(او "قناة كيل) على امتداد شمال ألمانيا بين بحر البلطيق / شرقاً وبحر الشمال/ الأطلسي غرباً وبطول 100 كلم منذ عام 1895.</p> <p dir="RTL">- وأخيراً قناة باناما التي تربط منذ عام 1914 آسيا مع الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة، أي قناة بطول 82 كلم ما بين المحيط الهادي والمحيط الأطلسي ....وبلغ حجم التبادل البضاعي عبر البحار عشية اندلاع الأزمة المالية الاقتصادية العالمية في عام 2008 ما مقداره تسعة بليون طن ( تسعة آلاف مليون طن) واستمر يراوح عند هذا المستوى حتى العام 2014 كما يقول تقرير منظمة التجارة العالمية UNCTAD <strong>ويعبر 9% منها قناة السويس</strong> وهو الرقم القياسي العالمي التي تعبر للبضائع من خلال الممرات المائية الاصطناعية في العالم.</p> <p dir="RTL">وفي حين تشير التوقعات الأخيرة لصندوق النقد الدولي الى استمرار تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي بشكل عام إلا انها تؤكد بوضوح على زيادة تصل الى 10% في حجم التجارة الخارجية للبلدان على طريق النمو على امتداد العامين المقبلين وخاصة داخل المجال الآسيوي وفي المجال الآسيوي- الأفريقي والآسيوي الأوروبي، الأمر الذي سوف ينعكس في ازدهار الملاحة البحرية.</p> <p dir="RTL"><strong>جمهورية الصين الشعبية في الاقتصاد المعولم: </strong>انعكس صعود دور الصين في الإنتاج البضاعي المعولم في تطور مكانتها الدولية في التجارة العالمية، فتحل اليوم في المرتبة الثانية وراء الولايات المتحدة الأميركية.</p> <p dir="RTL">ويتوقع المراقبون ان تتخطى الصين الولايات المتحدة مع حلول عام 2030 على صعيد التجارة العالمية، وتشكل الصين الشريك التجاري الأول للاقتصاد والألماني خارج إطار الاتحاد الأوروبي كما تستورد مجموع بلدان الاتحاد الأوروبي 18% من كافة البضائع المتداولة في أسواقها من انتاج جمهورية الصين الشعبية.</p> <p dir="RTL">إدارة الرئيس الأميركي أوباما تسعى جاهدة وبالتعاون الوثيق مع حكومة ميركل في ألمانيا الاتحادية لإنشاء<strong> "السوق الأطلسية للتبادل الحر" (</strong><strong>TTIP</strong><strong>) </strong>بالإضافة إلى الجهود المكثفة لإنشاء "سوق للتبادل الحر" (TIP) مع 12 دولة مطلة على المحيط الهادي / الباسيفيك من بينها جمهورية فيتنام. ويهدفان إلى مواجهة تقدم الصين خاصة وعموم مجموعة دولة "البريكس" BRICS(البرازيل +روسيا +الهند + الصين + وجنوب افريقيا) في تطور الاقتصاد العالمي.</p> <p dir="RTL"> تعتمد الصين سياسية النقل الرخيص لبضائعها عبر البحار حفاظاً على قدرتها التنافسية في أسواق الاستهلاك ولذلك:</p> <p dir="RTL">*اعتمدت الناقلات العملاقة وأحدثها CSCL GLOBE/ MSC والـ ZOE: تنقل كل منها 19 ألف حاوية ( عشرين قدم) تنقل فيها <strong>مليون </strong>غسالة كهربائية أو <strong>120</strong> مليون حذاء وهكذا....</p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL">* اختصار المسافات وبالتالي <strong>سرعة النقل</strong>: الأمر الذي دفع للبدء في حفر قناة <strong>نيكاراغوا </strong>بين المحيطين الهادي/ الباسيفيكي والأطلسي وبغاطس مائي يضمن العبور الآمن للناقلات العملاقة.</p> <p dir="RTL">* بناء المرافئ على طرق النقل لتشكل <strong>"محطات لوجستية" </strong>لإعادة توزيع حاويات البضائع الى مرافئ بلدان الاستهلاك كل حسب ظروفها. يأتي بناء مرفأ <strong>"مريال" </strong><strong>MARIEL</strong>، في <strong>"المنطقة الاقتصادية الخاصة "</strong>وبتمويل من البرازيل (إلى الشرق من العاصمة هافانا بمسافة 18 كلم) كأفضل مثال على خطط المواجهة التي تقودها الصين ودول البريكس. فمن مرفأ MARIEL في المياه العميقة لبحر الكاريبي يمكن إعادة توزيع حاويات البضائع إلى بلدان المقصد كل حسب ظروف موانئه الراهنة....</p> <p dir="RTL"><strong>ويشكل </strong>الاستثمار<strong> </strong>في المرفأ<strong> </strong>الكوبي ضمن نطاق "المنطقة الاقتصادية الخاصة" التي شرعت بموجب قانون خاص بالتزامن مع بدء العمل بشق قناة نيكاراغو وبتمويل صيني <strong>جزءاً </strong>من مشروع الاستثمارات الصينية برأسمال 500 مليار دولار في بلدان أميركا اللاتينية. ويشكل مشروع شق قناة بيكاراغوا الضمان لحرية النقل بعيداً من هيمنة الولايات المتحدة على قناة باناما فعلياً على الرغم من إعادتها في عام 2000 الى كنف السيادة الوطنية لدولة باناما.</p> <p dir="RTL"><strong>"طريق الحرير البحرية":</strong> يقدم الانجاز السريع لمشروع توسيع وتعميق مجرى قناة السويس فرصة واعدة لخدمة سياسة الصين المشار إليها أعلاه: تسريع مرور الناقلات العملاقة في طريقها إلى أوروبا... وتشير التقارير الى سعي الصين لبناء "محطة لوجستية" على القناة ودون أن تشير إلى تفاصيل وظيفتها. ومن المعلوم ان الصين قد أنجزت المرحلة الأولى من مرفأ "اصطناعي" في مياه <strong>سريلانكا </strong>العميقة في المحيط الهندي حيث طرق التجارة الى البلدان العربية المنتجة للنفط من جهة والى بلدان شرق افريقيا من جهة ثانية... ويشكل هذا المرفأ نموذجاً "للمركز اللوجستي" الذي تسعى الصين لانجازه على طرق تجارتها عبر المحطات. فمن "سريلانكا " تجري إعادة شحن البضائع إلى مرافئ التي سبق للصين ان ساهمت في بنائها أو حفظت لتجارتها ارصفة ومستودعات من خلال عقود طويلة الأجل: في بنغلادش وجزر المالديف، وباكستان، ميانمار اندونيسيا وكامبوتشيا وكينيا وجيبوتي..... ويؤمن هذا "<strong>المركز اللوجستي" </strong> في سريلانكا فرص عمل لـ 50 ألف انسان وعلى مساحة تبلغ 16 كلم ليكون أكبر مرفأ يشاد في العالم وبكلفة 9,7 مليار دولار ويقع على "طريق الحرير البحري" ما قبل السويس. ويتوقع المراقبون اشادة المركز اللوجستي الصيني في خدمة التجارة مع غرب آسيا وشرق المتوسط وشمال افريقيا...</p> <p dir="RTL">ومن السويس يتابع طريق الحرير البحري مجراه عبر جبل طارق إلى الأطلسي فبحر الشمال ليصل إلى هامبورغ "بوابة أوروبا" بالنسبة للصين. فهذا المرفأ ودولة المدينة يتمتع بثاني أكبر وأحدث محطة قطارات للنقل تصل من خلالها بضائع الصين الى كافة أرجاء أوروبا وبأسرع الأوقات.</p> <p dir="RTL">وتمتلك الصين اليوم 7 من 10 اهم واكبر مرافئ بحرية في العالم، تنطلق منها حركة تجارية عالمية يصفها ممثل الشبيبة الساندينية: "انهم يريدون التجارة معنا فقط وليس احتلالنا بقوة السلاح كما فعل الاميركيون....."</p>
Image: 270.jpg
Title: اقتصاد دولي: د. عصام حداد لمناسبة تطوير قناة السويس مئوية الملاحة البحرية.. ودور الصين الشعبية
Content: <p dir="RTL">"سوف يشهد العالم على مدى العشرين سنة المقبلة من التغييرات ما يفوق مجموع ما شهده على امتداد الثلاثمئة عام المنصر به"</p> <p dir="RTL">هكذا لخص الباحث الألماني في شؤون المستقبل غرد ليونارد GERD LEONHARDرؤيته لمناسبة انعقاد المؤتمر الـ 29 للاتحاد العالمي للمرافئ IAPH، وقد حضره 900 مندوب يمثلون إدارات وشركات المرافئ من كافة أنحاء العالم وذلك في الخامس من حزيران المنصرم في مدينة هامبورغ الشمالية (المرفأ الثاني على المستوى الأوروبي بعد روكردام والـ 15 على المستوى العالمي ...).</p> <p dir="RTL">وأكد العالم الألماني قناعاته في اتجاه التطور العام والنمو للتجارة العالمية عبر البحار من خلال رفع الجاهزية التقنية للمرافئ والموانئ للتعامل مع البواخر العملاقة التي تنقل عشرين ألف حاوية(عشرين روم TEU) وما فوق وخاصة بعد ان تم انجاز تعميم النقل البضاعي عبر<strong> نظام الحلويات </strong>على المستوى العالمي عبر المحيطات والبحار....</p> <p dir="RTL"><strong>من حصاد العولمة:</strong> توسعت التجارة العالمية وبشكل متسارع مع انطلاق العولمة في مطلع ثمانينيات القرن الماضي فأدت بدورها إلى:<br /> - زيادة حجم إنتاج الاقتصاد العالمي</p> <p dir="RTL">- تقسيم جديد للعمل على المستوى الدولي وبروز دور الصين الشعبية وترتب على ذلك نمو للتبادل البضاعي (مواد خام + بضائع نصف جاهزة +بضائع كاملة الجهوزية) وخاصة عبر البحار (الطرق الزرقاء) بنسبة 90% من التجارة العالمية ويسهل عبورها قنوات اصطناعية:<strong> أمثلها قناة السويس</strong> عبر أراضي الكنانة منذ 1869(بطول 193,3كلم) على الطريق من اقصى شرق آسيا إلى أوروبا تليها "قناة بحر الشمال "(او "قناة كيل) على امتداد شمال ألمانيا بين بحر البلطيق / شرقاً وبحر الشمال/ الأطلسي غرباً وبطول 100 كلم منذ عام 1895.</p> <p dir="RTL">- وأخيراً قناة باناما التي تربط منذ عام 1914 آسيا مع الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة، أي قناة بطول 82 كلم ما بين المحيط الهادي والمحيط الأطلسي ....وبلغ حجم التبادل البضاعي عبر البحار عشية اندلاع الأزمة المالية الاقتصادية العالمية في عام 2008 ما مقداره تسعة بليون طن ( تسعة آلاف مليون طن) واستمر يراوح عند هذا المستوى حتى العام 2014 كما يقول تقرير منظمة التجارة العالمية UNCTAD <strong>ويعبر 9% منها قناة السويس</strong> وهو الرقم القياسي العالمي التي تعبر للبضائع من خلال الممرات المائية الاصطناعية في العالم.</p> <p dir="RTL">وفي حين تشير التوقعات الأخيرة لصندوق النقد الدولي الى استمرار تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي بشكل عام إلا انها تؤكد بوضوح على زيادة تصل الى 10% في حجم التجارة الخارجية للبلدان على طريق النمو على امتداد العامين المقبلين وخاصة داخل المجال الآسيوي وفي المجال الآسيوي- الأفريقي والآسيوي الأوروبي، الأمر الذي سوف ينعكس في ازدهار الملاحة البحرية.</p> <p dir="RTL"><strong>جمهورية الصين الشعبية في الاقتصاد المعولم: </strong>انعكس صعود دور الصين في الإنتاج البضاعي المعولم في تطور مكانتها الدولية في التجارة العالمية، فتحل اليوم في المرتبة الثانية وراء الولايات المتحدة الأميركية.</p> <p dir="RTL">ويتوقع المراقبون ان تتخطى الصين الولايات المتحدة مع حلول عام 2030 على صعيد التجارة العالمية، وتشكل الصين الشريك التجاري الأول للاقتصاد والألماني خارج إطار الاتحاد الأوروبي كما تستورد مجموع بلدان الاتحاد الأوروبي 18% من كافة البضائع المتداولة في أسواقها من انتاج جمهورية الصين الشعبية.</p> <p dir="RTL">إدارة الرئيس الأميركي أوباما تسعى جاهدة وبالتعاون الوثيق مع حكومة ميركل في ألمانيا الاتحادية لإنشاء<strong> "السوق الأطلسية للتبادل الحر" (</strong><strong>TTIP</strong><strong>) </strong>بالإضافة إلى الجهود المكثفة لإنشاء "سوق للتبادل الحر" (TIP) مع 12 دولة مطلة على المحيط الهادي / الباسيفيك من بينها جمهورية فيتنام. ويهدفان إلى مواجهة تقدم الصين خاصة وعموم مجموعة دولة "البريكس" BRICS(البرازيل +روسيا +الهند + الصين + وجنوب افريقيا) في تطور الاقتصاد العالمي.</p> <p dir="RTL"> تعتمد الصين سياسية النقل الرخيص لبضائعها عبر البحار حفاظاً على قدرتها التنافسية في أسواق الاستهلاك ولذلك:</p> <p dir="RTL">*اعتمدت الناقلات العملاقة وأحدثها CSCL GLOBE/ MSC والـ ZOE: تنقل كل منها 19 ألف حاوية ( عشرين قدم) تنقل فيها <strong>مليون </strong>غسالة كهربائية أو <strong>120</strong> مليون حذاء وهكذا....</p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL">* اختصار المسافات وبالتالي <strong>سرعة النقل</strong>: الأمر الذي دفع للبدء في حفر قناة <strong>نيكاراغوا </strong>بين المحيطين الهادي/ الباسيفيكي والأطلسي وبغاطس مائي يضمن العبور الآمن للناقلات العملاقة.</p> <p dir="RTL">* بناء المرافئ على طرق النقل لتشكل <strong>"محطات لوجستية" </strong>لإعادة توزيع حاويات البضائع الى مرافئ بلدان الاستهلاك كل حسب ظروفها. يأتي بناء مرفأ <strong>"مريال" </strong><strong>MARIEL</strong>، في <strong>"المنطقة الاقتصادية الخاصة "</strong>وبتمويل من البرازيل (إلى الشرق من العاصمة هافانا بمسافة 18 كلم) كأفضل مثال على خطط المواجهة التي تقودها الصين ودول البريكس. فمن مرفأ MARIEL في المياه العميقة لبحر الكاريبي يمكن إعادة توزيع حاويات البضائع إلى بلدان المقصد كل حسب ظروف موانئه الراهنة....</p> <p dir="RTL"><strong>ويشكل </strong>الاستثمار<strong> </strong>في المرفأ<strong> </strong>الكوبي ضمن نطاق "المنطقة الاقتصادية الخاصة" التي شرعت بموجب قانون خاص بالتزامن مع بدء العمل بشق قناة نيكاراغو وبتمويل صيني <strong>جزءاً </strong>من مشروع الاستثمارات الصينية برأسمال 500 مليار دولار في بلدان أميركا اللاتينية. ويشكل مشروع شق قناة بيكاراغوا الضمان لحرية النقل بعيداً من هيمنة الولايات المتحدة على قناة باناما فعلياً على الرغم من إعادتها في عام 2000 الى كنف السيادة الوطنية لدولة باناما.</p> <p dir="RTL"><strong>"طريق الحرير البحرية":</strong> يقدم الانجاز السريع لمشروع توسيع وتعميق مجرى قناة السويس فرصة واعدة لخدمة سياسة الصين المشار إليها أعلاه: تسريع مرور الناقلات العملاقة في طريقها إلى أوروبا... وتشير التقارير الى سعي الصين لبناء "محطة لوجستية" على القناة ودون أن تشير إلى تفاصيل وظيفتها. ومن المعلوم ان الصين قد أنجزت المرحلة الأولى من مرفأ "اصطناعي" في مياه <strong>سريلانكا </strong>العميقة في المحيط الهندي حيث طرق التجارة الى البلدان العربية المنتجة للنفط من جهة والى بلدان شرق افريقيا من جهة ثانية... ويشكل هذا المرفأ نموذجاً "للمركز اللوجستي" الذي تسعى الصين لانجازه على طرق تجارتها عبر المحطات. فمن "سريلانكا " تجري إعادة شحن البضائع إلى مرافئ التي سبق للصين ان ساهمت في بنائها أو حفظت لتجارتها ارصفة ومستودعات من خلال عقود طويلة الأجل: في بنغلادش وجزر المالديف، وباكستان، ميانمار اندونيسيا وكامبوتشيا وكينيا وجيبوتي..... ويؤمن هذا "<strong>المركز اللوجستي" </strong> في سريلانكا فرص عمل لـ 50 ألف انسان وعلى مساحة تبلغ 16 كلم ليكون أكبر مرفأ يشاد في العالم وبكلفة 9,7 مليار دولار ويقع على "طريق الحرير البحري" ما قبل السويس. ويتوقع المراقبون اشادة المركز اللوجستي الصيني في خدمة التجارة مع غرب آسيا وشرق المتوسط وشمال افريقيا...</p> <p dir="RTL">ومن السويس يتابع طريق الحرير البحري مجراه عبر جبل طارق إلى الأطلسي فبحر الشمال ليصل إلى هامبورغ "بوابة أوروبا" بالنسبة للصين. فهذا المرفأ ودولة المدينة يتمتع بثاني أكبر وأحدث محطة قطارات للنقل تصل من خلالها بضائع الصين الى كافة أرجاء أوروبا وبأسرع الأوقات.</p> <p dir="RTL">وتمتلك الصين اليوم 7 من 10 اهم واكبر مرافئ بحرية في العالم، تنطلق منها حركة تجارية عالمية يصفها ممثل الشبيبة الساندينية: "انهم يريدون التجارة معنا فقط وليس احتلالنا بقوة السلاح كما فعل الاميركيون....."</p>
Image: 270.jpg
ID:
472
Title: قضية: نديم دياب جسد المرأة: بين التحرر والإغراء
Content: <p dir="RTL">لطالما اعتبر النقد لصورة المرأة السائدة في السياقين الإعلامي والإعلاني أن لدى النظام الرأسمالي نزعة إلى استغلال أجساد النساء وتحجيمهن إلى مخلوقاتٍ جنسية بغية الربح السريع. موقفٌ لم يخلُ يوماً من معارضةٍ شرسة لما يستتبع ذلك الاستغلال من عواقب على تطور مفهوم المساواة الجندرية وتحرير العنصر الانثوي من قبضة المجتمع الذكوري. غير أن لظهور وسائل التواصل الاجتماعي على ما يبدو مساهمة في بروز أصوات أضافت على المتهمين بالإساءة إلى المرأة من معلنين وشركات إنتاج عنصراً جديداً خلافي الطابع هو المرأة عينها، مشككة في دورها الإيجابي لنصرة أخواتها، فكان الاختلاف في الآراء والخلاف.</p> <p dir="RTL">انشغل الـ”تويتريون" (نسبة إلى تويتر) في الولايات المتحدة مطلع الشهر الحالي بجولة جديدة من التحركات الإشكالية بدأت بتغريدة أطلقها مستخدمٌ حَمَّل صورة ثابتة لثلاث نساء جاثمات على أيديهن وأرجلهن رافعات لمؤخراتهن أخذها من فيديو منشور على موقع يوتيوب. كتب الشاب الأميركي "لنجعل منها (أي الصورة) صَيْحة" مذيلاً عباراته بـ"هاشتاغ" أو وسم إلكتروني #ArchYourBackChallenge أو تحدي "تقويس الظهر"، ليتناقله المستخدمون، وتتكاثر الصور المستنسخة، فتعلو المؤخرات لنصرة التحرك ومعها الأصوات المنددة لهكذا تحد يضع المرأة في وضعيةٍ دونية.</p> <p dir="RTL">الأرجح أن المشاركات اللواتي تبنين هكذا قضية لم يدرين أن الحملة التي دعمنها أو أسهمن فيها هي وليدة لحظة ملل شعر بها العقل المدبر، والذي كان هدفه على الأرجح أيضاً قليلاً من التسلية المجانية فيما لو وجد من يوقعهن في شركه. لكن الأكيد، إلى جانب حصول الشاب على مبتغاه، هو أن خدعته للاستمتاع ببعض العري فتحت الباب أمام جدل جديد- قديم حول كيفية تظهير المرأة لجسدها بغية تمكين نفسها. ففي الوقت الذي رأت فيه الكثيرات أن في استفزازية الصور وسيلة لشعور المرأة بالقوة نظراً لكونها هي صانعة الصورة والرسالة التي تتضمنها، وبالتالي المحرك الرئيسي لشخوص الأعين تجاهها، ثمة من ثارت على الإثارة المبتذلة معتبرة أن ضلوع المرأة في اختزال نفسها بالعري، ولو في إرادتها التامة، أمراً مؤسفاً وعاملاً مساهماً في تشويه صورتها، داعية إلى مواجهة هذه الموجة من العري الخياري بالتركيز على عضو جسدي أهم هو العقل والمشاركة في حملة مضادة هي #ShowYourDiplomaChallenge أو تحرك "اظهري شهادتك الجامعية".</p> <p dir="RTL">حقوق المرأة السياسية والقانونية والاجتماعية وحريتها في امتلاك جسدها والتصرف فيه لم يكن دائماً من المسلّمات، إذ أن القوى المسيطرة على السوق والعقلية الذكورية جعلت من جسمها سلعة لأهداف اقتصادية وجنسية كنوع من الاستعباد. ثقافتا تخجيل المرأة من جسدها والإذعان للهيمنة الذكورية الممنهجتان ما تزال آثارهما واضحة في كثير من المجتمعات بما في ذلك المجتمعات الغربية، وكانتا من إحدى الدوافع لظهور حركة لتمكين المرأة هناك. عملية تحرير الذات أفضت إلى جعل المرأة "قوامة على نفسها"، وأعادت الاعتبار لجسم المرأة على أنه كيان من المخزي تشييئه واختزاله بمفاتنه.</p> <p dir="RTL">الجسد، كوجود مادي، استخدمته النساء في بعض التقاطعات الزمنية دفاعاً عن قضايا واحتجاجاً على أخرى. في هذا الإطار، خلعت بعض النسوة ثيابهن، ليس لتخلعن عنهن القيود الاجتماعية ووصمة العار التي أُلحقت بأجسادهن فقط، بل كتعبيرٍ سياسي ومدني. استعملن أجسادهن للفت الانتباه ليس للجسد ولكن للفكر الذي يؤمن به الجسد. علياء المهدي عام 2012 تعرت أمام السفارة المصرية في السويد ليس لمجرد نزوة اعترتها على حين غرة، بل للتنديد بوصول الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم. الفتاة العشرينية حولت جسدها إلى يافطةٍ متنقلة للاعتراض على الدستور المصري، كاتبة "الشريعة ليست دستوراً". أما التونسية أمينة السبوعي، فقد قامت في العام 2013 بنشر صورة لها على صفحتها على الفايسبوك إستنكاراً لمفهوم الشرف في التقاليد العربية، فخطّت على صدرها العاري "جسدي ملكي، ليس شرف أحد". هي أقدمت على خطوة مماثلة ليس لأغراض جنسية، بل كمحاولة فردية للهجوم على ثقافة العورة المرتبطة بجسد المرأة.</p> <p dir="RTL">اليوم وقد استعادت النساء المبادرة (مبدئياً، وليس في المطلق)، ثمة من تناست السبب الرئيسي للنهوض في تفعيل دور المرأة ورفع قيمتها البشرية والحد من اعتبار جسدها دمية جنسية، أو سلعة للاستهلاك الجنسي والربحي، فوقعت في الفخ الذي سبقها إليه المنظومة الاجتماعية- الاقتصادية منذ القدم. نساء "تويتر" استعن بالجسد لشدّ النظر إلى الجسد، فسلَّطْن الضوء، عمداً أو من دون قصد، على تضاريسهن، وبالتالي قدَّمْنَ أنفسهن على أنّهن جزء عوضاً عن كلٍّ متكامل. التعويل على الجسد، واستغلاله بطريقة جنسية كوسيلة لتحقيق الذات لا يدخل ضمن عملية التحرر الجنسي، انما يسهم في تدعيم عملية العبودية للجسد. تسليع البعض لأنفسهن يخدم مشروع تسليع الآخرين للنساء، في وقت ما تزال كثيرات يعانين من التمييز والتهميش والخضوع، والتسطيح.</p> <p>على الجسد، كعامل إغراء، أن يخرج من قضية تمكين المرأة من أجل الاستفادة من قدراتها وحشد امكاناتها ضمن عملية التغيير الاجتماعي وتحقيق المساواة التامة. فالجسد إلى زوال، أما الفكر فباق، وما يستنبطه من مبادئ ومواقف ومبادرات محتم عليها التناسل بعد أن يفنى الهيكل. </p>
Image: 270.jpg
Title: قضية: نديم دياب جسد المرأة: بين التحرر والإغراء
Content: <p dir="RTL">لطالما اعتبر النقد لصورة المرأة السائدة في السياقين الإعلامي والإعلاني أن لدى النظام الرأسمالي نزعة إلى استغلال أجساد النساء وتحجيمهن إلى مخلوقاتٍ جنسية بغية الربح السريع. موقفٌ لم يخلُ يوماً من معارضةٍ شرسة لما يستتبع ذلك الاستغلال من عواقب على تطور مفهوم المساواة الجندرية وتحرير العنصر الانثوي من قبضة المجتمع الذكوري. غير أن لظهور وسائل التواصل الاجتماعي على ما يبدو مساهمة في بروز أصوات أضافت على المتهمين بالإساءة إلى المرأة من معلنين وشركات إنتاج عنصراً جديداً خلافي الطابع هو المرأة عينها، مشككة في دورها الإيجابي لنصرة أخواتها، فكان الاختلاف في الآراء والخلاف.</p> <p dir="RTL">انشغل الـ”تويتريون" (نسبة إلى تويتر) في الولايات المتحدة مطلع الشهر الحالي بجولة جديدة من التحركات الإشكالية بدأت بتغريدة أطلقها مستخدمٌ حَمَّل صورة ثابتة لثلاث نساء جاثمات على أيديهن وأرجلهن رافعات لمؤخراتهن أخذها من فيديو منشور على موقع يوتيوب. كتب الشاب الأميركي "لنجعل منها (أي الصورة) صَيْحة" مذيلاً عباراته بـ"هاشتاغ" أو وسم إلكتروني #ArchYourBackChallenge أو تحدي "تقويس الظهر"، ليتناقله المستخدمون، وتتكاثر الصور المستنسخة، فتعلو المؤخرات لنصرة التحرك ومعها الأصوات المنددة لهكذا تحد يضع المرأة في وضعيةٍ دونية.</p> <p dir="RTL">الأرجح أن المشاركات اللواتي تبنين هكذا قضية لم يدرين أن الحملة التي دعمنها أو أسهمن فيها هي وليدة لحظة ملل شعر بها العقل المدبر، والذي كان هدفه على الأرجح أيضاً قليلاً من التسلية المجانية فيما لو وجد من يوقعهن في شركه. لكن الأكيد، إلى جانب حصول الشاب على مبتغاه، هو أن خدعته للاستمتاع ببعض العري فتحت الباب أمام جدل جديد- قديم حول كيفية تظهير المرأة لجسدها بغية تمكين نفسها. ففي الوقت الذي رأت فيه الكثيرات أن في استفزازية الصور وسيلة لشعور المرأة بالقوة نظراً لكونها هي صانعة الصورة والرسالة التي تتضمنها، وبالتالي المحرك الرئيسي لشخوص الأعين تجاهها، ثمة من ثارت على الإثارة المبتذلة معتبرة أن ضلوع المرأة في اختزال نفسها بالعري، ولو في إرادتها التامة، أمراً مؤسفاً وعاملاً مساهماً في تشويه صورتها، داعية إلى مواجهة هذه الموجة من العري الخياري بالتركيز على عضو جسدي أهم هو العقل والمشاركة في حملة مضادة هي #ShowYourDiplomaChallenge أو تحرك "اظهري شهادتك الجامعية".</p> <p dir="RTL">حقوق المرأة السياسية والقانونية والاجتماعية وحريتها في امتلاك جسدها والتصرف فيه لم يكن دائماً من المسلّمات، إذ أن القوى المسيطرة على السوق والعقلية الذكورية جعلت من جسمها سلعة لأهداف اقتصادية وجنسية كنوع من الاستعباد. ثقافتا تخجيل المرأة من جسدها والإذعان للهيمنة الذكورية الممنهجتان ما تزال آثارهما واضحة في كثير من المجتمعات بما في ذلك المجتمعات الغربية، وكانتا من إحدى الدوافع لظهور حركة لتمكين المرأة هناك. عملية تحرير الذات أفضت إلى جعل المرأة "قوامة على نفسها"، وأعادت الاعتبار لجسم المرأة على أنه كيان من المخزي تشييئه واختزاله بمفاتنه.</p> <p dir="RTL">الجسد، كوجود مادي، استخدمته النساء في بعض التقاطعات الزمنية دفاعاً عن قضايا واحتجاجاً على أخرى. في هذا الإطار، خلعت بعض النسوة ثيابهن، ليس لتخلعن عنهن القيود الاجتماعية ووصمة العار التي أُلحقت بأجسادهن فقط، بل كتعبيرٍ سياسي ومدني. استعملن أجسادهن للفت الانتباه ليس للجسد ولكن للفكر الذي يؤمن به الجسد. علياء المهدي عام 2012 تعرت أمام السفارة المصرية في السويد ليس لمجرد نزوة اعترتها على حين غرة، بل للتنديد بوصول الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم. الفتاة العشرينية حولت جسدها إلى يافطةٍ متنقلة للاعتراض على الدستور المصري، كاتبة "الشريعة ليست دستوراً". أما التونسية أمينة السبوعي، فقد قامت في العام 2013 بنشر صورة لها على صفحتها على الفايسبوك إستنكاراً لمفهوم الشرف في التقاليد العربية، فخطّت على صدرها العاري "جسدي ملكي، ليس شرف أحد". هي أقدمت على خطوة مماثلة ليس لأغراض جنسية، بل كمحاولة فردية للهجوم على ثقافة العورة المرتبطة بجسد المرأة.</p> <p dir="RTL">اليوم وقد استعادت النساء المبادرة (مبدئياً، وليس في المطلق)، ثمة من تناست السبب الرئيسي للنهوض في تفعيل دور المرأة ورفع قيمتها البشرية والحد من اعتبار جسدها دمية جنسية، أو سلعة للاستهلاك الجنسي والربحي، فوقعت في الفخ الذي سبقها إليه المنظومة الاجتماعية- الاقتصادية منذ القدم. نساء "تويتر" استعن بالجسد لشدّ النظر إلى الجسد، فسلَّطْن الضوء، عمداً أو من دون قصد، على تضاريسهن، وبالتالي قدَّمْنَ أنفسهن على أنّهن جزء عوضاً عن كلٍّ متكامل. التعويل على الجسد، واستغلاله بطريقة جنسية كوسيلة لتحقيق الذات لا يدخل ضمن عملية التحرر الجنسي، انما يسهم في تدعيم عملية العبودية للجسد. تسليع البعض لأنفسهن يخدم مشروع تسليع الآخرين للنساء، في وقت ما تزال كثيرات يعانين من التمييز والتهميش والخضوع، والتسطيح.</p> <p>على الجسد، كعامل إغراء، أن يخرج من قضية تمكين المرأة من أجل الاستفادة من قدراتها وحشد امكاناتها ضمن عملية التغيير الاجتماعي وتحقيق المساواة التامة. فالجسد إلى زوال، أما الفكر فباق، وما يستنبطه من مبادئ ومواقف ومبادرات محتم عليها التناسل بعد أن يفنى الهيكل. </p>
Image: 270.jpg
ID:
473
Title: ثقافة: شوقي مسلماني هذا الإنفجار نتاجُ يأسِهم
Content: <p dir="RTL">إمعانُ النظر عَصَب. إمعانُ النظر بالشجرةِ الأقرب. إمعانُ النظر بالطائرِ الذي عَبَر. إمعانُ النظر بأخيك الذي يمرّ معك، بسلّةِ السمك، بالقمحِ، بالزهورِ. إمعانُ النظر بالداخلِ والخارج، بالإحتمالات. إمعانُ النظر عصَبُ الإنارة.</p> <p dir="RTL">(1) </p> <p dir="RTL">واحتجاجاً على طيالسِهم يلتحفُ خرقةً ويَحْجُم إلى عزلةٍ. ويشعرُ أصحابُ الطيالسِ بالحَرَجِ أمام المواطنين، ولكن سرعان ما يتداركون لئلاّ يفوتهم كلُّ شيء. يجعلون مِنْ ذواتِهم خيِّرين ويرسلون مساعدات إلى ذوي الخِرَق والعزلةِ متعلّلين إنّه بلغَ أعلى مراتب الإنسانيّة، وإنّهم بدأوا يؤمنون به ويسيرون على هديه في رفعِ الحيف. وأوّلُ الغيث قطرة. وعساه بما إنّه مؤتمَن يعمل على وصول هذه القطرة إلى من يستحقّ، ولأنّه سلبي يوافق.وتسمو العلاقة إلى الشراكة: له الأرواح يهذّبها بالخِرَقِ التي عليه، وبعزلتِه، ولهم الأبدان يهذِّبونَها بقطراتِهم. وينقلبُ المرفوض إلى عينِ المقبول، وتصيرُ له خريطة طريق، ويغدو أيّ خروج على خريطة الطريق هذه عين المسّ بالذات المتعالية!.</p> <p dir="RTL">(2) </p> <p dir="RTL">كلُّ إياب فيه مِنْ كلِّ ذِهاب.</p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">الجماعة في سبيلِ الفرد، والفرد في سبيلِ الجماعة. وجيشُ نملِ التفاصيل لاحتسابِ كلِّ مسافة. </p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">"بأيّام مجيدات نختصر قرناً كاملاً. بأيّام مجيدات ندفع أرواحنا أجيالاً دائماً إلى الأمام. يجب أن نندفع إلى الأمام.لا يليق أن نقف عند الماضي.يجب أن نحكّ كلّ مجال حيوي". </p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">هذا الإنفجار هو باختصار غير طبيعي. أنتَ تُريد حلاًّ دمويّاً، أنت تريد تسييج قارّات. هذا الإنفجار هو خارج إرادةِ الناس. هذا الإنفجار نتاجُ يأسِهم.</p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">ليس ما تقول إنّما كيف؟. الحزمُ دائماً أوفر صحّةً. </p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">ولكي يرى يغمض عينيه.</p> <p dir="RTL">(3) </p> <p dir="RTL">قالت عصافير باستهزاء من نسِر: "ما بالُه يُحلِّق عالياً حتى بالكاد يُرى"؟.فيما هي لا تدرك أنّه حيث هو لكي يراها جميعاً.</p> <p dir="RTL">(5)</p> <p dir="RTL">- "ولماذا أبلغَها إنّهم يُحصون عليه أنفاسَه"؟. –"لا أعرف"!. –"يحصون عليه أنفاسَه، وتعرفين أنّه قال لها ذلك. هل استشعرَ خطراً؟ ماذا فعل"؟. –"لا أعرف"!. –"لماذا أبلغَها إنّهم يحصون عليه أنفاسَه"؟. –"لا أعرف".–"يحصون عليه أنفاسَه، وأنتِ تقولين، ومن موقعك الأمني الرفيع، إنّك لا تعرفين؟. بل أنت تعرفين، وأعلنت غيظَك، وفجأةً أعلنتِ صمتَك.هل كان يُحقِّق في أمرٍ ما"؟. –"مزاعم". –"يوجد شهود وتسجيلات. لماذا أعلنتِ غيظك ثمّ أعلنتِ صمتك"؟. –"أكتفي بما أدليتُ به". </p> <p dir="RTL">(6)</p> <p dir="RTL">غطاؤه أوراق ومخدّته صرّة بالية. وأنا أمرّ ليلاً بإزائه استيقظَ مذعوراً.ولئلاّ يظنّ إنّي لصّ أريد أن أسرقه، وأنا آسف إنّي أربكته، وكان يجب أن أجعل مسافة بينه وبيني، كأن أسلك الرصيف المقابل،ابتسمتُ له!. </p> <p dir="RTL"><strong>(7)</strong></p> <p dir="RTL">وقصدوا البحر. وهم يسبحون عند الشاطئ فاجأهم صيّاد سمك ورمى شبكته عليهم. وفيماعلق أحدهم وأصيب الآخر ودنب الذعر كانت سفينة صيد تعبر. ورأى الريّس انهما كالصيّاد فأيقن إنّه عند صيدٍ وفير. وصاحب الصيّادين: "ألقوا الشباك، وحاصروا كل المنطقة".</p> <p dir="RTL">(8)</p> <p dir="RTL">الحيلة سكّين برقبة هذا الخروف المسكين!.</p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">المسألة متراكمة. وهذا سلوك لا أعتقد إنّه صنيع رِقّة. </p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">كلُّ جهة ليست أقلّ قسوة. </p> <p dir="RTL">(9)</p> <p dir="RTL">وهذا يسعى وذاك يسعى. حاصَرُوها حصارَ الدائرة. تراكموا فوقها، حجبوا عنها الشمسَ، زفرتْ آخِرَ أنفاسَها، جلبوا الإسمنت. وهي في مكانِها أغلقوا عليها.</p> <p dir="RTL">(10)</p> <p dir="RTL">كان طيراً بحجم حمامة. كان منه سبعة مليارات. كانت له أرض، فيها يهاجر ومنها يعود. واهتدى إليه صيّادون، فتكوا به حتى نقص نقصاً فادحاً. وصار بضعة ملايين، وصار بضعة آلاف،وصار بعدد أصابع اليد الواحدة، وصار واحداً. وظلّت الجبال والوديان تردّد صدى نداءاته اليائسة،حتى أغمض عينيه أخيراً مرّة وإلى الأبد.</p> <p dir="RTL">(11)</p> <p dir="RTL">وأنشأ عمارةً - قلعةً مِنْ زجاج لا يخترقها الرصاص.مع إنّي أتذكّر مِنْ دون شرح.</p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">والأخبار جدّاً مُقلِقة. حضارةٌ عثرتْ على موطئ قدم. صحيحٌ إنّهم يتساءلون عن حالِ الصحّةِ بعدَ المُصافحةِ وعن سيرِ العمل، إنّما الماء ينزلق ويتوه في الرمل. ورجلٌ تائه في الرمل. وعلى هذا النحو ينقضي الوقت، والشهود بين ليل وتعب.</p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">وهؤلاء نفّذوا أمرَ الجريمة. وأولئك أصدروا الأمر أو أوحوا به سيّان،جميعهم في صفٍّ واحد كأسنان المشط تحت المساءلةِ الواحدةِ – العادلة.</p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL"> </p>
Image: 270.jpg
Title: ثقافة: شوقي مسلماني هذا الإنفجار نتاجُ يأسِهم
Content: <p dir="RTL">إمعانُ النظر عَصَب. إمعانُ النظر بالشجرةِ الأقرب. إمعانُ النظر بالطائرِ الذي عَبَر. إمعانُ النظر بأخيك الذي يمرّ معك، بسلّةِ السمك، بالقمحِ، بالزهورِ. إمعانُ النظر بالداخلِ والخارج، بالإحتمالات. إمعانُ النظر عصَبُ الإنارة.</p> <p dir="RTL">(1) </p> <p dir="RTL">واحتجاجاً على طيالسِهم يلتحفُ خرقةً ويَحْجُم إلى عزلةٍ. ويشعرُ أصحابُ الطيالسِ بالحَرَجِ أمام المواطنين، ولكن سرعان ما يتداركون لئلاّ يفوتهم كلُّ شيء. يجعلون مِنْ ذواتِهم خيِّرين ويرسلون مساعدات إلى ذوي الخِرَق والعزلةِ متعلّلين إنّه بلغَ أعلى مراتب الإنسانيّة، وإنّهم بدأوا يؤمنون به ويسيرون على هديه في رفعِ الحيف. وأوّلُ الغيث قطرة. وعساه بما إنّه مؤتمَن يعمل على وصول هذه القطرة إلى من يستحقّ، ولأنّه سلبي يوافق.وتسمو العلاقة إلى الشراكة: له الأرواح يهذّبها بالخِرَقِ التي عليه، وبعزلتِه، ولهم الأبدان يهذِّبونَها بقطراتِهم. وينقلبُ المرفوض إلى عينِ المقبول، وتصيرُ له خريطة طريق، ويغدو أيّ خروج على خريطة الطريق هذه عين المسّ بالذات المتعالية!.</p> <p dir="RTL">(2) </p> <p dir="RTL">كلُّ إياب فيه مِنْ كلِّ ذِهاب.</p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">الجماعة في سبيلِ الفرد، والفرد في سبيلِ الجماعة. وجيشُ نملِ التفاصيل لاحتسابِ كلِّ مسافة. </p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">"بأيّام مجيدات نختصر قرناً كاملاً. بأيّام مجيدات ندفع أرواحنا أجيالاً دائماً إلى الأمام. يجب أن نندفع إلى الأمام.لا يليق أن نقف عند الماضي.يجب أن نحكّ كلّ مجال حيوي". </p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">هذا الإنفجار هو باختصار غير طبيعي. أنتَ تُريد حلاًّ دمويّاً، أنت تريد تسييج قارّات. هذا الإنفجار هو خارج إرادةِ الناس. هذا الإنفجار نتاجُ يأسِهم.</p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">ليس ما تقول إنّما كيف؟. الحزمُ دائماً أوفر صحّةً. </p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">ولكي يرى يغمض عينيه.</p> <p dir="RTL">(3) </p> <p dir="RTL">قالت عصافير باستهزاء من نسِر: "ما بالُه يُحلِّق عالياً حتى بالكاد يُرى"؟.فيما هي لا تدرك أنّه حيث هو لكي يراها جميعاً.</p> <p dir="RTL">(5)</p> <p dir="RTL">- "ولماذا أبلغَها إنّهم يُحصون عليه أنفاسَه"؟. –"لا أعرف"!. –"يحصون عليه أنفاسَه، وتعرفين أنّه قال لها ذلك. هل استشعرَ خطراً؟ ماذا فعل"؟. –"لا أعرف"!. –"لماذا أبلغَها إنّهم يحصون عليه أنفاسَه"؟. –"لا أعرف".–"يحصون عليه أنفاسَه، وأنتِ تقولين، ومن موقعك الأمني الرفيع، إنّك لا تعرفين؟. بل أنت تعرفين، وأعلنت غيظَك، وفجأةً أعلنتِ صمتَك.هل كان يُحقِّق في أمرٍ ما"؟. –"مزاعم". –"يوجد شهود وتسجيلات. لماذا أعلنتِ غيظك ثمّ أعلنتِ صمتك"؟. –"أكتفي بما أدليتُ به". </p> <p dir="RTL">(6)</p> <p dir="RTL">غطاؤه أوراق ومخدّته صرّة بالية. وأنا أمرّ ليلاً بإزائه استيقظَ مذعوراً.ولئلاّ يظنّ إنّي لصّ أريد أن أسرقه، وأنا آسف إنّي أربكته، وكان يجب أن أجعل مسافة بينه وبيني، كأن أسلك الرصيف المقابل،ابتسمتُ له!. </p> <p dir="RTL"><strong>(7)</strong></p> <p dir="RTL">وقصدوا البحر. وهم يسبحون عند الشاطئ فاجأهم صيّاد سمك ورمى شبكته عليهم. وفيماعلق أحدهم وأصيب الآخر ودنب الذعر كانت سفينة صيد تعبر. ورأى الريّس انهما كالصيّاد فأيقن إنّه عند صيدٍ وفير. وصاحب الصيّادين: "ألقوا الشباك، وحاصروا كل المنطقة".</p> <p dir="RTL">(8)</p> <p dir="RTL">الحيلة سكّين برقبة هذا الخروف المسكين!.</p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">المسألة متراكمة. وهذا سلوك لا أعتقد إنّه صنيع رِقّة. </p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">كلُّ جهة ليست أقلّ قسوة. </p> <p dir="RTL">(9)</p> <p dir="RTL">وهذا يسعى وذاك يسعى. حاصَرُوها حصارَ الدائرة. تراكموا فوقها، حجبوا عنها الشمسَ، زفرتْ آخِرَ أنفاسَها، جلبوا الإسمنت. وهي في مكانِها أغلقوا عليها.</p> <p dir="RTL">(10)</p> <p dir="RTL">كان طيراً بحجم حمامة. كان منه سبعة مليارات. كانت له أرض، فيها يهاجر ومنها يعود. واهتدى إليه صيّادون، فتكوا به حتى نقص نقصاً فادحاً. وصار بضعة ملايين، وصار بضعة آلاف،وصار بعدد أصابع اليد الواحدة، وصار واحداً. وظلّت الجبال والوديان تردّد صدى نداءاته اليائسة،حتى أغمض عينيه أخيراً مرّة وإلى الأبد.</p> <p dir="RTL">(11)</p> <p dir="RTL">وأنشأ عمارةً - قلعةً مِنْ زجاج لا يخترقها الرصاص.مع إنّي أتذكّر مِنْ دون شرح.</p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">والأخبار جدّاً مُقلِقة. حضارةٌ عثرتْ على موطئ قدم. صحيحٌ إنّهم يتساءلون عن حالِ الصحّةِ بعدَ المُصافحةِ وعن سيرِ العمل، إنّما الماء ينزلق ويتوه في الرمل. ورجلٌ تائه في الرمل. وعلى هذا النحو ينقضي الوقت، والشهود بين ليل وتعب.</p> <p dir="RTL">**</p> <p dir="RTL">وهؤلاء نفّذوا أمرَ الجريمة. وأولئك أصدروا الأمر أو أوحوا به سيّان،جميعهم في صفٍّ واحد كأسنان المشط تحت المساءلةِ الواحدةِ – العادلة.</p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL"> </p>
Image: 270.jpg
ID:
474
Title: حديث فتحي أبو العردات الى صوت الشعب
Content: <p dir="RTL">أبو العردات لصوت الشعب</p> <p dir="RTL" align="center">تفجير الاشتباكات في عين الحلوة هدفه ضرب القضية الفلسطينية</p> <p dir="RTL" align="center">ونمو لاتجاهات متطرفة مأجورة تعمل لإثارة الفتنة داخل المخيم ومع الجوار</p> <p dir="RTL">أمين سر حركة فتح في لبنان، فتحي أبو العردات، أشار الى أن الأسباب التي تفجر الاشتباكات في مخيم عين الحلوة أسباب قديمة متجددة تأخذ في كل مرحلة عناوين مختلفة، لافتاً الى أن أبعادها السياسية واحدة استهداف عين الحلوة وحق العودة وقضية اللاجئين، وهناك نمو لاتجاهات متطرفة مأجورة في المخيم تعمل على إثارة الفتنة داخله وبين المخيم والجوار، مؤكداً أن المطلوب في هذه المواجهة تفعيل دور مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على مختلف المستويات</p> <p dir="RTL">وأكد أبو العردات، في حديث الى صوت الشعب ضمن الفترة الاخبارية المستمرة، ان اجتماعات اللجنة الأمنية دائمة وتعمل على عودة العائلات التي نزحت من المخيم اثر الاشتباكات، مع ضرورة أن تترافق هذه العملية ببقاء الملاحقة القانونية لكل الذين امتهنوا عمليات الاغتيالات.</p>
Image: logo sawtachaab1.jpg
Title: حديث فتحي أبو العردات الى صوت الشعب
Content: <p dir="RTL">أبو العردات لصوت الشعب</p> <p dir="RTL" align="center">تفجير الاشتباكات في عين الحلوة هدفه ضرب القضية الفلسطينية</p> <p dir="RTL" align="center">ونمو لاتجاهات متطرفة مأجورة تعمل لإثارة الفتنة داخل المخيم ومع الجوار</p> <p dir="RTL">أمين سر حركة فتح في لبنان، فتحي أبو العردات، أشار الى أن الأسباب التي تفجر الاشتباكات في مخيم عين الحلوة أسباب قديمة متجددة تأخذ في كل مرحلة عناوين مختلفة، لافتاً الى أن أبعادها السياسية واحدة استهداف عين الحلوة وحق العودة وقضية اللاجئين، وهناك نمو لاتجاهات متطرفة مأجورة في المخيم تعمل على إثارة الفتنة داخله وبين المخيم والجوار، مؤكداً أن المطلوب في هذه المواجهة تفعيل دور مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على مختلف المستويات</p> <p dir="RTL">وأكد أبو العردات، في حديث الى صوت الشعب ضمن الفترة الاخبارية المستمرة، ان اجتماعات اللجنة الأمنية دائمة وتعمل على عودة العائلات التي نزحت من المخيم اثر الاشتباكات، مع ضرورة أن تترافق هذه العملية ببقاء الملاحقة القانونية لكل الذين امتهنوا عمليات الاغتيالات.</p>
Image: logo sawtachaab1.jpg
ID:
475
Title: حديث نائبة الامين العام للحزب الشيوعي الى صوت الشعب
Content: <p dir="RTL">الدبس لصوت الشعب</p> <p dir="RTL" align="center">ما نشهده انتفاضة شعبية تبشر بإمكانية تغيير الواقع السياسي</p> <p dir="RTL" align="center">وعندما تهتز مصالح الطبقة السياسية تعود وتتفق للحفاظ على مصالحها ونظامها السياسي</p> <p dir="RTL">نائبة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، الدكتورة ماري ناصيف – الدبس، اعتبرت ان ما نشهده هو انتفاضة شعبية تبشر بإمكانية الوصول الى تغيير جدي في الواقع السياسي اللبناني، خصوصاً بما يتعلق بنظام المحاصصة، لافتة الى أن الانتفاضة هي نتيجة لتفاقم الفساد وضرب الاقتصاد الوطني بالترافق مع وعي شعبي بأن النظام الطائفي لن يوصل إلاّ الى الخراب، مشيرة الى أن الشعارات كبرت أكثر وأصبح المطروح شعار إصلاحي أساسي هو الدولة المدنية والرعاية الاجتماعية، والمدخل هو بقانون انتخابات على أساس النسبية خارج القيد الطائفي ولبنان دائرة انتخابية واحدة</p> <p dir="RTL">وأكدت الدبس، في حديث الى صوت الشعب ضمن الفترة الإخبارية، أن القمع الذي يتعرض له المتظاهرون هو قمع لفكر جديد نير، يطرح من خلاله الشعب اللبناني حقوقه على الصعيد الوطني، من أجل التحرر من طغيان طبقة فاسدة تدافع عن هذا النظام الطائفي، وتسعى، دوماً، لتقسيم الشعب طائفياً ومذهبياً، للحفاظ على مواقعها ونظامها السياسي.</p> <p dir="RTL">وحول الأزمة الحكومية أشارت الدبس الى أن الطبقة السياسية عندما تشعر باهتزاز مصالحها تعود وتتفق، وأن ما تقوم به تلك الطبقة عبارة عن تجميع للأوراق على حساب الوطن، مستفيدة من الوضع الإقليمي الذي لا يؤشر الى حل في المنطقة في الوقت الراهن، مؤكدة أن الحل الحقيقي هو الدولة المدنية التي تهدم جدران العزل بين اللبنانيين. </p>
Image: ماري ناصيف الدبس.jpg
Title: حديث نائبة الامين العام للحزب الشيوعي الى صوت الشعب
Content: <p dir="RTL">الدبس لصوت الشعب</p> <p dir="RTL" align="center">ما نشهده انتفاضة شعبية تبشر بإمكانية تغيير الواقع السياسي</p> <p dir="RTL" align="center">وعندما تهتز مصالح الطبقة السياسية تعود وتتفق للحفاظ على مصالحها ونظامها السياسي</p> <p dir="RTL">نائبة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، الدكتورة ماري ناصيف – الدبس، اعتبرت ان ما نشهده هو انتفاضة شعبية تبشر بإمكانية الوصول الى تغيير جدي في الواقع السياسي اللبناني، خصوصاً بما يتعلق بنظام المحاصصة، لافتة الى أن الانتفاضة هي نتيجة لتفاقم الفساد وضرب الاقتصاد الوطني بالترافق مع وعي شعبي بأن النظام الطائفي لن يوصل إلاّ الى الخراب، مشيرة الى أن الشعارات كبرت أكثر وأصبح المطروح شعار إصلاحي أساسي هو الدولة المدنية والرعاية الاجتماعية، والمدخل هو بقانون انتخابات على أساس النسبية خارج القيد الطائفي ولبنان دائرة انتخابية واحدة</p> <p dir="RTL">وأكدت الدبس، في حديث الى صوت الشعب ضمن الفترة الإخبارية، أن القمع الذي يتعرض له المتظاهرون هو قمع لفكر جديد نير، يطرح من خلاله الشعب اللبناني حقوقه على الصعيد الوطني، من أجل التحرر من طغيان طبقة فاسدة تدافع عن هذا النظام الطائفي، وتسعى، دوماً، لتقسيم الشعب طائفياً ومذهبياً، للحفاظ على مواقعها ونظامها السياسي.</p> <p dir="RTL">وحول الأزمة الحكومية أشارت الدبس الى أن الطبقة السياسية عندما تشعر باهتزاز مصالحها تعود وتتفق، وأن ما تقوم به تلك الطبقة عبارة عن تجميع للأوراق على حساب الوطن، مستفيدة من الوضع الإقليمي الذي لا يؤشر الى حل في المنطقة في الوقت الراهن، مؤكدة أن الحل الحقيقي هو الدولة المدنية التي تهدم جدران العزل بين اللبنانيين. </p>
Image: ماري ناصيف الدبس.jpg
ID:
476
Title: حديث رئيس التيار النقابي المستقل حنا غريب الى صوت الشعب
Content: <p dir="RTL">لفت رئيس التيار النقابي المستقل حنا غريب الى ان الانتفاضة الشعبية تدل على ان الوعي يتزايد لدى الناس نتيجة رفضهم لساسيات الدولة ونهجِها حيال مطالبهم وحقوقهم، مشددا على ان لا مبرر لبقاء هذه الدولة القمعية الفاشلة.</p> <p dir="RTL">ودعا غريب في حديث الى صوت الشعب الى توحيد هذا الحراك الشعبي وتحديد هويته ، مشددا على ضرورة ان يكون توجه هذه الإنتفاضة الشعبية غداً نحو إنتاج دولة ديموقراطية عادلة تكفل الحقوقَ المدنية والخدماتية بمنأى عن كل المحاصصات الطائفية والمذهبية كبديلٍ عن دولة القمع والترهيب والإمعان في إفقار الناس وتهجيرهم.</p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL">ولفت غريب الى ان أزمة النفايات تخصُّ الشعبَ اللبنانيَّ كلَّه، مطالباً بمعالجتِها عبرَ إعادةِ الأموال المنهوبة للبلديات من قبل شركاتِ سوكلين وأخواتها عبر شعار الخصخصة الذي يدفع اللبنانييون نتيجته أثماناً باهظة منذ اكثر من 25 سنة، داعيا البلديات للمشاركة في مقدمة التظاهرة الكبرى غداً او في مناطقها وتحمل مسؤولياتها الى جانب المجتمع المدني والى توحيد كل الطاقات بمؤتمر وطني نقابي شعبي.</p> <p dir="RTL">واذ اشار غريب الى ان هذه السلطة الفاشلة تستخدم وسائل الخوف والترهيب نتيجة خوفها من انتفاضة اللبنانيين، اكد ان الشعب اللبناني بكل اطيافه مصر على النزول الى الساحة تحت شعار السلمية، لافتا الى ان هذا الحراك سيرفع الغطاء عن كل من يفتعل اعمال الشغب، ومشددا على ان من واجبات الدولة حماية هذه التظاهرة السلمية وليس قمعها.</p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL">اعلن رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون: ان التكتل لن شارك في تظاهرة السبت ، داعياً التيار الوطني الحر الى التظاهر يوم الجمعة المقبل للمطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد</p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL"> </p>
Image: حنا غريب.jpg
Title: حديث رئيس التيار النقابي المستقل حنا غريب الى صوت الشعب
Content: <p dir="RTL">لفت رئيس التيار النقابي المستقل حنا غريب الى ان الانتفاضة الشعبية تدل على ان الوعي يتزايد لدى الناس نتيجة رفضهم لساسيات الدولة ونهجِها حيال مطالبهم وحقوقهم، مشددا على ان لا مبرر لبقاء هذه الدولة القمعية الفاشلة.</p> <p dir="RTL">ودعا غريب في حديث الى صوت الشعب الى توحيد هذا الحراك الشعبي وتحديد هويته ، مشددا على ضرورة ان يكون توجه هذه الإنتفاضة الشعبية غداً نحو إنتاج دولة ديموقراطية عادلة تكفل الحقوقَ المدنية والخدماتية بمنأى عن كل المحاصصات الطائفية والمذهبية كبديلٍ عن دولة القمع والترهيب والإمعان في إفقار الناس وتهجيرهم.</p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL">ولفت غريب الى ان أزمة النفايات تخصُّ الشعبَ اللبنانيَّ كلَّه، مطالباً بمعالجتِها عبرَ إعادةِ الأموال المنهوبة للبلديات من قبل شركاتِ سوكلين وأخواتها عبر شعار الخصخصة الذي يدفع اللبنانييون نتيجته أثماناً باهظة منذ اكثر من 25 سنة، داعيا البلديات للمشاركة في مقدمة التظاهرة الكبرى غداً او في مناطقها وتحمل مسؤولياتها الى جانب المجتمع المدني والى توحيد كل الطاقات بمؤتمر وطني نقابي شعبي.</p> <p dir="RTL">واذ اشار غريب الى ان هذه السلطة الفاشلة تستخدم وسائل الخوف والترهيب نتيجة خوفها من انتفاضة اللبنانيين، اكد ان الشعب اللبناني بكل اطيافه مصر على النزول الى الساحة تحت شعار السلمية، لافتا الى ان هذا الحراك سيرفع الغطاء عن كل من يفتعل اعمال الشغب، ومشددا على ان من واجبات الدولة حماية هذه التظاهرة السلمية وليس قمعها.</p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL">اعلن رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون: ان التكتل لن شارك في تظاهرة السبت ، داعياً التيار الوطني الحر الى التظاهر يوم الجمعة المقبل للمطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد</p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL"> </p> <p dir="RTL"> </p>
Image: حنا غريب.jpg