Articles

Displaying 391-400 of 821 results.
ID: 397
Title: رئيس مصلحة الأحراج والثروة الطبيعية في وزارة الزراعة الدكتور داهج المقداد الى صوت الشعب
Content: <p dir="RTL">رئيس مصلحة الأحراج والثروة الطبيعية في وزارة الزراعة/ الدكتور داهج المقداد/ اعتبر ان السياسات الاقتصادية المتبعة في لبنان/ تهدف الى تصفية القطاع العام وإفراغه من الموظفين عبر عدم إقرار سلسلة الرُّتب والرواتب/ ومنع التوظيف على الرغم من أن نسبة الوظائف الشاغرة فيه تبلغ حوالى 65 في المئة/ واستبدال التوظيف بالتعاقد الوظيفي/ إضافة الى عدم ترفيع الموظفين/ مشيراً الى أن هذه السياسات تصب في مصلحة الخصخصة.</p> <p dir="RTL">وأكد المقداد / في حديث الى صوت الشعب ضمن الفترة الإخبارية المستمرة / أن موظفي الادارات العامة بمشاركتهم بالتظاهرات والإضرابات مع هيئة التنسيق النقابية/ شكلوا تجربة هي الأولى من نوعها في تاريخ لبنان/ كسروا فيها قرار منعهم من التظاهر/ لافتاً الى أن انتخابات رابطة موظفي الإدارات العامة التي ستجري في أيلول المقبل/ ستكون محطة لترسيخ النضالات/ تحت مطالب أبرزها إقرار سلسلة الرُّتب والرواتب وربطها بغلاء المعيشة والتضخم وضمانات الشيخوخة والتقاعد</p>
Image: logo sawtachaab1.jpg
ID: 398
Title: حديث مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس الى صوت الشعب
Content: <p dir="RTL">مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي/ رامي الريس/ رأى انه وعلى الرغم من التطورات الإقليمية الملتهبة/ إلا&nbsp; أن بعض الأطراف السياسية اللبنانية لا تزال تمارس الرفاهية السياسية مشوهة فكرة المشاركة عبر تعطيلها للسلطة/ وليس هناك مصلحة في تعطيل مجلس الوزراء/ آخر معقل دستوري عامل/ بالحد الأدنى/ لافتاً الى أن المساعي التي بذلها الحزب التقدمي للخروج من الأزمة الحكومية اصطدمت بغياب التجاوب/ وبالتالي لا نزال أمام حلقة مفرغة/ ولا توجد مخارج لحد الآن.</p> <p dir="RTL">واعتبر الريس/ في حديث ضمن الفترة الاخبارية المستمرة/ أن تعامل النائب وليد جنبلاط مع مجزرة قلب لوزة طريقة واقعية/ لأنه يوجد اليوم في الساحة السورية العديد من اللاعبين / مما يدعو الى التعاطي معهم بهذه الطريقة من التعامل/ كيلا نزيد سفك الدماء.&nbsp;</p>
Image: logo sawtachaab1.jpg
ID: 399
Title: حديث نائبة الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتورة ماري الدبس الى صوت الشعب
Content: <p dir="RTL" align="center">الدبس: عودة الحكومة للاجتماع نوع من التهدئة كيلا ينفرط عقدها/ والمنطقة أمام تطورات ملتهبة تتطلب مواجهة غير التي تجري اليوم</p> <p dir="RTL">نائبة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني/ الدكتورة ماري ناصيف &ndash; الدبس/ رأت أن عودة الحكومة الى الانعقاد وفقاً لما طرحه الرئيس تمام سلام وملاقاة الرئيس نبيه بري له/ يؤشر الى ان هناك محاولة للوصول الى تسوية ما انطلاقاً من أن الوضع لا يسمح لا بالتعيينات ولا بمخارج لبعض القضايا الخلافية/ معتبرة أن هناك نوعاً من التهدئة كيلا ينفرط عقد الحكومة/ خصوصاً في ظل الفراغ الرئاسي وتوقف عمل مجلس النواب/ دون أن يعني ذلك أن هناك إمكانية للوصول الى حلول لأن جميع الملفات متعلقة بالأزمة السورية.</p> <p dir="RTL">واعتبرت الدبس أن استطلاع الرأي الذي طرحه التيار الوطني الحر لا آفاق له/ فإنتخاب رئيس الجمهورية غير مرتبط/ للأسف/ بالداخل اللبناني وغير مرتبط بما يقوله الشعب/ لأننا في نظام طائفي يُنتخب فيه النواب على اساس طائفي/ والنواب بدورهم ينتخبون الرئيس على أساس املاءات الخارج/ مشيرة الى أن هذا الاستطلاع تسلية في الوقت الضائع الى حين تبلور الحلول في المنطقة التي يبدو انها غير موجودة في المدى القريب.</p> <p dir="RTL">وحول التطورات التي تشهدها سوريا رجحت الدبس/ في حديث الى صوت الشعب ضمن الفترة الاخبارية المستمرة/ أنها عملية ترسيم حدود في خريطة مشروع الشرط الأوسط الجديد/ التي يتقدم تنفيذها بعض الخطوات وما يجري هو محاولة لتثبيت الأمر الواقع من دون أن يعني انها تبدلات ثابتة/ داعية الأحزاب التقدمية واليسارية الى التجمع لمواجهة المشروع الأميركي التقسيمي على أسس غير التي تجري اليوم/</p> <p dir="RTL">وأشارت الدبس الى أننا أمام مرحلة ملتهبة/ خصوصاً في سوريا وسينعكس ذلك على لبنان/ ويمكن القول إن هناك حرب مواقع في جرود عرسال ورأس بعلبك/ عنوانها لا تقدم ولا محاولات تسلل بانتظار تبلور التطورات في سوريا/ وذلك يدخل في جزء منه/ ضمن الملف النووي الايراني/ حيث دخلت إيران في المواجهة/ ولها مصالحها/ وبالتالي فإن التغيرات الميدانية التي نشهدها هي عملية جمع أوراق قبل الوصول الى الحل السياسي على صعيد سوريا والمنطقة.</p> <p dir="RTL">ولفتت الدبس الى أن فلسطين/ وفي ظل التطورات التي تشهدها المنطقة العربية/ ضائعة/ وهناك استمرار في محاولة تصفية القضية الفلسطينية/ وهذا ما يجب مواجهته.</p> <p dir="RTL">&nbsp; &nbsp;</p>
Image: ماري ناصيف الدبس.jpg
ID: 400
Title: الفساد جزء مكون من النظام السياسي اللبناني والمعالجة الحقيقية بتغييره د. خالد حدادة
Content: <p dir="RTL">ليس في الأمر مبالغة، إذا سجلنا أن إغتيال ـ إعدام، الشهيد الكبير فرج الله الحلو، في مثل هذه الأيام، من قبل جهاز المخابرات التابع "للجمهورية العربية المتحدة" حينها، سواء كان بمعرفة من المسؤولين أم من وراء ظهورهم، كان مؤشراً أولياً وخافتاً، لما اتجهت إليه الأمور في منطقتنا اليوم. وهنا لا نعني انحيازاً "فئوياً" لقائد شيوعي لبناني وعربي، بل بالأساس اغتيال لقائد شيوعي، حمل هم بناء حركة تقدمية عربية من نوع جديد، أي بمعنى آخر إعطاء بعد اجتماعي واشتراكي حقيقي لحركة الاستقلال الوطني في العالم العربي وللحركة القومية الناهضة بعد اغتصاب فلسطين ضمن إطار المشروع الاستعماري البريطاني ـ الفرنسي، المتصل باتفاق سايكس ـ بيكو الأول وبإكتشاف الثروة النفطية ومصادرتها بالتآمر ما بين الاستعمار وآل سعود ومشايخ الخليج.</p> <p dir="RTL">وبهذا المعنى، فهو إن عبر أو لم يعبر صراحة، كان يدعو لتفاعل مبدع ما بين الحركة القومية الناهضة، والفكر الماركسي والحركة الشيوعية التي تعطي هذه الحركة بعديها الديمقراطي والاجتماعي. هذا الاتجاه لاقى معارضة، بالأساس من قبل الحركة القومية، التي كان البعد "الشوفيني" والديني وبالتالي نتيجة قيادة البرجوازية الصغيرة، لها بعدها الاجتماعي المتردد، وكذلك من بعض الشيوعيين العرب، الذين عجزوا أيضاً عن تقديم هذا الإطار من التفاعل بين حركتين يفترض أنهما متفقتين حول بعد أساسي هو التحرر من الاستعمار ومواجهة الكيان الصهيوني والسعي لإستعادة الثروة العربية..</p> <p dir="RTL">إن اغتيال فرج الله، وبالتالي اغتيال هذه التحولات الثورية في الحركة الشيوعية العربية وسيادة النهج اليميني في قيادة حركة التحرر العربية، أجّلت تبلور هذا الاتجاه عقداً كاملاً من الزمن، كلفت العرب كثيراً وبشكل خاص، كلفتها هزيمة 1967 وزيادة وزن دول النفط في القرار العربي وبالتالي تقدم دور الولايات المتحدة الأميركية في الحياة السياسية والاقتصادية في العالم العربي.</p> <p dir="RTL">نعم إن اغتيال هذا القائد المبدع، أجلّ تبلور الحالة التفاعلية، عقداً كاملاً بانتظار المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي اللبناني، وبإنتظار الإتجاه اليساري في المقاومة الفلسطينية والذي قاده جورج حبش والكثير من القادة الفلسطينيين وبشكل أساسي بانتظار، النهج التقدمي الجديد الذي حسمه عبد الناصر بعد النكسة. وطبعاً ما يدعو للألم ان هذه المرحلة كانت قصيرة، فإنها أتت بفعل تطورات ما بعد 1967 وموت عبد الناصر وبالتالي غرق حركة التحرر الوطني بأزمتها، في ظل قيادة يمينية اتجهت أكثر فأكثر نحو التبعية الاقتصادية وفيما بعد السياسية (اتفاقات الاستسلام) وبشكل خاص في ظل الرهاب من الجماهير والاتجاه للقمع.</p> <p dir="RTL">بهذا المعنى نعزز إعتقادنا، بأن اغتيال "فرج الله" كان مؤشراً خافتاً للمرحلة الحالية، التي يتكرس فيها المشروع الأميركي التفتيتي لمنطقتنا بالتكامل والتآمر مع الدول الرجعية العربية والإقليمية ويتكرس فيها واقع الانقسام المذهبي، بديلاً عن الصراع مع العدو الصهيوني..</p> <p dir="RTL">*&nbsp;&nbsp; *&nbsp;&nbsp; *</p> <p dir="RTL">الجانب الآخر من هذا الفكر، هو ما يتمثل بالنظرة للنظام السياسي الطائفي في لبنان.</p> <p dir="RTL">لم نعد بحاجة لما يثبت فساد هذا النظام وأربابه. ولم نعد بحاجة لمحاججة البعض لنا، بمحاولة التمييز الصعبة بين القوى السياسية الطائفية، خصوصاً فيما خص حقوق الشعب اللبناني والحياة الديمقراطية.</p> <p dir="RTL">لم يعد جديداً ان نسمع كل يوم أخبار الفساد، فالفساد جزء مكون من النظام السياسي اللبناني، وتعمق أكثر في نظام الطائف وما بعده.</p> <p dir="RTL">الفساد في السجون&nbsp; وتجاهل حقوق المساجين الانسانية، تبدأ من البناء الى الاستغلال المتعدد الاشكال، وصولاً الى الاعتداء الجسدي المقلد للمرشد الأميركي في "غوانتنامو" و "ابو غريب" والمكرر اليوم في العالم العربي، في سجون مخابراته كما عند "داعش" وأخواتها.</p> <p dir="RTL">والفساد هنا ليس فردياً، بل يطال المسؤولين والوزراء الذين يحاولون الاستفادة من ألم المسجونين وقهرهم في صراعاتهم الداخلية، وحتى الحزبية منها.</p> <p dir="RTL">والى هذا الفساد، تضاف صفحات ويكيليكس السعودية، المعطوفة على شقيقتها الكبرى الأميركية والتي ان عمّمت على دول وسفارات اخرى، سوف لن نجد "شريفاً" في شركاء الحكم في هذا البلد. المؤلم هنا ان المتهمين، لا يستحون بل يظهرون على الشاشات بكامل أناقتهم&nbsp; وبأبتساماتهم المعرفة وكأن شيئاً لم يكن ويتحدثون عن العفة.</p> <p dir="RTL">كيف لا يضحكون وقسم كبير منهم، ارتكب جريمة الخيانة الوطنية والتبعية للخارج&nbsp; وجددت لهم البيعة في إطار هذا النظام.</p> <p dir="RTL">كيف لا يضحكون وهم قد رهنوا قرار البلد، ليس للخارج فقط بل للبرجوازية الداخلية يحكمون باسمها ولمصلحتها، على حساب الفقراء و "الرعية"، كما جرى بقضية سلسلة الرتب والرواتب...</p> <p dir="RTL">كيف لا يضحكون ولا أحد يحاسبهم على اللعب بمصير الجنود وحياتهم، ولا يحاسبون على سمسرة بلغت 40% من صفقة لم تتم بعد...</p> <p dir="RTL">كيف لا يضحكون وهم أكلوا الاموال العامة والاملاك البرية والبحرية لحساب شركات عقارية، اعتمدت الرشوة والفساد في تمرير قوانينها بواسطة نواب،&nbsp; ارتضى معظمهم ان يكونوا جزءاً من هذا الفساد وإلاّ لن يكونوا....</p> <p dir="RTL">الفساد موجود في كل العالم، ويطال كل الأنظمة، ولكن بمعظمه يبقى على المستوى الفردي أما عندنا، فنظامنا هو بطبيعته نظام فساد.</p> <p dir="RTL">فساد على المستوى الوطي وتبرير الخيانة وإعتبارها حق في معالجة "الخوف" من الآخر..</p> <p dir="RTL">فساد على المستوى الإجتماعي وتبرير تحاصص مقدرات البلد على حساب الفقراء فساد على المستوى السياسي، من خلال الإصرار على نظام الحروب الأهلية المتتابعة والمستدامة.&nbsp; نظام حكم تحالف بين ممثلي الأقليات والتي وصلت بهم اليوم، وهم يعترفون بأزمة "نظامهم" المدمر للمؤسسات، الى طرح انقاذ "نظامهم" عبر تعميق منطق الانقسام والتفتيت، إما بالتمسك بهذا النظام عند البعض او بالهروب الى النموذج الأسوأ فيه بتكريس الكيانات والكانتونات المذهبية والطائفية، التي لن تكون إلا رديفاً للكيانات الدينية في المنطقة وبشكل خاص الكيان الصهيوني، وتستدعي حمايته كما العادة .</p> <p dir="RTL">الفساد في لبنان هو "قيمة" أولى من قيم النظام الطائفي. وبالتالي إن مواجهة هذا الفساد، على طريقة الوزير أبو فاعور والوزير علي حسن خليل ومحاسبة رجال الأمن في قضية "رومية"، هي ايجابية ولكنها تبقى معالجة فولوكلورية وتساهم في تغطية العلاج الحقيقي، المتمثل فقط بتغيير هذا النظام وبناء النظام الديمقراطي العلماني، الذي يعيد الفساد الى طابعه الفردي.</p>
Image: خالد حدادة.jpg
ID: 401
Title: بوضوح: ربيع ديركي عناوين رئيسة لمرحلة مقبلة
Content: <p dir="RTL">التطورات الميدانية في سوريا، المتمثلة بانتزاع الأكراد، بغطاء جوي أميركي، لمناطق كان يسيطر عليها داعش في الشمال السوري، قابلته تركيا بتحذير من هذا التغير في القوى التي تسيطر على الأرض الحدودية بينها وبين سوريا.</p> <p dir="RTL">مفاوضات جنيف بين المكونات اليمنية المتصارعة انتهت قبل أن تبدأ، بشروط وشروط مضادة، وبالتالي اليمن إلى مزيد من إطالة أمد الحرب فيه وعليه.</p> <p dir="RTL">العراق المقسم أصلاً، قسمه الكونغرس الأميركي إلى أقاليم مذهبية وإثنية، تجري على أراضيه عملية تثبيت قوى الأمر الواقع فيه.</p> <p dir="RTL">مباحثات مجموعة 5+1 مع إيران حول ملفها النووي، لا تزال جارية على وقع التطورات الميدانية، مع حديث عن تمديد مهلة التوصل إلى اتفاق إلى ما بعد حزيران الحالي، مما يدل على توازن في القوة بين القوى المتصارعة على منطقتنا، للخروج بتسوية سبقها ويسبقها المزيد من السخونة.</p> <p dir="RTL">في ظل المتغيرات الميدانية المترافقة مع مباحثات سياسية، علنية وغير علنية، كان لافتاً عودة تنشيط المبادرة الفرنسية التي تعني في بنودها تصفية القضية الفلسطينية نهائياً، في مرحلة تحمل التسويات فيها الإعلان عن ولادات جديدة داخل حدودنا، ينتظرها العدو الإسرائيلي لإعلان حلمه العنصري "دولة اليهود في العالم" على أرض فلسطين.</p> <p dir="RTL">وفي لبنان الفضائح تتكاثر كاشفة، مرة بعد أخرى، ارتهان الطبقة السياسية للخارج، المراهنة على القرار الدولي &ndash; الإقليمي بمنع انفجار الوضع السياسي والأمني فيه، لأن لبنان ليس ضمن أجندتها في المرحلة الراهنة.</p> <p dir="RTL">السؤال إلى متى سيستمر هذا الغطاء للوضع القائم في لبنان، والأهم ماذا بعد انتهاء مفعوله، في ظل ازدياد الشحن الطائفي والمذهبي، وازدياد خطر الجماعات الإرهابية؟</p> <p>الإجابة تتجاوز طرح السؤال بتجاوز المراهنة على الطبقة السياسية وعلى الخارج وتسوياته، والتجاوز هذا يعني أن خروج لبنان من أزماته الدورية، وتحصينه سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً، يكون بمشروع تغييري يربط التغيير الديمقراطي للنظام السياسي الطائفي بمواجهة الخطر الإرهابي ومقاومة العدو الإسرائيلي، في ممارسة سياسية نضالية هي الرد على الفراغ الداخلي المرهون بالقرار الخارجي</p>
Image: 266 nidaa.jpg
ID: 402
Title: الحدث: مصطفى العاملي فضيحة سجن رومية امتداد للأزمة الشاملة ووحدة البلد باتت جدّياً على المحك
Content: <p dir="RTL">من الطبيعي في بلد يحكمه الفراغ وتتحكم فيه الفوضى وتدّوي في جنباته مواقف ومشاعر الحقد الطائفي والمذهبي، أن نشهد فضيحة رومية، وهي نموذج مصغر لمسلسل من الفضائح التي تحصل في كل الإدارات والمؤسسات وبأشكال مختلفة، ومن سوء حظ الذين اعتدوا على بعض الموقوفين، أن هناك، ولأسباب مبيتة وخبيثة، من صوّر تلك الممارسات اللاإنسانية لعناصر شعبة المعلومات، في حين أن هناك ممارسات وجرائم أفظع ترتكب وتبقى طي الكتمان، لا بل أن أصحابها، وهم كالعادة من كبار القوم يسرحون ويمرحون ويعطون الدروس في الأخلاق والعفة ونظافة الكف.</p> <p dir="RTL">واللافت أن ردود الفعل على ما حصل قبل شهرين في سجن رومية تجاوزت الفعل بحد ذاته وركزت على الجهة التي سربت شريطي الفيديو والأهداف الكامنة وراء هذا التسريب وتوقيته واستغلاله سياسياً وأمنياً، مع العلم أن السجون في العالم العربي، أو التي تتعامل مع الإنسان العربي (غوانتانامو مثلاً)، تضج بمثل هذه الممارسات القمعية، ففي كل سجن عربي هناك "عشماوي" متخصص يعذب السجناء والموقوفين وتجريدهم من حقوقهم الإنسانية، وكل ذلك تحت سمع ونظر وموافقة المسؤول، وما يقال عن ممارسات وأخطاء فردية، ما هي إلا تبريرات غير مقنعة لإبقاء صورة هذا المسؤول بعيدة من الشوائب.</p> <p dir="RTL">قد تمر هذه الفضيحة كغيرها ويحاسب بعض العناصر الذين نفذوا الأوامر العليا، ولكن من أمر بالتصوير والاحتفاظ بأشرطة الفيديو لمدة شهرين، ثم أفرج عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي سيبقى مجهولاً حتى ولو تمكنت التحقيقات من كشف هويته أو هوياتهم، فالحصانات النيابية والوزارية، ومقتضيات "المصلحة الوطنية" و "العيش المشترك" وما الى ذلك من مفردات كانت السبب الأساسي في ما وصل اليه البلد، تستدعي ابقاء الأمر طي الكتمان، وفي ذلك مصلحة لكل الطبقة السياسية الحاكمة، لأن الكشف عن ملف سيرفق بالكشف عن ملف هناك، فالكل تحت الغربال، وبالتالي لا داعي لفتح الأبواب المغلقة، التي إذا فتحت ستفوح منها الروائح العفنة، أين منها روائح ويكيليكس التي يكشف عن بعضها هذه الأيام وتدل على مدى ارتهان المسؤولين اللبنانيين، وخصوصاً أولئك الذين يتغنون بالسيادة والاستقلال عن الخارج وسفاراته ومبعوثيه.</p> <p dir="RTL">فضيحة سجن رومية ستبقى تشغل الرأي العام اللبناني لأيام عدة، وستطوى بعدها من دون أن يعرف أحد كيف ولماذا والى أين وصلت التحقيقات، والسؤال ما هي القضية الأخرى التي سيتم تسليط الأضواء عليها لتحجب ما قبلها وتلهي اللبنانيين بها لبعض الوقت المستقطع.</p> <p dir="RTL">أما المفارقة التي لا بد من الإشارة اليها فهي هذه السرعة التي تم فيها استغلال الحادثة، سياسياً ومذهبياً، فما أن ظهر شريطا الفيديو على الفيسبوك، حتى سقطت كل المحرمات، وبات المسرح مجهزاً لكل المشاهد المبرمجة. اعتصامات تتنقل بسرعة البرق من عكار مروراً بطرابلس والعديد من قرى البقاعين الأوسط والغربي، وصولاً الى الطريق الساحلي (خلدة الناعمة)، الى صيدا، وكلها تحمل وزير الداخلية نهاد المشنوق المسؤولية وتطالب بإقالته، وبما أننا في شهر رمضان فالفرصة مؤاتية لاستغلال المساجد في إثارة النعرات المذهبية.</p> <p dir="RTL">وهذا يؤكد أن هناك من أعطى الضوء الأخضر لمثل هذه التحركات وتوجيهها ضد الوزير المشنوق الذي سارع الى التأكيد بأن هذه القضية لا تخدم في النهاية سوى داعش والنصرة، الأمر الذي أثار حفيظة زميله وزير العدل أشرف ريفي، المتهم الأول بالتسريب وبتحريض المشايخ والمتشددين في طرابلس، الذين سارعوا خلال اليومين الماضيين الى القيام بسلسلة تحركات على الأرض ليلاً، هزت الى حد كبير الخطة الأمنية التي يجري تنفيذها في عاصمة الشمال، وأعادت المظاهر المسلحة الى بعض الأحياء في المدينة، مترافقة مع رفع أعلام الجماعات الإرهابية التي سارعت الى أخذ دورها ليكتمل السيناريو من خلال ربط مسألة موقوفي رومية بالعسكريين المخطوفين، مما أثار أهالي هؤلاء الذين نزلوا بدورهم الى الشارع، مما ضاعف من وتيرة الفتنة المذهبية لاسيما أن الوزير ريفي ولإبعاد أصابع الاتهام التي وجهت اليه مباشرة، ووضعت الحادثة في خانة تصفية الحسابات بينه وبين الوزير المشنوق، وبناء لأوامر وتوجيهات وضغوط من السعودية والرئيس سعد الحريري، سارع بعد زيارته وزير الداخلية الى اتهام حزب الله الذي نفى نفياً قاطعاً هذه التهم جملة وتفصيلاً.</p> <p dir="RTL">إذاً، ستتصدر هذه القضية الاهتمام السياسي والقضائي والإعلامي لأيام عدة، وستطغى على بقية الملفات والأزمات التي يتخبط بها البلد، وخصوصاً الأزمة الحكومية الناجمة عن الخلافات بشأن التعيينات العسكرية والأمنية، والواضح أنها ستطول نتيجة تمترس كل الأطراف خلف مواقفها، ذلك أن العماد ميشال عون وصف بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح، المحاولات الجارية لعقد جلسة لمجلس الوزراء بالاحتيالية، مؤكداً في الوقت نفسه على ضرورة تطبيق الاتفاقات، بشأن تعيين قائد جديد للجيش، وهناك من يؤكد أن هذه القضية اليوم، هي الأساس، ذلك أن كل الأطراف تريد الإمساك بقرار المؤسسة العسكرية، في هذه الفترة بالتحديد، وبالتالي ليس لدى أي من الأطراف المتصارعة استعداد للتنازل في هذا المجال، كما هو الحال بالنسبة الى رئاسة الجمهورية.</p> <p dir="RTL">وانطلاقاً من هذه القراءة يجد رئيس الحكومة تمام سلام، نفسه في وضع لا يحسد عليه، فهو من جهة غير قادر على دعوة مجلس الوزراء للانعقاد ولم يتأمن الحد الأدنى من التوافق على جدول الأعمال، وبالتالي لديه خشية حقيقية، من أن تؤدي مثل هذه الدعسة الناقصة الى تفجير الحكومة من داخلها، وهذا ليس في مصلحة جميع الأطراف، التي ما زالت ترى في هذه الحكومة كياناً دستورياً شرعياً، في ظل الفراغ المتواصل في رئاسة الجمهورية، والشلل المتمادي للمجلس النيابي الممدد لنفسه مرتين والحبل على الجرار في مثل هذه التطورات التي يشهدها البلد.</p> <p dir="RTL">وهو، أي الرئيس سلام، لا يستطيع الاستمرار في التريث وعدم ممارسة مسؤولياته الى ما لا نهاية، لأن في ذلك تنازلاً عن صلاحيات رئاسة الحكومة "المؤتمن عليها" وأنه سيدعو في النهاية الى عقد جلسة لمجلس الوزراء بالتعاون والتنسيق مع الرئيس نبيه بري الذي تعهد له بتوفير نصابها وميثاقيتها، ولو أدى هذا الأمر الى إحداث فجوة في العلاقة مع حليفه حزب الله وحليف حليفه ميشال عون.</p> <p dir="RTL">على كلٍ الاتصالات متواصلة على أكثر من خط للوصول الى تسوية من شأنها إعادة تحريك عجلة الدولة ولو بالحد الأدنى لأن الجميع مقتنع أن المرحلة ليست للحلول الجذرية، في ظل انشغال المجتمع الدولي بالقضايا الإقليمية خصوصاً في الساحات الساخنة في سوريا والعراق واليمن وحتى السعودية، فضلاً عن إتمام التوقيع على البرنامج النووي الإيراني، حيث التجاذبات ما زالت قائمة بين طهران وعواصم الغرب حول تفتيش مواقعها العسكرية، الأمر الذي تعارضه القيادة الإيرانية بالملف وتشدد في المقابل على رفع العقوبات الاقتصادية.</p> <p dir="RTL">وبغض النظر عن الآراء والطروحات التي يجري تداولها بين القوى السياسية للابقاء على الحكومة، فإن هناك مخاوفاً جدّية من أن يلجأ العماد عون الى قلب الطاولة على رؤوس الجميع مستفيداً من دعم حزب الله والمردة والطاشناق له، وهذه المكونات الأربعة ليس باستطاعة سلام تجاوزها في حال فكر في دعوة مجلس الوزراء للانعقاد، مع العلم أن مصادر دبلوماسية أبلغت المعنيين، أن إسقاط الحكومة سيكون له تداعيات سلبية على مجمل الوضع اللبناني، ويمكن أن يؤدي الى رفع الغطاء الدولي الذي ما زال حتى الآن يحول دون انزلاق لبنان الى الفوضى الكاملة والفلتان الأمني، وخصوصاً أن الجماعات الإرهابية ومن يدور في فلكها من قوى طائفية متطرفة، يمكن أن تعمد في أي وقت الى استغلال ما يجري لاستئناف عملياتها الإجرامية في العديد من المناطق اللبنانية في محاولة لفك الحصار المضروب حولها في جرود عرسال التي انتقلت اليها بعد انسحابها مهزومة من جرود القلمون.</p> <p dir="RTL">وتحذر مصادر سياسية من أن هذا الفراغ الدستوري الذي يكاد يكون شاملاً، وانسداد أفق الحلول ولو المؤقته، سيعزز طروحات التقسيم والفدرلة التي بدأت تجد لها آذان صاغية لدى فئات لبنانية غير تلك القوى التي كانت تنادي بها سابقاً.</p> <p>يمكن أن تصح الكثير من السيناريوهات في تشخيص الأزمة التي يتخبط بها لبنان، ولكن معظمها لا تصل الى لب المشكلة، ألاّ وهي النظام الطائفي المتهالك الذي يولّد الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ومن دون وضع تصور واضح لكيفية الخلاص منه، سيبقى البلد على كف عفريت، وشعبه معرض إما للاذلال وإما للهجرة، وهذا الواقع من مسؤولية الجميع ولا سيما القوى الوطنية الحقيقية صاحبة المصلحة في التغيير، وهي مطالبة اليوم بلعب دورها قبل أن تقع الفأس بالرأس ونبكي في المستقبل وطناً لم نستطع المحافظة عليه وحمايته من الرياح الخارجية التي تعصف به.</p>
Image: 266 nidaa.jpg
ID: 403
Title: مع الحقيقة: سمير دياب الخروج من الثنائية الى الجبهة الوطنية الفلسطينية أم المبادرات
Content: <p dir="RTL">حمل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في حقيبة جولته الشرق أوسطية مبادرة حول القدس المحتلة ناقش بنودها غير المعلنة في القاهرة، خلاصتها، قدس موحدة، وجعلها عاصمة مشتركة بين الدولة "اليهودية" والدولة الفلسطينية المستقبلية.</p> <p dir="RTL">فابيوس وحكومته ومن خلفهما يعلمون جيداً واقع خريطة القدس الشرقية، وواقع عمليات التهويد الواسعة التي حدثت داخل أسوارها وعلى جدران المسجد الأقصى من ناحية باب المغاربة وهى الشرف، الذي يطلق عليها اليوم حائط المبكى، وحارة " اليهود"، عدا عن علمهم الخبيث بأن العدو الصهيوني، طرد أهل القدس، وهدم منازلهم، وسيطر على مساحات واسعة لإقامة مستوطناته، ومنشآته الدينية،&nbsp; وهو ما يعطي العدو الصهيوني طبقاً للمبادرة الفرنسية الحق فى السيطرة الأبدية على أجزاء من المدينةـ ويشكل مدخلاً دوليا لتكريس مخطط&nbsp; تهويد القدس برمتها، وطرد ما تبقى من أهلها، عدا، عن أن المبادرة تحمل "اللغم الاكبر" وهو توجيه رصاصة الرحمة على القرار 194 &ndash; حق العودة، أي عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى منازلهم التى جرى تهجيرهم منها عام 1948، والتعويض الكامل عليهم .</p> <p dir="RTL">ليس صعباً أن نكتشف أن المبادرة &ndash; اللغم &ndash; تأتي مطابقة لما يريده العدو الصهيوني، لإكمال مشروع تهويد القدس وإقامة دولته اليهودية. لكن الخطورة الجدية تكمن في أن المبادرة أو المبادرات المماثلة تأتي&nbsp; في ظل واقع عربي مأزوم ومتفجر جداً، وفي واقع حال فلسطيني داخلي مريض بالشلل والإنقسام والصراعات بين أطراف السلطة. فيما القضية الفلسطينية الى المزيد من التراجع والتهميش من قبل المنظومة العربية، التي لا تحظى سوى بالبيانات والتصريحات المستنسخة، والقرارات غير المطبقة.</p> <p dir="RTL">وإن كان الواقع العربي منهكاً ومشتتاً اليوم أكثر، إلا انه، لا بد من الإشارة الى أن الواقع الفلسطيني الحالي كان سابقا عليه، فإنقسامات والصراعات الجانبية الفئوية وطغيان البرامج والتطلعات الفصائلية موجودة قبل إنتفاضة شعبي تونس ومصر.. ولكن، وبطبيعة حال إرتباط الصراع العربي &ndash; الإسرائيلي فإن تعقيدات الوضع العربي عمق من الأزمة الداخلية والوطنية الفلسطينية أكثر. ولحد الآن، لم تتلمس السلطة الفلسطينيية&nbsp; بعد، طريق الخروج من أزمتها، وأهمية وحدتها، وتوفير أدوات وقف تدهورها، وتأمين بيئة الصمود الوطني وشروطها، ووقف نزيف المفاوضات، وإغلاق الأبواب أمام أية مبادرات لا تعطي للقضية&nbsp; الفلسطينية شيئاً، بقدر ما تحاول نهش ما تبقى منها، وإفادة العدو الصهيوني ومساعدته على إنهاء قضية الشعب الفلسطيني برمتها.</p> <p dir="RTL">النقطة الأبرز في الموضوع، هو أن يبادر الفلسطينيون لتقديم النموذج الأفضل، كونهم يخوضون معركة تحرر وطني، ضد عدو صهيوني لا يريد مفاوضات أو مبادرات سلام، إنما يريد تصفية القضية الفلسطينية. فكيف الحال والقيادات السياسية لا تزال محكومة لبرامجها وحساباتها الخاصة، وتواصل استنزاف التضحيات والطاقات الفلسطينية في خلافات وصراعات لم تعد مقنعة بأسبابها وجدواها ونتائجها الكارثية على الشعب الفلسطيني وقضيته وحلمه الثوري.&nbsp;</p> <p dir="RTL">ولعل أقصر طريق لإنهاء الانقسام، هو الخروج من ثنائية فتح وحماس، فوراً، والتوجه&nbsp; نحو تقديم مبادرة لتشكيل قيادة فلسطينية وطنية جامعة لكل المكونات الفصائلية، للم الشمل الفلسطيني، وتحقيق الوحدة الفلسطينية الحقيقية، بحيث يمنع على أي طرف من أطراف الحكم الفلسطيني التحكم بمصير القطاع أو الضفة، وبحيث يعزز الموقف الفلسطيني في مواجهة الضغوطات التي تمارس عليه من قبل الحكومة "الإسرائيلية" الجديدة، وجملة المبادرات الخلبية التي تطرحها لحشر الجانب الفلسطيني.</p> <p dir="RTL">بعد معركة الكرامة عام 1968 ظهرت المقاومة الفلسطينية بصفتها أمل القضية، وعنوان العودة وتحرير الأرض. لم يكن العمل الفدائي يومها حكراً لفصيل أو تنظيم أو حزب، بل كان جامعاً ضمن رؤية وهدف وطني وحيد وموحد. كان يجمع فصائل العمل الوطني المقاوم إطار جبهوي، ضمن منظمة التحرير الفلسطينية ، من أجل إنجاز مهمة التحرر الوطني، هذا الإطار فعل فعله، وحقق إنجازات مفصلية في تاريخ الثورة، لعقود من الزمن، وأبقى القضية الفلسطينية متوهجة في سماء العالم، كقضية محورية أساسية غايتها حق الشعب الفلسطيني في أرضه وعودته ووطنه، كحق لا يمكن المساومة علية، أو التنازل عنه، أو التفريط به، رغم كل المؤامرات الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية، ورغم كل الحروب والمجازر والتوسع والاستيطان والتهجير والمنع التي تهدف الى إجهاض هدف القضية. لكن رغم كل ما مرت، وتمر به هذه القضية المركزية، في صعودها او هبوطها، في تقدمها أو تراجعها، تبقى هي الجوهر والاساس في الصراع الفلسطيني والعربي &ndash; الصهيوني، لذلك ، فإن موضوع الوحدة الفلسطينية تحتل أولوية اليوم، لأهمية تأثيرها على مجمل المشروع الوطني الفلسطيني.&nbsp;</p> <p dir="RTL">في الحقيقة، إن العدو الصهيوني يحاول توسيع الشروخات الفلسطينية، ويضع أمام وحدة الفصائل ألغاماً متفجرة، بحيث كلما تقدموا بخطوة جدية على طريق إنهاء الانقسام، يسارع إلى إرسال ألغام التهدئة أو الإيحاء بإستئناف المفاوضات.</p> <p dir="RTL">فبعد أن أعلن عن الورقة السويسرية مباشرة، بدأ التسريب بالحديث عن وجود صفقة تهدئة مقابل كسر الحصار، ومجرد أن أعلن رئيس حكومة العدو عن مبادرة المعابر مقابل موظفي حماس، حتى بدأ الحديث عن إشارات خاصة بالمفاوضات، بما في ذلك التحرك الفرنسي ومبادرة فابيوس.</p> <p>مبادرات دولية غب الطلب الأميركي &ndash; الصهيوني، لا حاجة لتضييع الوقت عليها، أو التلهي بها، في زمن يفترض قلب المعادلة رأساً على عقب، وتكريس كل الوقت والجهد لتمتين الساحة الداخلية الفلسطينية، وتشكيل جبهة وطنية فلسطينية مقاومة تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية، من خلال شراكة وطنية كاملة، ببرنامج وطني يحقق الوحدة، ويضمن إستعادة وهج القضية الفلسطينية للإقتراب من القضية وحقوق الشعب بالعودة وتقرير المصير وإقامة دولته الوطنية على كامل تراب فلسطين وعاصمتها القدس.</p>
Image: سمير دياب.jpg
ID: 404
Title: مر الكلام: نديم علاء الدين فيلم التعذيب من رومية إلى الوطن
Content: <p dir="RTL">انشغل لبنان بأفلام الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، والمسربة من سجن رومية، عن عمليات تعذيب وحشية مارستها عناصر من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي على عدد من السجناء، بالإضافة إلى نشر عشرات الصور التي توثق هذه العمليات. وهو ما أدى إلى حالة من الغليان الشعبي في العديد المناطق، لا سيما طرابلس وعكار والبقاع وبيروت وصيدا. تخللها قطع للطرقات بالإطارات المشتعلة، وانطلاق مسيرات تندد بالانتهاكات التي تعرض لها السجناء، وترفع شعارات سياسية وطائفية متعددة الاتجاهات.</p> <p dir="RTL">من الطبيعي أن تثير مشاهد التعذيب لعدد من الموقوفين والسجناء في رومية هذه الموجة من السخط والاحتجاج، لأن الجريمة وشكلها يستفز الضمائر والعقول والمشاعر والقلوب. وهي جريمة غير مبررة على الإطلاق، بل هي جريمة موصوفة تسيء إلى اللبنانيين جميعاً، وتستدعي إجراء تحقيق شامل للاقتصاص من الفاعلين وإلحاق أشد العقوبات بحقهم.</p> <p dir="RTL">لكن، مع ذلك، ثمة أسئلة كثيرة تفرض نفسها حول تلك الأحداث، بما يتجاوز حجم ما جرى على يد بضعة عناصر من القوى الأمنية داخل السجن. أسئلة حول توقيتها وطريقة تسريبها وتعميمها اللاحق، وحول وظيفتها وأهدافها الحقيقية.</p> <p dir="RTL">لعل السؤال الأول المطروح في هذا المجال هو لماذا جرى تسريب هذه الأفلام وتعميمها اليوم، مع العلم انها قد صورت منذ أوائل نيسان الماضي أي قبل ثلاثة أشهر؟ ليليه سؤال ثان عن كيفية تصوير هذه المشاهد ومن قام بها، وبالتالي أية جهة كلفته حتى تحتفظ بالأفلام كل هذه المدة بانتظار اللحظة التي تراها مناسبة لتسريبها؟ وبالتالي ما هو الهدف الحقيقي من اصطياد هذه المشاهد وتعميمها في هذه اللحظة الزمنية بالذات؟ ما يعزز الاعتقاد بأن هناك تخطيطاً وحسابات سياسية وراء كل هذا التسريب والتعميم أبعد من القضية الإنسانية.</p> <p dir="RTL">بداية لا بد من الذهاب مع القول بأن المستهدف الأول من وراء عملية التصوير وافشائها&nbsp; هو وزير الداخلية نهاد المشنوق، لدوره في مواجهة إمارة سجن رومية، من جهة، ولموقعه داخل تيار المستقبل كجزء من صراع على النفوذ وتصفية حسابات داخلية، من جهة ثانية، يعزز هذا الاعتقاد المشهد الذي سجل بعد تسريب الفيديو سواء كان على مستوى المواقف التي أعلنت ضده، أو على مستوى ردود الفعل وقطع الطرق، وخصوصاً الاعتصامات والتجمعات الليلية التي حصلت بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده وأعلن فيه تحمله للمسؤولية والعمل على معاقبة الجناة.</p> <p dir="RTL">لكن، من خلال التدقيق في الوقائع التي جرت خلال الأسبوع الماضي، ومحاولة تفسيرها ربطاً بما يجري على صعيد البلد وخارجه، يتبين ان القضية تتجاوز استهداف المشنوق، وان كان واجهتها، فلو اقتصر الأمر على النيل منه لكان عرض الفيديو وقت حصول التعذيب أفضل بما لا يقاس من عرضه اليوم، من هنا يتخذ توقيت العرض وإثارة القضية بعداً آخر يؤسس لمرحلة جديدة نلحظ فيها الآتي:</p> <p dir="RTL">ـ لقد اختارت الجهة التي قامت بعملية التسريب بداية شهر رمضان بقصد تأجيج المشاعر واستغلالها للنزول الى الشارع، من اجل رفع منسوب التحريض بكل الاتجاهات.</p> <p dir="RTL">ـ ان النزول الى الشارع في طرابلس وصيدا والطريق الجديدة وسعدنايل وبر الياس وبيروت في وقت واحد، ونوعية المشاركين فيه، يؤكد ان هناك جهة مؤثرة هي التي أعطت الضوء الأخضر لهذه التحركات، بحيث بدا المشهد فيها انه عملية منظمة تحاول اختبار قدراتها ولم الشارع حولها اكثر منه رد فعل عفوي.</p> <p dir="RTL">ـ في هذا المجال نلاحظ ان الاحتجاجات التي عمت صيدا كان الدور البارز فيها لـ &laquo;الجماعة الاسلامية&raquo; التي طغى وجودها على تلك التحركات التي انطلقت كتظاهرات في شوارع المدينة، اضافة الى الاعتصامات في المساجد. حيث تمكنت من تحريك الشارع جامعة أطياف متعددة من صيدا كافة، بما فيها الحالة السلفية المتشددة التي خرجت الى الشارع، ومن ضمنها أنصار احمد الأسير. وهو ما يشير الى دور جديد ومتعاظم لهذه الجماعة على حساب تيار المستقبل ولا يبعد عن هذا السياق تتويج احد قادتها رئيساً لهيئة العلماء المسلمين في ظل حشد علمائي ملفت.</p> <p dir="RTL">ـ في ظل هكذا مناخات من غير المستبعد ان تكون عوامل عديدة تتقاطع داخلياً وخارجياً التقطت فرصة تعذيب السجناء لتصفية الحساب مع تيار المستقبل وازاحته عن الواجهة تمهيداً لتقدم القوى المتطرفة وامساكها بالقرار مكانه.</p> <p dir="RTL">من ضمن هذه التقاطعات يمكن ان نتوقف عند التصعيد السعودي في ظل القيادة الجديدة غير المرحبة بسعد الحريري، ولا تجد في تيار المستقبل نوعية قادرة على ترجمة توجهاتها، من هنا حاجتها الى قوى التطرف لإشغال الساحة الداخلية بدءاً من تخفيف الضغط عن الإرهابيين في جرود القلمون وعرسال وصولاً الى التعويض عنهم في حال جرى تحرير تلك المناطق وصولاً إلى&nbsp; إلهاء حزب الله وتعطيل عمله ومشاركته في سوريا الى جانب النظام.</p> <p dir="RTL">ـ في السياق نفسه تندرج أحداث عين الحلوة الأخيرة، حيث تشير المعطيات الى ان الحالة المتطرفة ازدادت عدة وعديداً وإمكانيات عسكرية على مرأى ومسمع كل الفصائل الفلسطينية التي أخذ دورها ووزنها بالتراجع بشكل ملحوظ باتت معه عناصر تلك الجماعات ممسكة بخمسة من أحياء المخيم الرئيسية بعد أن كان نفوذها ووجودها الفاعل محصوراً فقط في حيين رئيسيين.</p> <p dir="RTL">هذا التقدير لمنحى الأحداث واحتمالات تطورها تعززه الوقائع اليومية من شحن وتحريض مذهبي وعودة التوترات الأمنية خصوصاً الى طرابلس، التي اطلقت فيها الشائعات حول ذلك على امتداد الاسابيع الماضية، بما يشير الى وجود خطة تهدف الى تسخين الوضع في طرابلس لإلهاء الجيش بسلسلة اعتراضات ومواجهات تسحب عنه الغطاء الشعبي وتمنعه من القيام بواجباته في حفظ الأمن، ارتباطاً بتطورات أمنية محلية وإقليمية مقبلة، قد يكون لها تداعياتها على منطقة الشمال وعاصمتها طرابلس.</p> <p dir="RTL">فهل الرسائل الدولية والإقليمية التي توالت في الأيام الماضية إلى المسؤولين اللبنانيين المحذرة من المخاطر الأمنية، والقلقة من الوضع في المخيمات، تندرج في توضيح تلك الصورة. وبالتالي تكون وظيفة فيديو التعذيب في رومية شدّ عصب الجماعات الإسلامية المتطرفة، ويتحول من فيلم تعذيب في رومية الى الوطن.</p>
Image: نديم علاء الدين.jpg
ID: 405
Title: ضيف العدد: إبراهيم بيرم هل تطيح الأزمة المستجدة بالتفاهم على "الاستقرار" و"حكومة تصريف الأعمال"؟
Content: <p dir="RTL">كان ثمة من يراهن على إمكان ان يكون حوار عين التينة بين "حزب الله" و"المستقبل" باباً يحول دون جنوح الأوضاع في لبنان نحو التأزم الملامس حدوداً خطيرة، واستطراداً كان يؤمل أن يكون هذا الحوار المستمر منذ نحو ستة أشهر ناظماً للأمور وضابطاً للتطورات في انتظار لحظات يتوقع ان تؤسس لحلول معينة.</p> <p dir="RTL">لكن التأزم السياسي الأخير والذي فتح أبوابه رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون باشتراطه ان يكون في أية جلسة لمجلس الوزراء بند التعيينات الأمنية، وهو ما أفضى الى شلل حكومي مفتوح على المزيد من التعقيدات، أظهر ان تصادم المصالح وتضارب الرؤى بين الأطراف أكبر من ان يستوعبه حوار بين الطرفين الأساسيين في الساحة، وأعقد من ان يفكفك حلقاته تصميم على ادامة هذا الحوار.</p> <p dir="RTL">في الظاهر ان التأزم سببه الأساس رغبة عارمة من رئيس أكبر كتلة نيابية مسيحية في تحقيق انجاز يكون تعويضاً عن حلمه التاريخي بالرئاسة الأولى، وهو تسمية صهره على رأس قيادة الجيش التي ستشغر في أيلول المقبل، مستنداً بطبيعة الحال على دعم كامل من شريكه في ورقة التفاهم "حزب الله".</p> <p dir="RTL">لكن في المضمون، ثمة ما هو أعمق وأبعد وبالتحديد ثمة حزمة أسباب وعناصر تحول دون انفتاح مغاليق الأبواب على تسويات للعديد من الملفات المتراكمة وفي مقدمها مسألة التعيينات الأمنية.</p> <p dir="RTL">ثمة في "التيار الوطني الحر" من يلقي المسؤولية الأولى على الفريق الآخر أي على فريق 14 آذار وعلى وجه الخصوص العمود الفقري لهذا الفريق وهو تيار "المستقبل"، انطلاقاً من ان هذا الفريق يتصلب لا بل يتخلى عن تعهدات كان أعطاها سابقاً لمعالجة المستجدات الطارئة كلما استشعر ان ثمة تراجعاً ميدانياً لقوات النظام في سوريا، ووجد تقدماً ميدانياً للمعارضات على غرار ما حصل في الشهرين الماضيين، بانتظار ساعة آتية تنقلب فيها الأوراق والأوضاع رأساً على عقب وتكون لها حسابات أخرى مختلفة.</p> <p dir="RTL">هذا الاعتقاد يفتح عند الذين يتبنونه ويبنون عليه على سجل من التجارب السابقة تثبت بالنسبة لهم صحة ما يذهبون اليه، وتؤكد لهم أيضاً ان ثمة كلمة سر إقليمية لدى هذا الفريق عنوانها العريض الإحجام عن المضي قدماً في أي تسويات وحلول، وإبقاء الوضع على ما هو عليه في انتظار مآل الأوضاع في المنطقة برمتها بدءاً من باب المندب مروراً بالعراق وسوريا وصولاً الى القلمون وجرود عرسال، فضلاً عن القنيطرة والسويداء في الجنوب السوري، ولا سيما بعدما عادت الى كواليس هذا الفريق نظرية ان عمر النظام في سوريا أوشك على الايناع وان ساعة قطافه آتية لا ريب فيها.</p> <p dir="RTL">وعليه، فإن أصحاب هذا الاعتقاد شرعوا في بناء حساباتهم على أسس مغايرة تماماً، وهي إشعار هذا الفريق بأن رهاناته ليست بالضرورة دقيقة من جهة، وانهم لن يقفوا مكتوفين، بل سيمضون قدماً في حراك سياسي واستطراداً في إضراب سياسي يصل الى حدود شل مجلس الوزراء آخر سلطة تعمل في الدولة على نحو يشعر معه الفريق إياه بأنه لا يلعب في ساحة خالية، وان ثمة من يرصده ويترصده ويجيد لعبة الرد عليه ويأخذه في اليد التي تؤلمه.</p> <p dir="RTL">انها إذن في رأي بعض العارفين ببواطن الأمور لعبة عض الأصابع في انتظار من سيطلق "الاخ" الموجعة&nbsp; أولاً&nbsp; وخصوصاً ان فريق 14 آذار يرد أيضاً بحملة مضادة من عناوينها العريضة:</p> <p dir="RTL">-&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; تحميل الطرف الآخر (التيار الوطني الحر وحزب الله) تبعات ما ينتج عن التعطيل والشلل الحكومي من ترد اقتصادي واجتماعي وسياسي وأمني.</p> <p dir="RTL">-&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; يتكئ هذا الفريق على موقف يعتبره متعقلاً اتخذه رئيس مجلس النواب نبيه بري عندما أعلن صراحة ان وزيريه سيشاركان في جلسات مجلس الوزراء ليؤمنا ميثاقية هذه الجلسات وهو رأي يكشف عن معارضة تامة لنهج حليفه "حزب الله" وحليف حليفه التيار الوطني الحر.</p> <p dir="RTL">-&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; الاعلان يومياً ان رئيس الحكومة تمام سلام يوشك ان يدعو الى جلسة للحكومة بعدما انسدت السبل أمام الاتصالات الرامية الى حل العقدة وان ما من شيء دستوري أو قانوني يمنع الدعوة أو يقلل من أهمية القرارات التي ستصدر عن هذه الجلسات.</p> <p dir="RTL">ولم يعد مفاجئاً ان الطرف عينه يدرج كل هذه الأمور في خانة ممارسة التهويل والضغط المعنوي من جانب الفريق الآخر، لذا فهو ماض قدماً في الخطوات التي بدأها قبل أسابيع.</p> <p dir="RTL">وعليه أمام هذا المشهد التصعيدي حيث لا مؤشرات عن إمكان ادراج بند التعيينات على جدول أعمال مجلس الوزراء، وحيث ان سلام سيدعو بين يوم وآخر الى جلسة عادية للحكومة، فإن باب الاحتمالات مفتوح على مزيد من التعقيد،&nbsp; الأمر الذي سيطرح شكوكاً حول نظرية سادت منذ فترة ليست بالقصيرة، جوهرها ان ثمة أمرين في لبنان الأول: شبكة أمان تؤمن الاستقرار الأمني، والثاني: حكومة تصريف أعمال تقر الممكن المتفق عليه،&nbsp; وترجئ المختلف عليه أي انها حكومة إدارة للأزمة.</p> <p dir="RTL">وعليه أيضاً يصح القول القديم إن النظام اللبناني هو تاريخياً "ولادة أزمات".</p>
Image: 266 nidaa.jpg
ID: 406
Title: محليات سياسية: محمد المولى البقاع الشمالي: بين الصمود الشعبي والإهمال الرسمي
Content: <p dir="RTL">&nbsp;عادت&nbsp; منطقة البقاع الشمالي إلى واجهة الأحداث، من بوابة تجدّد المواجهات العسكرية في جبال السلسلة الشرقية، المحاذية للحدود اللبنانية- السورية، والمتداخلة مع منطقة القلمون.. ومع توالي التراجعات والانتكاسات التي مُنيت بها المجموعات المسلحة التابعة لجبهة النصرة و"داعش"، في معارك الجرود الأخيرة، تتعدّد السيناريوهات المطروحة، وتتجه الأمور نحو احتمالات متعدّدة، منها احتمال أن تسعى هذه المجموعات إلى مهاجمة القرى المتاخمة، أو الدخول إلى مخيمات النازحين السوريين في عرسال ومحيطها، وتحريك خلايا نائمة متواصلة معها.</p> <p dir="RTL">&nbsp;لكن ما يلفت الإنتباه هو جو الهدوء الأمني النسبي، الذي تنعم به البلدات المنتشرة على امتداد خطوط&nbsp; التماس مع&nbsp; مناطق الوجود المسلّح في الجبال، إبتداءً من القاع ورأس بعلبك شمالاً، ومروراً بالفاكهة والعين واللبوة، ووصولاً إلى يونين ونحلة وتخوم مدينة بعلبك، حيث&nbsp; تراجعت التوترات&nbsp; والأحداث الأمنية على خلفية الإنقسامات السياسية، والتحريض الطائفي والمذهبي، بسبب إستشعار الخطر الخارجي الذي يهدّد الجميع. وفي هذا المجال، فإن اللقاءات المستمرة&nbsp; بين الأهالي والقوى السياسية، والفعاليات المحلية، والناشطين الاجتماعيين تساهم في خلق أجواء إيجابية، وفي تفهّم الهواجس والصعوبات والتنبّه إلى المخاطر، والعمل على تداركها، بكل السبل الممكنة والمتاحة.</p> <p dir="RTL">&nbsp;وقد ساهم الانتشار المكثّف للجيش اللبناني، وتموضعه القتالي في مواجهة المجموعات المسلحة الإرهابية، ورصده الدائم لتحركاتها، وصدّه لهجماتها، في تعزيز عوامل الاستقرار النسبي. ويترافق الوجود الفاعل للجيش مع الإلتفاف الشعبي حوله، وقد برز هذا الإلتفاف من خلال الترحيب الكبير الذي لاقته دورياته التي دخلت إلى أحياء بلدة عرسال، في إطار بعض المهام الأمنية، كما ظهر من خلال تضامن سكان القرى وتأييدهم لدوره.</p> <p dir="RTL">من جهة ثانية، تشهد البلدات البقاعية حالات من اليقظة والحذر، مترافقة مع أجواء من التآزر بين الأهالي تتجاوز الخلافات والتباينات السياسية المحلية والعامة. ويشارك متطوعون في الحراسة والمراقبة عند أطراف القرى، وعند الممرات والمسالك المتصلة بالجرود.. كما أن مساهمة أطراف علمانية ويسارية في حماية البلدات تفعّل مقومات الصمود وتعطي للمواجهة بُعدها الوطني العام.</p> <p dir="RTL">&nbsp;إلّا أن الوضع الشعبي اليقظ، والتآزر الأهلي المميّز يترافقان مع الصعوبات المعيشية، سواء&nbsp; المزمنة منها أو المستجدّة، إذ يستمر الجمود في الحركة الاقتصادية في مختلف المجالات الزراعية&nbsp; والتجارية والسياحية والصناعية، مترافقاً مع الإهمال الرسمي على مختلف الأصعدة الحياتية والخدماتية.</p> <p dir="RTL">&nbsp; فالقطاع الزراعي يعاني من كلفة الإنتاج المرتفعة، ومن إغلاق أبواب التصدير، وتحكّم كبار التجّار بأسعار الأدوية والأسمدة والمبيدات والمنتوجات الزراعية. كما أن المزارعين لا يستطيعون الوصول إلى حقولهم وبساتينهم في المناطق الجبلية في&nbsp; جرود عرسال والفاكهة ورأس بعلبك، بسبب وجود المجموعات المسلّحة، أو بسبب المعارك العسكرية، والمخاوف الأمنية.</p> <p dir="RTL">&nbsp; وتشهد الحركة التجارية المحلية ركوداً مستمراً، ولا تتعدّى حدود المستلزمات الحياتية الضرورية، ومن المعروف أن الأحداث السورية أدّت إلى تقلّص التواصل التجاري مع السوق السورية القريبة.</p> <p dir="RTL">وتترك الأحداث المتلاحقة منذ أكثر من ثلاث سنوات آثاراً سلبية على القطاع السياحي، وعلى المطاعم والمقاهي المنتشرة على ضفاف نهر العاصي، وعلى المهن المرتبطة بقطاع البناء، وعلى عمل الكسارات ومناشر الحجر في عرسال، وعلى الأعمال الحرفية والصناعية الصغيرة..</p> <p dir="RTL">&nbsp; ويزيد الأمور سوءاً تدهور حال الخدمات، من كهرباء وماء ومواصلات وصرف صحي وغير ذلك.. حيث تحوّلت معظم الطرقات إلى حفر و"مطبّات"، وحيث تفتقد المنطقة إلى مستشفيات ومراكز صحية متطورة، كما يغيب التخطيط والتنظيم العمراني، والإرشاد الزراعي، وتنتشر البطالة، وتزيد معدلات الفقر..</p> <p>&nbsp; ويتطلّع المواطنون إلى اليوم الذي يتخلّصون فيه من المخاطر المحيطة بهم، ويستعيدون فيه الحدّ الأدنى من الحياة الطبيعية في منطقة شهدت، عبر تاريخها، تفاعلاً وتداخلاً وترابطاً إجتماعياً وسياسياً وإقتصادياً مميّزاً، إذ تحولت القرى والبلدات إلى ما يشبه البلدة الواحدة، فكانت القضايا التي تجمعها أقوى من عوامل التفرقة التي سعت القوى السلطوية الطائفية إلى استغلالها والنفخ في نارها.</p>
Image: 266 nidaa.jpg