وقائع مهرجان العيد التسعين للحزب الشيوعي اللبناني
من كل المناطق جاؤوا، ومن كل الاعمار، تحت الرايات الحمراء التي زينت القاعة الكبرى في قصر الاونيسكو، تصدرتها أعلام الوطن والحزب وبينهما المنجل والمطرقة، ليتواعدوا في قلب بيروت العاصمة التي اطلقت فيها اولى رصاصات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد المحتل الاسرائيلي، ليجددوا الوفاء للمسيرة الحافلة بالعطاءات.. بالشهداء.. بالمقاومين... وليجيوا العيد التسعين لحزبهم، الحزب الشيوعي اللبناني. بكروا بالوصول الى الاونيسكو عقدوا حلقات الدبكة، ردّدوا الهتافات والأغاني الثورية وقباضتهم مرفوعة، مؤكدين مواصلة المسيرة النضالية الطويلة رغم ما العقبات التي تزيدهم اصراراً وانتماءً بلا حدود لحزبهم حزب المقاومة والتغيير الديمقراطي.
المهرجان الحاشد الذي اقيم مساء في قصر الاونيسكو، شارك فيه المئات من الشيوعيين الذين حملوا ما يتيسر من ارث نضالي، توجته جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بالانجازات الوطنية المتمثلة بالتحرير، وأكد الشيوعيون في احيائهم العيد على الأمل بالتغيير الديمقراطي.
حضر المهرجان ممثلون عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، و الرئيس أمين الجميّل، ورئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، النائب ، سفراء روسيا والصين وكوبا وممثل السفارة الإيرانية. كما حضر النائب عاصم قانصو ، رئيس حركة الشعب النائب السابق نجاح واكيم، نائب رئيس المكتب السياسي في حزب الله محمود قماطي، أمين عام الحزب الديمقراطي الشعبي نزيه حمزه، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية.
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب الشيوعي اللبناني، عزفت الفرقة الموسيقية لكشافة التربية فوج كفررمان، مقطوعات موسيقية، ثم رحب بالحضور عضو المكتب السياسي للحزب ريمون كلاس، الذي استعرض أبرز المحطات النضالية التي خاضها الحزب الشيوعي اللبناني طوال سنيه التسعين. وحيّا القافلة الطويلة من الشهداء الشيوعيين.
أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة حيا في مستهل كلمته المناضل الراحل محمد دكروب الذي ارّخ للسنديانة الحمراء، التي يمثلها الحزب الشيوعي، وذكر بأن الشيوعيين هم أول من أنشأ حركة لمقاومة العدو الإسرائيلي تحت اسم "قوات الأنصار"، وأول من انخرط في صد الاعتداءات الاسرائيلية لسد ثغرة تقصير الدولة، وصولاً الى اطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ومساهمة الشيوعيين مواجهة العدوان الاسرائيلي.
وحمل أمين عام الحزب الشيوعي على سياسات الدولة المتصادمة مع شعبها ومحاولة اجهاض المضمون الوطني لمعركة هيئة التنسيق النقابية التي بلورت وحدة عابرة لحالة الانقسام والتفتيت، وضرب التعليم الرسمي وعدم تأمين مستلزمات الحياة، والعجز عن انتخاب رئيس للجمهورية بانتظار كلمة سر لتوافق دولي- اقليمي، والتوجه للتمديد لمجلس نوابها، مغتصبة شرعية تمثيلية وحق الشعب اللبناني في قانون عصري للانتخابات على قاعدة النسبية وخارج القيد الطائفي،. ان الفراغ ارحم لشعبنا من دولة فرطت بالسيادة والاستقرار.
وختم حدادة مؤكداً ان حالة اللا استقرار واللاتوازن الامني والسياسي وعجز السلطة عن تأمين الاستقرار بفعل ارتباطها تدفعنا لاطلاق الصرخة من أجل توحيد كل القوى الديمقراطية للتصدي للخطر الخارجي المتمثل بجناحيه الاسرائيلي والارهابي، ولخطر التفتيت والارهاب المذهبي الداعشي من خلال الالتفات حول الجيش اللبناني.
ثم كلمة لأمين عام الحزب الشيوعي السوري الموحد حنين نمر، الذي لفت الى التوأمة في التأسيس وعلى مدى أربعين عاماً بين الحزبين الشيوعيين اللبناني والسوري، وحيا نضالات الشيوعيين في مواجهة الاستعمار وفي مقاومة الاحتلال الاسرائيلي وفي النضال الوطني والقومي وفي السعي لتحقيق القضايا الاقتصادية والاجتماعية للشعب اللبناني.
ثم كانت كلمة اليسار العربي القاها نائب الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ابو أحمد فؤاد، مؤكداً على العلاقات التاريخية بين الحزب الشيوعي اللبناني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ونقل أبو احمد فؤاد تحيات المناضل احمد السعدات المعتقل من داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي، الى الشيوعيين في عيد تأسيس حزبهم.
اختتم المهرجان بتحية فنية من الفنان الفلسطيني مروان عبادو والفنان العراقي جعفر حسن.
واقيمت على هامش المهرجان سلسلة معارض ثقافية وفنية.