الباحث الدكتور فؤاد خليل قي حديث لصوت الشعب
أكد الباحث الدكتور فؤاد خليل أن القوى المدنية موجودة في لبنان، لكن يتم تطويقها لكي تعيش حالة مغالبة قاسية مع الوضع الطائفي. ورأى في حديث لصوت الشعب ضمن الفترة الإخبارية أن هناك قضايا تجمع اللبنانيين حول المجال العام مثل قضية هيئة التنسيق النقابية، لكن التطييف ابتلع المجال العام، وأصبح اللبناني يوالي الزعيم الطائفي في السياسة لكنه عندما يصطدم بمتطلبات حياته يكرهه. في المقابل لم تستطع القوى المدنية والديمقراطية صياغة رؤية تجسدها في برامج حقيقية.
وقال خليل إن الانفصام الحالي لدى اللبنانيين هو في السلوك بين التحديث والتمدين وبين التطييف، يسري ذلك حتى على الأستاذ الجامعي الذي يدرس تلامذته برامج متطورة ثم يمارس التقليد الاجتماعي بين عائلته. واضاف على اللبناني الاختيار بين ولائه الطائفي وبين ولائه لمصالحه الحيوية الطبيعية في التعليم والصحة والعمل والمعرفة. ولفت إلى أن الولاءات الطائفية تمنح الأمان الاجتماعي لكنها تؤدي إلى طغيان الغرائز التي تنفلت من عقالها كما حصل مؤخرا في عمليات الخطف والاعتداء على النازحين السوريين.
وأوضح أن الطائفية لا تستطيع تقديم إجابات على أزمة النظام، والشرط المدني الديمقراطي هو ضرورة لبناء مجتمعات متطورة، مؤكدا أن التاريخ لايمكن أن يسير بشكل دائري أي متكرر، وإنما قد يسير بشكل لولبي، أو متعرج.
أما الطريقة المتاحة للتغيير فهي في الإصلاح عبر الوصول اولا إلى قانون انتخاب على أساس النسبية، وبناء الأحزاب على قواعد جديدة، لأن الطوائف قادرة على خنق أي انتفاضة.