الفترة الاخبارية المستمرة يوميا من السابعة وحتى العاشرة صباحا
المواطن والقانون الجمعة 2.30 مع المحامي عبد الكريم حجازي
شباك المواطن مع ليال نصر السبت بعد موجز 10.30 صباحا
Like Us On Facebook : Sawt el Shaab
اشكاليات الاثنين 4.30 مع عماد خليل
الفترة الاخبارية المستمرة يوميا من السابعة وحتى العاشرة صباحا
صعبة العيشة هيك - كل تلاتا الساعة 4.30 مع فاتن حموي
حوار فاتن الخميس بعد موجز 4.30 والاعادة الاحد بعد موجز 11.30 مع فاتن حموي
البلد لوين مع الين حلاق الاثنين 5.30
عم نجم الاربعاء بعد موجز 3.30 والاعادة الاحد 6 المسا مع ريميال نعمة
عينك عالبلد مع رانيا حيدر الجمعة 4.30
Displaying 1-1 of 1 result.


مع الحقيقة: سمير دياب عقود الظلم والظلامية

ليس أكثر ظلماً من نظام ٍ يحكم بنفسه، ويحتكم لنفسه، ويشرّع على هواه، ولا يعتقد أن هناك سلطة فوقه أو جماهير تحته تحاسبه أو تراقبه، لتصد ظلمه وتضع حداً لتغوله وفساده.

وليس أكثر ظلماَ من معرفة أن السلطات الحاكمة لا تؤمن بنظريات التطور، ولا تعترف بمفاهيم ابن خلدون الإنسانية، ولا بأفكار مانديلا، ولم تهضم يوماً اجتهادات مونتيسكيو وروسو، ولا تقيم وزناً للفصل بين السلطات، ولا مكان يتسع للعدالة في سياستها، ولا تطيق كلمة مساواة أو مواطنة. كل شيء مباح ومستباح لها، وكل شيء محجوب عن شعوبها، وإن اعترضت حركة نقابية أو سياسية أو شعبية حول قضية ما، فإن أدوات هذه السلطات الأمنية والقضائية والإعلامية تتكفل بما يتوجب القيام به.   

هذا لسان حال الساحة العربية من مشرقها إلى مغربها، فمنذ العهد الكولونيالي مروراً بمراحل بناء الدولة الوطنية لغاية اللحظة الراهنة عرفت تمفصلات على مستوى الدولة وتطورات غير مسبوقة تضرب الدولة في مفهومها الاجتماعي والسياسي - المؤسساتي ما طرح ويطرح إشكاليات يمكن إبراز أهم مفاصلها:   

أولاً : إشكالية بناء الدولة، بعد أكثر من نصف قرن لم يستطع نظام عربي واحد بناء "دولة" بمفهومها المؤسساتي المعبر عن حالة اجتماعية - سياسية، تعبر فعلاً عن  مفهوم اللعبة السياسية المتمثلة في "الديمقراطية" كآلية من خلال تفعيل قوانين الانتخابات وتطويرها كقيمة من خلال دمج منطق الثقافة السياسية الوطنية المشبعة بمفهوم وجود الدولة السياسية التي بدورها تنمي عملية إنتماء الفرد للمجتمع والمجتمع لدولة الجميع. 

ثانياً: التحكم الاستبدادي في السلطة والبيروقراطي في المؤسسات من خلال إنتاج أشكال من الخطاب السياسي يتم من خلاله مسك قواعد اللعبة السياسية ضمن نسق بناء نظام سياسي يعيد إنتاج نفسه بعد تطويع الدساتير والقوانين بما يخدم هذه العملية.  

ثالثاً: تهشيم البنية الاجتماعية والسياسية عبر تغليب الفكر العائلي والقبلي والعشائري والطائفي على حساب الوطني لهندسة تأبيد السيطرة.

رابعاً: قصور متعمد في معالجة القضايا الوطنية الكبرى، واعتماد خطة الترحيل كنهج دائم، وفي أحسن الأحوال اعتماد خطط وقائية بدل العلاجية وهذا يشمل القضايا الخدماتية المرتبطة بحياة الناس من صحة   وسكن وتعليم وعمل وطاقة. 

 

 خامساً: غياب السياسات التنموية الشاملة والإعتماد على "الريع" دون الالتفات لبناء اقتصاديات وطنية تعطي قيمة مضافة ما يؤدي إلى أزمات اجتماعية سرعان ما تتحول إلى أزمات سياسية وتحويل بعضها إلى حروب أهلية. 

سادساً: تغذية الإرهاب كظاهرة توظف من قبل البعض لتفكيك بنية المجتمعات خدمة لمشروع استعماري جديد. 

سابعاً: توظيف الدين كمادة تعبوية تحريضية حادة وعنيفة، لإستنفار كل العصبيات الطائفية والمذهبية إلى حد الاصطفاف الأعمى وراء هذه الطروحات المدمرة.   

ثامناَ: مشروع الشرق الاوسط الجديد وتأثيراته واستقطاباته الإقليمية والدولية، ومخاطره الذي يتهدد المنطقة العربية برمتها، والأخطر أن يتلون الصراع ضده بألوان طائفية ومذهبية بدل تشكيل حركة تحرر وطني عربية شاملة لمقاومته بكل السبل  للقضاء عليه كأساس في تحرير واستقلال المنطقة بما في ذلك القضية المحورية الأم المتمثلة بتحرير فلسطين.   

*****

تلك هي النخب الحاكمة، والسلطات المستبدة الفاسدة، التي ترى أنها الأفضل والأكثر وعياً وحكمة،   وأنها الأصلح للحكم والأفضل للإدارة، وأدواتها وأزلامها ومصارفها هم القاعدة والاستثناء.

عقود وراء عقود والمشهد لم يتغير إلا نحو الأسوأ. مات الملك عاش شقيق أو أبن الملك. مات الرئيس عاش شقيق أو أبن أو جنرال الرئيس.. ملوك ورؤساء وحكومات ولم يبدلوا تبديلاً، حكموا فظلموا، فرقوا وما جمعوا، أعدوا وشتتوا وهجروا الناس، أحبطوا أجيال وراء أجيال وتنكروا لتضحياتهم وقضوا على آمالهم وأحلامهم في الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية والشراكة في صنع القرار، أفرغوا أوطانهم من مستقبلها بهجرة شبابها، وقامروا بالبلاد في لعبة شطرنج الخارج، وتسببوا في شطب سجلات الثقافة الوطنية والهوية القومية.

*****

المشهد العام في المنطقة لا يبشر بالخير، رغم كل التضحيات التي قدمتها شعوب المنطقة على مذبح مقاوماتها الوطنية والإسلامية ضد الاحتلال الصهيوني والأميركي، وثوراتها الشعبية العربية وانتفاضاتها الفلسطينية المستمرة، ورغم انعكاس ذلك على فرملة المشروع الإمبريالي الأميركي وتعثره في المنطقة وبروز أقطاب عالمية كروسيا والصين وإقليمية كإيران وتركيا بعد اشتداد أزمة سوريا، إلّا أن الصورة الراهنة ما زالت سوداوية قاتمة، لا لجهل في معرفة أهداف مشروع الشرق الأوسط الجديد، إنما لعدم الوضوح في بلورة المشروع الوطني البديل، وعلى أهمية مقاومة المشروع الأميركي-  الصهيوني- الرجعي العربي، ومقاومة تطرفه وإرهاب دواعشه، إلا أن مهمة القوى الوطنية والتقدمية تكمن في إنضاج المشروع الوطني العربي التحرري الشامل والعمل عليه خلال عملية المواجهة الذي يكتسي أهميته لضرورة التحرير والتغيير الجذري حتى لا يتحول الصراع القائم إلى صراع إستراتيجيات الممرات والثروات والمصالح الدولية، أو إلى صراع توازن الرعب الطائفي والمذهبي، بشكل تدور معها بلاد وعباد المنطقة في حلقات تفتيتية ضعيفة مدمرة، تعيد تجربة عقود الظلم والظلامية، وتعيد تقديس صور أنظمة عاش القائد ومات الشعب.


Displaying 1-1 of 3 results.
Displaying 1-4 of 4 results.
- مجلة النداء - موقع الحزب الشيوعي - دار الفارابي - مجلة الطريق