بيئة: د. يوسف حمزة النفايات الصلبة في لبنان مشاكل وحلول
قبل البدء بالحديث عن النفايات الصلبة التي هي من ملوثات البيئة علينا أولاً التعريف بالبيئة، وهي علم كامل بحد ذاته وذلك لإرتباطه بعلم الخلية الحية، والبيئه تعني الإنسان، الحيوان، الطيور، الأسماك، الزواحف والنبات ، تعني كل الخلايا الحية الموجودة في الهواء والماء وعلى سطح الأرض، وفي جوفها وحولها وفي طبقة “الأوزون” المحيطة بالغلاف الجوي.
للحفاظ على البيئة يجب الحفاظ على هذه العناصر، الحفاظ على الحياة يعني الحفاظ على الخلايا الحية ، ويجب تأمين وقاية لهذه الخلايا لكي لا يدب فيها المرض فإذا انتشر المرض في هذه الخلايا - يعني إنتشر المرض في البيئة والإنسان نفسه، إن الحفاظ على أي عنصر من هذه العناصر يجب أن لا يكون على حساب العناصر الأخرى...
الوقايه من النفايات الصلبة ومعالجتها العاديه: إن هذا الموضوع في لبنان لم يحل بشكل علمي والحكومات المتتابعة وضعت حلولاً لم تطبق، وذلك نتيجة الصفقات المالية السوداء على حساب الشعب اللبناني، الذي بدوره كان يتغاضى عن هذه الصفقات وذلك للخضوع للواقع من ناحية المحسوبية الطائفية والمذهبية ومن ناحية النكايات الحزبية، هذا ولبنان كدولة أنشأ معامل للنفايات الصلبة في العمروسية والكرنتينا وبرج حمود، وكذلك وضع قوانين، وأوجد هيكلية إدارية لوزارة البيئية، هذه القوانين لم تكن تطبق كاملة نتيجة الفساد الإداري ونتيجة عدم المحاسبة من قبل الهيئات الحكومية ومن المنظمات اللاحكومية ومن الشعب اللبناني مما أدى إلى التمادي في الفساد وإهمال الحلول الجذريه لهذه النفايات وغيرها متل الصرف الصحي، والنفايات الصناعية، ونفايات المستشفيات، والبترولية...
الوقاية من التلوث نتيجة هذه النفايات يكون أولا بفرزها وإعادة إستعمالها، هذه العملية سهله جداً، وكل ما وجب عمله هو الأهتمام عن طريق البلديات بالفرز المنزلي لإعادة استعمالها مثل المواد الزجاجية والمواد البلاستيكية والمواد الورقية، أما ما يتبقى من مواد عضويه فهي تعالج بطريقة التسبيخ لتصبح مثل السماد الطبيعي فيعاد بيعها للمزارعين والإستفادة منها في تتريب وتسميد مواقع الكسارات القديمة والحديثة لإعادة تشجيرها بطريقة علمية بيئيه وزراعية مناسبة، وعملية الفرز هذه تتم انطلاقاً من المنازل يتبعها الفرز البلدي، بمعنى أن البلدية تجبر الشركات على التقيد بقانون الفرز، ومتابعة الفرز أثناء جمع ونقل هذه النفايات وتؤخذ أخيراً إلى المعامل التي تكون بإشراف البلدية ووزارة البيئية وبإشراف شركات مصنفه بيئياً في وزارة البيئة...
فمثلاً: الورق... وعاء أبيض والزجاج وعاء أزرق، والبلاستيك وعاء أخضر، والمواد العضوية كيس أسود، أما النفايات العضوية فنعرضها لعملية التسبيخ لتصبح سماداً، أما ما يتبقى منها من عوادم كالعظام وغيرها فهذه تردم في مطامر صحية، مثل مطمر الناعمة الذي أستعمل كمكب للنفايات وليس كمطمر صحي نتيجة السمسرة والفساد الحكومي مع شركة سوكلين، أما البلديات تؤمن ثلاثة أوعية بلاستيكية في كل حي ذات قيمة بسيطه، وهذه الأوعية تستوعب ما يلقي به اهالي الحي ثم يتم نقلها لإعادة استعمالها، اما المواد العضوية الباقية فتتم عملية تسبيخها والباقي من المعدومات كالعظام وغيرها فهي تطمر في مطامر علمية، هذه المطامر ترضخ للشروط المعايير البيئية لناحية عدم تلوث المياه السطحية أو الجوفية والهواء والكائنات الحية من مواشي وطيور وأسماك في الشاطئ اللبناني، وهنا أود لفت الانتباه أنه كفى أعذاراً وهدراً للأموال فكل ما هو مطلوب تشغيل المؤسسات المختصة من قبل الوزارة والإدارات صاحبة العلاقة...
إن ترك النفايات الصلبة على هذه الطريقه فإنها ستؤدي إلى تعرضها للأمطار وعندها ستتم عملية كيميائيه تؤدي إلى تحويل هذه المواد العضوية والصلبة إلى مواد ملوثة للبيئة تشبه التلوث الناتج عن الصرف الصحي مثل:
الغازات السامة و البكتيريا العضوية التي تنتقل بواسطة الهواء إلى الإنسان أو بواسطة الماء، أو لأكلة الخضار و الفواكه واللحوم، و هنا تبدأ الامراض و لذلك يسمى هذا بتلوث المياه أي مياه المجاري او التلوث الناتج عن النفايات المعرضة للماء والهواء مع مرور ثلاثة أشهر على تركها في شوارع بيروت، وهذه المياه بواسطة الهواء تتأكسد وتنتج غازات وهي:
غاز الأمونياك، والنيتريت والنيترات، وهي غازات مسمه تؤثر على المعدة وخاصة عند الأطفال وتؤدي إلى أمراض الديزنتاريا التي تؤثر في الأمعاء ومن علاماتها الإستفراغ، وكذلك تؤدي في الحالات الأعلى إلى الكوليرا والشلل.
اما المادة الثانية الناتجه عن هذه النفايات المتروكه دون معالجة فهي مادة الفوسفات، هذه المادة إذا زادت كميتها في المياه عن 1 ملغ باللتر فإنها تعتبر ملوثة بالبكتيريا وتسمى هذه (سترابتوكوكس، واشارشياكولي و سالمونيلا)، أما التلوث الناتج عن المواد الصناعية فهو آرسنيك والألمنيوم والكادينيوم، وهو غاز مسم يؤثر على الرئتين، وغاز الكلور والفلور مضر للأسنان، والإيود والمغنيز والرصاص مضر للغدة ، هذه المواد تؤدي الى تلوث اذا وجدت في الجو طبيعياً فكيف اذا وجدت بشكل نفايات فانها تؤدي الى امراض اكثر خطورة مثل امراض السرطان وغيرها، أما ملوثات الهواء فهي تؤدي إلى الأمطار الأسيديه مثل الأسيد سيلفريك والنيتريت واوكسيد الكربون وغاز الكربون، وهذه تفتك بالنبات والأسماك وتؤدي إلى الأمراض التي ذكرنا....
أما الحلول المطلوبة وهي كما ذكرنا تبدأ بالفرز المنزلي ثم يتبعه الفرز البلدي ثم يتابع في معامل فرز النفايات التي ستشرف عليها المؤسسات البيئية والدولة والمنظمات غير الحكومية وذلك بإيجاد برنامج الثقافة البيئية، التي تبدأ في البيت والمدارس والمؤسسات ونتحمل فيها المسوولية جميعاً، أما التخلص من النفايات الصلبة فهناك عدة حلول أولها وأهمها وأقلها ضرراً هو الفرز وإعادة تدويرها للاستعمال (البلاستك والورق والزجاج والمعادن)، أما المواد العضوية فتحول بالتسبيخ إلى أسمدة تستعمل في الزراعة بعد فصلها عن المواد العادمة عنها فتطمر في مطامر صحية خاضعة لشروط وزارة البيئية وخاصة عدم تلوث المياه الجوفية والسطحية والهواء والتراب...
الطريقه الثانية وهي الحرق في معامل جدا خاصه لتوليد الطاقة الكهربائيه فهناك معمل في نيويورك ينتج 700 ميكاوايت كهرباء ، وهناك التسخين الحراري، وهناك طرق عديدة تستعمل في العالم ذات معايير بيئية بحيث أن هذا الطرق تنتج الغاز والكهرباء من هذه النفايات، وهناك طريقة ترحيلها إلى سوريا أو إلى المناطق النائية في لبنان على شرط أن تكون المطامر قد حازت على كافة المعايير البيئية.