رأى الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني د.خالد حداده ان اعادة طرح الفيدرالية في لبنان تعبيرٌ عن ازمة النظام السياسي الذي يأخذُ شكلَ فيدراليةٍ مقنعه تعتمدُ على تحاصُصٍ طائفي يغطي سيطرةَ البرجوازية اللبنانية على مقدراتِ البلد ، مشيرا الى النظام الحالي بات يشكلُ خطراً على مؤسسات الدولة المُعطلة ، وهو عاجزٌ عن انقاذِ نفسه او انقاذه من قبلِ الخارج ، ولفت الى ان البعض يرى الحل في تعميقِ الاتجاه الطائفي والخروجِ من الوحدةِ الشكليّة نحو التماهي مع المشروعِ الامريكي في المنطقة المستند على التفكيكِ والتجزئة.

حداده رأى في حديثٍ لصوت الشعب ان طرحَ الفيدرالية يشكلُ ربحاً مجانياً للمشروعِ الامريكي الاسرائيلي في المنطقة ،و ضرباً لما تبقى من مقوماتِ انطلاقِ لبنان باتجاهِ التواصل مع حالةٍ تقدمية عربية تساهمُ بانقاذِ العالم العربي ، كما ينعكسُ بشكلٍ خاص على الفقراء الذين تآمرت عليهُم البرجوازية اللبنانية، لافتا الى ان من يطالب بالفيدرالية ينسى اننا لم نجرب إلا هذا النوع من الحكم ، واننا بتبني هذا الطرح نتجهُ اكثر نحوَ الديكتاتوريةِ المباشرة بدلاً من المُقنعة.

حدادة اعتبر ان مطالبة النائب ميشيال عون مؤيدية بالنزولِ الى الشارع يصبُ في خانةِ التحول من مشروعٍ ديمقراطي الى الانضواءِ في اطارِ الزعامات الطائفية ، مؤكدا ان هذا الحل ليس لمصلحةِ المسيحيين ،ومطالباً عون بالعودةِ الى منطقِ لبنان الموحد على اسسٍ ديمقراطية علمانية .

وعن دورِ اليسار اللبناني في مواجهةِ الازمات الداخلية أكد حدادة ان عليه ان يتبعَ عدةَ اتجاهاتٍ تنطلقُ من طرحِ برنامجٍ يسعى نحوَ مؤتمرِ انقاذٍ وطني على قاعدةِ بناءِ الدولةِ الوطنية العلمانية العربية كجزءٍ من مواجهةِ معركةِ التفتيت التي تجري في المنطقة ، كما عليه ان يراكمَ تحركاتٍ سياسية شعبية ترفضُ الاتجاهَ نحو الانقسام ، و ان يطورَ أُطُرَهُ التنظيمية انطلاقاً من الحزبِ الشيوعي اللبناني باتجاهِ كافةِ الاحزاب اليسارية ، ليصلَ الى انشاءِ حركةِ يسارٍ جديد ذاتِ طابعٍ ملتزمٍ بقضايا الفئاتِ الشعبية .

حداده رأى ان الاتفاقَ النووي الايراني حاجةٌ لايران وللغرب ،معربا عن اعتقاده بحتميةِ انجازه، لكنه في الوقتِ ذاته لن يؤديَ الى حلولٍ سريعة لازماتِ المنطقة ، طالما ان القضيةَ الاساسية وهي فلسطين لازالت عالقةً، والتآمرُ على ثرواتنا ما زالَ مستمراً ، واعتبر حداده ان الاستفاءَ الذي جرى في اليونان نصرٌ لارادة الشعب اليوناني ، لافتا في الوقت نفسه الى ان الصراعَ سيبقى مستمراً مع الاتحادِ الاوروبي وخاصةً المانيا ،بالاضافة الى البرجوازية اليونانية التي تحاولُ الدفعَ لتلبيةِ شروطِ الدائنينَ الدوليين