بوضوح: ربيع ديركي عناوين رئيسة لمرحلة مقبلة
التطورات الميدانية في سوريا، المتمثلة بانتزاع الأكراد، بغطاء جوي أميركي، لمناطق كان يسيطر عليها داعش في الشمال السوري، قابلته تركيا بتحذير من هذا التغير في القوى التي تسيطر على الأرض الحدودية بينها وبين سوريا.
مفاوضات جنيف بين المكونات اليمنية المتصارعة انتهت قبل أن تبدأ، بشروط وشروط مضادة، وبالتالي اليمن إلى مزيد من إطالة أمد الحرب فيه وعليه.
العراق المقسم أصلاً، قسمه الكونغرس الأميركي إلى أقاليم مذهبية وإثنية، تجري على أراضيه عملية تثبيت قوى الأمر الواقع فيه.
مباحثات مجموعة 5+1 مع إيران حول ملفها النووي، لا تزال جارية على وقع التطورات الميدانية، مع حديث عن تمديد مهلة التوصل إلى اتفاق إلى ما بعد حزيران الحالي، مما يدل على توازن في القوة بين القوى المتصارعة على منطقتنا، للخروج بتسوية سبقها ويسبقها المزيد من السخونة.
في ظل المتغيرات الميدانية المترافقة مع مباحثات سياسية، علنية وغير علنية، كان لافتاً عودة تنشيط المبادرة الفرنسية التي تعني في بنودها تصفية القضية الفلسطينية نهائياً، في مرحلة تحمل التسويات فيها الإعلان عن ولادات جديدة داخل حدودنا، ينتظرها العدو الإسرائيلي لإعلان حلمه العنصري "دولة اليهود في العالم" على أرض فلسطين.
وفي لبنان الفضائح تتكاثر كاشفة، مرة بعد أخرى، ارتهان الطبقة السياسية للخارج، المراهنة على القرار الدولي – الإقليمي بمنع انفجار الوضع السياسي والأمني فيه، لأن لبنان ليس ضمن أجندتها في المرحلة الراهنة.
السؤال إلى متى سيستمر هذا الغطاء للوضع القائم في لبنان، والأهم ماذا بعد انتهاء مفعوله، في ظل ازدياد الشحن الطائفي والمذهبي، وازدياد خطر الجماعات الإرهابية؟
الإجابة تتجاوز طرح السؤال بتجاوز المراهنة على الطبقة السياسية وعلى الخارج وتسوياته، والتجاوز هذا يعني أن خروج لبنان من أزماته الدورية، وتحصينه سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً، يكون بمشروع تغييري يربط التغيير الديمقراطي للنظام السياسي الطائفي بمواجهة الخطر الإرهابي ومقاومة العدو الإسرائيلي، في ممارسة سياسية نضالية هي الرد على الفراغ الداخلي المرهون بالقرار الخارجي