الفترة الاخبارية المستمرة يوميا من السابعة وحتى العاشرة صباحا
المواطن والقانون الجمعة 2.30 مع المحامي عبد الكريم حجازي
شباك المواطن مع ليال نصر السبت بعد موجز 10.30 صباحا
Like Us On Facebook : Sawt el Shaab
اشكاليات الاثنين 4.30 مع عماد خليل
الفترة الاخبارية المستمرة يوميا من السابعة وحتى العاشرة صباحا
صعبة العيشة هيك - كل تلاتا الساعة 4.30 مع فاتن حموي
حوار فاتن الخميس بعد موجز 4.30 والاعادة الاحد بعد موجز 11.30 مع فاتن حموي
البلد لوين مع الين حلاق الاثنين 5.30
عم نجم الاربعاء بعد موجز 3.30 والاعادة الاحد 6 المسا مع ريميال نعمة
عينك عالبلد مع رانيا حيدر الجمعة 4.30
Displaying 1-1 of 1 result.


افتتاحية النداء 242/ بقلم د. خالد حدادة بالتزامن مع جريدة السفير

أطفال غزة .. أطفال طبيعيون، عاديون، وليسوا أطفالاً من كوكب آخر..

الطفل الفلسطيني، طفل غزة، يشبه الطفل الذي تلده أمه، مشروع ملك أو " طفلاً أميرياً" ، يبكي ويضحك ويجوع ...

طفل غزة كما طفل القاهرة يفرح بفانوس رمضان وينتظر ليلة العيد تأتيه بثياب جديدة ..

هو كما طفل الشياح وطريق الجديدة وكسروان، كان سيفرح لو أتيح له متابعة المونديال، كان سيتحمس حكماً لمنتخب الجزائر ولكنه سيفرح مع كل هدف ...

طفل فلسطين وغزة ، يهوى الألعاب الالكترونية أيضاً ويحلم بمحمول تضعه له أمه على الفراش ليلة عيد ..

هو كما الجميع من أطفال باريس إلى واشنطن وموسكو، يستهويه حضن أمه تمنحه الدفء ..

فتى غزة كما كل فتى في أول مرحلة التعليم المتوسط، كان سيشعر بالقشعريرة عندما تلامس يده لأول مرة يد زميلته، تعيد له قلم الرصاص الذي أوقعه متعمداً على الأرض...

هو مثل كل أطفال الأحياء الفقيرة في نيويورك وبرازيليا وبيونس ايرس، يهوى سماع الموسيقى الصاخبة ويجد بنفسه مشروع مغن راب، تصفق له الفتيات وهو يختال بينهم ..

هو كما الجميع، كان سيتمارض ليغيب عن المدرسة وكما الجميع سينتظر بقلق نتائج امتحاناته ...وهو طفل يحلم ان يكون طبيباً، مهندساً وفناناً، عاملاً وبحاراً في "بحر غزة"..

هو كما كل الأطفال الفقراء في العالم، يهوى السباحة عارياً أو شبه عار، على شواطئ أحبها، يسابق سمك شاطئ غزة ويسعد ببعض الريح يلفحه في أنحاء جسمه...

ويمكن أن نخبر، أوباما وحمد ووليده تميم، نخبر أمراء وملوك السعودية هو كما أطفالهم، يتألم عندما يتعرض لجرح بسيط، ولا نقول يصرخ مثل أطفالهم عند الجوع، لأن أطفالهم يتألمون ربما من التخمة...

إنه طفل طبيعي ولد كما أطفال فلسطين، كما أطفال العالم، طبيعياً وعادياً..

وهو طفل تحول...

أصبح كما طفل الجنوب اللبناني، يرى جثة أبيه وأمه تنزف، يرى الطائرة تحول جسد صديقته وصديقه من قانا إلى شوارع غزة وإلى كل فلسطين أشلاء هادئة بعد ان كانت تضج بالحياة . .

هو الذي كان يحلم بالحياة قدموا له الموت رغماً عنه ..

رأى سقف بيته يهوي عليه وعلى أخوته العشرة في الغرفة ذاتها ..

ورأى نفسه ممزقاً ..

رأى دماءه تغطي كتاب الجغرافيا، وهو يحتضر، فرح لأن الدماء رسمت خارطة فلسطين ولم تقتصر على غزة ..

الدماء، كما صواريخ المقاومة، رسمت خارطة فلسطين وخارطة العودة، رأى حيناً القدس وايلات وكل مدن فلسطين المحتلة.. حلم برفيقه في المخيمات يحلم ببيت جده وبستان الليمون في يافا وحيفا والناصرة والقدس ...

ما خفف ألمه، انه هذه المرة لم يقض برصاص طائش، سببه خلاف الفصائل والأخوة ..

ربما آلمه أكثر، انه لم يعش تلك اللحظة التي يصبح فيها مقاوماً، يرفع راية التحرير، فأغمض عينيه على خارطة فلسطين....

وكما محمد الدرة ومحمد أبو خضير، فتيان عاديون بحياتهم، تحولا إلى رمزين، يوجهان أصابع الاتهام للإجرام الصهيوني والأميركي وللخيانة الرسمية العربية، هكذا أطفال فلسطين الذين استكملوا خارطة أطفال لبنان.. أصبحوا رموزاً بعد الاستشهاد وهكذا جردتهم الحرب، جردهم الحصار من الطبيعة في طفولتهم ...

نعم، أعلنوا أنهم ليسوا بحاجة للتبرع بالدم، يعوض دماءً نزفت منهم جرحى وشهداء ..

دماؤهم، أعلنت الفرح، وهم لأول مرة يسمعون، فصائل المقاومة رفضت المبادرة " وإسرائيل تستجديها" ...

نتنياهو يستغيث بحليفه الأميركي وبالنظام الرسمي العربي ان عودوا الى الاتفاق السابق، وفصائل المقاومة تجيب بأن ما بعد الهجوم على غزة ليس كما قبلها..

قامت الحرب المجرمة لتستكمل خارطة المؤامرة الأميركية وتفرض على فلسطين اتفاق ذل جديد تضيع معه القضية وحق الدولة وحق العودة .. وبالتالي اتفاقاً يتيح للمشروع الأميركي الداعم للإرهاب بكل أصنافه، إرهاب المجموعات وإرهاب الدولة الصهيونية، يتيح لهذا المشروع إعادة السيطرة على غزة وغازها الموعود..

دماؤهم تصرخ بعدة اتجاهات:

الأول بوجه العدو، يرافق الصواريخ ترسم خارطة فلسطين وترفض العودة إلى الحصار وإقفال المعابر،

الثاني إلى السلطة الفلسطينية، تدعوها  نعم الدم يدعوها بل يضغط عليها كي تقطع مسار اوسلو .. وتعود في صيغتها الجديدة منظمة للتحرير، تحمل تراث الماضي وتجدد احتضان كل الفصائل من أجل انتفاضة جديدة..

تصرخ في وجه النظام الرسمي العربي، لا نثق بكم ولن نثق باجتماعاتكم لن نصفكم بأية صفة، أنتم ملوك وأمراء ورؤساء، انتم خونة ببساطة ترتكبون كما آباؤكم عام 1948 فعل الخيانة ولن نسمي مواقفكم إلا بهذا الاسم.

تصرخ بوجه الفصائل، بما فيها المقاومة في غزة، ان منطق الوحدة القائم على فعل المقاومة هو الأساس، فلن تنفع أطفال غزة وفلسطين التنقلات من الدوحة إلى تركيا، فالتحالفات المباحة والمسموحة هي المنطلقة من منطق دعم المقاومة وتطوير قدراتها على الصمود وعلى ارباك العدو..

تصرخ باتجاه مصر، داعية فتيان ميدان التحرير، لمنع تحول الاختلاف مع أحد فصائل المقاومة إلى ممارسة النكاية في وجه الشعب الفلسطيني وأطفال غزة، داعية أبناء ثورة يونيو للضغط باتجاه ان لا تتحول القيادة المصرية الى حاملة مواقف ملتبسة ومحايدة، بأحسن الأحوال تساعد على انقاذ العدو من مأزقه ..

تتجه باتجاه العراق وسوريا، مؤكدة ان الحفاظ على وحدة سوريا وشعبها وعلى وحدة العراق وتطوره الديمقراطي، تعادل بالنسبة للدم الفلسطيني، أهمية الحفاظ على غزة وصمودها..

دماء أطفال غزة، تتراقص ساخرة من عنتريات ليبرمان ونتنياهو، تقول لهما، تستطيعون التهديد بالغزو البري وربما تنجحون في بدايات الغزو، لكن ألا ترون دماء أطفال قانا، تذكركم بما جرى في جنوب لبنان شقيق غزة وحليفها الطبيعي؟؟ وهم يسخرون من العدو يخافون من حركة التابعين، فكما اجهض القرار 1701 صمود الجنوب اللبناني بفعل تبعية الحكومة اللبنانية، يخشون على دمائهم وصمودهم ان تجهضه مفاوضات السلطة وبهلوانيات القيادة الفلسطينية في الدوحة ..

******

 

أطفال غزة، لا يبكون فقط ولا يصرخون فقط، بل هم يبتسمون يوجهون بسماتهم في تموز باتجاه أطفال لبنان وجنوبه، تتعانق البسمات كما الدماء، يتعانق حلم شعوبنا، بحالة عربية جديدة يتحول فيها الحلم إلى الممكن، يتحول الأمل إلى برنامج للتنفيذ باتجاه عالم عربي، يتخلص من حكامه الخونة، يستعيد ثروته وسيادته يؤمن السعادة والعدالة والحلم بغد أفضل لأطفاله وفي القلب منه أطفال غزة وفلسطين...


Displaying 1-1 of 3 results.
Displaying 1-4 of 4 results.
- مجلة النداء - موقع الحزب الشيوعي - دار الفارابي - مجلة الطريق