الفترة الاخبارية المستمرة يوميا من السابعة وحتى العاشرة صباحا
المواطن والقانون الجمعة 2.30 مع المحامي عبد الكريم حجازي
شباك المواطن مع ليال نصر السبت بعد موجز 10.30 صباحا
Like Us On Facebook : Sawt el Shaab
اشكاليات الاثنين 4.30 مع عماد خليل
الفترة الاخبارية المستمرة يوميا من السابعة وحتى العاشرة صباحا
صعبة العيشة هيك - كل تلاتا الساعة 4.30 مع فاتن حموي
حوار فاتن الخميس بعد موجز 4.30 والاعادة الاحد بعد موجز 11.30 مع فاتن حموي
البلد لوين مع الين حلاق الاثنين 5.30
عم نجم الاربعاء بعد موجز 3.30 والاعادة الاحد 6 المسا مع ريميال نعمة
عينك عالبلد مع رانيا حيدر الجمعة 4.30
Displaying 1-1 of 1 result.


مهدي عامل شهيد الفرح الكوني

بضع رصاصات ظلامية حاقدة، والقى الجسد تعبه على رصيف بيروت.

بضع رصاصات صغيرة قاتلة إغتالت قامة مفكر ثوري كبير، وأوقعت حسن حمدان شهيداً على الأرض الطيبة التي عشق وأحب..

على طريق حسين مروة، سار مهدي عامل ، مفكراً ومناضلاً، جمع على طريقته بين رحابة الفكر وصلابة النضال وفرح الحياة.

قبل ثلاثة اشهر بالتمام من استشهاده، وقف مهدي عامل يودِّع الشهيد الكبير حسين مروة فقال مخاطبا الشهيد :

" ها نحن نودعك، اتينا من بيروت ومن الضاحية ومن جبل عامل، من كل انحاء لبنان ...من أرجاء الوطن العربي جميعا، نشهد، نعلن، ونصمم أن الفاشيست الرجعيين من كل الأديان، لن يمروا. إنهم أعداء الحرية والعقل، وأعداء الوعي العلمي، وأعداء الثورة، وأعداء الإنسان.

أتينا نشهد ..أنك وحدتنا ضد غدر القتلة، فلنشكرك، أيقظت في وجدان المثقفين حقيقة انهم، جميعهم، مستهدفون، لأنهم مثقفون .فمن طبيعة الظلامية أن تقتل إيمان الإنسان بالإنسان، فالثقافة ، فلكل ثقافة خطر عليها. إذن : "فليتوحد المثقفون ضد الجهلة".

انها حرب الجهل ضد الثقافة، حرب العتمة ضد النور، تستأنف مرة أخرى ، فتستقي معينها من ركام الحقل والجهل والظلامية التي تملأ عقول وقلوب وأجساد المجرمين المخططين وحماتهم ورعاتهم.

إن حربا فاشية إرهابية شرسة تشن، اليوم، ضد الثقافة التي آمن بها حسن حمدان، وكان فارساً من فرسانها البارزين. فكم شهر هذا المثقف الثوري سيف الكلمة والعقل مدافعاً عن الثقافة ودورها التحريري والتغييري الثوري في المجتمع.

كان الشهيد يقول "كلما انحازت الثقافة الى الجديد ضد القديم، الى التغيير ضد الثابت، الى النار ضد الرماد، الى الحياة والحلم، اضطهدت واضطهد المثقفون، أحباء الحرية والآفاق الرحبة. انها البداهة في ضرورة أن يكون المثقف ثائراَ، أو لا يكون وفي ضرورة أن تكون الثقافة للفرح الكوني ضد كل ظلامية أو لا تكون.

تلك مشكلة المثقف والثقافة بامتياز. وهي قضية الثورة في آن"

ليس المثقف قضيته الخاصة، إذن. ولم تكن لمهدي عامل قضيته الخاصة، بل هي قضية الثورة، قضية النضال ضد المشاريع الامبريالية والصهيونية والرجعية والفاشية والتسلط السياسي الفئوي والطائفي، قضية النضال من اجل ولادة البديل الوطني الديموقراطي المقاوم، ولهذا السبب امتدت الأيدي الآثمة، حاملة العقول المتخلفة، لتسكت صوته، كما اسكتت قبله أصواتا فكرية وسياسية وثقافية  أخرى من طينة مهدي عامل، وما فتئت هذه العقول تسعى في نشر أضاليلها الفكرية المغلقة على عموم رعاياها الطائفية والمذهبية، لقطع الطريق على نشر الثقافة الوطنية، ثقافة التحديث والتطور والتقدم الوطني السياسي والاجتماعي، أي ثقافة التغيير الشاملة. 

الى المثقفين بالذات كان يتوجه الشهيد مهدي عامل عندما وجَّه السؤال التالي:
"على الثقافة ان تطرح سؤالها : أمع الثورة ام ضدها ؟وعلى المثقفين يطرح السؤال أمع التغيير أم ضده؟

ويجيب مهدي عامل "لكل ناشط في الحياة أن يأخذ موقعا وأن يحدد موقفا : أمع الثورة أم ضدها؟. بالكلمة الفاعلة واليد المبدعة. والثورة ليست لفظاً أو تجريداً .انها طمي الأرض لا يعرفها من يخاف على يديه من وحل الأرض.

ومهدي عامل لم يخف يوماً . فأختار موقعه وموقفه جهاراً ، وأعلنه ساطعاً كالشمس، انحاز الى الثورة بلا اي التباس، وشارك بالنضال بدون أي تردد، خاض حروبه الفكرية العلمية والثقافية الوطنية من أجل الحياة في تحرير الأرض والإنسان من أجل الكرامة، من أجل المقاومة الوطنية للتحرير، ومن أجل النضال الديمقراطي للتغيير.

هذا "مهدي عامل" المثقف ، لمن يسأل عن  دور المثقفين الثوريين ووظيفتهم في الصراع الوطني والطبقي .

هذه قناعة "مهدي عامل" التي آمن بها، وكتب فيها، حاور وحاضر في صلبها، وعاشها منظّراً ومناضلاً مقاوماً، وأستشهد دفاعاً عن مبادئ هذه القناعة الفكرية الشيوعية، في رحلة حياته الغنية بالإنتاج والإبداعات الفكرية والثقافية والسياسية، والرائعة في ممارساتها النضالية الثورية، رغم أنها لم تتجاوز الخمسين عاماً.

إن اجيالاَ من المواطنين، من المناضلين الوطنيين والديموقراطيين من العمال والطلاب والمثقفين، سيحفرون في ذاكرتهم تاريخ 18 أيار 1987، يوم اغتيالك الأليم، وقبله حفروا من ذاكرتهم تاريخ 17 شباط 1987 يوم إغتيال حسين مروة الشيخ الجليل.

تحية اليك يا رفيق مهدي عامل، رفيق نضال العمال والفقراء ونصيرهم، ورفيق درب أنوار الحرية والمقاومة في الذكرى الـ 28 لاستشهادك.

س. د


Displaying 1-1 of 3 results.
Displaying 1-4 of 4 results.
- مجلة النداء - موقع الحزب الشيوعي - دار الفارابي - مجلة الطريق