السودان النظام يسعى لتقسيم ثان... وحملات اختطاف بحق حملة "ارحل" محمد علي السوداني
منذ بدء الدعاية لإجراء الانتخابات العامة في السودان، لإعادة إنتاج النظام والتجديد لعمر البشير وحزبه للتربع على دست الحكم لخمس سنوات أخرى، لمزيد من نهب ثروات السودان واستباحة شعبه وارتكاب الجرائم السياسية باسمه، كما حدث في انضمامه الى ما يسمى بـ "عاصفة الحزم"، وزج السودان في صراع دموي يدينه شعبنا، والنظام السوداني يمعن في ممارساته القمعية.
وخوفاً من تمدد الحركة الجماهيرية لفضح مخططات النظام، أصدر جهاز الأمن الوطني قراراً وتهديداً للصحف السودانية بأن لا تنشر أي شيء سلبي عن امتناع جماهير الشعب السوداني بالاشتراك في التصويت بالانتخابات الأخيرة.
ومن الجانب الآخر منعت أجهزة الأمن أية ندوات ولقاءات سياسية جماهيرية في دور الأحزاب السياسية المعارضة في دنقلة شمال السودان وفي كردوفان وفي مدينة نيالا بدارفور، وكسلا شرق السودان، واعتقال القائمين بهذه الندوات التي كانت تركز على شعار "ارحل"، وطالبت الجماهير لمقاطعة الانتخابات التي أصر النظام على اجرائها رغم رفض المجتمع الدولي لها، ورغم طلب مجلس السلم التابع للاتحاد الأفريقي تأجيل الانتخابات الى ما بعد اللقاء المتفق عليه مسبقاً بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وبين المعارضة المدنية والمسلحة لمناقشة موضوع الحوار الوطني، للوصول الى حل مشكلة الحكم في السودان.
ومن أخطر افرازات هجوم السلطة على المعارضة لاجراء انتخاباتها من دون اعتراض انها صارت تقدم على خطف وتعذيب الناشطين السياسيين، خصوصاً في أوساط الشباب، وآخرها إقدامها على خطف الدكتورة ساندرا فاروق الناشطة الشابة في وسط الشباب، وإحدى قياداتها النشيطة التي يلاحقها جهاز الأمن الوطني بشكل مستمر، لقد اختطفت الرفيقة قبيل الانتخابات، من سيارتها وأخفيت لمدة أربعة أيام، وأنكر جهاز الأمن اختطافها خلال هذه المدة، وأعيدت بعد تعذيبها. بدورها أسرة الرفيقة ساندرا، قدمت بلاغاً بواسطة الشرطة لفتح قضية ضد جهاز الأمن موثقة بشهادات طبية لحال الرفيقة ساندرا.
وفي اليوم التالي من بلاغ أسرة الرفيقة ساندرا، فتح جهاز الأمن الوطني بلاغاً مضاداً لدى الشرطة متهماً الدكتورة ساندرا بالاساءة الى سمعة الأجهزة الرسمية (جهاز الأمن)، ثم اقتيدت الرفيقة ساندرا الى إحدى مقرات الأمن الكثيرة في أنحاء العاصمة وبقية المدن السودانية، وساموها كل أنواع العذاب الذي يمكن أن يجول بالخاطر.
ثم أخذ جهاز الأمن يهدد الرفيقة ساندرا بالتصفية الجسدية والنفسية واعطائها ثلاثة خيارات:
1- أن تنكر اختطاف أجهزة الأمن لها، وأنها قضت فترة غيابها مع إحدى صديقاتها.
2- انها قضت فترة غيابها مع صديقها (عشيقة).
3- أو أن تنفي أمر اختطافها وتزعم أن الأحزاب أو الجهات السياسية اتفقت معها على الاختفاء، ثم تظهر وتزعم أنه تم اختطافها بواسطة جهاز الأمن وعذبها، وإلا تصفى.
دخلت أسرة الدكتورة تجربة مريرة وخصوصاً أن ساندرا مريضة بنوع نادر من مرض السكر الذي يحتاج الى نوع خاص من العلاج والأدوية التي يندر وجودها بالأسواق.
في المقابل الأسرة ممثلة بالأم الدكتورة الاستشارية أسماء السني، وابنتها الدكتورة ساندرا، ترفضان رفضاً باتاً هذا الابتزاز من قبل الأمن السوداني، ولا يزال الأمر في كر وفر مع الدكتورة ساندرا التي تعذب وتنتهك يومياً، هذا الى جانب شن حرب تصفية ضد الطلاب من إقليم دارفور لطردهم الى اقليمهم وذلك في سعي السلطة السودانية الى اجبار أهل دارفور للمطالبة بالانفصال، وبذلك يتحقق التقسيم الثاني للسودان بعد انفصال الجنوب في استفتاء عام العام 2011، الذي أنتج دولة تدور فيها حرب أهلية بين رئيس الجمهورية ونائبه، راح ضحيتها آلاف البسطاء والأطفال، الى جانب تحويل الحرب بين بعض أطرافها الى حرب قبلية تصفووية أكثر قسوة من حرب "البسوس وداحس والغبراء"، وكل ذلك في سبيل تنفيذ مخطط التقسيم للسودان ضمن الاستراتيجية العامة للامبريالية الأميركية في المنطقة. ion:rtl;unicode-bidi:embed'>وهكذا أصبحت الكرة الآن في ملعب الرئيس، الذي سيتحمل أمام الرأي العام مسؤولية ما يتخذه من قرار في هذه القضية الشائكة.