الفترة الاخبارية المستمرة يوميا من السابعة وحتى العاشرة صباحا
المواطن والقانون الجمعة 2.30 مع المحامي عبد الكريم حجازي
شباك المواطن مع ليال نصر السبت بعد موجز 10.30 صباحا
Like Us On Facebook : Sawt el Shaab
اشكاليات الاثنين 4.30 مع عماد خليل
الفترة الاخبارية المستمرة يوميا من السابعة وحتى العاشرة صباحا
صعبة العيشة هيك - كل تلاتا الساعة 4.30 مع فاتن حموي
حوار فاتن الخميس بعد موجز 4.30 والاعادة الاحد بعد موجز 11.30 مع فاتن حموي
البلد لوين مع الين حلاق الاثنين 5.30
عم نجم الاربعاء بعد موجز 3.30 والاعادة الاحد 6 المسا مع ريميال نعمة
عينك عالبلد مع رانيا حيدر الجمعة 4.30
Displaying 1-1 of 1 result.


لماذا نحتقل بالتاسع من أيار؟ عماد الدين رائف

خلال السنوات الماضية، وفي الأسبوع الثاني من شهر أيار، تزداد حدة النقاش مع عدد من الأصدقاء. فبعد سبعة عقود على النصر، يتمحور الإشكال حول الجدوى من الاحتفال بالتاسع من أيار كمحطة لاستذكار انتصار الجيوش السوفياتية في الحرب الوطنية العظمى. وما السر في الإصرار على الشكل الاحتفالي في مناسبة يريد البعض أخذها إلى عنوان "انتهاء الحرب العالمية الثانية"، وليس "الانتصار على الفاشية والنازية". هل مفردات الحرب ضد الفاشية، خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، لا تزال صالحة في ظل ما بعد إحادية القطب، وظهور الحركات الإسلامية المتشددة في العالم العربي، واضمحلال دور اليسار العالمي في توجيه البوصلة نحو العدالة الاجتماعية؟

تلك وغيرها أسئلة مشروعة، فقد تغير المنظار الذي ينظر من خلاله كثيرون إلى الأحداث، لاسيما الأحداث التي باتت في خانة التاريخ. ولعله بالإمكان تفصيل عدد من الجوانب للإضاءة على سر أهمية يوم انتصار الاتحاد السوفياتي على النازية في العام 1945، بالنسبة إلينا أولاً، كخريجين لجامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي وأروبا الشرقية من جهة، ثم بالنسبة إلى محيطنا اليساري وغير اليساري بشكل عام من جهة ثانية.

أولاً: تنبغي الإشارة إلى أن ما قد يكون محل تساؤل اليوم، لم يكن كذلك أبداً مع إعلان استسلام الجيوش النازية، ورفع الجندي السوفياتي العلم الأحمر على الراسخستاغ الألماني. فقد كان لبنان، ومنذ تخطي الجيش الأحمر أسوار برلين في 24 نيسان حتى آخر أيار 1945، يعيش عرساً شعبياً حقيقياً، انتصرت فيه إرادة الخير على الظلام. وحملت جريدة "صوت الشعب" في ذلك اليوم على صفحتها الأولى صورة الماريشال ستالين وإلى جانبها عنوان "كيف استسلمت ألمانيا.. الرايخ الثالث في ساعاته الأخيرة"، وكذلك خطاب رئيس الجمهورية بشارة الخوري بعنوان "إعلان يوم النصر في لبنان"، الذي ظهر على الصفحات الأولى لمختلف الجرائد البيروتية.

ولعل اللافت في الخطاب إعلان يوم النصر عيداً لبنانياً وطنياً. ومما جاء فيه: "في هذا اليوم العظيم يطيب لنا أن نحيي جيوش الأمم المتحدة المظفرة، وأن نحيي كذلك جنودنا الذين قاموا، إلى جانب تلك الجيوش بقسطهم من الواجب في سبيل النصر. إننا في لبنان وقد وقفنا جميع مرافقنا الحيوية لنصرة القضية المشتركة وناضل أبناؤنا بشجاعة وإخلاص في مجموعة الجيوش الحليفة التي أمنت البشرية من الخوف والطغيان... والأن يسعدنا، نحن رئيس الجمهورية اللبنانية، أن نعلن يوم النصر في أوروبا عيداً وطنياً في هذه البلاد... فيوم النصر الذي نحتفل به بداية تأريخ لعالم خليق بالتضحيات التي بذلتها الشعوب، والآلام التي تحملتها الأمم. عالم سلم تسوده الحرية والأمن والعدالة". الاحتفالات الشعبية التي نظمها الشيوعيون وغير الشيوعيين في الأيام التالية، عمّت لبنان كما يوثق يوسف خطار الحلو في كتابه "قصة النصر الكبير" سنة 1985، الذي قدم له جورج البطل.

ثانياً: فتح ذلك الانتصار العظيم الباب لموجة التحرر العالمية من الاستعمار الغربي، المغلف في بعض الأحيان بمسمى الانتداب. وانطلقت حركات المقاومة السرية والعلنية في آسيا وإفريقيا المطالبة بالحق في تقرير المصير، وكان الاتحاد السوفياتي خير داعم لها. وفي بلادنا، لم يجد الفرنسي بداً من الرضوخ لمطالبة الشعب اللبناني باستعادة الدولة للمؤسسة العسكرية. فقد شهد مطلع العام 1945، تطبيق تقرير فرنسي سري صادر في آب 1944، فرض عقوبات تأديبية بحق ضباط لبنانيين بسبب "مواقفهم الاستقلالية". ففي 29 كانون الثاني عمّت بيروت تظاهرات مطالبة بتسليم الجيش إلى الدولة اللبنانية. وهتف طلاب لبنان للجيش رمز الاستقلال وسياج الكرامة، داعين الحكومة إلى التحرك بكل الوسائل لتسلّم جيشها (انظر: "الجيش"، عدد أيلول 2003). إلا أن التعامل الخبيث والفوقي للانتداب مع اللبنانيين أرجأ تلك العملية إلى ما بعد الانتصار. ففي 12 تموز تم الاتفاق في شتورا، على تسليم المنشآت والثكنات في 20 تموز، والوحدات العسكرية في 25 تموز، وتسليم قيادة وإدارة هذه القوات في الأول من آب، الذي يعتبر عيداً للجيش.

إلى ذلك، وقف الاتحاد السوفياتي إلى جانب قضية لبنان العادلة في وجه الاستعمار، حيث كان أول من اعترف بالجمهورية الفتية مع مباحثات السفير فوق العادة نيكولاي نوفيكوف صيف 1944، وصولاً إلى إرساله السفير دانيال سولود. واللافت طلب رئيس الوزراء عبد الحميد كرامي من السوفيات في آذار 1945 استخدام نفوذهم تأمين حضور وفد لبناني في مؤتمر سان فرانسيسكو المقرر من قبل الأمم المتحدة. وبالفعل أمن السوفيات ذلك فكان الوفد اللبناني برئاسة وديع نعيم، وكان أول اعتراف بلبنان من قبل المنظمة الدولية.

ذلك إلى جانب وقوف الاتحاد السوفياتي الصلب مع القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وقد كانت للاتحاد السوفياتي محطات مشرفة في دعم تلك القضية من خمسينيات القرن الماضي حتى ثمانينياته. واليوم، تسعى روسيا الاتحادية الحديثة إلى استعادة مفردات الماضي، عبر رفضها إحادية القطب.

ثالثاً: أمن ذلك الانتصار انطلاقة العمل النقابي عبر النقابات والاتحادات العمالية حول العالم، وبشكل علمي منهجي، كان للبنان نصيب منها. وذلك تشهد عليه النضالات الكبرى للفئات الشعبية، والتي أرست حقوق العمال والأجراء والعمال الزراعيين والحرفيين والمياومين والصيادين والشغيلة، طيلة سنوات ما قبل الحرب الأهلية. وشكلت من الطبقة العاملة جبهة تطالب بالعيش الكريم وتحسين ظروف العمل وبالعدالة الاجتماعية.

رابعاً: استقبال جامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي السابق وأوروبا الشرقية آلاف الطلاب اللبنانيين من الطبقات الفقيرة والمعدمة وإعدادهم كوادر لخدمة مجتمعاتهم المحلية، بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية. فكثيرون ممن تخرجوا عادوا إلى المناطق المحرومة تاريخياً في لبنان، من البقاع إلى عكار والجنوب، حاملي اختصاصات الطب والهندسة والتعليم العالي والاختصاصات الفنية والأدبية. وكثيرون منهم ليسوا شيوعيين. بل وتتابع روسيا الاتحادية الحديثة السير على خطى الاتحاد السوفياتي في استقبال الطلاب اللبنانيين عبر منح جامعية مجانية.

وبالتالي تنظم "جمعية متخرجي جامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي" في أيار من كل عام عدداً من الفعاليات الاحتفالية، يسبقها نشر الجمعية على الطرق الرئيسة في العاصمة والمناطق البوسترات والملصقات الضخمة المكرسة ليوم الانتصار على الفاشية، والتي تظهر الانتصار ورموزه. كما تنظم احتفالية مركزية للزملاء والأصدقاء، وفعاليات رياضية وألعاب راقصة على أرض ملعب "نادي النجمة الرياضي" في بيروت، تجمع أعضاء السلك الدبلوماسي في سفارات روسيا الاتحادية واتحاد الدول المستقلة وأولادهم إلى الخريجين وأولادهم. ذلك بالإضافة إلى الاطلالات الإعلامية للمناسبة. ويعتبر الخريجون أن ذلك عربون وفاء منهم للشعوب التي ضحت بأغلى ما لديها لدحر ظلامية الفاشية، منقذة بذلك العالم أجمع.

لما تقدم وأكثر، اليوم، نشارك الملايين حول العالم حمل أشرطة غريغوري السوداء والبرتقالية، معلنين فرحتنا بانتصار جيوش الاتحاد السوفياتي وجيوش الحلفاء على النازية والفاشية. ونوجه التحية إلى قدامى المحاربين، الذين تتناقص أعدادهم عاماً بعد عام، والذين تفخر بهم شعوب روسيا الاتحادية واتحاد جمهوريات الدول المستقلة، على الرغم من بعض التشويش السياسي الحاصل بين فترة وأخرى في بعضها.


Displaying 1-1 of 3 results.
Displaying 1-4 of 4 results.
- مجلة النداء - موقع الحزب الشيوعي - دار الفارابي - مجلة الطريق