" أوّل أيار... في الحقيقة اللبنانيّة" المحامي ميخائيل عون
أيكتب أديب... أو شاعر زجل، مقدار ما كتب عمر فاخوري في "أديب في السوق" وفي "الحقيقة اللبنانية"... وما كتب الشاعر الشعبي ميشال قهوجي الّذي منحه العمّال لقب شاعر أوّل أيار والثورة... من كل المطارح...
٭٭٭
قال القهوجي مطوحّاً بصوته فوق المنبر في مناسبة عيد أول أيار، يخاطب أول أيار:
بتستقبلك أرواحنا الحرّة
في زغردات ترقّص الكرة
بترفع لِواك زنود مسمّرة
قبضاتها بوجه المدافع سور
لا "الفرنك" ورهجة الدولار
ولا القنبلة ولا العسكر الجزّار
بتقدر ترد قوافل الأحرار
وتمنع دواليب الحياة تدور...
٭٭٭
وقال عمر، وفي قوله كل الحقيقة اللبنانيّة:
" لقد أنقذ العمّال الحرية في العالم، فليس بدعاً أن يُنتظَر منهم أن يحفظوا الحرية في لبنان، ليس أوّل أيار عيد العمال وحسب.. فهو أيضاً عرس الحرية. وإنّما هو عرس الحرية لأنّه عيد العمال..." (الحقيقة اللبنانية، ص 47).
وقال أيضاً في كتابه " أديب في السوق":
نحن بحاجة إلى ما يؤلِف ويجمع، لا إلى ما يفرّق ويقطع:
" إن الحرية تؤلف وتجمع. إنّ النظام السياسي الديمقراطي الصحيح يؤلف ويجمع، إنّ التقدّم الاجتماعي يؤلف ويجمع.
وكذلك عيد أول أيار، فهو يؤلف ويجمع..."(أديب في السوق، ص 9):
فهو عيد النضال في سبيل حقوق الأفراد وحريات الأمم على إطلاقها..."
٭٭٭
وليؤذن لي، أن أردّد بوفاء مبدئي... وأمانة مناقبيّة:
كي يكون عيد أول أيار عرساً للحرية، يجب أن يكون صاحب العيد، حرّاً يؤمن بصدق ووفاء بما قال عمر فاخوري:
" لا يمكن أن يكون لبنان وطناً مسيحيّاً، ولا وطناً إسلاميّاً، لا يمكن أن يكون وطناً لأيّ دين من الأديان أو مذهب من المذاهب.
لا يصحّ أن يكون لبنان إلّا وطناً لجميع اللبنانيين على السواء"...
أجل، ليس لنا من الحقوق.. أو علينا من الواجب القومي والوطني، إلّا أن نردّد ثانيةً، وربما أكثر كثيراً ما قال عمر في الوطن الّذي نريد ونرغب:
" نريد وطناً لا طيف وطن.. نريد وطناً من لحمٍ ودم، نريد وطناً يحبّ ذاته ويحترمه الآخرون.
يعرف كيف يحبّ ذاته، وكيف يفرض احترامه على الآخرين". (الحقيقة اللبنانية، ص 29).
ولكن، وبعد هذا الّذي ردّدناه، ليس لنا مهرب من قول هذا:
" لا بدّ للعمال، في كفاحهم الطبقي والقومي.. والوطني، لكي يستطيعوا القيام بمهمّتهم التاريخية وجعل أول أيار عرساً للحرية.. في العالم... من قائد طليعي... مسلَّحاً بالنظرية الثورية... بمعرفة قوانين الحركة.. قوانين الثورة...
إنّ الحزب لا يستطيع أن يكون حزباً حقيقياً إذا اقتصر همّه على تسجيل ما يشعر به ويفكّر به جمهور الطبقة العاملة..." (ستالين، شرح الأسس اللينينية، ص133).
هكذا إذاً، من جهة قائد طليعي.. ثوري... يقود الطبقة بجسارة وبلا تردّد تحت راية الكفاح الطليعي..
ومن جهة مقابلة، طبقة عاملة تعي ثورياً دورها في صنع التاريخ!..
وهكذا يكون أول أيار عرس الحرية للأحرار!...
وليسمع من له أذنان سامعتان..
وليبصر من له عينان تنظران!..
٭٭٭
وفي مطلق الحال والأحوال... ليست الثورة في إهراق الدماء!..
وليست في إضرام النار بدواليب الكاوتشوك!..
عاش أوّل أيّار!..