محور العدد: 40 سنة على الحرب الأهلية انتساب إلى الحزب موقع بدم مزارع تبغ محمد عبدو
أحداث 13 نيسان 1975، والتي عرفت بـ"بوسطة عين الرمانة" والتي كان من نتائجها المأساوية اغتيال عدد من كوادر "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" على يد ميليشيات "الكتائب"، هذه الأحداث لم تكن سوى حلقة من سلسلة نشاطات إرهابية إجرامية نظمتها المخابرات الأميركية بتوجيه من الموساد الإسرائيلي، ومشاركة العديد من أجهزة المخابرات في الدول العربية الرجعية.
وسياسة "النأي بالنفس" المتبعة اليوم ما هي إلا صورة مشوهة وممسوخة عن سياسة "قوة لبنان في ضعفه" التي أدت إلى تحويل لبنان، بأرضه وجوه وبحره، إلى مجال مفتوح أمام كل التدخلات الخارجية، وكل ذلك جاء بعد هزيمة حزيران 1967، فكانت مجزرة الطائرات في مطار بيروت الدولي. حيث قامت إسرائيل بتدمير سبع طائرات من "الميدل ايست". وبعدما جاء اغتيال ثلاثة من قادة المقاومة الفلسطينية في شارع "فردان"، مع دخول الموساد من البحر بقيادة إيهودا باراك، وبعد أن أمنت لهم مجموعات من الداخل قطع خطوط الهاتف والكهرباء، وتأمين الطرقات دون أن يتدخل أي من القيادات الأمنية اللبنانية والفلسطينية.
ثم توالت أعمال المجازر وأعمال القمع ضد التحركات الشعبية اللبنانية من عمال "غندور" إلى إضراب المعلمين وعمال المرفأ... وآخر هذه المجازر كان بحق العمال المزارعين في الجنوب (وخاصة مزارعي التبغ).
كان ذلك في كانون الثاني من عام 1973، وكان عدداً من مزارعي التبغ في الجنوب قد حصلوا على ترخيص لمظاهرة سلمية تأيداً لزملائهم من موظفي "الريجي" المعتصمين داخل مبنى "الريجي" في النبطية، وكان الرفيق فؤاد كحيل، الصحفي في جريدة "النداء" اليومية آنذاك، وابن النبطية، توجه بناءً على طلب من الجريدة وتكليفاً من قيادة الحزب الشيوعي اللبناني بتغطية أخبار مظاهرة مزارعي التبغ. كان فؤاد (ابو عبدالله) متحمساً لتغطية الحدث.
يوم 24 كانون الثاني مشت المظاهرة من وسط النبطية إلى مركز "الريجي" قرب مفرق كفررمان، وهناك انهالت عليها بكثافة رشاشات المدرعات التابعة للداخلية. فأصابت إصابات مباشرة عدداً من المزارعين المتظاهرين فسقط العديد منهم بين شهيد وجريح، وكانت قوى السلطة، إخفاءً لجريمتها، قد قطعت الاتصالات الهاتفية بين الجنوب وبيروت.
كان فؤاد كحيل يريد إيصال خبر عاجل إلى الجريدة، "النداء"، في بيروت والى قيادة الحزب. لم يجد من طريقة سوى الاتصال بي شخصياً، وكنت في صيدا، وتربطني به علاقة صداقة وزمالة ورفاقية، ليقول: "محمد... إسمع... أحدثك من النبطية الخطوط الهاتفية مع بيروت مقطوعة. أُريد إيصال خبر عاجل إلى الجريدة، وقيادة الحزب، مفاده أن المظاهرة السلمية قمعت برصاص قوى وزارة الداخلية وسقط شهيدان وعشرات الجرحى. الشهيدان هما نعيم درويش، من بلدة حبوش، وحسن حايك، من بلدة كفرتبنيت. ثم تابع فؤاد أنا لا استطيع الذهاب إلى بيروت حالياً، أريد متابعة التطورات. أطلب منك تبليغ الجريدة والقيادة بهذه المعلومات وخاصة الرفيق جورج (أبو انيس)."
توجهة بسرعة إلى بيروت، وعندما علمت أن جورج (ابو انيس) موجود في بيت كمال جنبلاط حيث يعقد قادة "الحركة الوطنية" اجتماعاً توجهت إلى بيت المعلم كمال في منطقة فرن الحطب، وطلبت من الحراس إبلاغ جورج رغبتي في الحديث إليه، وعن مضمون اتصال فؤاد كحيل... وما كدت انتهي حتى قال لي: "عجل ادخل وأخبر كمال بيك".
دخلت إلى قاعة الاجتماع وما كدت أُنهي حديثي حتى انتفض القائد الكبير وقال: "ابقاش بدها... يجب إسقاط هذه الحكومة. يجب وقف المجازر بحق الشعب فوراً."
في اليوم التالي، أي في 25 كانون الثاني، كانت "النداء" قد صدرت متشحة بالسواد، وبعنوان كبير يقول: "السفاحون" مع تقرير مفصل عن المجزرة، الذي كتبه المراسل فؤاد كحيل، وفيها معلومات عن الشهداء وطلب انتساب مقدم من نعيم درويش، ابن بلدة حبوش، وفيه أنه مزارع تبغ يملك دونم ونصف الدونم من الأرض يزرعها لإعالة أسرته المكونة من سبعة أطفال وزوجته وله من العمر 38 سنة.
ألا تكفي هذه الشروط النبيلة من التضحيات لدخول الحزب؟!
ى ان اجتماع قمة الدول الاميركية،قد رافقه في بنما ايضاً،وفي التوقيت نفسه ،قمة شعوب القارة بمشاركة 3500 شخص من النقابات ومنظمات الشباب ومجمل هيئات المجتمع المدني من كل القارة . ورغم محاولات بعض المشاركين من اصول كوبية في ميامي – ولاية فلوريدا الاميركية،لاحداث اعمال شغب ضد كوبا ووفدها،فان البيان الذي اقره المؤتمر الشعبي ،يعلن التضامن مع الشعب الكوبي ومطالبته بالغاء الحصار الاقتصادي الاميركي على كوبا ،والتضامن ايضاً مع فينزويلا ورئيسها مادورو ،ومع بوليفيا . كما تضمن البيان المطالبة بالغاء القاعدة الاميركية في مقاطعة غوانتنموا الكوبية،وبجعل القارة اللاتينية خالية من القواعد العسكرية،وغيرها من القضايا الاخرى .
لقد شكلت مشاركة كوبا في مؤتمر قمة الدول الاميركية،انجازاً جديداً لكوبا وثورتها،ولنضال شعوب اميركا اللاتينية . وهي عامل مهم في تعزيز الثقة بجدوى النضال والصمود،وبقدرة الشعوب على تحقيق احلامها ومطامحها في الحرية والتقدم،حتى في ظل اختلال التوازن الدولي