نحاس: الأنظمة العربية أعجز من اللعب في "ساحة الكبار".. ولولا المصالح الاقتصادية لما اتخذت القرارات بشن الحروب
تعيش منطقتنا العربية حال حروب مشتعلة من سوريا إلى العراق وليبيا، واليوم اليمن. هي حروب أنهكت تلك الدول، وأدخلتها في استنزاف على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية عامة.
حول الحرب على اليمن والعلاقة ما بين أهدافها السياسية بالاقتصادية رأى الخبير الاقتصادي شربل نحاس ان التحليلات التي تعيد الحرب التي تشنها السعودية على اليمن الى التحكم بممر مضيق باب المندب كلام تسويقي لأن وجود قوة عسكرية اميركية_فرنسية عند المضيق لن يسمح لا لليمن ولا للسعودية بالسيطرة عليه، لذا فإن عبور النفط عبر باب المندب والبحر الأحمر مسألة ثانوية بالنسبة للدول الكبرى مشيراً أن الى النزاعات والحروب بين إيران والعراق وبعض دول الخليج العربي سابقاً لم تؤد إلى توقف الملاحة النفطية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
ويشدد نحاس على ان الدول العربية بالكاد قادرة على الاستمرار في الحكم وهي أعجز من ان "تلعب في ساحة الكبار"،بالمقابل لا يمكن الانسياق وراء إعادة اسباب الحروب في المنطقة وحصرها بالصراعات الطائفية والمذهبية، فلولا المصالح الاقتصادية لما اتخذت القرارات بشن الحروب . يتابع نحاس: "الحديث عن المصالح الاقتصادية - في ما يتعلق بالحرب على اليمن- ليس من ناحية من يتحكم بالملاحة النفطية بين دول الخليج واوربا انما من ناحية خصوصية هذه الدول اي دول الخليج ،اذ انها دول غير منتجة ويعتمد اقتصادها على إعادة توزيع وارداتها النفطية ، وحين يقتصر الاقتصاد المحلي على توزيع منافع لا علاقة لها بالإنتاج فإن هذا الواقع يفرض على السلطات المحلية خيارات أولها إرضاء الفئات المكونة للنسيج الاجتماعي عبر إعادة توزيع الواردات بطريقة استنسابية للتحكم بها والسيطرة عليها لمنعها من الانقضاض عليها مستقبلاً. وعملية السيطرة عن طريق التحكم بإعادة توزيع الواردات لا يمكن ان تتم إلا إما من خلال القمع واستحواذ السلطة وإما من خلال الارتهان للقوى الخارجية عن طريق الانصياع لإملاءاتها ومصالحها" .
ويشرح نحاس:" كان اليمن خلال مرحلة حكم الرئيس علي عبدالله صالح يستفيد من إيرادات النفط ومن التحويلات المالية للعمال اليمنيين في دول الخليج وبشكل خاص في السعودية ومن المال السياسي ، وكان صالح يدير عملية إعادة توزيع هذه الواردات على الشعب اليمني من خلال إقامة توازن بين الفئات القبلية والمناطقية في حين كان يغض النظر عن المجموعات التكفيرية في بعض المناطق بهدف استخدامها لاحقاً للتهويل في الداخل أو الخارج . وما يجري اليوم في اليمن لا يخرج عن هذا السياق، وهذا ما يفسر فشل محاولات إعادة بناء دولة منذ العام 2011".
نحاس توقع ان تستمر الحرب في اليمن لمدة طويلة وان تلحق خسائر بشرية ومادية فادحة واضرار ستطال المنطقة المحيطة باليمن بما فيها السعودية.