الفترة الاخبارية المستمرة يوميا من السابعة وحتى العاشرة صباحا
المواطن والقانون الجمعة 2.30 مع المحامي عبد الكريم حجازي
شباك المواطن مع ليال نصر السبت بعد موجز 10.30 صباحا
Like Us On Facebook : Sawt el Shaab
اشكاليات الاثنين 4.30 مع عماد خليل
الفترة الاخبارية المستمرة يوميا من السابعة وحتى العاشرة صباحا
صعبة العيشة هيك - كل تلاتا الساعة 4.30 مع فاتن حموي
حوار فاتن الخميس بعد موجز 4.30 والاعادة الاحد بعد موجز 11.30 مع فاتن حموي
البلد لوين مع الين حلاق الاثنين 5.30
عم نجم الاربعاء بعد موجز 3.30 والاعادة الاحد 6 المسا مع ريميال نعمة
عينك عالبلد مع رانيا حيدر الجمعة 4.30
Displaying 1-1 of 1 result.


مع الحقيقة: سمير دياب - اليمن قبل الحزام العاصف

اليمن السعيد كما يطلق على هذا البلد، لا شيء فيه يوحي بالسعادة بعد أن تم إقتلاعها جراء الحروب والنزاعات السلطوية القبلية وصولاً إلى المذهبية، وزاد الأمر بله التحالف الخارجي العشري المسمى عاصفة الحزم.

إذا عدنا بالذاكرة قليلاً فقط، فإن النزاع بدأ بعد أشهر قليلة من إعلان "الوحدة" لخلاف أطرافها على بناء دولة الوحدة. نفخ في الشروط من الشمال نحو الجنوب، وتأجيج للعصبيات القبلية،  وشعارات تعبوية وصلت الى حد القول إن "الحروب تجدد المجتمعات وتوقظ الشعوب من سباتها".

 قامت الحرب وأغرقت البلد في مأساتها. ولم يتجدد المجتمع، بل إن دعاة التجديد نهبوا البلاد وقتلوا العباد، واستنزفوا ثروات الشعب والوطن، وأحالوا الملايين من الشعب اليمني إلى غرف النوم، بدلاً من إيقاظه من سباته. الحرب منحت الطغاة الجدد المتعطشين للتفرد في السلطة  مشروعية النهب والعبث والفساد، وأسفرت عن واقع جديد أشد بؤساً، تقلصت فيه المساحات الوطنية وإتسعت رقعة ثقافة الكراهية ونمت ظاهرة التطرف الذي راح ينشئ قواعد له في مناطق البؤس والحرمان. فالحروب لها منطقها وأدواتها وسلوكياتها العنفية من خارج القوانين والأعراف الوطنية الجامعة.    

 في الجنوب جرت الحرب وتم استباحة كل شيء بحق فقراء اليمن، قتل وسلب ونهب وتشريد وكل ما تفرزه هكذا حروب. وتم تدمير المشروع الوطني الذي تحول الى نزاعات قبلية أسست لصراعات آتية.

في الشمال خاضت السلطة ستة حروب كاملة  ضد الفقراء والحوثيين من ضمنهم، ولم تجدد شيئاً في المجتمع، بل أيقظت وحش الطائفية والعصبية البغيضة. لم توقظ تلك الحروب الشعب من سباته، إنما أدخلته في دهاليز التفتيش في أسباب وعوامل التفكيك والانقسام الاجتماعي. هذه الحروب أيضاً أنتجت كانتونات مغلقة سرعان ما أشعلت بعد ذلك حروب الانتقام، والتي استخدمت نفس عناصر الحشد التي سجلتها الحروب السابقة كشواهد على رداءة كل هذه الحروب وجغرافيتها السياسية والثقافية والفكرية المغلقة، ناهيك عن ضحالة الأسباب التي ولّدتها، ولكن من مواقع أخرى.

 الثورة الشعبية السلمية في شباط 2011 قلبت الصورة المشوهة للحروب، وأعادت فتح ودمج المساحات المغلقة على مساحة وطنية أوسع. كما أنها استعادت، من جانب آخر، القيمة الفعلية للمشروع الوطني السياسي من خلال الحوار كبديل للصراعات. والكل يذكر حشود الساحتين لشهور متواصلة، رست الأمور بعدها عن مبادرة سلمية تتضمن حواراً سياسياً لبناء الدولة المدنية الديمقراطية.  لكن النزاع إحتدم حول المبادرة، ناهيكم عن التدخل الخارجي من كل حدب وصوب، استطاع تحويل المبادرة الوطنية من طابعها السياسي والاجتماعي إلى طابعها السلطوي- القبلي، والطائفي بحيث تسلل مشروع العنف والحرب من هذه الثغرات، وأخذ يستقطب مساحات واسعة من البلاد وقطاعات مؤثرة من الشعب، واستطاع في فترة زمنية قصيرة أن يفرض على الأرض اختياراته من خلال الحديث مجدداً عن تحديث المجتمع، ولكن بعبارات أخرى مشتقة من الحاجة المجتمعية التي ولدتها إخفاقات وأخطاء مرحلة السلطة التوافقية، وتأخر إنجاز العملية السياسية. بعد إنسداد أفق الشراكة وبناء الدولة الديمقراطية الوطنية، ومكافحة الفساد، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، دون أن تحسم الأطراف أمر الأدوات التي ستمكنهم من تحقيق ذلك. لقد استعاد منطق القوة  حضوره، وطريق هذا المنطق هو العنف والحرب كأقرب طريق إلى السلطة. إعادة انتاج هذا المنطق في الداخل من أي طرف يعبد الطريق أمام التدخل الخارجي من جميع الجهات، وبصورة علنية ومكشوفة كما إعلان ما يسمى بعاصفة الحزم. 

إن ما تسمى بـ "الشراكة" ما لم تكن شراكة وطنية حقيقة منتجة لوطن موحد  ديمقراطي مستقر ومستقل، تبقى انعكاسا لموازين القوة القبلية أو الطائفية (السلطوية) التي تحركت في اتجاهات مختلفة طوال عقود لتنتج هيمنة أطراف بعينها وتشكل جوهر الصراع في اليمن، وهي مجرد نموذج لجغرافيا الصراعات التي أنتجتها الحروب، وأكسبتها مفهوماً مشوهاً حددته الحاجة عند مختلف هذه القوى في توظيفها بما يحقق مصالحها فقط. لقد جرى إغلاقها في دائرة القوى المتصارعة لتبدو وكأنها استجابة لما ينتظر السياسة والثقافة والسلوك الاجتماعي من تبدلات جوهرية ستواصل تمزيق النسيج الاجتماعي لتضع البلد كله في فخ الصراعات التي قد تنتهي به إلى انهيارات كبرى.

 لا يمكن أن تكون الحروب الأهلية حلاً، كما أنها، بطبيعتها، لا تنتج أي حل يستوعب المشكلات المعقدة للمجتمع، ولم تكن كذلك في أي يوم من الأيام في تاريخ هذا البلد أو غيره. فالحروب كانت دائما تصادر مستقبل الشعوب وتأخذ الجزء الأكبر من لقمة عيشها ومن كرامتها، لتكافئ المنتصر، باسم الشراكة التي لا تمت للوطنية بصلة.

يدخل اليمن اليوم مأزقاً خطيراً جداً، وتدخل المنطقة معه، في حالة من الضم والفرز، بعد إعلان "عاصفة الحزم"، يعني إعلان حرب إقليمية – دولية بأدوات جديدة، كاستمرار لمشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي ينفذ بجلده بفعل صراعاتنا الطائفية والمذهبية، في الوقت الذي تبتعد فلسطين عن أجندة كل المقاولين والمنتجين للحروب التي تدور في خدمة المشروع الإمبريالي الصهيوني التفتيتي للمنطقة.

طبول الحرب على اليمن تقرع بقوة، ولا ينفع في إخراسها سوى رفض التدخلات الخارجية وإدانة العدوان، والابتعاد عن منطق القوة الطائفية أو القبلية، والشروع في حوار وطني داخلي حقيقي يمثل كل أطياف المجتمع اليمني السياسية والاجتماعية من أجل بناء دولة وطنية ديمقراطية موحدة ومستقلة. قبل أن تدخل اليمن والمنطقة في نفق الموت الطويل.


Displaying 1-1 of 3 results.
Displaying 1-4 of 4 results.
- مجلة النداء - موقع الحزب الشيوعي - دار الفارابي - مجلة الطريق