بوضوح: ربيع ديركي عواصف التسويات
طائرات ما يسمى "الإئتلاف الدولي" لمحاربة داعش تنفذ ضرباتها الجوية داخل سوريا التي أصبح عمر أزمتها أكثر من أربع سنوات من دون أفق للخروج منها، وتنفذ طائراته ضربات جوية، أيضاً، داخل الأراضي العراقية ضد داعش أيضاً وأيضاً من دون أن يتأثر بها، واليوم طائرات تحالف ما يسمى "عاصفة الحزم"، بقيادة السعودية، تنفذ ضربات جوية داخل الأراضي اليمنية ضد الحوثيين الزاحفين نحو عدن بعد سيطرتهم على صنعاء وتحالفهم مع علي عبد الله صالح، الذي أسقطه الشعب اليمني بعد عقود من ظلمه وقمعه. مما أوجد لعاصفة "الحزم" ذريعة لعاصفتها على اليمن وإعادته بالحرب إلى حضنها، ممّا يعني دخول اليمن في نفق حرب جديدة.
وعلى وقع هدير الطائرات الدولية والعربية والإقليمية وويلات الحروب، تُجرى المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول ملفها النووي، التي يبدو أنها قد قطعت أشواطاً متقدمة، من دون أن يعني ذلك التوصل إلى إبرام اتفاق سريع، لارتباطه بمعادلة التسويات العاصفة على المنطقة ككل.
ولكن أي تسويات يمكن أن يتوصل إليها المتصارعون على تكريس مناطق نفوذهم في المنطقة؟
لعلّ شكل التحالفات - القائمة بين الدول تحدّد طابع التسويات وخرائط الحدود داخل الدول المتصارع عليها، وبالتالي رسم حدود دويلات ذات صفاء مذهبي أو طائفي أو أي شكل من أشكال الصفاء الأخرى ما دون الوطنية، داخل الدولة الواحدة، فتستحيل بذلك عنصرية، يجد فيها الكيان الصهيوني ذريعة لتحقيق حلمه العنصري "دولة اليهود" في العالم على أرض فلسطين المحتلة.
ولكن هل مواجهة هذه التسويات - المشاريع المعدة بآلات القتل العسكرية والأيديولوجية، مستحيلة؟
الشعوب العربية التي أسقطت رؤوس بعض الأنظمة الرجعية، قادرة على مواجهة هذا المشروع وقواه المضادة للثورة، واليسار العربي مرة جديدة أمام مهمته التاريخية لبلورة مشروع تحرر وطني عربي يأخذ العبر من دروس الماضي ليؤسس للمستقبل الديمقراطي الوطني المقاوم.