بوضوح: ربيع ديركي لا بد من التحليل الطبقي
ضجيج التبشير بالإمبراطوريات والدعوات إلى دولة الخلافة، يزداد فتكاً بالبشر والحجر، في منطقتنا العربية، التي تشهد بين التبشير والدعوات حنيناً لتطبيق الماضي الغابر على الحاضر المدّمى، وكل طرف يعيش ماضيه الذي يريد إخضاع الحاضر له. والمشروع الامبريالي ماضٍ في سياسة التفتيت وتغذية الصراعات والحروب.
قتل، دمار، أحلام إمبراطوريات، حنين إلى الخلافة، مفاوضات، تأجيج ديني ومذهبي وطائفي واثني، هذه هي صورة الحدث اليومي. ولكن هل نكتفي بنقله بالصوت والصورة كي نعلِّق عليه كتابة؟
قد يكون الأمر كذلك في هواية ملاحقة اليومي، الذي يقهقه عليه التاريخ في زمان الوهم بولادة ما يتكونن من الصراع على النفوذ.
ولكنه ليس كذلك في منطق التحليل الطبقي، هو التحليل لكشف المغَّيب في الحدث اليومي وقهقهته، انه كشف المشروع الامبريالي لإعادة اقتسام المنطقة ونهب ثرواتها، بأداته السحرية منع ظهور الصراع الطبقي عبر تأجيج كل الانقسامات ما دون الوطنية، في حدود دول سايكس – بيكو التي أصبحت حدوداً داخل الحدود الواحدة، متصارعة ضد بعضها البعض وليس ضد الاحتلال.
التحليل الطبقي، يعني خوض الصراع الطبقي، إنها مهمة اليسار العربي على امتداد منطقتنا العربية، لبناء أنظمة حكم وطنية ديمقراطية تحرِّر الأوطان من التبعية، تواجه مشاريع التقسيم والحروب الأهلية وتقاوم الاحتلال، وهي في الوقت نفسه مهمة اليسار اللبناني.