ضيف العدد: علي غريب انتخابات رابطة الأساتذة الثانويين ودلالاتها السياسية
انتخابات رابطة الأساتذة الثانويين ودلالاتها السياسية
جاءت انتخابات رابطة الثانوي ونتائجها كشفت الغطاء عن مأزق سياسي عاشه الحزب خلال الفترة الماضية، ليحسم قراره في هذه المعركة، متبنياً خياراً واضحاً برؤيته الى السلطة والطبقة الحاكمة واحزابها المذهبية، رافضاً المحاصصة الحزبية متبنياً لائحة مواجهة نقابية ديمقراطية في وجه المحدلة المذهبية- السلطوية، فكشفت النتائج صحة هذا الخيار من خلال الاهتمام الكبير بها وردود الفعل من الاساتذة انفسهم وحجم التفاعل الاجتماعي والسياسي والاعلامي والحزبي مع نتائجها النهائية.
لقد تكاتف اهل النظام واحزابه وارباب العمل وكبار التجار والمصرفيين على خوض معركة لم تكن في حقيقتها لمصادرة قرار رابطة الثانوي فيها بقدر ما كانت تستهدف هيئة التنسيق النقابية اولاً لترويضها واعادتها الى كنف السلطة بعدما تحولت الى حركة جماهيرية كان على رأس ضحاياها الاتحاد العمالي العام، وبالتالي استكملوا بذلك اغتيال العمل النقابي كما كتب الصحافي الكبير طلال سلمان.
وتستهدف ثانياً حقوق الأساتذة وكل مكونات هيئة التنسيق باستهداف قائد هذه الحركة المناضل حنا غريب المدافع عنها بعناد والرافض لأية مساومة على حقوقها.
وتستهدف ثالثاً الحركة الجماهيرية التي اتسعت وراء هيئة التنسيق والتي تجاوزت الانتماءات الطائفية والمذهبية والمناطقية متوحدة على قضية مطلبية جامعة.
فكيف ينبغي قراءة نتائجها من الحزب الشيوعي. انطلاقاً من قراره الذي اتخذه بالتفاهم مع الرفيق حنا غريب، وصب في النهج التاريخي الذي اعتمده الحزب في نضالاته الطبقية.
وما هي الدروس والعبر التي ينبغي استنتاجها من معركة الثانوي ونتائجها.
أولاً: إعادة الاعتبار للنضال الطبقي واعادة النظر بتجديد مفهوم الطبقة والخروج من مفهوم ان الطبقة العاملة وحدها صاحبة المصلحة في التغيير الجذري بسبب اتساع دائرة الفئات المتضررة من جشع الرأسمالية، واصبحت لديها مصلحة في التغيير كما الطبقة العاملة، فالعاطلين عن العمل في كافة المجتمعات يلعبون دوراً لا يقل أهمية ورغبة في التغيير عن غيرهم من الفئات العاملة .
ثانياً: على الحزب أن يحدد بشكل واضح خصومه السياسيين والطبقيين والمانعين لبناء وطن ودولة حديثة.
ثالثاً: طرح شعارات ومهمات تنطلق من قراءة واقعية للوضع اللبناني السياسي والتركيب الاجتماعي فيه.
- أهم عبرة ينبغي استخلاصها هي بناء التيار النقابي الديمقراطي في جميع القطاعات أسوةً بما اعلنه التيار الديمقراطي للأساتذة الثانويين.
رابعاً: التخلي نهائياً عن التحالفات الذيلية مع قوى السلطة وأحزابها المذهبية واعتماد نهج المواجهة الطبقية- الديمقراطية- العلمانية وعلى الحزب الشيوعي بعد نتائج معركة الثانوي وقبلها في المهندسين وفي بعض فروع الجامعة اللبنانية وفي حركة الشباب الذين طرحوا شعار "اسقاط النظام الطائفي" ان يستخلص العبرة باهمية التخلي عن سياسة الالتحاق والمصالح الفئوية وان يكرس نهج وسياسة المواجهة الطبقية الى جانب الديمقراطيين والعلمانيين وان ينتهي الى قناعات راسخة لا ضبابية فيها بحسم خياراته إما سلطة ومع أهل السلطة والنظام وأحزابه المذهبية وهذا ما اختاره حلفاء الأمس من أحزاب وطنية وعندئذ يتخلى عن مشروعه التغييري.
وإما معارضة حقيقية لا مساومة فيها ولا محاصصة عنوانها مصلحة الفقراء والمستغلين وحياتهم الكريمة ومصلحة الوطن وسيادته وقيام دولة علمانية ديمقراطية قائمة على المواطنة الحقة تشكل الشعار الأساسي للمؤتمر المقبل ومهماته.