محمود الزيات اللاجئون الفلسطينيون في مواجهة استهداف هويتهم الوطنية لحمايتها الذاكرة الوطنية وحدها تحفظ الوجود الفلسطيني اللاجئ في لبنان
يواجه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، وبكثير من المعاناة المثقلة بالهواجس والقلق، جملة من التحديات الخطيرة التي تهدد المصير الوطني، ولعل من أخطر هذه التحديات.. الحفاظ على الذاكرة الجماعية التي تستند إليها الهوية الوطنية الفلسطينية، وما زاد من هذا الإهمال التآمر الدولي الذي بدأ بالظهور منذ السنوات الأولى للجوء الجماعي للفلسطينيين عن وطنهم، وترافق ذلك مع تزايد مريع في الضغوطات السياسية والاجتماعية والحياتية، وحتى الأمنية، وتعامل المجتمع الدولي معهم كجماعات.. وليس كمجتمع استؤصل من وطنه، ليُزرع في أوطان عدة، على امتداد العالم.
في لبنان، يعيش الفلسطينيون في أكثر من 20 مخيماً وتجمعاً على امتداد الأراضي اللبنانية، وعلى الرغم من تجميع الكتل الشعبية الأكثر منهم في مخيمات خاصة بهم، كمخيمات الرشيدية والبص والبرج الشمالي في صور وعين الحلوة والمية ومية في صيدا، وصبرا وشاتيلا ومار الياس وضبيه في بيروت، ونهر البارد والبداوي في الشمال، إلا أن حجم الضغوط المعيشية والاقتصادية وتداخل العوامل المحلية والإقليمية والدولية، التي جعلتها ورقة سياسية تبرز في البازارات السياسية، أدى إلى تأثر الذاكرة الفلسطينية داخل المخيمات. ولعل أخطر ما يواجهه الفلسطينيون الذين احتفلوا هذا العام بالذكرى الـ 66 للنكبة، غياب الجيل الأول للنكبة الذي عزز قبل رحيله، تنمية الذاكرة الفلسطينية لدى أجيال ما بعد النكبة، التي باتت تتقاذفها التأثيرات السلبية التي تهدد المجتمع الفلسطيني اللاجىء بالمزيد من ضياع مكونات الهوية الفلسطينية.
تنمية وتعزيز الذاكرة الفلسطينية وترسيخها عند الأجيال، وصولاً إلى صياغة تاريخ فلسطيني يكون أساساً في المناهج التربوية، انطلاقاً من أن الذاكرة الوطنية وحدها تحفظ الوجود الفلسطيني اللاجئ في لبنان.. وبها يمكن للفلسطينيين أن يواجهوا كل ما يتعرضون له من محاولات شطب لحق العودة، واستهداف قضية اللاجئين في لبنان وباقي دول الشتات.