بوضوح: ربيع ديركي
حوار الوقت الضائع
في فريد زمانه ووحيد عصره، لبنان الصيغة، لا محظورات لقوى صيغته الطائفية والمذهبية، التي تحجب فيهما موقعها الطبقي البرجوازي، كل شيء مباح، سلامة الغذاء، نهب المال العام، التعدِّي على الأملاك العامة، صفقات السمسرة، تهجير الفقراء من بيوتهم، مصادرة إرادة الشعب باختيار نوابه، الأمن، وما ملكت أيمان تلك الطبقة البرجوازية التي تتوحد ضد المساس بأسس النظام السياسي الطائفي ومصالح الطغمة المالية.
وفي هذا المباح في النظام السياسي الطائفي بدأت حملة إعلانية ترويجية للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، وذلك مع بداية محادثات دول الخمسة زائداً واحداً مع إيران حول ملفها النووي، وبدأت المراهنات على تلك المفاوضات التي انتهت الى تأجيل لأجل محدد قد يتأجل أيضاً، خصوصاً وأن صورة التسوية في المنطقة، على حساب المنطقة ترسم بتأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية والاثنية لوضع خارطة جديدة تفتت دولها المفتتة أصلاً.
والسؤال، أي حوار مرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل؟
بوضوح مختصر، إنه حوار الوقت الضائع إلى حين تبلور ما ستؤول إليه الأوضاع في الصراع الدولي والإقليمي على منطقتنا. والنتيجة المرتقبة منه حقن تسكين ينتهي مفعولها بقرار من المتصارعين الدوليين والإقليميين.
الحوار الحقيقي تصنعه قوى مستقلة في قرارها السياسي الوطني لإحداث تغيير جذري سياسي واقتصادي – اجتماعي للنظام السياسي الطائفي مقاوم للاحتلال ومواجه للمشاريع الامبريالية، ولا تصنعه قوى تابعة للخارج ولصراعاته، مدافعة عن النظام السياسي الطائفي.