الفترة الاخبارية المستمرة يوميا من السابعة وحتى العاشرة صباحا
المواطن والقانون الجمعة 2.30 مع المحامي عبد الكريم حجازي
شباك المواطن مع ليال نصر السبت بعد موجز 10.30 صباحا
Like Us On Facebook : Sawt el Shaab
اشكاليات الاثنين 4.30 مع عماد خليل
الفترة الاخبارية المستمرة يوميا من السابعة وحتى العاشرة صباحا
صعبة العيشة هيك - كل تلاتا الساعة 4.30 مع فاتن حموي
حوار فاتن الخميس بعد موجز 4.30 والاعادة الاحد بعد موجز 11.30 مع فاتن حموي
البلد لوين مع الين حلاق الاثنين 5.30
عم نجم الاربعاء بعد موجز 3.30 والاعادة الاحد 6 المسا مع ريميال نعمة
عينك عالبلد مع رانيا حيدر الجمعة 4.30
Displaying 1-1 of 1 result.


مع الحقيقة: سمير دياب - الذئب والحمل الأميركي

ما يزال الأميركي يتصرف على أنه القوة الرادعة الوحيدة بالعالم، وما يزال يسعى لإبقاء سيطرته وتفرده على مقدرات ثروات وثورات العالم. يتدخل هنا، ويهدد هناك. يهادن حيناً، ويهجم أحياناً. جوهر أهدافه لم تعد خافية على أحد، وخصوصاً، في المنطقة العربية والشرق الأوسط ، يطرح مشروعاً يسمى " الشرق الأوسط الجديد" رغم أنه ليس جديداً. يتعامل الإمبريالي الأميركي على مسرح الأحداث دوري "الذئب والحمل". المتغير في المشهد هي تكتيكاته التي تتبدل حسب الظروف، فيما استراتيجيته ثابته. وهكذا، مرة يلعب دور المحتل، بصفته، المنقذ والمدافع عن حق شعوب المنطقة في الديمقراطية على رؤوس صواريخ الموت كما حصل في  العراق. ومرة أخرى، يلعب دور الاطفائي ويحشد خلفه الدول لإطفاء حرائقه. الأميركي، يلعب في ساحة يتقن معرفة فجواتها وفراغات أنظمتها وتهميشها لشعوبها، كما يتقن حرفة الاستفادة من ذلك وهو مدرك أنه لا يتوفر لحد الآن في المقابل مشروع إقليمي أو دولي نقيض يهدد مشروعه ويبني البديل الثوري. هذا لا يعني أنه لا يقيم وزناً للمحاور الإقليمية والدولية التي تتشكل وتنازعه على مصالح وحصص يعتبرها حقاً وملكاً له في المنطقة، أو أنه لا يهتز أو يتراجع تحت ضربات المقاومة هنا، أو هناك، كما في العراق ولبنان وفلسطين، أو أنه لم يفاجأ في ثورات شعوب المنطقة الثائرة لنيل حريتها وكرامتها وحياتها.

إن فقدان المشروع الوطني التحرري العربي يفسح في المجال أمام الامبريالي الأميركي لدى تعاظم خسائره البشرية بفعل المقاومة، الإنسحاب المباشر وإحلال البدائل التي تخدم أهداف مشروعه التفتيتي، مستفيداً من ذلك باتجاهين: الأول؛ هو تبريد أجواء لدى الرأي العام الأميركي والعالمي والعودة للعبة الناخبين الأميركيين. والثاني؛ إبقاء الاحتلال والسيطرة الأميركية قائمة بالوسائط المزروعة من خلال تكريس أنظمة كرتونية أو خلق مجموعات تكفيرية إرهابية  لهبرجة الحرب والفتن بأقنعة طائفية أو مذهبية أو أثنية، وفق الخطة المرسومة بحيث تستطيع خرق ما لم  يستطع الأميركي خرقه.     

وظهور حركة " داعش" وأخواتها على الساحة العراقية ثم السورية ولاحقاً اللبنانية (عرسال) واحتلالها لمدينة مثل الموصل بسرعة البرق(كمثال)، فيه ما يقال الكثير، كونه محصلة لما كان يحدث في العراق خلال الفترة الأخيرة، وليست داعش إلا النسخة الأخيرة الأكثر تنظيماً وقوة من تيارات وتنظيمات كانت فاعلة على الأرض منذ العام 2003، وقد توفر لها تفكيك الدولة العراقية وتدميرها وتكريس نظام هش بها يسقي بأدائه الأرضية الخصبة لانتشار هكذا حركات إرهابية، ولا  نعفي النظام البائد الذي نخر بعسكرتة وفساده وحروبه وقمعه جسد الدولة العراقية وأضعف النسيج الاجتماعي على مدى عقود قبل الغزو الأميركي عام 2003. هذا الغزو شكل الضربة القاضية لدولة العراق، وما إقامة النظام الطائفي بعد حل الجيش وتفكيك المؤسسات ونهب الثروات، إلا حلقة من مخطط المشروع الأميركي لتأجيج حدة التوترات والإنقسامات الطائفية والمذهبية، بحيث تحولت الهويات الإثنية والدينية عملياً إلى هويات سياسية، ومأسستها، ببناء نظام تحاصص طائفي، ساهم نظام الاحتلال في تشليح ما تبقى من الدولة، بحيث نشأت كيانات طائفية تسعى لتوفير حمايتها وتعزيز إرتباطاتها الخارجية على حساب انتمائها للوطن، وهكذا عزز كل من الأكراد والسنة والشيعة - كل على حدة- من كيانه، فيما بقيت الأقليات العراقية عرضة للتهجير والتنكيل والتهميش بشكل مقصود ومتعمد، حتى حان موعد توظيف قضيتهم وفق المخطط المرسوم الذي تم تنفيذه بشكل وحشي على يد "داعش" بحجة تطبيق حكم الشريعة الإسلامية.  

إن إعلان قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام لا يعني بناء دولة، فهذه العصابات البلدية منها أو الأجنبية الهجينة والمجموعة تحت رأية الجهاد والتكفير لا تحمل قضية، ولا عندها رؤية لبناء دولة، هي جماعات تنبش التاريخ لتوقظ نار الفتن والإرهاب، متوحشة أكثر من الأنظمة الاستبدادية على شعوبها، ومغرقة في جاهليتها واضطهادها للناس باسم الدين الإسلامي.     

إن مقاومة الإرهاب التكفيري واجب وطني لكنه لا يكفي لتجفيف الإرهاب ما لم يتم مقاومة منبعه الأصلي المتمثل في المشروع الامبريالي الاستعماري القادم باسم التحالف الكوني لمحاربة إرهاب "داعش" الذي زرعه وأوجده ليدخل بعد انسحابه من الباب العريض إلى العراق وسوريا من بوابة قوة الإنقاذ الضاربة.

ختم دياب مع الحقيقة: أما مقاومة الإسلام التكفيري الإرهابي، بمقاومة أصولية مذهبية بديلة تحت أي مسمى معتدلة أو إسلامية سياسية، فإنها ستساهم في تعزيز حضور الأولى ووحشيتها، وستصب في النهاية في خدمة أهداف مشروع الشرق الأوسط الجديد. فالمعركة وضعية على الأرض وليست معارك عقائدية سماوية. والرد لا يكون إلا من خلال بناء مشروع وطني شامل يحيط بكل نواحي التحرير والتحرر الاجتماعي. وما عدا ذلك ستبقى شعوبنا المناضلة والمقاومة من فلسطين إلى المشرق العربي ومغربه  تملأ الماء بالسلة.


Displaying 1-1 of 3 results.
Displaying 1-4 of 4 results.
- مجلة النداء - موقع الحزب الشيوعي - دار الفارابي - مجلة الطريق