الفترة الاخبارية المستمرة يوميا من السابعة وحتى العاشرة صباحا
المواطن والقانون الجمعة 2.30 مع المحامي عبد الكريم حجازي
شباك المواطن مع ليال نصر السبت بعد موجز 10.30 صباحا
Like Us On Facebook : Sawt el Shaab
اشكاليات الاثنين 4.30 مع عماد خليل
الفترة الاخبارية المستمرة يوميا من السابعة وحتى العاشرة صباحا
صعبة العيشة هيك - كل تلاتا الساعة 4.30 مع فاتن حموي
حوار فاتن الخميس بعد موجز 4.30 والاعادة الاحد بعد موجز 11.30 مع فاتن حموي
البلد لوين مع الين حلاق الاثنين 5.30
عم نجم الاربعاء بعد موجز 3.30 والاعادة الاحد 6 المسا مع ريميال نعمة
عينك عالبلد مع رانيا حيدر الجمعة 4.30
Displaying 1-1 of 1 result.


كتاب: ورد الحلاج اللاهوت العربي وأصول العنف الديني قراءة تغيب الأساس المادي لمواجهة العنف المؤلف: يوسف زيدان دار النشر: دار الشروق

يتتبع يوسف زيدان في هذا الكتاب، أهم الأفكار التي شكلت تصور اليهود والمسيحيين والمسلمين، لعلاقة الإنسان بالخالق. ومن ثَمَّ، كيف توجه علم اللاهوت المسيحي، وعلم الكلام الإسلامي، إلى رؤى لاهوتية يصعب الفصل بين مراحلها.

يناقش الكتاب، ويحلل ويقارن ويتتبع، تطور الأفكار اللاهوتية على الصعيدين المسيحي والإسلامي. وذلك بغرض إدراك الروابط الخفية بين المراحل التاريخية التقليدية، المسماة بالتاريخ اليهودي – التاريخ المسيحي- التاريخ الإسلامي وانطلاقاً من نظرة مغايرة إلى كل هذه التواريخ، باعتبارها تاريخاً واحداً ارتبط أساساً بالجعرافيا، وتحكمت فيه آليات واحدة، لا بد من إدراك طبيعة عملها في الماضي والحاضر. وصولاً إلى تقديم فهم أشمل لارتباط الدين بالسياسة وبالعنف الذي لم ولن تخلو منه هذه الثقافة الواحدة، ما دامت تعيش في جزر منعزلة.

ويحدد زيدان الناحية المنهجية العامة بأن كتابه ليس بحثاً في مقارنة الأديان بالمعنى المشهور (في بلادنا) لهذا التخصص المعروف الذي يقارن بين الأديان، بأن يبحث في قضية دينية ما، فيرصد الاختلاف فيها أو الاتفاق حولها، بين ديانتين أو أكثر، ويحدد ما هنالك من الفروق الفارقة. أو هو عند بعضهم، العلم الذي يقارن بين الأديان، بأن يعرض لكل دين على حدة، بقضاياه كلها، ثم يعرض لدين آخر على المنوال ذاته؛ فيرصد وجوه الاختلاف والاتفاق بين ديانتين أو أكثر، بحسب عدد الديانات التي يتعرَّض لها مُقارنُ الأديان.

وفي هذا الحقل يقول زيدان: معروف أن الديانات المسماة اعتباطاً بالوثنية، كان كُلُ دين منها يفسح مساحةً لغيره من الديانات (الوثنية) الأخرى، المختلفة عنه. ولم نعرف، تاريخياً أن هؤلاء الوثنيين تقاتلوا يوماً فيما بينهم، من أجل إعلاء ديانة وثنية أخرى، على نحو ما فعلت اليهودية مثلاً في حروب الرَّب التي قادها خليفة النبي موسى، يشوع ( يهوشع، يوشع) بن نون (...)، وقيادة المسيحيين باسم المسيح، حروباً كثيرة امتد بعضها قروناً؛ كالحروب الصليبية الطويلة التي جرت مع المسلمين، والحروب المقدَّسة الأطول زمناً بين الجماعات الكاثوليكية والبروتستانتية، وخروج المسلمين في الغزوات والفتوح لنشر دين الله. ويناقش زيدان مسألة أنه من مفاخر المسلمين أنهم ابتكروا علم مقارنة الأديان، بطرحه الأسئلة التالية: ماذا لو كان (الذي يقارن الأديان) غير مسلم؟ وهل يرى غير المسلم الإسلام، إلا مثلما يرى المسلم الديانات غير الإسلامية، حافلة بالانحراف والوثنية والتعدد؟ وما الفارق إذن، بين علم مقارنة الأديان، المزعوم، وما يسمى في المسيحية بعلم اللاهوت الدفاعي؟ ليصل الى أنه من الأصوب والأقدر أن نقرن بين الديانات الرسالية الثلاث (الإبراهيمية) أو نقارب بينها، على اعتبار أنها تجليات ثلاثة لجوهر ديني واحد.. وهي قاعدة مناقضة تماماً للدعوى التي يقوم عليها ذلك المسمَّى علم مقارنة الأديان. بتحديده لرؤيته المنهجية بأنها تتلخص في المحاولة الدءوب للتجرد من الميول والاعتقادات الدينية والمذهبية، سعياً للوصول الى الموضوعية اللازمة لتفسير الظواهر الدينية، واقتران التدين بالعنف والتخلف عن (الإنسانية) التي تجمع الناس، أو بالأحرى: من المفترض فيها أنها تجمع بين الناس(...) ومن العسير أن يتجرد الواحد منا عن ذاته تماماً، كي ينظر في دين الآخرين، بالحياد والموضوعية اللازمين للمعرفة الحقة، من دون إدانة لأي أحد. خاصة أننا، على المستوى الجمعي العام، أَدْمنَّا الوجبات العقائدية الجاهزة، التي تُقدَّم عندنا في الأزهر الشريف، وعند المسيحيين في الكليات الإكليريكية. وكلها أصلاً معاقل ديانة. ولا أدري كيف يمكن لهؤلاء المشايخ أو أولئك القسوس، أن يقابلوا بموضوعية بين ديانة يَدينون بها، وديانة يُدينونها مسبقاً.

بالرغم من أهمية ما يتضمنه الكتاب من إظهار لأساس العلاقة بين العنف والدين والسياسة ولكنه في تتبعه لهذه العلاقة يبقى في أسر منهجية فكرية تأخذ من الظاهرة شكلها من دون أساسها المادي، ليعيد تنظيم العلاقة بين الدين والسياسة، منعاً لعنفهما، تحسن العلاقة بينهما على أساس دعوة أخلاقية للتصالح انطلاقاً من التعايش السلمي بينهما والتوازن العادل، من دون تحديد الأساس المادي للعنف. وفي هذا الحقل يدَّعي زيدان أن العلمانية "طنطنة جوفاء" لانفصال الدين عن السياسة، وبحكمه هذا ينظر الى العلمانية نظرة أحادية الجانب لا ترى في فصل الدين عن السياسة سوى الجانب الميكانيكي من دون أن يرى فيها تحقيقاً للمواطنة والإنتماء الى الوطن الواحد بعيداً من الدين والمذهب والطائفة والقومية، على أساس أن الإنسان قيمة بحد ذاته.

ومن دعواته الأخلاقية الأخرى ما يسميه التعاون الدولي لمواجهة عمليات العنف الديني، وعمليات العنف باسم محاربة العنف الديني، ويضيف زيدان "ولعل من المناسب اليوم، أن تعترف أمريكا بالإخفاق في مواجهة الجماعة المتطرفة في أفغانستان، وبالإخفاق في مواجهة الأحوال التي أحدثتها بالعراق، مثلما اعترفت من قبل بالإخفاق في فيتنام". واضح النص الزيداني في إخفائه للأساس المادي للعنف ليكون مدخلاً لدعوة أخلاقية للمواجهة خالية من أس القضاء على أسباب العنف، فدعوة زيدان الولايات المتحدة للاعتراف بالإخفاق في مواجهة الجماعة المتطرفة في أفغانستان تُغيِّب أن الولايات المتحدة ومعها الدول الرجعية هي من خلقت هذه الجماعة الدينية الإرهابية، وليس المتطرفة، في مواجهة الفكر الشيوعي النقيض للإرهاب ولاحتلال العالم ونهب ثرواته، كما أن دعوته للولايات المتحدة للاعتراف بالإخفاق في مواجهة الأحوال التي أحدثتها بالعراق فيه من التغييب لحقيقة أن الولايات المتحدة تعمدت إحداث ما أحدثته بالعراق لتدمير هذا البلد وليس لتحقيق ديمقراطية مزعومة في مواجهة نظام ديكتاتوري، في سبيل تحقيق مشروعها الامبريالي الهادف الى الهيمنة على العالم وثرواته وإشعال الحروب الطائفية والمذهبية. أما اعتباره أن الولايات المتحدة قد اعترفت بإخفاقها في فييتنام ففيه طمس لحقيقة تاريخية هي أن إخفاق الولايات المتحدة في فيتنام كان نتيجة مقاومة شعبية وطنية هزمت الاحتلال الأميركي لفيتنام، وهذا ما لا يذكره زيدان في كتابه. وبالتالي عن أي تعاون دولي يدعو إليه لمحاربة العنف، وأي اعتراف هذا يدعو فيه زيدان الولايات المتحدة للاعتراف في إخفاقها وهي المسؤولة عن العنف والاحتلال والحروب لتكريس هيمنتها على العالم؟ أسئلة لا إجابات عليها في فكر محكوم بقراءة تُغيِّب الأساس المادي لمواجهة العنف والإرهاب.


Displaying 1-1 of 3 results.
Displaying 1-4 of 4 results.
- مجلة النداء - موقع الحزب الشيوعي - دار الفارابي - مجلة الطريق