شؤون محلية: النفايات الصلبة في لبنان لماذا هذه الأزمة د. يوسف حمزة
كنا قد تحدثنا في عدد سابق عن التعريف العلمي للبيئة، وللعناصر الطبيعية التي قد تتأثر من التلوث وأهم هذه العناصر الخلايا: النباتية أو الحيوانية أو البشرية أو الأسماك عبر تلوث الماء والهواء والتربة...
من هذه العناصر المؤدية إلى التلوث النفايات الصلبة التي تتخمر من أكثر من 4 أشهر في أماكن متعددة من لبنان مكشوفة وخاصة في بيروت، حيث أن الدولة وعدت بالحل السحري الذي هو ترحيلها إلى الخارج، وإعتقدت الدولة أنه بعملية الترحيل هذه قد ترتاح من البحث على الأراضي اللبنانية عن المطامر الصحية المذهبية والطائفية للأسف...
ولكن في الحقيقة كانت هناك صفقة كريهة الرائحة أكثر من رائحة النفايات الصلبة التي تتخمر حاملة معها أسباب الأمراض المتعددة والتي تصل إلى السرطانية، لقد كادت هذه الصفقة أن تمر لولا إكتشاف الوثائق المزورة في العقود التي إستمر التحضير لها أكثر من ستين يوماً مع العلم أنه يجب أن تكون موجودة من اليوم الأول، وهي لم توجد لأن الصفقة هي صفقة بين المافيات اللبنانية والمافيات الروسية كما ذكر رئيس اللجنة البرلمانية للبيئة النائب مروان حمادة وأعلن ذلك على الأخبار وعلى كافة المحطات اللبنانية التلفزيونية...
وأكثر من ذلك وللأسف قامت الدنيا وقعدت منذ مجئ رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى لبنان ولكن أحداً لم تهزه كرامته من هؤلاء المسؤولين لناحية تنظيف بيروت من أطنان الزبالة التي تهدد بالأمراض المتعددة...
حسناً الصفقة لم تمر وهناك حلول أساسية بسيطة لأزمة النفايات الصلبة في لبنان وهي:
1) طريقة الفرز وإعادة الإستعمال: ويعني ذلك الفرز إبتداء من المنزل والمكتب والشركة أي من المصدر، ثم الفرز البلدي حيث توضب المواد التي يعاد إستعمالها في حاويات خاصه بها مثل: الورق، البلاستيك، الزجاج، الحديد. أما النفايات العضوية فتؤخذ إلى معامل التسبيخ ليعاد إستعمالها في الزراعة كمواد سمادية عضوية، أما المواد العادمة كالزجاج المكسر والعضام والمواد المشابه فتجمع وتستعمل في الردم للطرقات الجديدة أو تحرق بشكل علمي لإعادة طمرها في مطامر صحية، أما نفايات المستشفيات فإن لها شركات خاصة تعتمد على الطرق العلمية المخصصة في التخلص منها...
2) طريقة الحرق وتوليد الطاقة: هذه الطريقة لا تعني طريقة الحرق في العراء، أو في أماكن بعيدة، أبداً لانعني ذلك، بل هناك طريقة حرق النفايات في معامل خاصة جداً وعلى درجة حرارة تزيد عن 800 درجة سليزيوم وتولد منها الطاقة الحرارية، وهناك معمل مشابه لما نقول موجود في مدينة نيويورك وشاهدنا الفيديو الذي عرض على شبكات التواصل الاجتماعي، وتولد نيويورك من هذا المعمل ما يصل إلى 400 ميغا،
3) طريقة معالجة النفايات بالتفكك الحراري، وهي طريقة علمية حديثة تستعمل في عدد كبير من دول العالم، وهنا ألفت الإنتباه إلى أن كل ما ذكرناه من الطرق يتوافق مع المعايير والمواصفات البيئية بما فيها المحارق الصغيرة الحديثة...
4) أما طريقة الترحيل فنستطيع ترحيلها إلى سوريا أو أي منطقة أخرى من الصحارى العربية كليبيا والمغرب ومصر لون أن هناك ظروفاً أمنية ودبلوماسية جيدة بين الدول العربية.
أما الحل المستعجل الحالي لهذه المشكلة هو التالي:
1) إعادة فتح المطامر التي أقفلت في كل المناطق لمدة شهرين فقط وذلك لسحب النفايات التي من غير الممكن فرزها وطمرها بالطرق الحديثة.
2) البدء بالفرز المنزلي مباشرة مع الفرز البلدي ووضع المواد التي يعاد إستعمالها في مستودعات مطابقة للمعايير البيئية يتم بناؤها في كل المناطق اللبنانية وبمدة خمسة عشر يوماً، أما التسبيخ فيتم في المعامل الموجودة ويطمر ما تبقى من مواد عضويه مؤقتاً.
3) إعادة تشغيل معامل الفرز التي أقفلت بسبب الإهمال أو الصفقات، أو لعدم قدرة البلديات على تشغيلها، حيث تدفع أموال البلديات ليصار إلى إعادة تشغيلها وفوراً.
4) السماح للمحارق الجديدة ذات المواصفات البيئية العمل وبشكل فوري لأننا لسنا أفضل من الغرب الذي يستعملها على أن لا يكون إستعمالها صفقة رابحة لبعض المتمولين.
البحث مع السوريين على إيجاد مطامر في المناطق العازلة الخاضعة لشروط المعايير البيئية، وللمستقبل البحث على ترحيل هذه النفايات مع المصريين والسعوديين والمغرب وليبيا...