بوضوح: ربيع ديركي إلى 13 آذار دُّر
وقف الأعمال القتالية في سوريا دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة الماضي، باستثناء تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين، يشوبه خرق من هنا وآخر من هناك، والواضح أنه قرار روسي – أميركي بالدرجة الأولى والأخيرة، وجدت فيه السعودية وتركيا تحجيماً لدورها في سوريا عبر دعمهما للتنظيمات المسلحة فيها، وهو قرار لا يزال أمامه الكثير من الوقت قبل اتضاح صورة ما بعده.
في لبنان الشحن الطائفي والمذهبي مستمر ولكنه في هذا الوقت أكثر تأجيجاً، سبقه تصعيد سعودي يطرح العديد من الأسئلة حول التوقيت والأهداف وسبب اختيار لبنان ساحة له؟ في ظل استمرار الفراغ الثلاثي في المؤسسات الدستورية المعوض عنه بحوارات ثنائية وموسعة بين أطراف التحالف الطبقي الحاكم، الذي يملأ الفراغ إلى جانب حواراته بإبقاء عامل التأجيج المذهبي حاضراً لتقطيع الوقت في لحظة الاشتباك الدَّولي – الإقليمي في المنطقة، كتمهيد يؤمنه هذا التأجيج للاتفاق على تسوية بين أطراف البرجوازية اللبنانية الحاكمة ليست بالضرورة قريبة الأوان.
وعليه، إلى أين تتجه التطورات بوجه عام، يبدو أننا في بداية تسوية للمنطقة برمتها عنوانها "الشرق الأوسط الجديد" لناحية طبيعة دوله وحدود تقاسم النفوذ فيها قد تكون بوابتها سوريا، وعلى هذا المستوى من الضروري تتبع ما يجري على مستوى القضية الفلسطينية في ظل الانشغال بالمناطق الملتهبة، حيث كان لافتاً النتائج السريعة لزيارة اللوبي الصهيوني إلى مصر، بعودة سفيرها إلى "إسرائيل"، واستعداد "رئيس الكيان الصهيوني" للقاء الرئيس بوتين قريباً في موسكو. ولا يغيب عن البال ما يجري في ليبيا، ونشر قوات فرنسية في تونس.
قابل الأيام يحمل العديد من التطورات وقد يكون مفتوحاً على جميع احتمالات الفرز والضم. في موقع رفض انتظار التسويات، نعود إلى أسس تظاهرة 13 آذار العام 2005 التي نظمها الحزب الشيوعي اللبناني وسط العاصمة بيروت، صحيح أنها لم تكن مليونية ولكنها كانت بحجم الوطن بشعاراتها التي حملت باكورة التحركات الشعبية والنقابية والمطلبية، وهي شعارات تثبت الوقائع والسجالات بين طرفي تحالفي آذار البرجوازيين، بالرغم من التصدعات الأخيرة فيهما، أنها خارطة طريق التغيير الديمقراطي المواجه للمخططات التي تنسج لمنطقتنا، والمقاومة للاحتلال، هي خارطة تحملها قوى اليسار على امتداد الوطن العربي.