
ثقافة: شوقي مسلماني هذا الإنفجار نتاجُ يأسِهم
إمعانُ النظر عَصَب. إمعانُ النظر بالشجرةِ الأقرب. إمعانُ النظر بالطائرِ الذي عَبَر. إمعانُ النظر بأخيك الذي يمرّ معك، بسلّةِ السمك، بالقمحِ، بالزهورِ. إمعانُ النظر بالداخلِ والخارج، بالإحتمالات. إمعانُ النظر عصَبُ الإنارة.
(1)
واحتجاجاً على طيالسِهم يلتحفُ خرقةً ويَحْجُم إلى عزلةٍ. ويشعرُ أصحابُ الطيالسِ بالحَرَجِ أمام المواطنين، ولكن سرعان ما يتداركون لئلاّ يفوتهم كلُّ شيء. يجعلون مِنْ ذواتِهم خيِّرين ويرسلون مساعدات إلى ذوي الخِرَق والعزلةِ متعلّلين إنّه بلغَ أعلى مراتب الإنسانيّة، وإنّهم بدأوا يؤمنون به ويسيرون على هديه في رفعِ الحيف. وأوّلُ الغيث قطرة. وعساه بما إنّه مؤتمَن يعمل على وصول هذه القطرة إلى من يستحقّ، ولأنّه سلبي يوافق.وتسمو العلاقة إلى الشراكة: له الأرواح يهذّبها بالخِرَقِ التي عليه، وبعزلتِه، ولهم الأبدان يهذِّبونَها بقطراتِهم. وينقلبُ المرفوض إلى عينِ المقبول، وتصيرُ له خريطة طريق، ويغدو أيّ خروج على خريطة الطريق هذه عين المسّ بالذات المتعالية!.
(2)
كلُّ إياب فيه مِنْ كلِّ ذِهاب.
**
الجماعة في سبيلِ الفرد، والفرد في سبيلِ الجماعة. وجيشُ نملِ التفاصيل لاحتسابِ كلِّ مسافة.
**
"بأيّام مجيدات نختصر قرناً كاملاً. بأيّام مجيدات ندفع أرواحنا أجيالاً دائماً إلى الأمام. يجب أن نندفع إلى الأمام.لا يليق أن نقف عند الماضي.يجب أن نحكّ كلّ مجال حيوي".
**
هذا الإنفجار هو باختصار غير طبيعي. أنتَ تُريد حلاًّ دمويّاً، أنت تريد تسييج قارّات. هذا الإنفجار هو خارج إرادةِ الناس. هذا الإنفجار نتاجُ يأسِهم.
**
ليس ما تقول إنّما كيف؟. الحزمُ دائماً أوفر صحّةً.
**
ولكي يرى يغمض عينيه.
(3)
قالت عصافير باستهزاء من نسِر: "ما بالُه يُحلِّق عالياً حتى بالكاد يُرى"؟.فيما هي لا تدرك أنّه حيث هو لكي يراها جميعاً.
(5)
- "ولماذا أبلغَها إنّهم يُحصون عليه أنفاسَه"؟. –"لا أعرف"!. –"يحصون عليه أنفاسَه، وتعرفين أنّه قال لها ذلك. هل استشعرَ خطراً؟ ماذا فعل"؟. –"لا أعرف"!. –"لماذا أبلغَها إنّهم يحصون عليه أنفاسَه"؟. –"لا أعرف".–"يحصون عليه أنفاسَه، وأنتِ تقولين، ومن موقعك الأمني الرفيع، إنّك لا تعرفين؟. بل أنت تعرفين، وأعلنت غيظَك، وفجأةً أعلنتِ صمتَك.هل كان يُحقِّق في أمرٍ ما"؟. –"مزاعم". –"يوجد شهود وتسجيلات. لماذا أعلنتِ غيظك ثمّ أعلنتِ صمتك"؟. –"أكتفي بما أدليتُ به".
(6)
غطاؤه أوراق ومخدّته صرّة بالية. وأنا أمرّ ليلاً بإزائه استيقظَ مذعوراً.ولئلاّ يظنّ إنّي لصّ أريد أن أسرقه، وأنا آسف إنّي أربكته، وكان يجب أن أجعل مسافة بينه وبيني، كأن أسلك الرصيف المقابل،ابتسمتُ له!.
(7)
وقصدوا البحر. وهم يسبحون عند الشاطئ فاجأهم صيّاد سمك ورمى شبكته عليهم. وفيماعلق أحدهم وأصيب الآخر ودنب الذعر كانت سفينة صيد تعبر. ورأى الريّس انهما كالصيّاد فأيقن إنّه عند صيدٍ وفير. وصاحب الصيّادين: "ألقوا الشباك، وحاصروا كل المنطقة".
(8)
الحيلة سكّين برقبة هذا الخروف المسكين!.
**
المسألة متراكمة. وهذا سلوك لا أعتقد إنّه صنيع رِقّة.
**
كلُّ جهة ليست أقلّ قسوة.
(9)
وهذا يسعى وذاك يسعى. حاصَرُوها حصارَ الدائرة. تراكموا فوقها، حجبوا عنها الشمسَ، زفرتْ آخِرَ أنفاسَها، جلبوا الإسمنت. وهي في مكانِها أغلقوا عليها.
(10)
كان طيراً بحجم حمامة. كان منه سبعة مليارات. كانت له أرض، فيها يهاجر ومنها يعود. واهتدى إليه صيّادون، فتكوا به حتى نقص نقصاً فادحاً. وصار بضعة ملايين، وصار بضعة آلاف،وصار بعدد أصابع اليد الواحدة، وصار واحداً. وظلّت الجبال والوديان تردّد صدى نداءاته اليائسة،حتى أغمض عينيه أخيراً مرّة وإلى الأبد.
(11)
وأنشأ عمارةً - قلعةً مِنْ زجاج لا يخترقها الرصاص.مع إنّي أتذكّر مِنْ دون شرح.
**
والأخبار جدّاً مُقلِقة. حضارةٌ عثرتْ على موطئ قدم. صحيحٌ إنّهم يتساءلون عن حالِ الصحّةِ بعدَ المُصافحةِ وعن سيرِ العمل، إنّما الماء ينزلق ويتوه في الرمل. ورجلٌ تائه في الرمل. وعلى هذا النحو ينقضي الوقت، والشهود بين ليل وتعب.
**
وهؤلاء نفّذوا أمرَ الجريمة. وأولئك أصدروا الأمر أو أوحوا به سيّان،جميعهم في صفٍّ واحد كأسنان المشط تحت المساءلةِ الواحدةِ – العادلة.