
بوضوح: ربيع ديركي في مواجهة المرحلة
واقع حال المنطقة العربية يمكن تلخيصه بأنه في مرحلة انتقالية شديدة الخطورة بأهدافها وتداعياتها، فساحات دول عربية غارقة في حروب الصراعات الدولية والإقليمية عليها، وهي تذهب، اليوم، باتجاه ترسيم مناطق نفوذ داخل حدود كل من سوريا والعراق فيها ما هبَّ ودبَّ من تنظيمات إرهابية تتمدّد في ساحاتها كالنار في الهشيم، على وقع ضربات ما يسمى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، بقيادة الولايات المتحدة، ذات الباع الطويل في الحروب العدوانية، والخبرة الطويلة في تفريخ التنظيمات الإرهابية، من القاعدة وصولاً الى أحفادها، داعش والنصرة، من دون إغفال دعمها، أيضاً، لتنظيم الإخوان المسلمين، كل ذلك لضرب أي إمكانية لقيام مشروع وطني تحرري، وبالتالي حماية أمن رأس حربتها الكيان الصهيوني.
اللافت في هذه المرحلة حدوث تغييرات خطيرة في الساحتين العراقية والسورية عنوانها تمدّد داعش بسهولة في الساحتين، وحرب اليمن التي لا تزال مفتوحة، وعودة الدعم السعودي لجماعة الإخوان المسلمين. كل ذلك قبل موعد مفاوضات مجموعة 5+1 مع إيران حول ملفها النووي، بما يؤشر الى أن ما قبل التوصل الى الاتفاق تجري عملية تثبيت أمر واقع تمهد للتفاوض عليه ما بعده، لإعادة ترسيم أدوار الدول الإقليمية في المنطقة، عنوانها الإسلام السياسي.
عواصف الصراع الدولي – الإقليمي التي تضرب منطقتنا لا بد أن تضرب لبنان الغارق في مهاترات طبقته السياسية متعدّدة الولاءات الخارجية، المنتظرة تبلور خارطة النفوذ، ولكن الخوف أن يكون التبلور عاصفة تدخل لبنان في حرب جديدة، تغذيها تلك الطبقة بممارساتها السياسية.
الخروج من هذا الفلتان الشامل في لبنان، يتحقق بمشروع سياسي وطني يربط المقاومة بالتغيير الديمقراطي الجذري، ضد نظام الانكسار، مشروع يحمي انجاز التحرير من وحول الطائفية والمذهبية، ويحمي تاريخ شعب الانتصار. وهو في أساسه مشروع تحرر وطني عربي مقاوم.